آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:19ص

ملفات وتحقيقات


فيما الوظائف تتوزع على شكل هبات وعطايا ومشايخ وقادة تخلو عنها .. منطقة جُديمة بصبيحة لحج : واحة منسية وشباب مهملين

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2014 - 09:33 ص بتوقيت عدن

فيما الوظائف تتوزع على شكل هبات وعطايا ومشايخ وقادة تخلو عنها .. منطقة جُديمة بصبيحة لحج : واحة منسية وشباب مهملين

لحج ((عدن الغد)) خاص:

تقع منطقة جديمة في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج  وهي تبعد عن ساحل رأس  العارة بمقدار أربعة كيلومترا  إلا أنها  واحة  زراعية ذات ارض خصبة حيث تلتقي فيها كبار وديان  المديرية كتمنان  وشعبوا وغيرهم  مما جعل  من تربتها  الخصبة صالحة  لزراعة  مختلف  المحاصيل  الزراعية  وتعتبر  منطقة جديمة  عاصمة عشائر الفتيحة  الموزعين على مختلف  مناطق  المديرية كالسقياء  والعارة  والصريح والعديدية وخور العميرة ،لكن منطقة جديمة عاصمتهم التاريخية وحين  يأتي  ذكر المنطقة يأتي إلى جانبها ذكر  الشيخ  النمر سالم المناضل  الجسور  والإنسان  الشهم  والذي  يضرب  به المثل  في مختلف  مناطق  الصبيحة  لجسارته  وإقدامه  وحبة للخير  ودورة المتميز  في الإصلاح  بين  مختلف  قبائل الصبيحة  فالنمر وجديمة صنوان  لا يفترقان  ولهما في الوسط الصبيحي  الاحترام والتبجيل  ولو تم في الآونة الأخيرة نسيانهم  الأمر الذي انعكس على أبناء  جديمة  بالإهمال  وعدم  الإنصاف لهم، وحتى من بعد النمر ارتبط  اسم جديمة  بالسيد الغرابي  الكريم  المعطاء  والذي  كان  يلقب بحاتم  الصبيحة  لجودة وكرمة، تفاصيل أكثر سنعرضها في التقرير التالي:

 

تقرير / محمد المسيحي

 

خطة زراعية لم تجدد

في بداية مقدمتنا لهذا التقرير وكما اشرنا في سطوره بان ارض جديمة ارض زراعية ذات تربه خصبة صالحة  لزراعة  مختلف  المحاصيل ونظرا للاتساع  الشاسع لرقعتها وجودة تربتها وضع المناضل الشهيد  الرئيس قحطان  محمد الشعبي  رئيس  أول جمهورية  للجنوب  خطة زراعية  لتطويرها والعمل  على استثمارها  ويحكى  أن الشهيد  قحطان الشعبي  وبحكم تخصصه  في الجانب الزراعي  كان ينظر لهذا المكان باعتباره بقعة تستطيع رفد الاقتصاد  الوطني  بموارد ماليه  إذا  استغل  العمل فيها  لكن الرفاق  لم يتركوا  لهذا الرجل  الفرصة  للنهوض  ببلدة وعملوا على  حجزه في الإقامة  الجبرية  حتى مات.

 

شقاء وكدح

وخلال  فترة التشطير  بعد قحطان لم  يستغل  هذا المكان  الخصب  والواسع  الرقعة لاستثماره  فظل  المزارعين  يكدحون ويشقون  في أرضهم  بما تجود به السماء من أمطار  وسيول  وحتى  بعد قيام  الوحدة ظلت  تلك الرقعة  الزراعية  الكبيرة  مهملة  دون أي التفات لها  إلا انه  في الآونة الأخيرة  بداء المستثمرون  التجار  يتسابقون  عليها  ويعملوا على حفر الآبار  والمضخات  لزراعة البصل  مما جعل هذا المحصول  من هذه الأرض  يملي وتضيف به أسواق  المملكة العربية السعودية  وتعتبر  ارض الحنبورية  في جديمة  من أجود الأرض فيها حيث أن إنتاجها  الزراعي  من الأعلاف  أو المحاصيل الأخرى كالبصل مدهش للغاية.

