5 خطوات.. تمكن ملك السعودية الجديد من ترويض اليمن

الأزمة اليمنية، واحدة من أهم الصعاب التي تواجه الملك السعودي الجديد، سلمان بن عبد العزيز، أزمة ربما تغير خريطة المملكة في الآونة المقبلة، إلا أن المراقبين أكدوا أن سلمان سينتهج نهج سلفه الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وبين التقسيم والحرب الأهلية، تواجه اليمن أخطار تهدد مستقبلها، خصوصًا بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور، والحكومة، وسيطرة جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، على مجريات الأمور، بقوة السلاح.
الأزمة اليمنية الراهنة، تحتاج إلى تدخل سعودي وخليجي سريع، لإنقاذها، هكذا قال المراقبون لـ"مصر العربية"، مشيرين إلى عدة إجراءات سيتخذها الملك سلمان حيال الوضع.
تدخل عسكري
 قال محمد محسن أبو النور، المحلل السياسي والباحث المتخصص في العلاقات الدولية، إن المملكة العربية السعودية، أكبر المتضررين من الفوضى الجارية حاليا في اليمن.
وأضاف المحلل السياسي، لـ "مصر العربية"، أن الملك سلمان ملك السعودية الجديد، سينتهج النهج نفسه الذي كان ينتهجه الملك عبد الله بن عبد العزيز، في التعامل مع الملف اليمني، خاصة أنه أكد التزامه بسياسات سلفه الداخلية والخارجية.
وأكد المحلل السياسي، أن سلمان سوف يتخذ إجراءات سريعة لإعادة الاستقرار لليمن، مشيرا إلى أن وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز حالت دون تدخل سريع وعاجل في الشأن اليمني.
وعن الإجراءات المتوقعة من الملك الجديد، قال أبو النور: من المحتمل أن تدعو الرياض أطراف المشهد للحوار أولا، ولا أستبعد في حالة حلحلة الأمور إلى دعوة أممية لتدخل عسكري.
وتابع أبو النور قائلا: إن المملكة لها سابقة مماثلة في البحرين عن طريق قوات درع الجزيرة، ومن المرجح أن تتعامل بحسم مع تطورات المشهد اليمني.
تنسيق داخلي وخارجي
من جانبه قال محمد عز العرب، الباحث في شئون الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك عدة مسارات سيتبعها الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز، تجاه الأوضاع الصعبة التي تواجهها اليمن، والتي تؤثر بدورها على المملكة السعودية بشكل كبير.
وبالنسبة للخطوة الأولى، أضاف الباحث في شئون الخليج، لـ "مصر العربية"، أن أولى المسارات التي سيتخذها الملك سلمان، التنسيق الداخلي بين وزراتي الداخلية والدفاع، فبالنسبة للداخلية سيتم الاهتمام بملف مكافحة الإرهاب، وضبط عمليات الهجرة، لمنع تسلسل العناصر الإرهابية عبر الحدود.
أما بالنسبة لوزارة الدفاع، سيتم زيادة المخصصات المالية واللوجستية، الموجهة إلى القبائل الموجودة على الحدود المشتركة مع اليمن والسعودية، ليكون هناك تنسيق بدرجة أكبر من السابق
وعن الإجراء الثاني، بحسب عز العرب، سيكون عن طريق زيادة الدعم لبعض القبائل المناهضة للجماعة الحوثية، مع جذب كافة العناصر اليمنية المتأرجحة والتي لا يعجبها التحرك الحوثي، بالإضافة إلى التفاهم بين السعودية والإمارات لدعم الأسر اليمنية الفقيرة من خلال مؤسسات الغوث والإعانة.
وتابع عز العرب، أن الإجراء الثالث، يتلخص في تسريع السعودية من إجراءات الانتهاء من مشروع المنطقة العازلة بين اليمن والسعودية، بحيث تعزز منع الجماعات المسلحة، أو الحوثيين، أو تنظيم الدولة الإسلامية، من الوصول إلى قرب الحدود السعودية.
وعن الإجراء الرابع، يقول عز العرب، أنه سيكون هناك نوع من الترتيب في صورة قوات مشتركة، أو قوات تدخل سريع، بين مصر والسعودية، حال اتخاذ الحوثيين أية إجراءات تهدد مصير الملاحة في مضيق باب المندب، والذي بشأنه يهدد حركة الملاحة في قناة السويس والبحر الأحمر.


انفلات اليمن
وتعيش اليمن حالة من الانفلات الأمني بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحكومة اليمنية، وبحسب مصدر سياسي يمني، فشل لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر وممثلي المكونات السياسية اليمنية، بسبب عدم حضور ممثل جماعة الحوثي
وكان يفترض أن يناقش اللقاء سبل التوصل لحل للأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته مساء الخميس والتي أدخلت البلاد في حالة فراغ دستوري.
وتقدم هادي باستقالته، مساء أمس الأول، إلى رئيس البرلمان، بعد وقت قصير من استقالة حكومة خالد بحاح، بعد اندلاع اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بالعاصمة، بينها محيط منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، انتهت بسيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة.
وأجل مجلس النواب اليمني جلسته التي كانت مقررة، اليوم الأحد، للنظر في استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى موعد لاحق لم يتحدد بعد، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.