آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-06:16م

ملفات وتحقيقات


صروح علم تتهاوى وأجيال بلا تعليم مدراس البريقة جسد التربية المسموم (( 2))

الجمعة - 26 ديسمبر 2014 - 04:13 م بتوقيت عدن

صروح علم تتهاوى وأجيال بلا تعليم  مدراس البريقة جسد  التربية المسموم (( 2))

عدن (( عدن الغد )) خاص

أيام قلائل تفصلنا عن الامتحانات الفصلية في مدراس التربية والتعليم ولا يزال التعليم مغيبا في صروح العلم تلك ليتهاوى معها مئات الطلاب إلى منحدر الجهل والأمية , فمخرجات التعليم اليوم معلولة سقيمة تسببت فيها جملة من الاختلالات المتراكم بعضها فوق بعض دون أن تتدخل التربية والتعليم في تصحيح المسار واكتفت بفتح أبواب المدارس في بداية كل عام دراسي وإغلاقها مع نهايته , ليبقى الفشل هو سيد الموقف بلا منازع .

 

استطلاع /علي الصبيحي

 

كنا قد نقلنا بعضا من مآسي التعليم في مدارس مديرية البريقة التي هي غيض من فيض فمدارس البريقة تكتسي حلة الأسى بفعل الإهمال الذي انعكس أثره سلبا على العملية التعليمية برمتها وتوشك أن تودي بمستقبل الأجيال الحالمة الغارقة في وحل الأمية والجهل دون أن تحرك الجهات المختصة ساكنا عدا الصمت والاستمرار في العبث بالتعليم ومخرجاته .

 

 

ثانوية الدرة

ثانوية الدرة بنات ـ شكت إدارتها هي الأخرى عددا من القضايا الشائكة التي تقف عائقا أمام سير العملية التعليمية على مدى سنوات كان أبرز تلك القضايا وجود إدارتين في مدرسة واحدة وهو ما سبب إرباكا كبيرا  إضافة إلى نقص في المعلمين وفي الحراسة وعمال النظافة والافتقار إلى الأثاث المكتبي .حسب تعبير مدير ثانوية الدرة ـ أ ـ هدى عوض ماطر التي قالت : أكبر معضلة تواجهنا أننا وعلى مدى ست سنوات ونحن إدارتان لمدرستين أساسي وثانوي في مبنى واحد الذي هو مبنى ثانوية الدرة وقد تم نقل مدرسة 26 سبتمبر للتعليم الأساسي بنات إلى ثانوية الدرة وذلك بعد خضوع مدرستهم للترميم وهذا أحدث لنا إرباكا كبيرا وأعاق العملية التعليمية سواء من حيث ضيق سعة المبنى واختلاف التوقيت الزمني للدوام الدراسي وإقامة الطابور الصباحي واستخدام الساحة المدرسية فنحن لدينا 573 طالبة ثانوية و 44 معلمة وأصبحنا بلا مكاتب ولا مقاعد ولا طاولات ونحن في الخاص بنا ناهيك عن مشكلة البوابة الرئيسية حيث تحدث إشكالية سيما وأن دوام المدرسة الأساسية ينتهي في العاشرة ويبدأ بعده دخول تلاميذ الفترة المسائية ونحن لم نكمل بعد الحصة السابعة وهو ما يتسبب في إحداث إزعاج وتشويش هذا غير دخول التلاميذ من المدرسة المجاورة وصعودهم المتكرر إلى سلالم الثانوية وقد حاولنا إغلاق البوابة إلا أن إدارة مدرسة 26 اعترضت .

النقص

وعن نقص المعلمات أشارت أ ـ هدى ماطر ـ إلى أنه لا يوجد نقص في المعلمات ما عدا مادة التربية الإسلامية للصف الأول ثانوي بسبب تقاعد المعلمة دون توفير بديل .يوجد نقص في حراسة الثانوية وفي عمال النظافة ـ لدينا مكتبة ألغينا دورها وهي الآن مكتب للمدير وللوكيل الفني ووكيل الأنشطة والمشرفة الاجتماعية والمعلمات ـ فنحن منحنا مكاتبنا لإدارة مدرسة 26 سبتمبر  كان لدينا مختبرين  واحد منح لهم  مع إننا بحاجة إليه للفيزياء وحول الأنشطة المدرسية أكدت ماطر  أنها حاليا متوقفة بسبب ضيق المبنى وانعدام الأدوات .

