آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:01م

أخبار وتقارير


ما الذي يتذكره الناس عن (وحيد علي رشيد)؟

الأربعاء - 24 ديسمبر 2014 - 06:19 م بتوقيت عدن

ما الذي يتذكره الناس عن (وحيد علي رشيد)؟

عدن ((عدن الغد)) خاص:

كانت الساعة قاربت الثالثة فجرا يوم الـ23 من سبتمبر 2014 حينما توقفت سيارة بيضاء اللون وخلفها طقم عسكري أمام بوابة مطار عدن الدولي ليترجل منها رجل في العقد الخامس من عمره برفقة عدد من الأشخاص بينهم نسوة واطفال أمام بوابة مطار "عدن الدولي".

كان الرجل "وحيد علي رشيد" محافظ مدينة عدن السابق برفقة اسرته وكان الحدث هو هروبه العاجل من مدينة عدن صوب مدينة اسطنبول التركية .

لم تتأخر إجراءات سفر "رشيد" فبعد نص ساعة فقط من كل ذلك اقلعت الطائرة التابعة للخطوط الجوية التركية في طريقها إلى مدينة اسطنبول وعلى متنها "وحيد رشيد" واسرته .

لم يكن يدر بخلد "رشيد" الذي امسك بزمام الحكم في المدينة انه يغادر المدينة وربما في رحلة ستدوم طويلا .

كانت هذه أول رحلة هروب لمسئول حكومي بارز بمنصب "محافظ" يفر هاربا من المدينة التي حكمها بقبضة حديدية لسنوات .

فر "رشيد" من المدينة عقب يوم واحد فقط من سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعة الحوثي وعقب ساعات فقط من انفجار قنبلة بالقرب من مقر حزب الإصلاح في مدينة عدن والذي ينتمي اليه "رشيد".

بدأ واضحا ان "رشيد" ظن ان الانتقام من قبل مناوئيه في الطريق اليه فشد الرحال تاركا كل شيء خلفه.

عين "رشيد" في الأول من مارس 2012 محافظا لعدن خلفا لمحافظها السابق "احمد محمد قعطبي" وفور توليه منصبه دشن الرجل حملة تغييرات لمسئولين في عموم الادارات الحكومية .

عين الرجل عشرات المنتسبين لحزب الإصلاح في الدوائر الحكومية وازاح في المقابل عشرات المدراء السابقين عن مناصبهم .

بدأ واضحا ان عملية تغيير جذرية لكافة مدراء العموم والمسئولين ، عاشت بسبب سياسية "رشيد" قيادات إصلاحية شهور من العسل وتوغلت في الكثير من المفاصل الحكومية .

خاضت القيادات الاصلاحية بمعاونة "رشيد" حربا شرشة ضد الأطراف السياسية الأخرى وبينها قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام المتهمة بالفساد والمحسوبية أيضا .

وتسبب هذا الصراع بحالة من الشلل للكثير من نشاط السلطة المحلية في عدن .

ورغم ان رشيد بشر عبر وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح بعهد جديد ستشهده المدينة إلا ان كل شيء كان يواصل التراجع في المدينة .

لم ينفذ طوال عهد "رشيد" إي مشاريع إنمائية تذكر باستثناء مشروع طريق بحري يربط بين المنصور وخور مكسر ولايزال العمل جاريا فيه حتى اليوم رغم حالة من التعثر.

خلال الفترة التي تولى فيها "رشيد" حكم عدن نفذت قوات الأمن اليمنية اوسع عملية قتل بحق محتجين من الحراك الجنوبي .

في الـ 21 فبراير 2013 نفذت قوات الأمن اليمنية بتوجيهات من رشيد اعنف حملة قمع طالت محتجين جنوبيين بساحة العروض وأسفرت يومها عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة العشرات بجراح بالغة .

ورغم فداحة أعمال القتل واصل "رشيد" تنكيله بالحراك الجنوبي ومنع الحراك الجنوبي من إقامة الكثير من فعالياته السياسية في عدن .

شهد قطاع الكهرباء في مدينة عدن بعهد وحيد رشيد تراجعا هو الاكبر في تاريخ المدينة ومرت على المدينة عدد من فصول الصيف السيئة البالغة الحرارة .

لم يحقق "رشيد" إي انجازات تذكر لكنه تمكن من تملك عدد من المنازل الفاخرة بمناطق مختلفة في مدينة عدن بعد ان ظل لسنوات طويلة وكيلا غير معروف في عدن .