آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

أخبار وتقارير


رسائل قصيرة في أيام حرب " عاصفة الحزم "( 2 )

الأربعاء - 01 أبريل 2015 - 03:09 م بتوقيت عدن

رسائل قصيرة في أيام حرب " عاصفة الحزم "( 2 )

عدن ((عدن الغد)) خاص:

   لو قدر لباحث في علم الاجتماع السياسي ان يقدم تفسيرا علميا لحالة الصمود والتماسك الاسطورية المذهلة التي يواجه بها ابناء الجنوب وفود " المنتحرين "  من قوات الحوثيين وجنود صالح المندفعين في حالة يأس الى عدن وبقية محافظات الجنوب لمى وجد افضل تفسيرا لهذه الحالة من نظرية " الجماعات المتخلية " لعالم الاجتماع السياسي الشهير بندكت اندرسن ..!

    وكان سيبدو هذا العالم اسعد الناس بنجاح نظريته التي تتركز حول ما يمكن ان تنتجه ما اسماه ب " نحن المتخيلة " من تماسك وصمود لمجتمع سياسي في الدفاع عن وجودهم الذي يرونه مرتبط ارتباطا وثيقا بوجود دولتهم الوطنية . لأن الذي يدافع عن الضالع يحمل نفس الشعور الذي يدافع فيه ابن شبوة عن بيحان على سبيل المثال حينما يعرف نفسه ب" الجنوبي " .

    وهي نفس النظرية التي جعلت " الجندي الرسمي " المتمترس في معسكرات الصولبان او بدر او اللواء 33 في الضالع لا يستطيع ان يتقبل ان يكون جنوبيا ك " هادي " رئيسا له ! .. ان شعوره العميق المتجذر في وجدانه يدفعه تلقائيا الى تقديم فروض الولاء والطاعة لمن يعتقد انه رئيسه الفعلي وهو علي عبدالله صالح او عبدالملك الحوثي حتى وان خاض ضد الاخير " ستة حروب " رسميه !

    وتأتي الانفاق التي حفرت لتربط المعكسرات الواقعه بخور مكسر ببعضها وبالمطار علامة اكيدة على ان وصول هادي الى عدن لا يتجاوز في نظرهم جميعا من ان يكون هاربا من استحقاق تاريخي كان يفترض ان يسلمه لأهل صنعاء .. وهو " السلطة ", وتؤكد الأنفاق انها حفرت قبل مدة لن تكون باي حال اقل من شهر الى شهرين لتكون جاهز للاستخدام ما يعكس وجود نية مسبقة لانتزاع السلطة من " هذا الجنوبي " بالغدر لأنه لم يفهم لغة التاريخ والجغرافيا لليمن التي لا تقبل  ان يكون الحاكم لصنعاء الا منهم !!

اذا على السياسة في الرياض حتى وان اختارت ان تتعامل مع منطق ما تسميه بالشرعية لأغراض عسكرية وسياسية ان تدرك ان هذه الوسائل لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون حلا دائما للمشاكل الحاصلة ما بين الشمال والجنوب لأن كلاهما كان " دولة " !! والا لماذا لم نشهد حتى ولو نسبة ( 5 % )  من مقاومة شعب الجنوب في اي منطقة شمالية .

                                                       

*من أحمد عمر بن فريد