آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

أخبار المحافظات


(عدن الغد) تنشر نص كلمة محافظ حضرموت لأبناء المحافظة في الداخل والمهاجر

الأحد - 25 يناير 2015 - 10:24 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) تنشر نص كلمة محافظ حضرموت لأبناء المحافظة في الداخل والمهاجر
محافظ محافظة حضرموت الدكتور عادل محمد باحميد

المكلا ((عدن الغد)) خاص:

وجه محافظ محافظة حضرموت الدكتور عادل محمد باحميد يوم الاحد عبر أثير إذاعتي المكلا وسيئون كلمة إلى أبناء حضرموت في الساحل والوادي والصحراء وفي المهاجر  ..

فيما يلي نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..

أيها الإخوة المواطنون .. والأخوات المواطنات .. يا أبناء حضرموت في الساحل والوادي والصحراء وفي المهاجر ..

حضرموت بكلّ ما تختزنه هذه الكلمة من معاني ودلالات .. وبكل ما حملته ولا تزال تحمله على مرّ العصور والأزمان من مكنونات الدين والعلم والقيم والأخلاق وحبّ الخير والوسطية والتسامح والتعايش والجد والاجتهاد والانتاج والطيبة والبساطة والمدنية .. حضرموت الأرض والإنسان .. الساكنة في قلوبِ أبنائها ووجدانهم .. الحالمة بالعودةِ إلى سالفِ ألقِها وسابق الجميلِ من عهودها .. والتوّاقة إلى الانطلاق نحو مستقبلٍ من الحياةِ الكريمةِ والتنمية الواعدة والنهوض ..

أخاطبكم اليومَ بعد شهرٍ كاملٍ من تسلّمي مهام هذه المحافظة وتحمّلي مسؤوليةً لم أسعى خلفها يوماً، لكنها مشيئةُ الله وقدره الذي جعلني في هذا الموقع وفي هذا الظرف الاستثنائي المعقّد .. وحينها شعرتُ بعظم المسؤولية وجسامة الموقف وأنني أمام واجبٍ وطنيٍّ لا يقبل التراجع أو الخذلان خدمةً لهذا الوطن ولحضرموت التي نحب ونعشق .. مسؤولية تتمثّل في الحفاظ على هذه الأمانة وإخراجها من هذا المنعطف الخطير سالمةً لننطلق بعد ذلك معاً نعالجُ شؤونها ونقوّم أمرها ونحدث فيها معاً تنميةً لأرضها وقبل ذلك للثروة الحقيقية فيها إنسانها ..

أيها المواطنون والمواطنات ..

ومنذ التعيين ومباشرتي مهامي حرصت على تلمّس الواقع الجديد الذي قدمتُ عليه وأتيت إليه بكل رويّةٍ وتأنٍّ للتعرف على كل الملفات ودراستها ووضع جملةٍ من الخطوات للتعامل معها خدمةً للصالح العام .. وحرصتُ منذ البدايةِ على التواصلِ مع الجميع من مكوّناتٍ سياسيّة واجتماعيّة وشخصياتٍ عامّة وقطاعات فاعلة ودعوة الجميع دون استثناء أو تهميش أو إقصاء .. لنكونَ معاً في مهمتنا الوطنية خدمةً لهذا الوطن ولحضرموت ..

ومنذ البدايةِ أعلناها بكلّ صدقٍ ومسؤولية أنّ الرداء الذي نرتديه اليوم هو رداء حضرموت ونترك كل ما سواها من رداءات الحزبيّة أو المذهبية أو الطائفية أو المناطقية أو الأسريّة.. وبدأنا بجدٍّ مع فريق العمل في السلطةِ المحليّة بالمحافظة من هيئةٍ إدارية ووكلاء ووكلاء مساعدين ومجالس محلية ومكاتب تنفيذية في الساحل والوادي والصحراء التحرّك في اتجاهاتٍ اساسيّة اعتبرناها محاورَ عامّة للعمل وهي:

1)  تعزيز اللحمة المجتمعية.

 

2)  المواطن أولاً.

 

3)  تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.

 

4)  التميّز الإداري.

 

5)  التنميّة الشاملة.

 

وبدأنا بوضعِ مسارين أساسيين للعمل:

1)  مسار الملفات العاجلة: وتشمل ملفات الأمن والكهرباء استعداداً للصيف ومشاكل المجاري وإصلاح عاجل لبعض الطرق وغيرها من ملفاتٍ عاجلة.

 

2)  مسار المشاريع الاستراتيجية للمحافظة: كالميناء ومشاريع الكهرباء الاستراتيجية والطرق والجسور والاتصالات والبنية التحتية بشكلٍ عام,وكذا ما تتطلبه المحافظة من صلاحيات وسلطات نسعى في نقلها من المركز إلى مستوى المحافظة.

 

وحقيقة كم كان فريق العمل في المحافظة بكل مستوياته متفاعلاً متعاوناً مع هذه التوجهات مبدياً شعوراً عالياً بالمسؤولية والحرص على تنفيذها والقيام بها ومعهم العديد من الشخصيات والمكونات والقطاعات في المجتمع.

