الحوثيون ينجزون في مأرب مالم تتمكن منه الحكومات اليمنية طوال تاريخها

تمكنت جماعة الحوثي من إلزام قبائل مسلحة بمحافظة مأرب على توقيع اتفاق مع الحكومة اليمنية لم يتمكن أي نظام يمني سابق من التوصل إليه ويقضي صراحة على إلزام زعماء القبائل في مأرب على وقف أي أعمال تخريب وتسليم أي مشاركين فيها .

وهددت جماعة الحوثي قبل أيام باجتياح محافظة مأرب لوقف ما قالت أنها أعمال تخريب ونشاط مسلح لجماعات ارهابية .

وتمكنت هذه التهديدات التي وصفت بالجدية في التوصل إلى اتفاق سياسي بين الحكومة وزعماء القبائل مكن الحكومة من انتزاع التزامات لم تتمكن أي حكومة يمنية سابق من انتزاعها من زعماء القبائل بمأرب.

ومن الالتزامات التي افضت إليها تهديدات جماعة الحوثي اتفاق يقضي  ان  تقوم الدولة بواجباتها الدستورية والقانونية الكاملة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة وحماية المنشآت والمصالح العامة والخاصة، وتأمين الطرقات من أي قطاعات أو اعتداءات أو مخربين، واستخدام كل الوسائل الرادعة بحزم ودون تردد أو تلكؤ.

كما ينص الاتفاق على ان أي قطاع في الطرق أو تخريب أو اعتداء على أي منشآت خدمية من قبل شخص أو جماعة، على الدولة القيام بواجبها في ضبط الجناة أو المتهمين في نفس اليوم، فإذا تعذر ذلك لأي سبب تعطى القبيلة التي وقع فيها القطاع أو الاعتداء مهلة بتسليم الجناة أو المتهمين إلى الدولة خلال ثلاثة أيام على الأكثر، فإذا لم يتم كان على الدولة ابتداء من اليوم الرابع القيام بواجبها في ضبط وملاحقة المعتدين بكل الوسائل الممكنة وعلى مشايخ وعقال ومواطني قبيلتهم التعاون مع الدولة والوقوف إلى جانبها في عملية الملاحقة وضبط المطلوبين.

ويتضمن الاتفاق ايضا ان يلتزم مشايخ وعقال محافظة مأرب وممثلي المكونات السياسية في المحافظة بعدم مؤازرة أي عابث أو معتد أو مطلوب للعدالة سواء كانوا أفرادا أو جماعة أو التستر عليهم بعد انتهاء المهلة المشار إليها في الفقرة السابقة، ويعتبر شريكا في الجريمة كل من قام بذلك، وعلى الدولة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضبطهم وتقديمهم للقضاء إلى جانب الجناة والمتهمين، أما إذا قامت القبيلة إلى جانب المتهمين على الدولة فإن على القبل المجاورة محاصرة تلك القبيلة إلى جانب الدولة واتخاذ كل الطرق والوسائل الممكنة حتى يتم تسليم الجناة أو المتهمين وضبطهم.

ولم يحدث قط في تاريخ الحكومات اليمنية المتعاقبة في شمال اليمن منذ العام 1962 وحتى اليوم ان تتمكن حكومة من انتزاع التزامات كهذه حيث كانت تلجأ الحكومة في الغالب إلى تسويات مالية مع المخربين .