 

خدمات منعدمة

يتناثر في منطقة جديمة قرى متعددة كالبرودة وجنة والحصب وغيرها لكن رغم كثرة القرى فلا يوجد إلا مدرسة أساسية ويدرس فيها إلى السادس أساسي و باقي الطلاب في المراحل الأخرى ينتقلون إلى مناطق أخرى تبعد عنهم بمسافات، فيما مدرسة المنطقة تعاني النقص الحاد في المعلمين ،وأرجح الكثير من المواطنين في مديرية المضاربة بان عموم مدارس المديرية تعاني النقوصات في شتى التخصصات  إلا أن هذا الأمر لم يصحو له بال من قبل إدارة التربية في المديرية، وضحية ذلك الطالب الذي  أضحى يعاني حتى من قراءاته لبعض الكلمات والعبارات التي تعرض عليه ،وهذه أمور لا تهم القائمون على المديرية وكأن على آذانهم وقار أو ربما هناك غشاوة على العيون حتى يعتذرون لهذه المواقف المخزية التي يلاحظونها يوميا وفي جميع مدارس المديرية، أما من الناحية  الصحية فحدث ولأحرج أكثر الأسر والمصابة بالمرض تتعرض لجميع أصناف العذاب لعدم توفر في المنطقة حتى حبة بارا مول لتهدئة صداع الرأس، حيث يذهب الأهالي والمحاذين لقرية جديمة أما إلى مستشفى العارة الريفي المهمل والمنسي  من قبل السلطات أو يلجئون بسرعة نقل مريضهم إلى محافظة عدن ،فالصحة في المديرية والمنطقة صفرا على الشمال كل الإداريون في الصحة والجهة المسئولة عنهم غير مهتمون بأبناء مناطق الصبيحة فهم حسنوا أوضاعهم المعيشية تاركين أبناء المديرية يعيشون في دهاليز النسيان، هناك قضايا وضعت بين أيدي مسئولي الصحة ولكن وضعت في قائمة النسيان الفقير له الله ،فالكثير من الأسر يعالجون مرضاهم بطرق تقليدية ورثوها من أجدادهم ،لان أملهم في الصحة مغيب تماما واضعين أيديهم على قلوبهم موكلين أمرهم لله، وباقي الخدمات  كالكهرباء  والمياه  فهي معدومة  ولا يوجد  فيها مشاريع للكهرباء والمياه،ويعمل غالبية شباب جديمة في المجال الزراعي والاصطياد وهنا تجد الشباب في غضب  وتهستر  من عدم  استيعابهم  حتى في اللجان الشعبية.

 

الرعي والاصطياد مصدر رزق

بعد ان تقطعت بهم السبل من كل النواحي وتغيب عنهم كل القائمون على امور المديرية وممثلوهم في المحافظة، حينها لجأ مواطنو المنطقة صغيرا وكبيرا منهم من مارس مهنة الصيد في البحر واخرون من استغل وقتة وشكل له مجموعة من الاغنام وبداء في عملية الرعي، فهم لا يريدون قصورا ولا سيارات ولا تنافس على مناصب اهم ما يحتاجونه هؤلاء الناس هو العيش الكريم، فاكثر الوظائف وبحسب تأكيداتهم انها تصرف للبعض وتحرم الاخر وكل ذلك بطرق مخالفة للقانون، فشباب المنطقة يشكون من هذا التهميش المتعمد الذي لحق بهم جراء القيادات التي توهمهم بأنهاء ستعمل وتعمل وهذا احبار ترفع على ورق ولا تنفذ في الواقع، فالسكان هنا يتجرعون مرارة الحياة المرة وبكل الوانها الصعبة وكأنهم في عصورا غابرة لا تعرف شيء على العصر الحديث، فالرعي والاصطياد اصبح لديهم عمل شاق جداولكن لا مجال اخر لديهم لحياة اسرهم سواء هذه المهنة التي اعتاد عليها اجدادهم من القدم، فرسائلهم كثيرة ومعاناتهم لا تحصى وعبر هذا المنبر الاعلامي يوجهون رسائل عاجلة لذوي الضمائر الحية ممن لديهم كامل الصلاحية في شتى المناصب في المديرية، وادراجهم ضمن الوظائف حتى يتمكنوا من اتمام بقية اعمارهم دون اي اتعاب شاقة ترهق كاهلهم.

