آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:03م

العالم من حولنا


ضجيج داعش ينتقل إلى منطقة الساحل والصحراء

الإثنين - 09 مارس 2015 - 09:53 ص بتوقيت عدن

ضجيج داعش ينتقل إلى منطقة الساحل والصحراء
تصاعد المخاوف من توسع الطموح الإقليمي لبوكو حرام

لاغوس ((عدن الغد)) العرب :

بايعت جماعة أهل السنة والدعوة للجهاد النيجيرية المعروفة باسم “بوكو حرام” تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بعد هجمات دموية خلفت 58 قتيلا في شرق نيجيريا.

والمُبايعة تطور لافت في تمدد تنظيم داعش الذي بدأ نشاطه ينتقل تدريجيا إلى منطقة الساحل والصحراء الأفريقية عقب نجاحه في التوسع في مالي، وكسب موطئ قدم في ليبيا.

وقال أبوبكر شيكاو، زعيم حركة بوكو حرام في تسجيل صوتي بثه موقع “سايت” المتخصص في رصد مواقع الجماعات الجهادية والمنظمات الإرهابية على الإنترنت “نعلن مبايعتنا للخليفة وسنسمع له ونطيعه في أوقات العسر واليسر”.

وأضاف شيكاو أن جماعته بايعت البغدادي حيث “لا يوجد علاج للاختلاف الذي تشهده الأمة الإسلامية إلا الخلافة”، مضيفا “ندعو جميع المسلمين إلى الانضمام إلينا”.

وتابع “نعلن مبايعتنا لخليفة المسلمين إبراهيم بن عوض بن إبراهيم الحسيني القرشي” زعيم داعش، الذي أعلن نفسه في يونيو 2014 “خليفة المؤمنين” على أراض بين سوريا والعراق.ولم يتسن التأكد من صحة المقطع الصوتي، الذي بُث السبت على حساب تستخدمه حركة بوكو حرام على تويتر.

وأثارت هذه المُبايعة، التي تزامنت مع وقوع هجمات دموية هزت شرق نيجيريا، اهتمام المحللين السياسيين والأمنيين لارتباطها بتمدد تنظيم داعش في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.

 
أبو بكر شيكاو لا يوجد علاج لماتشهده الأمة الإسلامية إلا "الخلافة"
 

وتزداد الخشية من توسع الطموح الإقليمي لبوكو حرام عبر مالي وجنوب الجزائر وصولا إلى جنوب ليبيا بعد تمدده في الكاميرون أيضا.

وقبل الإعلان عن مبايعة البغدادي، كثفت الحركة من عملياتها التفجيرية حيث قتل 58 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 139 آخرين بجروح في ثلاثة انفجارات هزت أول أمس مواقع مختلفة في مدينة مايدوغوري شمالي شرق نيجيريا.

واستهدف الانفجار الأول الذي نفذته انتحارية سوق سمك باغا، كما هز انفجار ثان سوقا آخر، بينما استهدف الانفجار الثالث محطة للحافلات السريعة في مدينة مايدوغوري، وذلك في أعنف هجوم تشهده هذه المدينة منذ إخفاق حركة بوكو حرام في السيطرة عليها قبل أكثر من شهر.

ولم تعلن الحركة مسؤوليتها عن تلك التفجيرات الدموية، لكنها نفذت من قبل هجمات انتحارية مماثلة في مدينة مايدوغوري التي كانت تُعد واحدة من أبرز معاقلها.

وردا على هذه العملية، شن جيشا النيجر وتشاد أمس هجوما “بريا وجويا” كبيرا في نيجيريا ضد عناصر الحركة من جنوب شرق النيجر الحدودي.

وقال مصدر حكومي إن “هجوما شن على بوكو حرام” مضيفا “في وقت مبكر شنت قوات النيجر وتشاد هجوما ضد هذه الحركة على جبهتين في منطقة بوسو وقرب ديرام”.

وسيطرت حركة بوكو حرام خلال الأشهر الماضية على عدد من البلدات والقرى في محافظات بورنو، ويوبي، وأداماوا شمال شرق البلاد، قبل أن تعلن الحكومة النيجيرية تمكنها من استعادة الكثير من تلك البلدات بمساندة القوة العسكرية الإقليمية التي تشكلت في وقت سابق.

وكانت نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين قد اتفقت في وقت سابق على تشكيل قوة عسكرية إقليمية قوامها 8700 جندي لمحاربة حركة بوكو حرام، التي صعدت هجماتها خلال الأشهر الماضية.

ويرى مراقبون أن مُبايعة حركة بوكو حرام لتنظيم داعش تحمل بين طياتها أكثر من مغزى سياسي وعسكري، وهي بذلك رسالة واضحة بأن هذا التنظيم يبحث عن موطئ قدم له في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية بعد أن تمكن من إرساء قواعد له في ليبيا حيث الانتشار الواسع للسلاح الذي ساعده على التوسع والتمدد.

ويُنظر إلى منطقة الساحل والصحراء التي تُغطي 12 دولة أفريقية باعتبارها منطقة محورية في العلاقات بين أفريقيا الاستوائية وشمال أفريقيا. وإقليم الساحل والصحراء منطقة إستراتيجية يسعى تنظيم داعش إلى التغلغل فيها، بعد تحولها إلى ساحة صراعات جعلتها منطقة هشة أمنيا وسياسيا.