آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-12:16ص

عالم المرأة والأسرة


هل تؤثر طريقة الولادة على علاقة الأم بوليدها؟!

الخميس - 08 يناير 2015 - 09:14 م بتوقيت عدن

هل تؤثر طريقة الولادة على علاقة الأم بوليدها؟!

((عدن الغد)) هي:

اعداد : ريهام كامل
في دراسة متحيزة في مضمونها، ولا يقبلها قلبي كأم، تبين أن الطفل الذي يولد عن طريق الولادة الطبيعية يكون أكثر تعلقا وإرتباط بأمه وتكون هي أكثر شعورا به وسماعا له، عنه في حالة الولادة القيصرية.!!!
 
فقد أثبتت الدراسة الأميركية التي تناولت هذا الموضوع، أن نوع الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية، تضع أسس العلاقة بين الأم والوليد منذ اليوم الأول للطفل، وتقيس درجة وعمق ارتباط الأم بوليدها، فقد خلصت هذه الدراسة إلى أن الأمهات اللواتي ولدن بشكل طبيعي أكثر استجابة لصراخ وبكاء أطفالهن، وأكثر تلبية لندائهم والشعور بهم، من الأمهات اللاتي يلدن عن طريق العمليات القيصرية!. 
 
إنه لأمر مثير للجدل حقا خاصة بين الأمهات، لما فيه من مخالفة لغريزة الأم وتعلقها بطفلها بغض النظر عن نوع الولادة، ومع إحترامي لجميع الباحثين في هذا الصدد، فإن قلبي وعقلي يرفضان التسليم لهذه الدراسة، لأنها قد تثير مشاعر الظلم في قلوب كثير من الأمهات اللاتي أنجبن عن طريق الولادة القيصرية، خاصة وأني خضعت لهذه التجربة، ما يقودني لرفض ما جاء بها، فغريزة الأمومة واحدة في كل الحالات وغير متوقفة على نوع الولادة، وهذه هي وجهة نظري الشخصية، وأعتقد أن كثير من الأمهات سيصدقون عليه، وعلى مشاعري تجاه هذا الدراسة.
 
ولا أعلم ما الذي تم الإستناد عليه للتوصل لنتيجة الدراسة، إلا أنني حاولت التقرب من الدراسة لأعي ما القصد منها، فلو سلمنا بهذه الدراسة، يجب أن يؤخذ في الإعتبار عوامل عديدة تكون خارجة عن إرادة الأم والتي تأتي على رأسها اللادة القيصرية التي تكون رغما عن الأم تجنبا لخطر محتوم على كلاهما في حال الولادة الطبيعية، وقد يبعد الطفل عن أمه بعد الولادة لإضطرابات صحية خاصة بأغلب المواليد، كإصابة أغلب المواليد الجدد بالصفراء، أو لسرعة التنفس مثلا، مما يحتم على الأ أن تبقي وليدها في غرفة مهيأة للعناية الصحية اللازمة له، ومن يقول أن الولادة القيصرية، ووضع الطفل في غرفة أخرى في المستشفى بعيدا عن أمه يضعف من قوة العلاقة بين الأم ووليدها هو غير واع لروحانية العلاقة بين الأم ووليدها، والتي لا تستطيع العوامل المحيطة أن تؤثر عليها.
 
كما أن هناك ولادت طبيعية، فشلت فيها الأمهات عن التقرب من وليدها، والحفاظ على مارزقها الله تعالى إياها، فالأمومة تحس ولا يمكن أن تتوقف على نوع الولادة أو غيرها من الأمور السطحية الأخرى فالطفل يميز صوت أمه وهو في بطنها منذ الشهر الخامس للحمل تقريبا، ويشم رائحتها، ويحس حنانها عليه إنها الأمومة التي لا تسمح لأي عامل محيط أن يؤثر عليها.
 
كان ذلك رأي عن تلك الدراسة، والآن جاء دورك عزيزتي الأم لتعبرين عن مدى تقبلك لهذه الدراسة سواء بالتسليم لها أو الرفض ولماذا؟
 
نتعجب كثيرا عندما نتأمل علاقة الأم بطفلها الوليد تلك العلاقة الفطرية التى تغذيها وتحميها غريزة الامومة واحيانا نقف حائرين امام السر وراء حميمية هذه العلاقة فالطفل الصغير يميز أمه من بين كثيرات والام تستطيع أن تسمع وتشعر ببكاء طفلها وكنا نعتقد أن تلك العلاقة الغريزية لايمكن ان تتأثر بأى ظروف ولكن وعلى الرغم من الاجتهادات التى حاول بعضهم من خلالها تفسير تلك الظاهرة المثيرة إلا أن دراسة حديثة أزاحت بالدليل العلمى اللغز وراء تلك العلاقة الشديدة الخصوصية.
 