 

صرخات

أهالي منطقة جديمة يعيشون حياة غير آدمية وبمجرد أن ترى كل شباب المنطقة يبحثون هنا وهناك وكلا في يديه عدد من الشكاوي رافعا بها إلى الجهات المعنية، هنا تقف في استغراب عما يحدث ربما حينه تقول انه خيال ولكن ومع جلوسك مع صاحب الشأن تدرك بان هؤلاء الشباب يبحثون عن وظائف تقطعت بهم السبل منهم من يشكي من المحسوبية وأخر من المحاباة فصرخات الشباب تعالت ولكن تواجه بالصمت ،يحدثنا احد أبناء المنطقة الأخ/بكيل سيف دوكم،وقال في حديثة بان المنطقة أصبحت في طي النسيان وخصوصا في تكدس الشباب وأصبحوا يمثلون العب على أهاليهم فيما هناك وظائف منها الجانب العسكري وأخرى في اللجان الشعبية ولكن نحن دائما مهمشون من ذلك فكل ما يدار أما يكون على شكل هبات وعطايا وعلى المقربين  وهذا هو شعار القائمون على زمام المديرية حد قولة،موضحا بان قد تم تسجيل عدد من أبناء المديرية ولم لم رفع  أي مخلوق من ابنا جديمة رغم المتابعة المستمرة ومن مكان إلى أخر ولكن يواجهون باللامبالاة ،وطالب دوكم أصحاب الضمائر الحية التي تهتم بالمواطن أكثر من الاهتمام الشخصي بأخذ لفتة ضمير وإعطاء المنطقة نصيبها من الوظائف أسوة بالمناطق الأخرى  التي يهتمون بها.

 

مجالس محلية معتكفة

يتحدث الكثير من أبناء المنطقة وغيرها بان ممثلوهم في المجالس المحلية فضلوا الاعتكاف في منازلهم بعد أن ارتوت وامتلأت بطونهم بالمال،تاركين هؤلاء الشباب والأسر الفقيرة تعاني الكثير من مصاعب الحياة ،فهم يوما من وضعوا ثقتهم بهم واوصلوهم  إلى هذه المناصب التي حلموا بها طوال أعمارهم ولكن سرعان ما ينكرون للجميل  والمعروف ، فأغلب المشاريع متعثرة وشبكة الطرق بين المناطق الأخرى لازالت بدائية وغير معبدة وخدمات الصحة والتعليم مفقودة فيما فوضى السلاح وانتشاره ليست لها حدود والنزاعات القبلية في تصاعد مستمر،فالقاتل مازال هاربا عن العدالة والدور الأمني لم يحرك ساكن في هذا الجانب، تاركين المديرية وأبنائها لهم الله فالى متى يظل هؤلاء الناس في عموم مناطق مديرية المضاربة بالطرق الهوشلية رغم التقدم وكثرة الخدمات الا ان هناك مناطق وقرى مازالت تعاني الحرام.

