آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-07:24م

ملفات وتحقيقات


عدن الغد زارتها وتفقدت أحوالها ...مدرسة عمران للتعليم الاساسي بعدن تصرخ لكن لا حياة لمن تنادي !!

الجمعة - 13 مارس 2015 - 07:35 م بتوقيت عدن

عدن الغد زارتها وتفقدت أحوالها ...مدرسة عمران   للتعليم الاساسي بعدن تصرخ لكن لا حياة لمن تنادي !!
مدرسة عمران للتعليم الاساسي ـ عدن الغد

عدن(عدن الغد) خاص:

مدرسة عمران للتعليم الاساسي في قرية عمران الساحلية، وهي تابعة لمديرية البريقة ، وتبعد منطقة عمران عن مدينة البريقة حوالي (25) كيلوا متر وعن مدينة عدن (42) كيلوا متر باتجاه الغرب وتضم مدرسة عمران للتعليم الاساسي الطلاب من منطقتن ساحليتين هم منطقة عمران ، ومنطقة راس عمران( أمراص )وهي المنطقة المجاورة لها .

تعيش مدرسة عمران للتعليم الاساسي وضعاً مأساوياً للغاية ، ليس من ناحية الفصول القديمة التي في المدرسة او النقص في الكتاب المدرسة و الكادر التعليمي فحسب ، بل ايضاً صحي وبيئي،وكل هذه الأمور وغيرها نستشعرها وإياكم من خلال هذا الاستطلاع والذي كان فيه بعض الاسئلة التي اجابنا عليها كلاً من الاستاذ / باسل عوض طالب ... مدير مدرسة عمران للتعليم الاساسي وكذلك الاستاذ / عبد الجبار عوض هادي.. المشرف الصحي لمدرسة عمران.... فإلى تفاصيل ذلك الاستطلاع الخاص لعدن الغد .

 


استطلاع / رشيدي محمود الرشيدي


قبل أن نبدأ بطرح الاسئلة على حضراتكم ، نريد ان نعرف في البداية كم عدد الطلاب الذين يدرسون في مدرسة عمران ، وعن سير نظام العمل في هذه المدرسة ايضاً ؟

عدد الطلاب الذين يدرسون فيها هو (429) طالباً وطالبة ، عدد الذكور هو (243) ، اما البنات فعددهن (186) طالبه ، ونظام التدريس في المدرسة هو يتبع لنظام المدارس الحكومية ، الا اننا نحن نعتمد فترتان في هذه المدرسة فترة صباحية وفترة مسائية ، اما المراحل الدراسية فهي تبدأ من الصف الاول الابتدائي ولغاية الصف التاسع الاعدادي، بحيث يدرس الاولاد في الفترة المسائية والبالغ عددهم( 138) طالباً بدايةً من الصف الخامس الابتدائي ولغاية الصف التاسع الاعدادي .

*اذاً استاذ / باسل عوض طالب .. بما انك مدير للمدرسة ، ماهي أهم المشاكل التي تعاني منها مدرسة عمران ؟

بخصوص المشاكل التي تعاني منها مدرسة عمران عديدة جداً ومتساوية في الوقت نفسه ، هناك نقص في الكتاب المدرسي وخاصة في مادتي التربية الاسلامية والقرآن الكريم ، وتحديداً عند طلاب الصفوف الابتدائية ، وعندما ذهبنا لطلب تلك الكتب من المطبعة المدرسية وغيرها من الكتب الخاصة بالمنهج التعليمي، تعرضنا للمماطلة كثيراً وكان دائماً يقال لنا تعالوا بكرة ارجعوا بكرة ، وكما تعلم نحن نسكن في منطقة تبعد عن مدينة عدن بحوالي (42) كيلو متر ، وهذه مسافة ليست بالقصيرة جداً وامر كهذا في ايامنا هذه يحتاج الى متابعة يوميه ، والمسؤولون لا يقدرون ذلك ابداً

كذلك نعاني في سير العملية الدارسة ، فهناك في اليوم الدراسي فقط يوجد (4) حصص وليس(6) حصص ، كباقي المدارس ، والسبب في ذلك نقص الكادر التعليمي ، وفي بعض الاحيان لا يتم استكمال المنهج الدراسي كاملاً ، و ذلك في بعض المواد وتحديداً طلاب الصف الثامن والتاسع ، فقد يصل بعض المدرسين الى نصف المادة ويكتفي بذلك ، والسبب هو إما أن الكتاب ممزق أولا يوجد فيه باقي الدروس او ان عدد الطلاب اصبح قليلا جداً ، واذا عدنا الى عدد الطلاب فإنك سوف تجد في الصف الثامن (17) فتاة بينما في الصف التاسع يوجد هناك فقط(5) فتيات ، نعم (5) فتيات واذا سألت لماذا ،أو ما هو السبب ؟...