أيها المواطنون والمواطنات ..

ولكن ونحن نمضي بهذا الاتجاه كان الوضع الأمني يفرض إيقاعه علينا وعلى كل مجريات الحياة والعمل في المحافظة، فاستمر مسلسل النهب والسطو والاغتيالات لكوادرنا الأمنية والتقطعات وتسارع إيقاعها، وهي ليست وليدة اليوم أو اللحظة وإنما هي استمرارٌ لمخططٍ يهدف إلى إضعاف المؤسسة الأمنية لتصبح في وضعٍ لا يمكنها من التعامل مع هذا الكم من الجرائم المنظّمة، ولتدكّ الثقة بين المنظومة الأمنية والمجتمع فيحجم عن التعاون معها، إضافة إلى نشر حالةٍ من الهلع والخوف في المجتمع وتكريس السلبيّة سلوكاً في تعامل المجتمع مع من يؤرقون أمنه ويمارسون كل السلوكيات المشينة ثم ينعمون بالعيش والبقاء فيه.

وأمام كل هذا وجدنا أنفسنا ملزمين بالتعامل مع هذا الملف بصورةٍ عاجلة قبل أيّ أمرٍ آخر كونه أصبح يمسّ حياة المواطن ويهدد بتداعياتٍ خطيرة على كل مناحي الحياة، فقمنا بسلسلةٍ من الاجراءات الأمنية باستخدام المتاحِ من المنظومة الأمنية مع العمل على تعزيزها والرفع من جاهزيتها لتقوم بدورها وتمت الاستعانة بالوحدات العسكرية التي بذلت جهداً كبيراً في تأمين العديد من المنشئات الحيوية والمواقع والقيام بمهام أمنية محددة لفرض الأمن والاستقرار بالرغم من صعوبة المشهد وتعقيداته وبالرغم من بعض التأثيرات السلبية التي تظهر بين الحين والآخر لمثل هذا التدخل.

وبرغم كل ما بذل ويبذل لابد من الاعتراف أن ما تم تخريبه في سنواتٍ وسنوات لا يمكن إصلاحه في شهرٍ أو شهرين أو عام أو عامين لا سيما مع هذه الأوضاع، وإنما يحتاج جهوداً مضنية لا خيار أمامنا غير البدء فيها والمثابرة عليها وتكثيف الجهود وقيام الجميع بدوره في حفظ أمن حضرموت واستقرارها .. الأمن هو مسؤولية الدولة وأجهزتها وواجبها بالدرجة الأولى ومعها مساندة المجتمع ومؤازرته وتعاونه معها عبر التنسيق الدقيق والواعي لكل التحركات.

الإخوة المواطنون والاخوات المواطنات .. يا ابناء حضرموت في الداخل والخارج ..

وفي خضمّ الأحداث التي تصاعدت وتيرتها في العاصمةِ صنعاء ووصلت الأمور فيها إلى ما وصلت إليه من فرضٍ لواقعٍ جديد بقوة البطش والسلاح والترهيب والعنف أدخل البلاد في حالةٍ من الفراغ الدستوري باستقالةِ فخامةِ رئيس الجمهورية والحكومة، وأمام كل هذا وتداعياته وحرصاً على المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقنا فأنني أودّ أن أضع جميع ابناء حضرموت في الصورة من توجهاتنا حيال ذلك:

1)  سيظلّ موقفنا من مجريات الأحداث موقفاً عقلانياً متّزناً ينطلق قبل كل شيء من المصلحة العليا لأبناء المحافظة، دون الانجرار إلى أي مواقف انفعالية أو ردود افعال غير محسوبة العواقب بل ربما تكون تبعاتها في غير مصلحة حضرموت وأبناءها، لا سيما في ظل الضبابية التي تسود المشهد، مع البقاء في حالة ترقّب ودراسةٍ للموقف بحسب المستجدات وتفاعلات الأحداث واتخاذ الموقف المناسب بشأنها في حينه، وقد بيّنا تلك المواقف في البيانات الصادرة عن السلطة المحلية واللجنة الأمنية في الأيام الماضية، وباستمرار التنسيق والتشاور مع كل الجهات وكل المحافظات، الأمر الذي من شأنه تنسيق الجهود لما فيه المصلحة العامة.

 

2)  الاستمرار في جهود تعزيز الأمن العام ورفع جاهزيته ورفده بدماء جديدة من أبناء المحافظة ليستمر في تأدية مهامه على أكمل وجه.

 

3)  حفظاً للأمن العام وقياماً بواجب الدولة وتنسيقاً للجهد المجتمعي في حفظ الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة، فإننّا على وشك الانتهاء من تشكيل مجلسٍ استشاريٍّ للأمن المجتمعي يتكوّن من خيرة الخبرات الأمنيّة والعسكرية في حضرموت يعمل على وضع التصورات وتنسيق الجهود المجتمعية لتساند وتؤازر الأجهزة الأمنية المختصّة في القيام بمهامها وواجباتها.

