آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:36م

أخبار وتقارير


هل تخالف مصر النهج الخليجي في التعامل مع الحوثيين؟

السبت - 07 مارس 2015 - 12:08 ص بتوقيت عدن

هل تخالف مصر النهج الخليجي في التعامل مع الحوثيين؟
الحوثيون فاقدون للشرعية في الداخل والخارج

لندن(عدن الغد)العرب:

لم تتوقف محاولات بحث الحوثيين عن الاعتراف بهم سياسيا، عربيا ودوليا، وقد فشلت كل مساعيهم في إقناع الجهات الرافضة لهم بأنهم فصيل معتدل، لأن تحركاتهم المريبة لم تعط فرصة للوثوق في وعودهم التي أخفقوا في تنفيذ أي شيء منها. وفي أحدث تحرّك لهم بحثا عن شرعية إقليمية واعتراف خارجي، راجت تقارير عن زيارة وفد من الحوثيين لمصر وقام هذا الوفد بعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين، وهو أمر نفته الخارجية المصرية، مشددة على موقفها الداعم لمؤسسات الدولة الشرعية اليمنية والذي لا يخرج عن سياق الموقف الخليجي.

علامات الشك في نواياهم عزّزت الهواجس تجاه الحوثيين أو أنصار الله، ولم تترك لكثيرين فرصة لقبول الحوار معهم، بينما حظي الرئيس عبدربه منصور هادي بغالبية أنواع الدعم المحلي والإقليمي والدولي، ويملك مساندة مدعومة بشرعية سياسية، جعلته رسميا الرجل الأول في البلاد.

هذا الأمر وضع أنصار الله في مأزق، خاصة بعد دخول إيران وأتباعها على الخط بصورة علانية، فهم مرفوضون من قطاع يمني كبير والمخاوف الإقليمية تتزايد من حولهم، وفرصة الاعتراف بهم رسميا بدأت تهتز، عقب نكوصهم عن كثير من الوعود والاتفاقيات واتخذوا سلسلة من الخطوات المنفردة لإيجاد واقع يساعد على فرض هيمنتهم بقوة السلاح.

هذه المعادلة بدأت تترتب عليها مشكلات وعقبات سوف تؤثر على مصيرهم، فلجأوا إلى البحث عن مساحة تمنحهم قدرا من مرونة الحركة على الساحة الإقليمية، وقرأوا أو استشعروا أن هناك إمكانية لفتح حوار مع القاهرة، فوجه الحوثيون عددا من القيادات والكوادر إلى مصر، كمحاولة للنفاذ من بعض الثغرات السياسية والإعلامية، لتقديم إيضاحات بعدم المساس بأمن البحر الأحمر، ثم الإيحاء بأن القاهرة منفتحة على أنصار الله، لتخفيف قبضة بعض القوى الإقليمية.

    القاهرة لم تفتح أبوابها أو توافق على استقبال وفد الحوثي، كما زعمت مواقع إليكترونية محسوبة على الحوثيين

ارتفعت السخونة السياسية، بعد تصريحات أدلى بها محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله، حول تقارب الحوثيين مع مصر، وزعم أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح أرسل قبل أيام وفدا برئاسة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام (عارف الزوكا) للقاء مسؤولين مصريين للتنسيق بشأن المرحلة الجديدة، قبل تمكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مغادرة صنعاء، وهو ما أرخى بظلال سلبية على المعادلة السياسية التي كان يخطط لها الحوثيون.

والواقع أن القاهرة لم تفتح أبوابها أو توافق على استقبال وفد الحوثي، كما زعمت مواقع إليكترونية محسوبة على الحوثيين. وقد نفت وزارة الخارجية المصرية، ما تناولته بعض وسائل الإعلام، حول قيام وفد ممثل لجماعة الحوثيين بعقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية. وأكدت الوزارة أن موقف مصر يدعم مؤسسات الدولة الشرعية ورموزها، ويشدّد على أهمية اضطلاعها بدورها القومي من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية.

وأكدت مصادر متطابقة لـ”العرب”، أن هناك عددا من الشخصيات اليمنية (بينهم حوثيون) وصل القاهرة خلال الفترة الماضية، وحاول فتح قنوات اتصال سياسية مع مسؤولين في مصر، إلا أنّهم لم يجدوا استجابة حقيقية، بل وجدوا تحفّظا رسميا، وتشدّدا في تأكيد التعامل مع الجهات الشرعية في اليمن.

وأشارت المصادر إلى أن مصر رافضة تماما لما يقوم به الحوثيون حاليا، وغير راضية عن تعاونهم الوثيق مع إيران، مؤكدة أن القاهرة حريصة على التعاون والتنسيق مع السعودية في هذا الملف، ولا تريد أن تتجاوزها.

    مصر رافضة تماما لما يقوم به الحوثيون حاليا، وغير راضية عن تعاونهم الوثيق مع إيران

تعليقا على هذا الأمر، قال سفير يمني سابق، مقيم في القاهرة لـ”العرب”، إنّ الضجّة التي أثيرت حول مسألة اللقاءات، تعود إلى زيارات فعلية قام بها بعض اليمنيين للقاهرة مؤخرا، بينهم حسين العزي، عضو المكتب السياسي بجماعة الحوثيين، أنصار الله، وفضل المطاع، قائد العمليات العسكرية للحوثيين في محافظة إب، لأن زيارة مصر تتم دون تأشيرة.

ونفى حدوث لقاءات رسمية، لأنها تستوجب ترتيبات، فلا يمكن أن تتم اجتماعات مصيرية دون استعدادات مسبقة، كما أن اقتراب موعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي يفرض على مصر عدم التدخل في قضايا شائكة، مثل الحوار مباشرة مع الحوثيين.

لكن السفير اليمني السابق، لا يستبعد حدوث لقاءات بين الجانبين في المستقبل القريب، وساق ثلاثة أسباب لذلك، أولها أن مصلحة مصرية وأمنها القومي يتطلبان الاقتراب من الملف بصورة سياسية رسمية، وثانيا لوقف تدافع الحوثيين نحو إيران، فلا بد أن تكون هناك وازنة عربية كبيرة، وثالثا أن تدخل القاهرة سوف يصب في المستقبل في إطار الجهود السعودية، التي قد تحتاج لطرف ثالث أمين ومحايد يضبط بعض التوازنات اليمنية، ويساعد في تقريب وجهات النظر.