أكد العلماء ان نوعية ولادة الطفل سواء كانت طبيعية أو قيصرية تتحكم وبشكل كبير فى تحديد ملامح تلك العلاقة ووجدت تلك الدراسة الأمريكية أن الأمهات اللاتى يلدن أطفالهن ولادة طبيعية يتجاوبن بشكل أمومى أكبر مع صراخهم وبكائهم مقارنة بالأمهات اللاتى يلدن عن طريق العمليات القيصرية ورجحت نتائج الدراسة التى أجريت بجامعة ييل الامريكية أن الأمهات اللاتى يلدن ولادة طبيعية يكن أكثر حساسية لأطفالهن عند البكاء فى بعض مناطق المخ التى يعتقد انها تعمل على تنظيم المشاعر والتحفيز والسلوكيات الاعتيادية ومن المعروف ان العمليات القيصرية هى عبارة عن اجراء جراحى يتم بإحداث شق فى البطن وجدار الرحم وتكون تلك العمليات عمليات مهمة فى بعض الحالات لحماية صحة أو إنقاذ حياة الطفل أو الأم لكن تنتج عنها غالبا إصابة الأمهات بحالة من الاكتئاب بعد الولادة وأماطت الدراسة النقاب عن أن هناك مجموعة من الهرمونات ودوائر محددة داحل المخ تعمل على دعم القدرة الحرجة للسيدات البالغات على تطوير أفكارهن وسلوكياتهن التى يحتجن إليها عندما يصبحن أمهات لرعاية أطفالهن حديثى الولادة على أكمل وجه.
 
وتبين من خلال الدراسة أن الولادة الطبيعية تشتمل على عملية إفراز نابضة لهرمون يطلق عليه اسم أوكسيتوسين من الغدة النخامية وتقلصات الرحم وتحفيز عنق الرحم ويعتبر هذا الهرمون من الوسائط الرئيسية فى سلوكيات الأمهات عند الحيوانات ومن جانبه قال د. جيمس سوين أحد المشرفين على الدراسة بمركز دراسة الطفل التابع لجامعة ييل "تساءلنا عن المناطق التى تكون أقل نشاطا لدى الأمهات اللاتى يلدن عن طريق العمليات القيصرية والتى ترتبط بتدهور سلوكيات الأمومة لدى النماذج الحيوانية والتى تمثل اتجاها لزيادة اخطار الاصابة بالاكتئاب عقب الولادة لدى السيدات" واضاف سوين تدعم النتائج التى توصلنا إليها النظرية التى تقول إن المتغيرات التى تحدث فى حالات الولادة مثل الولادة القيصرية التى تغير تجارب الهرمونات العصبية للولادة تعمل على خفض تجاوب مخ الأمهات فى المرحلة الاولى من الولادة وفى الوقت الذى تميل فيه كثير من السيدات للانتظار حتى وقت متأخر من حياتهن لإنجاب أطفال مما يزيد لديهن فرص الولادة بواسطة العمليات القيصرية.
 
الولادة إحدى العمليات الفسيولوجية الأكثر أهمية فى حياة الأم والجنين حيث إنها تشمل آلاما لا حصر لها للأم يعقبها ألم التنفس الأول للطفل.
 
وبالتالى هل تؤثر طبيعة عملية الولادة ونوعها على هذه العلاقة؟
 
هكذا بدأ حديثه معنا معلقا على هذه الدراسة الدكتور على إسماعيل عبدالرحمن استاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر وأضاف قائلا: هذا التساؤل من الصعوبة أن تتم الإجابة عنه ببساطة، أولا لصعوبة إجراء دراسات تغطى هذه الفترة من ناحية إنهاك الأم الشديد بعد الولادة مما يصعب من مهمة الباحث، وثانيا لغياب الدراسات التتبعية التى تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
 
وينصح علماء النفس الأم بعد الولادة بوضع الطفل فى حضنها مباشرة بعد الولادة عندما يصبح وضع الطفل الصحى مستقرا لتضمه مما يقوى العلاقة الحميمة بين الأم و طفلها.
 
