آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

ملفات وتحقيقات


غضب شعبي يعم الجنوب عقب واقعة اعدام قوات الأمن المركزي للشهيد الجنيدي

الإثنين - 15 ديسمبر 2014 - 09:18 م بتوقيت عدن

غضب شعبي يعم الجنوب عقب واقعة اعدام  قوات الأمن المركزي للشهيد الجنيدي
القيادي في الحراك الجنوبي خالد الجنيدي

تقرير / بسام القاضي

هز خبر تصفية واغتيال الشهيد الجنيدي وجدان عدن والجنوب عامة صبيحة يوم الاثنين 15 ديسمبر الجاري عاشت  فيه مدينة عدن القديمة يوم اسود وكئيب خيم الحزن على المدينة العريقة وشهدت كريتر  بيوم رحيله غضب شعبي واستياء عارم ومعها ساحة الاعتصام عدن التي كان الجنيدي احد ابرز قادتها وعم الحزن كل مدن الجنوب التي خرجت بمسيرات شعبية حاشدة منددة بجريمة اعدام وتصفية رجلها الشبابي الاول الشهيد خالد الجنيدي .

 

ادانة واسعة لواقعة اعدام الجنيدي

ولاقت عملية اعدام وتصفية القيادي بالحراك الجنوبي خالد الجنيدي ادانة واستنكار الكثير من المنظمات الحقوقية ونشطاء منظمات المجتمع المدني ومكونات الثورة الجنوبية محملة سلطات الامن اليمنية جريمة وبشاعة الجريمة القذرة متهمين قوات الامن المركزي بارتكاب واقعة الاعدام المباشر كما أكد ذلك نشطاء بان تقرير الطب الشرعي الذي لم يتسنى لنا الحصول على نسخه منه قد اثبت واقعة الاعدام عن قرب .

 

وبحسب شهود عيان فقد اقدمت صبيحة يوم الاثنين اطقم للأمن المركزي ومصفحة عسكرية بالترصد للمهندس الجنيدي واعتراضه امام بريد كريتر بمديرية صيرة ومن ثم انزاله من سيارته وقام احد الجنود بأطلاق رصاصة اصابته بمقتل في الصدر بشكل مباشر وعن قرب وامام مراي الجميع بطريقة وحشية وتم اخده في طقم عسكري ورميه امام بوابة مستشفى الجمهورية  ولاذوا بالفرار .

 

اخر منشور للشهيد في فيس بوك

لم يكن الشهيد المهندس خالد الجنيدي القيادي البارز في الحراك الجنوبي بعدن يعلم بان قوى الشر والاجرام قد نسجت خيوط الغدر والخيانة للانقضاض عليه مع سبق الاصرار والترصد  فقط كان يحلم بان يتم نجاح العصيان المدني ليحقق  الاهداف التي رسمت له كما كل مره .

 

كان الشهيد القائد خالد الجنيدي شاباً ثائراً وعنصراً مؤثراً  في مسيرة الحراك الجنوبي بعدن كان يحلم بعد الافراج عنه ان يحقق الله مساعيه  في التقريب بين قيادات الحراك من اجل اعداد برنامج التصعيدي الثوري الموحد وظل يبذل جهوده طيلة الشهر كامل للوصول الى ذلك الهدف النيل لكن فارق الجميع مغدوراً دون ان يحقق حلمه في الحياة ليجمع بين قيادات الحراك التي ابت الا ان تكون في مزبلة التاريخ .

 

وكان الشهيد الجنيدي قد نشر اخر منشور له بالفيس يسأل الله فيه التوفيق والرضى والنجاح للعصيان المدني جاء فيه "ساعتان وبضع دقائق تفصلنا عن أهم حدث في تاريخ التصعيد الثوري الميداني الحقيقي بمحافظة عدن وعلى مستوى الجنوب ... الكل عمل جاهدا لإنجاح هذا الحدث الهام مع فريق التصعيد الثوري الميداني وإن شاء الله لن تضيع كل تلك الجهود هباء ... نسأل الله التوفيق والرضى والنجاح ".