 

 

 

4)  حرصاً على استمرار حالة الاستقرار التي تشهدها المحافظة في مجريات الحياة اليومية للمواطنين فإننا كسلطة محلية نطمأن الإخوة المواطنين أن الحالة التموينية بالمحافظة في المركز والمديريات مستقرّة في كافة جوانبها من سلعٍ تموينية أساسية ومشتقاتٍ نفطية وغيرها من الاحتياجات ولم تتأثر بأيٍّ من الأمور التي تصير، وكذا ما يتعلق بمرتبات القطاع العام التي سيتم صرفها في مواعيدها وعلى حسب المعتاد، وهنا ينبغي أن نثمّن الدور الكبير الذي تلعبه شركة النفط والغرفة التجارية وكافة رجال الأعمال والتجار ومكاتب البريد والبنوك وغيرها في إيجاد هذه الحالة من الاستقرار.

 

5)  وفيما يتعلق بتقديم الخدمات للمواطنين فإن السلطة المحلية عملت على توجيه كافة مرافق الدولة بالاستمرار في تقديم خدماتها للمواطنين بصورة اعتيادية، مع كامل ثقتنا أن كافة العاملين في مرافق الدولة هم عند مستوى الثقة وأحرص على تقديم أعلى درجات الانضباط الوظيفي والبذل خدمةً لإخوانهم وأبنائهم في هذه المحافظة الطيبة وفي هذه الظروف، وسنعمل على مراقبة الأمر وتطبيق كل اللوائح والقوانين على كل من يخل بذلك..

 

6)  وإشراكاً لكافة مكونات المجتمع في تحمّل المسؤولية في هذا الظرف الحساس كشركاء حقيقيين في صياغة الموقف العام من الأحداثوتوسيعاً لدائرة التشاور فقد حرصنا على التواصل مع كافة مكونات المجتمع وشخصياته وقواه الفاعلة ولا زلنا مستمرين في ذلك بقلوبٍ مفتوحة وأيدٍ ممدودة للجميع وأكررها للجميع بلا استثناء لأجل مصلحة حضرموت وأمنها واستقرارها، كونها القاسم المشترك الجامع بيننا جميعاً، وهي اليوم أي حضرموت والوطن بحاجة أكثر من اي وقت مضى إلى جهود كل أبنائها بلا استثناء على اختلاف توجهاتهم  وتنوّع رؤاهم، لذا نتوجه بدعوةٍ صادقة للجميع بمزيدٍ من التقارب والتلاحم وتوحيد الصف والكلمة لتتبلور مواقف مشتركة تخدم حضرموت وتسهم في إخراجها من هذا المنعطف الخطير بسلام.

 

7)   إنّ كافة شرائح المجتمع مدعوّة اليوم إلى تحمّل مسؤولياتها دون استثناء وأخصّ بالذكر من تقع على عاتقهم مسؤولية الكلمة وأمانة الخطاب الموجه للمجتمع من علماء وائمة مساجد وخطباء ودعاة وكذا منتسبي القطاع الاعلامي من حملة الأقلام والصحفيين والاعلاميين والناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، إذ عليهم تقع مسؤولية كبيرة في توجيه الراي العام بشكل إيجابي نافع يخدم قضاياه ويعبر عنها ويبثّ الأمل والطمأنينة ويدفع نحو وحدة الصف ونبذ الكراهية وتقريب وجهات النظر، مع حرصنا على أن يمارس هذا القطاع الهام دوره الصادق في النقد البنّاء الذي نحتاجه في السلطة المحلية ليقوّم عملنا ويدلنا على مكامن الخلل والضعف والتقصير فنعمل جاهدين على تصويبها وتقويمها، كما لا نغفل بقية القطاعات الانتاجية والخدمية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وغيرها ولا سيما قطاع المرأة الهام وكذا قطاع الطاقة النابضة في المجتمع الشباب الذين نعوّل عليهم وعلى أفكارهم وجهدهم وطاقتهم المزيد والمزيد في النهوض بهذا المجتمع.

 

8)   ولأبناء حضرموت في مهاجرهم تحية تقدير خاصة .. فهم الطيور المهاجرة التي لا يزال الحنين إلى أرضها يهزّها بين الحين والآخر .. ولا تزال على اتصالٍ حميمٍ بها .. ندعوهم إلى تعميق عرى التواصل والتقارب، فحضرموت محتاجة اليوم إلى جهد كل أبنائها وهم جزءٌ لا يتجزء من نسيجها وتكوينها، وجهدهم ومساهمتهم فكريّاً وفنيّاً ومهنيّاً وماديّاً ومعنوياً مطلوب في كل المراحل لا سيما في هذا الظرف الحسّاس.

 

ختاماً نسأل المولى سبحانه أن ينعم علينا بالأمن والأمان .. وبالسلامة في الأوطان .. وأن يكتب لنا ولأرضنا الخير العميم .. إنّ الله على كل شيءٍ قدير ..

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..