آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:52م

اليمن في الصحافة


صحف عربية : الاستقرار لن يعود لليمن بالسلاح .. والحل في الحوار

الأحد - 08 فبراير 2015 - 05:18 ص بتوقيت عدن

صحف عربية : الاستقرار لن يعود لليمن بالسلاح .. والحل في الحوار
أكدت أن الشعب يرقب بيقظة ما يجري ويرصد كل الأطراف المتعنتة وسيكون له حساب

صنعاء ((عدن الغد)) العرب القطرية:

واصلت الصحف الصادرة الأسبوع الماضي اهتماماتها بالحديث عن الأزمة التي تشهدها بلاد اليمن، مؤكدة أنه لا يمكن التوصل إلى حل للمحافظة على استقرار اليمن إلا عن طريق الحلول السياسية وتوحيد القوى اليمنية لأجل مصلحة البلاد العليا.

فمن جهتها قالت بعض الصحف: إن استقرار اليمن والخروج من الأزمة الراهنة لن يحدث إلا عن طريق توحيد جميع الفرقاء والقوى وإن الإجماع الوطني هو القاسم المشترك الذي يهيئ كل القدرات الوطنية لأداء وإنجاز مسؤوليتها الوطنية التاريخية في إخراج اليمن من عنق الزجاجة ومن أزماتها الموروثة المتراكمة.

وفي ذات السياق قالت بعض الصحف إن العالم كله لا يريد أن تذهب اليمن إلى الفوضى المدمرة التي لا تخدم وحدة البلد وأمنها واستقرارها. بل وتلقي بأعبائها الثقيلة على المنطقة وعلى المحيط، خاصة أنها قد توفر نوافذ لتسرب الإرهاب والأعمال الإرهابية لعناصر وممولي وداعمي الإرهاب.

ومن ناحية أخرى رأت بعض الصحف أن الشراكة الوطنية تعزز من فرص نجاح المصالحة الوطنية وضمان البناء الراسخ لتوجهاتها التي سوف تبنى عليها دولة قوية ويوطد النظام والقانون، وتستعاد هيبة ومكانة المؤسسة الدفاعية والمؤسسة الأمنية.

ففي هذا الشأن قالت صحيفة الوطن السعودية في إحدى افتتاحياتها إنه مهما فعل الحوثيون لترقيع الخلل الذي أحدثوه في اليمن فلن تنجح محاولاتهم إن لم يلتفتوا إلى الجزئية الأهم المتمثلة في الشرخ الموجود في اليمن حاليا نتيجة استيلائهم على السلطة بقوة السلاح، والقرارات التي أعلنوا عن نيتهم باتخاذها لن تفيد في إحداث توافق يمني أو إعادة الهدوء لكونهم أس المشكلة، ولا خيار من أجل عودة استقرار اليمن إلا بابتعادهم عن السلطة التي اغتصبوها عنوة بتواطؤ أطراف داخلية وأذرع خارجية، أو اندماجهم مع باقي المكونات والتيارات اليمنية، والعمل معهم كفصيل سياسي لا كميليشيات مسلحة ترهب الشعب ومؤسساته.

وأضافت ما جدوى تشكيل الحوثيين مجلسا وطنيا ومجلس رئاسة من طرف واحد مع اختيار رئيس لهذا المجلس، وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعيين قيادة عامة للجيش.. إن كانت كلها تخضع لأهواء وإملاءات الجماعة الحوثية ومن يقف خلفها في طهران؟

وأضافت أن الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي معه كل الحق في قراره بعدم العدول عن الاستقالة، لأنه أدرك أن العودة لن تغير شيئا إن لم تتغير سلوكيات الحوثيين وأهدافهم، فمن نقضوا كل العهود والمواثيق التي وقعوا عليها بعد الحوار الوطني لن يتورعوا عن ممارسة أسوأ الأفعال باسم الرئاسة وتمريرها بقوة السلاح، ليظهر غيرهم في الصورة على أنه الفاعل فيما هم يتابعون مراحل خطة السيطرة على اليمن أو إكمال سيناريو سياسة "فرق تسد" لتظهر الدعوات الانفصالية، وبعدها تخلو الساحة لهم مدة طويلة كفصيل أقوى على المدى المنظور.

