آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:23م

أخبار وتقارير


تصور سياسي مفصل : ماهي سيناريوهات الإطاحة بالرئيس هادي من قبل جماعة الحوثي في عدن؟

الإثنين - 02 مارس 2015 - 11:57 ص بتوقيت عدن

تصور سياسي مفصل : ماهي سيناريوهات الإطاحة بالرئيس هادي من قبل جماعة الحوثي في عدن؟
الرئيس هادي خلال جولة عسكرية قبل سنوات - صورة بحاجة الى مصدر

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من الخروج من منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء في الـ 21 من فبراير 2015 عقب حصار دام أسابيع نفذته جماعة الحوثي ضده في صنعاء .

مثل خروج الرئيس عبدربه منصور هادي من منزله في صنعاء تحولا رئيسيا في المعركة السياسية الحاصلة في صنعاء بين جماعة الحوثي والأطراف السياسية اليمنية الأخرى .

كانت الجماعة المسلحة قد سيطرت على الأوضاع في العاصمة اليمنية صنعاء عقب تمكنها من السيطرة على المدينة في أواخر شهر سبتمبر من العام الماضي.

تسبب خروج الرئيس عبدربه منصور هادي من منزله في صنعاء بخلط جديد للأوراق السياسية في اليمن.

كانت جماعة الحوثي بصدد التوصل إلى تسوية سياسية مع قيادات أحزاب يمنية ومكونات سياسية أخرى خلال عملية سياسية تجرى منذ أسابيع في فندق موفمبيك بصنعاء .

أعاد خروج هادي العملية السياسية هذه إلى نقطة الصفر وخلط الأوراق بشكل كبير على جماعة الحوثي .

مثل خروج هادي إلى مدينة عدن احد ابرز التحديات التي باتت تواجه جماعة الحوثي .

يمكن لهذا الخروج ان يشكل محور عملية سياسية وعسكرية قد تؤدي إلى حسر نشاط جماعة الحوثي وإعادتها إلى محورها الأساسي في محافظة صعده شمال اليمن .

بدأ هادي عملية سياسية خلال الأيام الماضية استهلها بلقاء أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وهو الأمر في حال استمرارها  فانه يهدد جذريا جميع المكاسب السياسية والعسكرية التي حققتها جماعة الحوثي خلال الأشهر الماضية .

يقدم القسم السياسي تصورا سياسيا للسيناريوهات المحتملة التي يمكن لجماعة الحوثي القيام بها في مواجهة الرئيس هادي والتي قد تمكنها من الاطاحة بالرئيس هادي ووقف أي عملية سياسية مدعومة من دول الخليج تنطلق من مدينة عدن .

حملة عسكرية تنتهي باخراج هادي إلى جيبوتي

في العام 1994 نشبت حرب بين شمال اليمن وجنوبه حيث دفعت قوات شمالية غازية بالآلاف من جنودها صوب مدن الجنوب بهدف إخراج حكومة جنوبية منتخبة كانت تتواجد في مدينة عدن ومناطق جنوبية أخرى .

اندفع الآلاف من الجنود ضمن عدد من المحاور العسكرية بينها محور الضالع العند وصولا إلى عدن .

انتهى الأمر صبيحة الـ 7 يوليو 1994 حينما سقطت مدينة عدن بيد قوات شمالية واضطرت قيادات جنوبية على الفرار من عدن على زوارق بحرية صوب دولة جيبوتي القريبة من عدن .

في مواجهة مايحدث من احداث قد تضطر جماعة الحوثي إلى البحث عن خطط وخرائط حرب صيف 1994 لتدارسها مجددا في سبيل إخراج الرئيس هادي من عدن واعادة إلى الأمور إلى ماهي عليه

سيناريو الاجتياح العسكري لعدن

قد تلجأ جماعة الحوثي إلى تنفيذ عملية اجتياح برية قد تستمر أيام وتنطلق من محافظة اب اليمنية المجاورة والبيضاء بحيث تتقدم قوات عسكرية من البيضاء عبر مكيراس إلى لودر ومن ثم زنجبار وصولا إلى عدن.

وعلى الجانب الأخر تتقدم قوة عسكرية من الضالع وصولا إلى العند ومن ثم لحج وصولا إلى عدن والتحام القوتين وصولا إلى دار الرئاسة في التواهي أو معاشيق بكريتر .

تكلفة هذه الحملة العسكرية

يمكن لهذه الحملة العسكرية ان تحسم الموقف السياسي خلال أيام في حال تمكنها من التقدم صوب مدينة عدن وصولا إلى القصر الرئاسي لكن هذه الحملة قد تصطدم بقوات عسكرية منتشرة في محافظتي لحج وأبين وقوات أخرى من اللجان الشعبية .

يتطلب الأمر بداية الأمر شراء ذمم قطاعات عسكرية واسعة تشارك في السيطرة على المناطق الواقعة على الطريق الواصلة بين البيضاء وعدن من ناحية ومحافظة إب وعدن من ناحية .

يمكن لهذه الحملة العسكرية ان تكون حاسمة في حال ماتمكنت القوات العسكرية الغازية من تجنب الاصطدام بالقوات العسكرية اليمنية الموجودة على الأرض في الطريق إلى عدن .