ويستجيب الوليد عند ملامسة خديه بأن يدير وجهه تجاه وجه أمه أو ثديها ليرضع حليبها وهذا يثير إفراز هرمون البرولاكتين المسؤول عن إفراز الحليب من الثدي، وهذا التقارب الفيزيائى يقوى التقارب العاطفى و يؤثر فى تطور الطفل، كما ينصح باستغلال فترة هدوء الطفل اليقظ بأن تداعب الأم طفلها بملامسة أطرافه ووجهه بأناملها وأن تطوقه و تدلكه بلطف و يستجيب الطفل لذلك مما يقوى علاقة الحب بينهما. فعندما يبكى الطفل الرضيع يثير أمه فتلامسه وتتكلم معه بصوت ناعم و لطيف فيهدأ الطفل.
 
وتستجيب الأم لطفلها أن شعرت بأنه يحتاج للرضاعة أو النظافة أو الحمل والمداعبة، فعند بكاء الطفل يتم إفراز هرمونات من قبل دماغ الأم مثل هرمون الاكسيتونين الذى يحث الثدى على الجاهزية لإعطاء الحليب وخلال إرضاع الطفل من ثدى يبدأ الثدى الآخر بالتحضير ويفرز الحليب قبل بدء الطفل به، وكذلك هرمون البرولاكتين الذى يحث خلايا الحويصلات فى الثدى على إفراز الحليب وتخزينه ويعمل أيضا على انقباض عضلات الرحم بعد الولادة وهذا يؤدى إلى تخفيف ألم الرحم وكذلك عودته لوضعه الطبيعي.
 
لكن لو ناقشنا هذا الأمر من الناحية النظرية لاكتشفنا صعوبة تطبيق ما تم التحدث عنه سابقا فى حالة الولادة القيصرية حيث إن الأم غالبا ما تعانى من متاعب الجراحة أو تكون فى حالة من الذهول أو تغير الوعى بدرجة لا تسمح لها بالتعامل مع وليدها عكس الولادة الطبيعية.
 
أما الدكتور تامر العمروسى استشارى الطب النفسى فيقول التفاعل فى هذا الموضوع يختلف من شخص الى آخر بمعنى أن بعض السيدات إذا ما كانت الولادة التى مرت بها صعبة ومؤلمة فهذا يجعل الطفل له تقدير أكبر لديها وسيدة أخرى تشعر بالعكس فى هذه الحالة ويتحول شعورها إلى شعور بالعدوان تجاه هذا الطفل خصوصا إذا ما كان لديها عدد كبير من الأطفال ويضيف كما أن بعض الولادات القيصرية تسبب معاناة بسبب الجرح كما أنها تتسبب بتغيرات هرمونية للأم تجعلها أكثر عرضة للاكتئاب كما أن بعض السيدات تكون شخصيتها أنانية ونرجسية لديها هوس بجسدها ولا تريد أن تتغير ملامحه وربما تكون عدوانية فى تعاملها بسبب التغيرات الجسدية التى تحدث لها.
 
ويقول الدكتور نجيب ناصف نجيب إخصائى الأطفال وحديثى الولادة إن أهم شىء فى حياة الطفل علاقته بأبيه وأمه لأنها تحدد الأساس الصحى للحياه النفسية والعاطفية للطفل فيما بعد لأنه كما تقول الدراسات الطبية أن90من حجم مخ الطفل يتكون فى الثلاث سنوات الاولى وتتكون رابطة بين الأم والطفل منذ الأسبوع الثامن عشر إلى الأسبوع الخامس والعشرين وبداية من الشهر السابع يسمع الجنين نبرات الأم ويرد عليها بحركته داخل الرحم وتتأثر هذه الرابطة إذا ما كانت الولادة صعبة ومتعثرة أو حدثت مضاعفات أثناء الولادة وهنا يكون لذلك تأثير سلبى على هذه الرابطة.
 
ويضيف كما أننا لا نستطيع أن نهمل تأثير الرضاعة الطبيعية فى هذه العلاقة حيث تزيد من قوة الرابطة بين الأم والطفل وذلك من خلال ما يصاحب الرضاعة الطبيعية من تلامس بينهما ومبادلة النظر فى عينى الأم لطفلها وتتاثر أيضا بكمية الوقت الذى يحدث فيه الرضاعة والتلامس بينهما فالرضاعة الطبيعية تجعل جسم الأم يفرز موادا كيميائية تؤثر على المخ وذلك عن طريق إفراز هرمون الاكسيتوسين الذى يؤدى إلى تهدئة الأم مما ينعكس بالإيجاب على علاقتها بوليدها.