آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-06:58م

أدب وثقافة


طفولتي البريئة

الإثنين - 30 مارس 2015 - 11:45 ص بتوقيت عدن

طفولتي البريئة

كتب / همام عبدالله الحاتمي

بدأت طفولتي بحياة بريئة مفعمة بالحياة تشوبها بعض الأحداث التي وقعت في 86، وكيف أستطاع أحد أعمامي الهروب الى أثيوبيا بينما الأخر كان شاباً يافعاً، وكيف أن فلاحاً ينتمي إلى الطرف الأخر من المعركة أواه في مزرعته مع حشد كبير من زملائه وكيف كان يقدّم لهم الطعام، ويخفيهم كي لا يتعرضوا للأذى، هذه هي كُرم اليمني ونبله حتى في أشد وأعتى الحروب الأهلية، يبقى مقداماً كريماً سمحاً. وكانت تسرد لنا قصص مروّعة، بعدها بدأت الجراح تلتئم بعد عام 90 وأنشدنا للوحدة من رؤوسنا إلى مخامص الأقدام، وكان هدفنا أنها النعيم التي ستحملُنا على أطباق طائرة، استمرت الحياة بسلام، كنا نستمع لأغاني عذبة لمحمد سعد وعبد الرحمن الحداد، لم يسعفنا الوقت لبناء الأحلام حتى هجمت على طموحنا حرب ضروس في 94 دمّرت كل الآمال والأحلام. عشنا بعدها حياة بؤس وجحيم، حينها أيقنت تماماً أن الدم لا يغسله ألا دم، وسيأتي يوماً سنخوض هناك معارك طاحنة تُعاد فيها الكرامة التي أُهدرت في منتصف التسعينات. أشتد عودي وقوي ساعدي ودخلنا حقبة الألفية الثالثة، استقبلناها بأحداث الحادي عشر من أيلول وأثارها على اليمن ليس أخرها المدمرة كول، حتى ابتدأت معارك جديدة يخوضها المخلوع هنا وهناك خلال العقد المنصرم، كل تلك المعارك التي كانت تحدث كنتُ أعلم يقيناً أنها ليست معركتنا، كُنت أُحدث نفسي أنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، لكن انعكاساتها وكل مالاتها تحتم علينا دفع ثمنها.

الحراك الثوري السلمي في 2007 كانت بداية لبارقة أمل، فهاهو الفجر يلوح في الأفق، ولكني أدرك يقينا أنها ليست الطريقة التي تُستعاد فيها الكرامة، استمرت الأحداث وثورات الربيع العربي وما لحقها من تصفيات  إلى أن وصلنا ما نحن عليه اليوم، حروب طاحنة في عدن، وتوازن قوى قادمة تقوله الأحداث.

بعد هذا التاريخ المُرهق والمآسي التي عايشناها في طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا، هل يمكن أن يتوقف النزيف؟؟؟

هل لي أن حلم بمستقبل نظيف؟؟