 

من هو الشهيد خالد الجنيدي

المناضل خالد محمود محسن الجنيد من مواليد محافظة عدن في الحادي عشر من اغسطس 1972م والده محمود الجنيدي احد مناضلي ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة ضد الاستعمار البريطاني للجنوب من مواليد قرية ذي صرا بيافع .

 

اكمل الشهيد الخالد خالد الجنيدي دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية في عدن وتخرج من كلية الهندسة العام 1996م تخصص هندسة الاتصالات، ثم واصل درسته العليا في المانيا الاتحادية ليعود الى الجنوب العام 1998 ليؤسس شركة الخاصة  "مازكو" المتخصصة في المعدات الطبية .

 

مشوار كفاح الشهيد في سبيل الجنوب

انخرط  الجنيدي في صفوف الثورة السلمية مقاوماً النظام اليمني منذ عودته من المانيا وكان من انشط شباب الجنوب وعمل في مختلف الانشطة التي ساهمت في انطلاق الثورة السلمية بمنتصف العام 2007م ومن مؤسسي التكوينات الشبابية للثورة وكان يشغل امين عام الحركة الشبابية لتحرير واستقلال الجنوب حتى استشهاده صبيحة امس الاول 15 ديسمبر 2014م .

 

تعرض الشهيد  للكثير من المضايقات والملاحقات وأعتقل أكثر من مرة حيث قضى معظم سنواته الخمس الاخيرة في سجون ومعتقلات السجون اليمنية، سجن في المرة الاخيرة لأكثر من شهرين وحين اطلق سراحه في الـ 15 من نوفمبر الفائت توجه مباشرة الى منصة ساحة الاعتصام بحي خور مكسر ليعلن مواصلة مسيرته النضالية الحافلة .

 

من المعتقلات الى ساحة التصعيد الثوري

لم يرضخ الجنيدي فور خروجه من المعتقل للإحباط والتشتت الذي تعيشه ساحة الاعتصام - عدن  بل بادر ذاتياً  على انشاء اللجنة المؤقتة للتصعيد الثوري ويعتبر مهندس الاعتصامات السلمية ،ويعد الجنيدي واحداً من ابرز المناضلين في سبيل تحرير الوطن الجنوبي وهو من انش واهم القيادات الميدانية في محافظة عدن .

 

 لم يمض على اطلاق سراح الشهيد القائد خالد الجنيدي شهر واحد من سجون النظام اليمني  في  الخامس عشر  من نوفمبر الماضي حتى التحق  شهيداً مغدور به  بقافلة الشهداء صباح  يوم الاثنين الخامس عشر من ديسمبر 2014 تاركاً خلفه ابنتين وطفل في عمر الزهور وسجلاً  نضالياً حافلاً  حق لأبنائه ولكل جنوبي ان يفخر ويحتذي به .

 

 الشهيد الجنيدي سجل حافل بالتضحيات

لقد قدم المهندس الشاب خالد الجنيدي للثورة الجنوبية الكثير من وقته وماله وصحته قبل ان يقدم روحه في سبيل  الحرية والاستقلال من الجنوب الوطن عمل  ليلاً  ونهاراً في الانشطة الاعلامية والميدانية اعلاءً لصوت الشعب الجنوبي، ورغم تعرضه للسجن والتعذيب مرات عديدة الا انه لم يتراجع ولم يخف يوماً بل زاد صلابة وقوة .

 

يعد الشهيد الجنيدي من مهندسي يوم الغضب الجنوبي والعصيان المدني  وكان رحمة الله تغشاه حاضراً في كل الفعاليات والمناسبات و لم يتوانَ يوماً  شهيدنا  خالد عن واجبه ليتصدر عن جدارة النشاط الميداني للثورة فيعدن  ويبقى  الشهيد والقائد الميداني للتصعيد الثوري المهندس خالد محمود محسن الجنيدي اسم  لامعاً في مسيرة التحرر الجنوبي فلم ولن ينساه الجنوبيون ابداً .