 

كوادر وهمية

تعتبر مديرية المضاربة بلحج لها الدور الصارم في تاريخها السياسي والاجتماعي وتتكون هذه المديرية من قبائل عدة ويشغل الكثير من مشايخها وأعيانها مناصب عليا في الدولة لكنهم جميعا تخلوا عن تلك المديرية ويبدوا أن المناصب التي أوكلت إليهم ألزمتهم السكوت تجاه مطالب أبناء المديرية، ومن خلال متابعتي للوضع الحالي هنا يتبين أن هناك صراع زعامات بين أولئك المشايخ وان كلا منهم يسعى إلى الظهور بمظهر القائد أمام النظام، والأمر الذي ساعد على تأجيج هذه الصراعات بين أولئك المشايخ وبعض القبائل في المديرية وجود بعض الدعومات القطرية لكثير من هؤلاء المشايخ حتى عملوا على فرض الفوضى وجعلوا من هذا النصيب بداية خير لهم وهذا ما جعلهم يتركون تلك المناطق تعيش في مهب الريح دون أي اعتناء أو اهتمام بواقع الحال الذي يعيشه أولئك المواطنين العجزة، وهذا سيؤثر مستقبلا على أبناء المديرية جميعا، فابناء المديرية يشكون من هذا الوضع الذي لحق بهم جرى افتعال بعض المشاكل وسببها اناس محددون فهم يوجهون تلك التهم الى مشايخ لهم سوابق في خلق المشاكل وكثرتها في مناطق قريبة من جديمة وهذا ما زاد الطين بلة بحسب اقوال الاهالي.

 

من المتسبب؟

هنا شكوى وهنا دموعا تذرف وهناك شبابا في أيديهم ورقة على صدرها كتابة قلم من المتسبب في وضعنا الراهن؟ فيما آخرون يتحدثون عن مستقبلهم؟ ويتسألون كيف ستنجح التمنية في ظل غياب وانعدام كامل لمقومات البنية الأساسية التي تحتاج إلى عمر طويلا لانجازها،ثمة أمر خطر على بالي وأنا اغوس بين الأسطر لكي أللملم عن واقع أبناء جديمة الذين هرعوا بشكاويهم ليتمكنوا من إيصالهم إلى كل المعنيين.حينها تذكرت تلك الحشود التي كانت تجمع قبيل الانتخابات وكل مرشح يدلي بكلام انتخبوني وأنا سأعمل وسأرجع المنطقة دبي، وكانت حينها شعارات انتخابية وخداع لهؤلاء المساكين الذين انتظروا طوال اليوم حتى منحوا المرشح الفلاني والفلان صوتهم،لكن هناك سؤالا تبادر إلى ذهني الم يشعر هؤلاء الناس بهذا الوضع الذين يتجرعه أبناء جديمة صغيرا وكبيرا ومسنا بهذا الحال؟ وأين ذهبت تلك الوعود التي أوعدوها للناخبين ومن ضمن برنامجهم الانتخابي تحسين وضع المديرية وكل مناطقها ومن ثم امتدادها بالخدمات اللازمة التي تنعش حياتهم،،فبحث مرارا وتكرارا عن كل هذا ولكن وصلت إلى قناعة تامة بان  تلك الوعود كانت حبرا على ورق وبمجرد اخذ الصوت، فهم رفعوا حالهم المعيشي، وتخلوا عن أبناء تلك المناطق التي وعدوها، فهم واضعين املهم في الحكومة الجديدة لعل وعسى تنظر اليهم وتحل معاناتهم واخراجهم من هذا الكابوس المظلم .

 

همسة

هاهو حال أبناء منطقة جديمة غادروا المنطقة بحثا للكسب الحلال بعد أن خذلتهم بعض القيادات وأصحاب المناصب العليا في الدولة فلسان حالهم يقول أليس نحن منكم وفيكم، أو إننا مستوردون من دول أخرى وأصبحنا هنا بينكم كاللاجئين أم أن هناك أمورا أخرى تمركزت وجعلتنا في هذا الضنك المخيم علينا، فهؤلاء لا يريدون قصورا ولا سيارات ولا عمائر فارهة، فمطلبهم هو أن يتم إدراجهم في الوظائف التي ترصد للمديرية ولأبنائها فهم محرومون من شتى الوظائف حتى في اللجان الشعبية تم استيعابهم منها ولا يدرون عن الأسباب شيئا، فيأملون في الحكومة الجديدة الأمل بعد سنوات عجاف عاشوها بألوانها المرة .