آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

دولية وعالمية


في حلقة نقاش للمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة ..صالح افسد شيوخ القبائل في اليمن وادارهم بـ(مصلحة شيوخ القبائل)

السبت - 20 ديسمبر 2014 - 10:18 م بتوقيت عدن

في حلقة نقاش للمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة ..صالح افسد شيوخ القبائل في اليمن وادارهم بـ(مصلحة شيوخ القبائل)
جانب من الحلقة

(عدن الغد) متابعات :

نظمت وحدة التحولات الداخلية بالمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة يوم الأربعاء الموافق 17 ديسمبر 2014 حلقة نقاشية بعنوان "تأثيرات متصاعدة: التحولات الجديدة لأدوار القبيلة في المنطقة العربية"، حيث قدمت الورقة الرئيسية الدكتورة مروة نظير المدرس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وأدار الحلقة الأستاذ الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعقب على الورقة كل من الشيخ/إدريس السيد الإدريسي رئيس الرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة، والدكتور خالد حنفى الباحث في الشئون الأفريقية بمجلة السياسة الدولية، والأستاذ أحمد زكريا الباسوسي الباحث فى شئون المغرب العربي بالمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، والدكتور حمود ناصر القدمى الخبير فى الشئون اليمنية، والأستاذ بشير عبد الفتاح مستشار التحرير بدورية الديمقراطية بمؤسسة الأهرام. وقد حضر الورشة عدد كبير من الباحثين والأكاديميين المهتمين بالشأن العربي والإقليمي، حيث دار النقاش حول التحولات التي طرأت على أدوار القبيلة وعلاقتها بالدولة بعد الثورات العربية.


أدوار جديدة

استهلت الدكتورة مروة نظير حديثها بالإشارة إلى أهمية القبيلة باعتبارها أكثر البني الاجتماعية التقليدية رسوخاً وتجذراً فى الوعي البشرى لاسيما العربي، ذلك لكونها تعد جماعة مستقرة ودائمة نسبياً، ومن ثم، فقد لعبت القبيلة على مدار تاريخها أدوارا سياسية واجتماعية مهمة، علماً بأن العلاقات الصراعية بين القبيلة والدولة شهدت استقرارا نسبياً وميلا للدولة على حساب القبيلة قبل الثورات. لكن بعد الثورات بدأت القبائل فى مختلف البلدان القيام بدور أكثر فعالية لاسيما فى حالات كل من اليمن وليبيا ومصر نسبياً، ودور أقل أهمية وتأثيراً فى الحالة التونسية.

وتزايد دور الكيانات القبلية – بحسب د. نظير- ليشمل ثلاث أدوار رئيسة، وهم؛ الدور الأمني، والذي تجلى فى حالة القبائل اليمنية في مواجهة الحوثيين، والقبائل الليبية في مواجهة التنظيمات الراديكالية المتطرقة، والقبائل المصرية لاسيما بعد أحداث 30 يونيو 2013. ذلك فضلاً عن الدور السياسي، والذي تجلى في حالة القبائل العراقية. ناهيك عن الدور الاقتصادي والاجتماعي للقبيلة، والذي برز فى كل من سوريا والعراق واليمن، عبر السيطرة على الحقول النفطية أو حمايتها من التنظيمات المتطرفة.

وعن علاقة الدولة بالقبيلة فى مصر، فقد أكد الشيخ إدريس السيد الأرديسى أن القبيلة بوصفها الكيان الأول الذي سبق نشأت الأحزاب والجمعيات تسعى بالأساس للربط بين أفراد المجتمع وتوحيدهم، وهو ما يجعل القبيلة فى مصر ليس معارضة للدولة، وإنما مكملة لها من حيث الأدوار والوظائف. وقد برز دور القبيلة كمكمل للدولة فى المجال الاجتماعي، وذلك بتركيزها على الدور التوفيقي بين الخصوم، وهو تجلى فى الوساطة القبلية بين قبيلتي الهلايلة والدبوداية على خلفية الاشتباكات التي حدثت بينهما فى أسوان. كما أشار إدريس إلى أن غالبية القبائل الموجودة في مصر لها امتدادات قبلية فى دول أخرى مثل العبابدة فى السودان، وأولاد على في ليبيا. وبالتالي، فإن القبيلة يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً فى توطيد العلاقات بين الدول.