فكل ما عليك فعله فقط ان تنظر الى الحالة التي وصلت اليها هذه المدرسة ، والسبب كل تلك الاوضاع المأساوية التي منها مدرسة عمران وغيرها من الامور الاخرى الذي سوف أجيبك عليها من خلال الاسئلة القادمة ، فقد جعلت العديد من الطلاب في قرية عمران وراس عمران (امراص) يتركوا مقاعد الدراسة ، وهذه امر مؤسف وحزين ، فهذه المدرسة تضم بداخلها طلاب ومعلمين من منطقتين عمران وراس عمران (امراص) الساحليتين ، ومع هذا فإن عدد الطلاب فيها ضئيل جداً نسبة بعدد السكان في المنطقتين الساحليتين .

 *استاذ / باسل هل هناك تواصل من قبل ادارة المدرسة مع الجهات المختصة والمسؤولين لمد يد العون وتقديم المساعدة لتطوير وترميم المدرسة ؟

لقد حاولنا كثيراً التواصل مع المسؤولين في المحافظة ، وكذلك مدير مكتب التربية والتعليم في المجلس المحلي بمديرية البريقة .

لكن دون فائدة تذكر ، حتى انهم لا يذكرون لك الاسباب او المبررات لكل ذلك التجاهل ، هنالك تهميش واضح لمدرسة عمران ، هذه المدرسة لا تجد يد العون لتقديم المساعدة لها أسوة بباقي مدارس مديرية البريقة ، هل تعلم بأنه لا يوجد في هذه اللحظة ماء ، وذلك منذ حوالي (10) سنوات ، هناك حمامات تم بناؤها تزامناً مع الفصول التابعة لصفوف المتقدمة من المرحلة التعليمية حيث يدرس فيها طلاب الصف السادس لغاية الصف التاسع الاعدادي، الا ان تلك الحمامات لا احد يستخدمها ، والسبب هو عدم وجود الماء فيها ، وقد تقدمنا بطلب لشركة مصافي عدن ، مدنا ببوزة ماء مرتين في الاسبوع ، لكن للأسف الشديد لم نحصل على ما طلبناه منهم ، امر كهذا انعكس سلبياً على حالة الطلاب والمعلمين ، وخاصة الفتيات ، ولذلك من الطبيعي جداً انك لا تجد عدد كبير من الطلاب في المقاعد الدراسية داخل مدرسة عمران .

يوجد اليوم خزانات للماء فوق تلك الحمامات ، وما نرجوه اليوم من الله عز وجل، ثم من المسؤولين في الدولة ان يمدوا يد العون لهذه المدرسة حتى ولو بإملاء تلك الخزانات بالماء .

*لماذا لا تستغل هذه المساحة الكبيرة الموجودة داخل سور المدرسة ؟

نعم توجد مساحة كبيرة وشاسعة ، لكن امكانيات المدرسة لا تسمح ولا تساعد باستغلال تلك المساحة ، ولقد حاولنا كثيراً بأن نحصل على المساعدة من قبل الجهات المختصة وذلك من اجل الاستفادة من هذه المساحة ، وكل الذي حصلنا عليه هي الوعود فقط .

عندما تقوم بزيارة بعض المناطق القربية من منطقة عمران ، وتحديداً مدرسة فقم للتعليم الاساسي وكذلك مدرسة صلاح الدين ، فأنك تجد اهتمام واضح لهذه المدارس ، اهتمام منقطع النظير ، هناك ملاعب كرة قدم ، وكرة سلة ، هناك مراجيح والعاب مختلفة للأطفال فلماذا لا تكون مدرسة عمران مثل باقي المدارس واسوة بها ؟ لذلك ارجوا من المختصين الاهتمام بمدرسة عمران ، واتمنى بأن نحصل على ما يعرف (بالمساحة الامنة) للأطفال داخل المدرسة ، وهذا حق من حقوق الطفل في الحياة ، مثل هذه الامور ان وجدت فهي تساعد على الاستمرار والرغبة لدى الاطفال بالذهاب الى المدرسة .

