آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:09ص

أدب وثقافة


(جريمة بيضاء)

الثلاثاء - 27 يناير 2015 - 03:49 م بتوقيت عدن

(جريمة بيضاء)

((عدن الغد)) خاص:

كذئب مفترس ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على فريسته ، يمكث برهان (حشتريم) بعين يقظه وأخرى نائمة في أحد ٲركان صالة المنزل المظلمة بعد ٱن أطفأ الأنوار ، الليل أسدل ستارة ، الهدوء يخيم على المكان ليعلن خلو أرضية الملعب من أي عنصر فجميع العناصر وخصوصا العناصر الصغيرة والمشاغبة في استراحة نوم بعد أشواط نهارية مزعجة .

 

يتسلل (حشتريم) خلسة إلى المطبخ بأطراف أصابع قدمية خشية من أن يحدث صوتا ، رغم ظلمة المكان إلا أن (حشتريم) يضع خطواته بكل ثقة ، يبدو اتقانه في عتمة الليل للطريق جليا ، أما أنا والذي أصغره بسبع سنوات كنت أترقب مثله للفريسة ، ولكن وفي هذا الوضع وبعد أن رأيت ما رأيت من تأهب ل (حشتريم) تلاشى أملي في الانقضاض ، لذا قررت أخبار والدي .

 تمت مداهمة (حشتريم) من قبل والدي بعد أن أنار مصابيح المطبخ على حين غفلة ليتم ضبطه متلبسا بجريمة أكل شعير الأطفال (سيرلاك) .

الملازم الصيدلانية التي في يساره لم تشفع له من استهزاء والدي ولا من سخرية كاتب السطور ، بل زادت من كل ذلك .

الآن والدي بات يدرك مكمن خلل النفاذ اليومي (للسيرلاك) .

بعد أن ذهب الجميع عدت أدراجي نحو (السيرلاك) فوجدت اخي (العاني) الذي يصغرني بسنتين قد أكل ما تبقى منه .

عاد (حشتريم) يريد ملازمه التي نسيها في الموقف المحرج ليجدنا في عملية سطو غير مسلح على (السيرلاك) وقبل أن يصدم برؤوسنا...

صحيت على رنين هاتفي ، كان المتصل (حشتريم).

(حشتريم) : آلو ... سالم .. اخبارك .. علومك كيف الأهل والديرة.

(أنا): بخير... الله يسلمك... كل شي على مايرام ، متى باتجي?

 (حشتريم): أن شاء الله الاربعاء الواجي بعد الانتهاء من الأمتحانات الفصلية .

أخبرته بما دار في منامي من كوابيس وسألته هل يعقل أو يمكن أن يكون الكابوس الذي أتاني في المنام من عشاق (السريلاك)!. (حشتريم): يمكن ... ،

ثم نادى : سالم

(أنا): نعم

(حشتريم): أنت مو أنت وأنت تأكل سيرلاك .