القبائل والثورات

كشفت الثورات العربية وطريقة تعامل القبائل معها عن وجود تباين فى درجة مساهمة القبائل فى الحراك الثوري. فعلى الصعيد الليبي، فقد أشار الدكتور خالد حنفى إلى أن القبيلة لم تكن هي المفجر الرئيسي للثورة ضد القذافى، بل النخب المدنية هي صاحبة المبادرة، لكنها فى الوقت ذاته تزايد دورها السياسي والأمني بشكل ملفت بعد رحيل القذافى، وهو ما تجلى فى دخول القبائل فى تحالفات انتخابية وسياسية رسمت بشكل كبير ملامح الحالة الليبية. ذلك فضلاً عن دورها الأمني فى مواجهة التنظيمات الإسلامية المتطرفة فى المرحلة الحالية.

أما على جانب القبائل السورية، فقد أكد الأستاذ بشير عبد الفتاح على قيام العشائر بدور فعال فى الثورة عبر تشكيل عدد من الكيانات العشائر المناهضة للنظام لاسيما تكتل أحرار العشائر العربية فى فبراير 2011، ثم فى إبريل من العام ذاته تم تشكيل مجلس القبائل العربية السورية ليكون تكتلاً سياسياً منبثقاً عن المجلس الوطني السوري المعارض.هذا بالإضافة قيام القبائل بتشكيل جناحها العسكري من 24 قبيلة مقاتلة تضم كل منها ما بين 700 و1500 مقاتل.

اليمن وتونس: تحجيم القبيلة

سعت بعض الأنظمة السياسية على مدار تاريخ حكمها فى إضعاف القبيلة وتقليل تأثيرها، وهو ما أكد عليه الدكتور حمود ناصر القدمى بشأن اليمن، مشيراً أنه على مدار 33 عاما من حكم على عبد الله تقلصت بشكل ملفت مكانة شيخ القبيلة، حيث قام نظام صالح باستغلال القبيلة وإفساد مشايخها وتجيشهم فقط إبان العمليات الانتخابية ليس هذا فحسب، بل قام نظام صالح بإنشاء "مصلحة لشئون القبائل" لتقوم بتوجيه القبائل والإشراف عليها من قبل الدولة، وهو ما ساعد في تحجيم دور القبيلة فى اليمن.

وعلى صعيد دور القبيلة في تونس، فقد أشار الأستاذ أحمد الباسوسي على أن دور القبيلة فى تونس قد شهد تراجعاً فى السنوات الأخيرة، نتيجة إتباع الأنظمة السياسية المتعاقبة سياسات شبه عدائية اتجاه القبيلة ساهمت فى تقليص نفوذها، ذلك فضلاً عن عمليات التحديث والانفتاح التعليمي الذي أعلت من قيمة الدولة على حساب الولاءات الأولية والقبلية، ناهيك على الانخفاض النسبي فى معدلات التهميش الاقتصادي لسكان المناطق الطرفية. كما أكد الباسوسي على أن أهم ما يميز القبيلة التونسية بأنها "غير متعسكرة" و"متحضرة" إذا ما قورنت بالقبائل فى البلدان الأخرى.

سيناريوهان محتملان

وعن مستقبل دور القبيلة في الدول العربية، أشارت المناقشات إلى أن مستقبل القبيلة يـتأرجح بين مسارين رئيسيين، وهو ما يتفق مع ما ذهبت إليه الورقة الرئيسية، ويتمثل الأول في اضمحلال دور الكيانات القبيلة، وذلك لكونها لم تعد وحدة متماسكة كما كانت فى وقت سابق، وبالتالي فإن دورها سيتراجع نسبياً دون أن تندثر، حيث ستظل ضمن مؤسسات المجتمع العربي دون أن تكون الضابط الرئيسي لإيقاعه. أما الثاني، فيتمثل في حدوث مزيد من الاستفاقة للكيانات القبلية لاسيما مع التفكك الذي تشهده بعض البلدان المركزية العربية.