وأضافت لذلك فإن دعوة الرئيس المستقيل "أن تكون أي حلول للأزمة عبر المؤسسات الدستورية، بما في ذلك التوافق على مجلس رئاسة"، مقبولة من الناحية النظرية، لكن الواقع العملي يشير إلى أن الحوثيين لن يعجزوا عن إصدار ما يريدون باسم المؤسسات الدستورية سواء بالإجبار أو الخداع أو أي أسلوب آخر يجدونه مناسبا.

وأضافت لعل هذا ما أدركه أبناء اليمن الذين لم تتوقف مظاهراتهم ضد الانقلاب الحوثي في عدد كبير من المدن، وما شعار "لا للعنف والإرهاب" الذي رفعه المتظاهرون في مدينة ذمار قبل عدة أيام إلا رسالة واضحة تلخص للحوثيين حقيقتهم.

لا بد أن يدرك الحوثيون أن اللغة التي تعيد الاستقرار إلى اليمن هي لغة الحوار والالتزام بالاتفاقات وليست لغة السلاح والإرهاب.

وفي ذات السياق قالت صحيفة القدس العربي في إحدى افتتاحياتها إن جماعة "أنصار الله" اليمنية المدعومة من إيران تتجه إلى فرض "مجلس رئاسي" يقود البلاد، في خطوة جريئة لوضع اليد مباشرة على الحكم في اليمن. وتابعت جاء ذلك بعد إقامة تجمع للجماعة شارك فيه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وقبائل متحالفة مع الحوثيين إضافة إلى عدد من القيادات العسكرية والأمنية المنضوية تحت جناحهم.

وأضافت أن التجمع المذكور أعلن في بيانه الختامي مؤخرا إمهال القوى السياسية الأخرى فترة قصيرة لإنهاء أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة قبل تكليف "القيادة الثورية بترتيب أوضاع الدولة"، وهو ما يعني عملياً أن الحوثيين، بعد أن سيطروا على المقدرات العسكرية والأمنية المركزية للدولة اليمنية، يريدون فرض الغطاء السياسي لاستيلائهم العنيف على السلطة، ودعوتهم للقوى السياسية غير الخاضعة لهم للمشاركة هو من قبيل تزيين واقع الحال الذي فرضوه، ولسان حالهم يقول، إما أن تشاركوا في هذا المهرجان التنكري أو نفرض من نريد من أتباعنا.

وتابعت الصحيفة من نافل القول إذن أن مشاركة أي قوة سياسية في تغطية الاستيلاء الحوثي ستكون خطأ سياسياً فاحشاً لأنها بذلك تقوم بشرعنة الانقلاب المسلح على الدولة اليمنية، وستعطي المبررات الدستورية لتغيير تاريخي ستكون الجمهورية اليمنية، أول ضحاياه، ولن يلبث أن يأتي الدور على تلك القوى لتزاح سياسياً أو عسكرياً بعد أن تقوم بالبصم على قرار إعدامها.

وأضافت القدس يبدو للجميع أن التحالف الذي أنشأه الحوثيون مع أنصار علي عبدالله صالح، والهيمنة المتزايدة على الجيش والأمن وأجهزة الدولة، جعلا من "أنصار الله" القوة الكبرى الفاعلة في اليمن حالياً، لكن ما يجعل الأمر أكثر خطورة بكثير هو تشكل تحالف إقليمي وعالمي جديد غير مسبوق تمثله موافقة الولايات المتحدة الأميركية على الخطوات الحوثية ويتعدى التوافق الموضوعي بين خطط واشنطن وطهران إلى وجود تعاون استخباراتي بين واشنطن والحوثيين.

وأضافت أن التغطية الإيرانية والأميركية للحوثيين وحلفائهم تدفع خصومهم السياسيين المحليين إلى زاوية صعبة، وتساهم في مزيد من إضعافهم وتآكلهم، وهذا ينطبق على كوادر الدولة اليمنية التي ترفض سيطرة الحوثيين، وعلى أنصار الحراك الجنوبي غير القادرين، بالتأكيد، لا سياسياً ولا عسكرياً، على مواجهة الجيش اليمني والحوثيين معاً.