في المقابل سيكون حجم المقاومة الذي يمكن ان تبديه اللجان الشعبية والمسلحين المحليين ضعيفا وعلى خلاف أي مقاومة ستتمكن القوات من الوصول إلى عدن سريعا وتخليص المهمة خلال أيام ويشترط هنا وقوف القوات العسكرية المرابطة في محافظات لحج وأبين على الحياد والسماح للقوات القادمة من الشمال بالتقدم سريعا صوب عدن .

مخاطر هذه الحملة العسكرية

تحمل هذه الحملة العسكرية في حال تعثر وصولها إلى عدن الكثير من المخاطر بينها غرقها في اشتباكات مسلحة مع قوات موالية للرئيس هادي في العند أو  في أبين الأمر الذي يعني ان أي انكسار لأي حملة عسكرية تقودها جماعة الحوثي يعني بدء الانكسار الفعلي لقوة الجماعة الأمر الذي سيشجع قوى سياسية وعسكرية في شمال اليمن على التمرد الفعلي على الجماعة .

في حال تمكن جماعة الحوثي من اسقاط مدينة عدن واجبار الرئيس هادي على المغادرة فانها ستكون في مواجهة إدارة مناطق يمنية جديدة تحمل الكثير من العداء للجماعة الأمر الذي يعني ان قوات الجيش التابعة لجماعة الحوثي في حال اتخاذها قرارا بالبقاء في عدن فانها ستكون في مواجهة حركة مسلحة شعبية واسعة النطاق الأمر الذي يعني استنزافا لقدرات الجماعة وسيجبرها بعد فترة من الوقت على العودة إلى مناطقها التي قدمت منها .

هجوم مسلح خاطف واغتيال هادي

يعد هذا السيناريو احد ابرز السيناريوهات التي يمكن لجماعة الحوثي ان تلجأ لها جماعة الحوثي وتنفذها باقل خسائر ممكنة ويمكن له في حال تطبيقه بنجاح ان يربك المشهد السياسي في صفوف إدارة الرئيس هادي والقوى السياسية الموالية له وان يعيد الأمر إلى نقطة الصفر.

تتمثل ملامح هذا السيناريو في قيام جماعة الحوثي بتنفيذ هجوم مسلح يشارك فيه أكثر من 500 رجل مسلح يشنون هجوما خاطفا على القصر الرئاسي الذي يقيم فيه "هادي"وينتهي الأمر باغتيال الرجل أو اعتقاله .

الكفلة العسكرية لعمل كهذا ليست كبيرة لكنه يتطلب قدرة عسكرية محترفة ومعلومات استخباراتية دقيقة حول الموقع الذي ستتم مهاجمته وثالثا سرعة تنفيذ .

يمكن ان يشارك في هذا الهجوم مئات المسلحين التابعين لجماعة الحوثي الذين يمكن حشدهم بداخل عدن وتسليحهم سريعا وقبل دقائق من بدء العملية بعد تسهيل عملية دخولهم بملابس مدنية .

عملية كهذه في حال نجاحها ستمكن جماعة الحوثي من إعادة الخارطة السياسية في اليمن إلى الصفر .

تعزز امكانية لجوء جماعة الحوثي إلى عملية كهذه حالة الضعف التي تعيشها القوات المكلفة بحماية الرئيس هادي في عدن حيث يعتمد الرجل بشكل

مخاطر هذه العملية

تكمن مخاطر هذه العملية في حال فشلها أنها  ستضع جماعة الحوثي وسط حالة احراج بالغة وستعزز بالتالي مشاعر العداء ضد المواطنين من محافظات الشمال المقيمين في عدن حيث سيتم النظر إلى قطاع واسع منهم بان لهم صلات واضحة بجماعة الحوثي.

وقد يدفع الأمر ايضا بالرئيس هادي صوب عملية إعلان سريعة لانفصال الجنوب لأجل قطع دابر أي تحرك أو تواجد شمالي في عدن والجنوب مجملا.

 قصف جوي بسلاح الطيران لمقر إقامة الرئيس هادي

يمثل هذا الخير احد اقل الخيارات العسكرية كلفة ويتم عبر استخدام سلاح الطيران الحربي اليمني وعبر تنفيذ أكثر من 6 غارات جوية مباشرة تستهدف موقع اجتماع للرئيس هادي مع مسئولين أو ما شابه .

تحتاج هذه العملية إلى معلومات استخباراتية دقيقة حيث يتم توفير معلومات موعد اجتماع للرئيس هادي مع أيا من الوفود وتحديد موقع الهدف ومن ثم تسيير 6 طلعات حربية تقوم بقصف موقع الاجتماع أو اللقاء بحيث لاتترك أي فرصة أخرى للنجاه .

يمثل هذا الخيار اقل الأعمال العسكرية التي يمكن لجماعة الحوثي ان تلجأ إليها في الوقت الحالي وفي حال نجاحها فانها ستكون الأقوى على الاطلاق .

كلفة هذه العملية

لاتحمل هذه العملية أي كلفة عسكرية تذكر يمكن للجماعة تنفيذها عبر سلاح الجو اليمني الحربي لكنه في المقابل سيفتح المجال لعملية قصف مماثلة تقوم بها طائرات حربية يمنية من قاعدة العند لمنازل قيادات من جماعة الحوثي في صعده أو صنعاء ذاتها .

 

 

 

 

*تقرير خاص بــــــ(عدن الغد) يمنع نقله