آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-04:05م

ملفات وتحقيقات


لاجئو سوريا : صراع في الوطن المفقود .. وتشرد للبحث عن وطن

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2014 - 10:51 ص بتوقيت عدن

لاجئو سوريا : صراع في الوطن المفقود .. وتشرد للبحث عن وطن
لاجئة سورية تحمل طفلتها بغرض التسول بشارع عام بمديرية المنصورة - الخميس 3 أغسطس 2013 - عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

قبل حوالي 4 سنوات من الآن كانت سوريا تعيش فترة يمكن القول بأنها آمنة ومستقرة اقتصاديا مع هدوء حذر يشوب الجانب السياسي الذي كان مؤهلا للانفجار اكثر من مرة نتيجة الاحتراب والاحتقان الحاصل آنذاك بين النظام المدعوم بمليشيات حزب الله ومخلفات الحرس الثوري الايراني من جهة وقوى معارضة كانت متواجدة بشكل طبيعي في اركان ومراكز نظام بشار القمعي من جهة اخرى، غير انه في الواقع لم تكن تلك القوى بقوة وجودة المعارضة في بلدان الربيع الاخرى خاصة مع وجود نظام ديكتاتوري قمعي مثل نظام بشار الذي اصطدم اخيرا بمعارضيه وهو ما مهد لنشوء ازمة وصراع طائفي ومذهبي يأخذ مجاله للسنة الرابعة على التوالي، في الواقع لم يكن الربيع ربيعا على سوريا التي صارت ساحة صراع خارجي بصبغة تنفيذ داخلي بحت، ولا تلوح في الافق تباشير انتهاء هذا الصراع القاتل للبشر والشجر والحجر..

 

كغيرها من مدن اليمن الرئيسية استقبلت عدن عدد لابأس به من اللاجئين السوريين الذين شرحوا لنا تفاصيل مسيرة المعاناة والالم من الشام الى اليمن فكان التالي حصيلة ما خرجنا به :

 

تقرير / صالح أحمد المحوري

 

البداية كانت مع ام محمد التي قدمت من مدينة حمص قبل حوالي 7 اشهر مع زوجها واولادها الثلاثة حيث وصفت الوضع الذي يعيشه اللاجئين السوريين بالصعب قائلة :"اوضاعنا صعبة جدا تشردنا من بلادنا بسبب الازمة والحرب وما نعيشه في بلدان اللجوء لا يختلف كثيرا عما كنا نعيشه في سوريا اثناء الازمة"، وواصلت حديثها قائلة :"نحن موجودين في الشوارع طوال اليوم وفي الاخير لا نعود للبيت الا بالقليل الذي لا يكفي حتى لمصروف اليوم".

 

تتحدث ام محمد بنبرة حزن تحاول ان تكبتها بشجاعة ابناء الشام المعهودة قائلة :"الحمد لله معاملة الناس طيبة"، وعندما بادرناها بالسؤال عن المسكن اجابت فكانت الصدمة بالنسبة لي "نحن مستأجرين منزل ب45الف ريال برغم ظروفنا الصعبة التي لم تشفع لنا للحصول على منزل بسعر اقل".

 

واصلت استطلاعي فالتقيت بأم سارة من حي السيدة زينب التاريخي بدمشق التي حدثتنا عن الوضع القاسي الذي تعيشه هي وافراد اسرتها المكونة من 12شخص فقدوا عائلهم الوحيد اثناء الازمة قائلة :"توفي ابي اثناء الازمة بسوريا ،بعد ذلك قدمنا الى اليمن، حالنا كحال اللاجئين السوريين في بقية البلدان ظروف المعيشة صعبة وفوق ذلك غلاء اسعار المواد الغذائية وايجار البيوت زاد من قساوة ومرارة الوضع"، اختتمت ام سارة ذات ال23ربيعا حديثها قائلة :"ستعود سوريا انشاء الله وربنا يفك الازمة عنا وعنكم".

 

ابو طارق من حمص لم يخفي هو الاخر حقيقة الوضع المعقد الذي يعيشه اللاجئين السوريين حيث بادرنا بالقول :"اوضاعنا معقدة ومريرة، اسر بأكملها تشردت واغلبها لم تسلم من القتل والتصفية من قبل نظام الطاغية بشار الذي اتخذ تلك الحرب ذريعة للقضاء على الارهابيين كما يقول رغم نه رأس الارهاب بنفسه، اتينا الى اليمن قبل عام انا وافراد اسرتي والازمات ورانا ورانا في بلدان اللجوء نعاني كثيرا من الغلاء الفاحش وبالمقابل فنحن لا نملك المال لشراء الغذاء لأطفالنا على اقل تقدير".

 

"الوضع يا أخي سيء للغاية، كما ترى نحن متواجدين بالشوارع والاسواق نبحث عن القليل لكي نسد به حاجة اطفالنا اما نحن كبار السن فالأمر صار طبيعي بالنسبة لنا"، هكذا ابتدأ جهاد حديثه وهكذا اختتمه "تركنا جهاد وهو يحتضن أحد ابنائه الصغار"..

 

اتجهت نحو أحد الامهات التي تحمل طفلها الرضيع فبادرتها بالسؤال عن والد الطفل فردت قائلة :"والده يعمل في احدى المحلات التجارية في عدن، لكن مرتب زوجي لا يكفي الا لإيجار البيت وانا هنا احاول توفير الطعام لطفلي"، فسألتها كم يبلغ ايجار البيت فردت قائلة :"نسكن في منزل صغير انا وزوجي واولادي الستة ووالدا زوجي وندفع مقابل ذلك مبلغ30الف ريال".

 

لاحظت عند اجرائي لتلك الحوارات مع اللاجئين السوريين حجم المعاناة الكبيرة التي يعانونها في بلدان اللجوء واليمن بطبيعة الحال احد تلك الدول التي يعاني فيها مواطني سوريا حيث غلاء الاسعار وظروف البلد الذي يعيش هو الآخر ازمات طاحنة ،ناهيك عن غلاء ايجار البيوت التي اصبحت في ارتفاع مستمر ولم يشكل ابناء سوريا اي استثناء برغم الظروف الطاحنة التي يعيشونها ،بالنسبة لي الامر صادم وغير متوقع بتاتا ،ابناء سوريا في وضع قاسي جدا ويجب مراعاة تلك الجزئية جيدا ومنحهم اسعار اقل قياسا بما يعانونه من ظروف غاية في التعقيد، على امل ان تنهض سوريا من جديد وتعود كما كانت .. اناشد رجال المال والاعمال بدعم ابناء سوريا اللذين يعيشون ظروف اقل ما يقال عنها انها مريرة..