المجلس المحلي يمتنع 

في ثانوية الدرة تتكدس أكوام القمامة وتحتل مياه المجاري الطافحة جزءا من الساحة وهو ما يخلق  بيئة غير صحية تؤثر سلبا على الطلاب في الوقت الذي تقدمت  فيه إدارة ثانوية الوحدة بعدة مناشدات إلى مكتب التربية والمجلس المحلي الذي امتنع عن توفير عمال وسيارة النظافة على حد قول ماطر التي أوضحت قائلة : نحن نعاني من تكدس أكوام القمامة وطفح مياه المجاري ومع ذلك بذلنا جهدنا وكلفنا الطالبات لتجميع القمامة ووضعها في أحدى زوايا الثانوية وتبقى عملية نقلها عن طريق عمال وسيارة النظافة وهذا الذي امتنع المجلس المحلي توفيره لنا بعد أن رفعنا عدة مطالبات لكنه قيادة المجلس امتنعت بذريعة أن عدد سيارات البلدية محدودة وأن العمال يطالبون بمخصصات إضافية .

ستة أعوام من الشتات

أـ فائزة محمد ثابت ـ وكيل مدرسة 26 سبتمبر للتعليم الأساسي بنات بدورها تحدثت عما تعانيه إدارة مدرسة 26 سبتمبر بمعلميها وتلاميذها وأضافت : نحن ضيوف على ثانوية الدرة مدرستنا خاضعة للترميم منذ 6 سنوات  تم تجهيزها ولم نتسلمها ـ نحن إدارتان في مدرسة واحدة وهذا لا يصلح فنحن لدينا 1800 تلميذة ونعاني من هموم ومشاكل يومية فمثلا  في مكتب واحد يوجد المدير والمعلمات والوكلاء وهذا تتحمل مسؤوليته  التربية لا أثاث مدرسي لا مكاتب  لا وسائل تعليمية  لا مختبر  محصورين في 9 فصول ومرت ستة أعوام ونحن في شتات ناهيك عن نقص المعلمات  عندنا 30 معلمة سبع منهن تقاعدن ما تسبب  في نقص المعلمات للفترة المسائية. وطالبت وكيل مدرسة 26 سبتمبر مكتب التربية والتعليم سرعة تسليم المبنى الذي قالت بأنه قد اكتمل الترميم فيه إلا أنه إدارة التربية لم تسلمه لإدارة المدرسة بعد مشددة على ضرورة سرعة التسليم لما تقتضيه الحاجة الملحة بعد أن تسببت مدة الترميم الطويلة في كثير من الإشكاليات أعاقت التعليم من بينها نقص في عاملات النظافة والحراسة والأثاث والكتب في الوقت الذي حاولت إدارة المدرسة  تغطية النقص من رسوم الطلاب  التي قالت إن مكتب التربية  يأخذ منها  16% حتى إيجار المقصف الذي كنا نسخره لسد النقص فإن  المستأجر امتنع عن تسديد الإيجار .

وعما إذا كانت راضية عن أداء المعلم اليوم أجابت : حقيقة لست راضية ومن وجهة نظري فإن 5% فقط  هي نسبة المعلم الممتاز اليوم وما عداه تحصيل حاصل  .

 

التسيب

سامح عبدالله السيد / ولي أمرـ حمل إدارة التربية والتعليم والإدارات المدرسية مسؤولية تردي أحوال التعليم مشيرا إلى أن التعليم اليوم فقد قيمته بسبب ما أسماه غياب روح المسؤولية لدى التربية والتعليم والإدارة المدرسية وقال السيد : الإدارات اليوم متهاونة ومقصرة  في واجبها تجاه الطلاب فنحن نرى أولادنا يعودون من المدرسة في أوقات مبكرة مثلا كثيرا ما يعودوا إلى المنزل الساعة التاسعة والعاشرة صباحا بسبب غياب المعلمين بينما نحن في أيامنا كنا نخرج بعد الساعة 12 ظهرا أما اليوم فالطلاب لا يكملون حصصهم الدراسية بسبب نقص المعلمين والمنهج وهذا ما انعكس سلبا على مخرجات التعليم وعلى مستقبل أولادنا مع أننا نحن كأولياء أمور نتابع أولادنا ونحضر إلى المدرسة إلا أننا نصاب بخيبة أمل عندما نجد أولادنا في الفصول دون معلم .

المخرجات

تلك هي مخرجات التعليم في بلادنا , تعليم معلول وقيم مفقودة وهمم متراخية ويبقى السؤال : أنى لصروح العلم تلك أن ترفد الوطن  بالطبيب والمهندس والطيار ؟