وتابعت يعكس المحور الغريب المتشكل بين واشنطن -طهران- الحوثيين عن مأزق واضح لدول الخليج العربي، وللمنظومة العربية ككل، فهذا التآكل المطرد لدور عربي في اليمن يكشف عن أزمة شاملة يفضحها هذا التراجع المتواصل أمام الهجمة الإيرانية والتي نجحت حتى الآن في احتلال أربع عواصم عربية تحمل كل واحدة منها ثقلاً تاريخياً أو حضارياً هائلاً: صنعاء، بغداد، دمشق وبيروت.

واختتمت الصحيفة بقولها لو كان الأمر يقتصر على اليمن وحده لهان الأمر، لكن الظل الكبير لهذا التحالف الموضوعي بين أميركا وإيران، تحت يافطة مواجهة تنظيمات "القاعدة" و "الدولة الإسلامية" و "أنصار الشريعة"، وانخراط دول عربية عديدة، دون قيد أو شرط، في دعم هذه الأجندة الأميركية، يوفر شرطاً تاريخياً لسيطرة إيرانية غير مسبوقة على المنطقة، تستبدل خلالها اتفاقية سايكس- بيكو المتآكلة، ببروتوكولات تقاسم نفوذ لطهران مع إسرائيل وأميركا.

وتحت عنوان "الجماهير الناهضة هي الحل" يقول الكاتب أحمد عثمان في إحدى مقالاته بصحيفة الجمهورية اليمنية إنه لدينا ثقة بالله ثم بحكمة الشعب اليمني أن هذه الغمة الثقيلة ستزول وأن التصرف بـ "هبالة" وقلة عقل تجاهها لن يطول خاصة أن الشعب اليمني يرقب بيقظة ما يجري ويرصد كل الأطراف المتعنتة وسيكون له حساب شعبي مع الطرف المتعنت الذي لا يريد لليمن الاستقرار ولا لدولته المدنية أن تقوم.

وأضاف ربما أن ألاعيب السياسة و "زنقلة" الطامعين متشابهة اليوم والأمس، غير أن الفرق هو دخول الشعب كطرف أصيل يراقب ويرصد ويعاقب إن لزم الأمر ويمارس السياسة بنفسه.

وتابع الكاتب أن النزول الجماهيري إلى الشارع واليقظة الشعبية هو أهم مظاهر ممارسة الشعب لسلطته، كما أن الفعاليات السلمية هي أبرز قوة المجتمعات، ولا داعي لمحاولة التقليل منها، بل على الجميع أن يعرف أهميتها وأثرها في إنقاذ الأوطان، فعندما يمارس الشعب السياسة يتقزم كل السياسيين ويتراجع كل من يعتبرون أنفسهم دهاة السياسة.

وأضاف أن الشعب هو الداهية والسياسي والحاكم إذا عرف طريقه وعرف كيف يجتمع على المتفقات والثوابت الأساسية ولم يستدرج إلى معارك جانبية خاصة أو يجر إلى مربع السلبية.

وأضاف أن الشعوب يضرها ضعف الإرادة، وتنتصر بقوة الإرادة والتعاطي مع التحديات بطول نفس وصلابة وصبر وجلد الفرسان، ومن هنا يكون الشعب قوة لا فوقها قوة إلا قوة رب العالمين إذا توافرت ثلاثة أمور: "وعي مبصر، وإرادة صلبة، وطول نفس" لا يسمح لليأس أن يدخل وهي هنا تحول الصوت إلى قوة أشد من الصاروخ، والسلمية الهادرة أقوى من الدبابات التي تنحني أمام قوة الشعب الذي يبدأ البحث عن صناعة مستقبله بالحوار والعقل بعيداً عن "دبور" السلاح وغطرسة القوة.

واختتم مقالاته بقوله إنه هنا يكون قدر الله وراء قوة هذه الجماهير التي تساعد نفسها وتحمي ذاتها والمتطلعة الحريصة على الخروج من الظلام، فالله لا يساعد من لا يساعد نفسه إلا عبر أسباب عمل وسنن وديمومة، ولو على طريقة و "هزي إليك بجذع النخل" أو "ادخلوا عليهم الباب" التوقف واليأس وحده هو أخو الموت وشقيق الذل.