اليوم لا يجد الطفل الذي يدرس في مدرسة عمران حتى ملعب لكرة القدم عندما يمارس الاولاد الرياضة في المدرسة فانهم يضعوا الحجارة الكبيرة علامات على انها اجوال ، اين نحن اليوم من باقي مدارس المديرية ؟ ، لا نريد اشجار للمدرسة ، لأن الاشجار تحتاج الى الماء ، ونحن لم نجد الماء لنشربه، ليس في المدرسة فحسب بل حتى في منطقة عمران بأكملها، كل ما نحتاجه هو انشاء ملاعب للأطفال وكذلك انشاء فصول جديدة وامنة للطلاب وعندما اردنا ان نتعرف عن الجانب الصحي في مدرسة عمران ، توجهنا بسؤال الى الاستاذ / عبد الجبار عوض هادي / المشرف الصحي في مدرسة عمران ، وخلال الاجابة عن السؤال والذي كان على النحو التالي... ماذا عن الوضع الصحي والبيئة في المدرسة ؟

فقال : الوضع الصحي في مدرسة عمران سيئ للغاية ، وينذر بحدوث كارثة صحية بين الطلاب ، صحيح ان الماء هو عماد الحياة ، ونحن من واجبنا ان نعلم اطفالنا الطلاب كيفية الحفاظ على الماء ، لان الماء هو ايضاً أساس الحياة ، كذلك يجب علينا تعليمهم تنظيف اليدين بالماء والصابون ، وهناك دروس في المنهج التعليمي الخاص بالاطفال وتحديدا الصوف الابتدائية الاولى ، يتعلموا من خلالها ، عن تنظيف اليدين بالماء والصابون ، لكي يحافظوا على صحتهم من الجراثيم المختلفة التي تنقل وتسبب الامراض، وعلى الرغم من وجود يوم عالمي لغسل اليدين ، فإن مدرسة عمران تعاني من الحرمان الدائم والعالمي لعدم وجود الماء فيها ، اما الفصول الدراسية حالها يسوء يوما بعد يوم، وخاصة الفصول التي يدرس فيها طلاب المراحل الابتدائية ، وهذا الامر ليس من الناحية التعليمية فقط بل حتى من الناحية الصحية فتلك الفصول قد تحولت ارضيتها وجدرانها حتى الاسطح الى ما يشبه الصدى الذي ينهش في الماني والاسطح الحديدية .

واضاف الاستاذ / عبد الجبار قائلاً لا يوجد في مدرسة عمران صندوق اسعافات اولية، ولا حتى حبه اسبرين واذا تعرض الطفل لأي اذى لا سمح الله نذهب به الي العيادة التابعة للقرية ، وهي تبعد عن المدرسة بعض الامتار.

اضف الى ذلك السبورات التي يكتب عليها المعلومون ، نحن في مدرسة عمران ما زلنا نكتب بالطباشير المصنوعة من مادة (النورة) وقد اثبتت الدراسات بأنه مع الوقت البعيد تسبب تلك المادة العديد من الأمراض الرئوية ، وكذلك العيون وتحديداً عند تطايرها خلال الكتابة فلماذا لا يقدم لنا سبورت حديثة كباقي المدارس ، حتى نستطيع الكتابة خلالها بالأقلام البترولية ، ونحافظ على صحه اولادنا ومعلمينا .

امر آخر اريد ان اقوله ، وهو الفصل الذي يوجد فيه المختبر ،ذلك الفصل عفى عليه الزمن ،ويوجد فيه العديد من المواد الكيماوية التي تستخدم في بعض الدروس التطبيقية ، وغرفة او فصل المختبر توجد بالقرب من فصول الاولاد الذين يدرسون في الصفوف الابتدائية ، وهذا امر آخر ينذر بكارثة صحية وبيئية في مدرسة عمران .

كلمة اخيرة اود ان اوصلها للمسؤولين في البلاد عبر صحيفتكم الغراء (عدن الغد) وهي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء لأن مدرسة عمران ترسل نداء استغاثة وتصرخ وتنادي و لكن لا حياة لمن
تنادي .