آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:54م

ملفات وتحقيقات


اليمن: النحل المنتِج للعسل وسيلة لتحسين مستوى المعيشة

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2014 - 11:17 ص بتوقيت عدن

اليمن: النحل المنتِج للعسل وسيلة لتحسين مستوى المعيشة

صنعاء ((عدن الغد)) خاص:

عسل السدر سلعة ثمينة في اليمن، وهو النوع الأغلى من بين أنواع العسل على مستوى العالم. ولا يكرس النحالون جهدهم من أجل إنتاج العسل بطرق تقليدية في المحافظات الشرقية والجنوبية في اليمن وحسب بل إنه أيضًا مصدر دخل لآلاف العائلات.

 

يقول "جادو باتيلا" منسق أنشطة الأمن الاقتصادي في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن: "اضطرت مئات العائلات في عام 2014 إلى النزوح بسبب النزاع والعنف في مناطق مختلفة من جنوب اليمن. كانت هذه العائلات تربّي النحل وكان إنتاج العسل هو كل ما يعرفون، وهكذا فقدوا كل ما لديهم."

 

ولكن بحسب ما تعلّم خالد أحمد محمد – وهو مزارع عمره 35 عاما من "ثوبة" في محافظة "عدن" – فإن إنتاج العسل لا يقتصر على الاعتناء بالنحل فقط. يقول: "اعتدتُ على تربية النحل لكن لسوء الحظ نفقت مجموعات النحل كلها لأنني لم أكن على دراية كافية بتربيتها، بالإضافة إلى نقص الوسائل المتاحة لديّ. لكن التدريب الذي تزودنا به اللجنة الدولية، بالإضافة إلى خلايا النحل الجديدة، سوف يسهل إنتاج العسل وجمعه. وأنا ممتن حقًا للفرصة التي منحتني المنظمة لتحسين دخل عائلتي."

 

وبحسب ما يرى "سبيت مهدي" - وهو خبير في تربية النحل يبلغ من العمر 55 عاما من قرية "الملاح" منطقة "ردفان" مديرية "الحبيلين" بمحافظة "الضالع" حيث تشغّل اللجنة الدولية مشروعا يدرّ دخلا لعائلات النّحالين النازحة – فإن التدريب الذي يقدمه للمستفيدين من هذا المشروع "قد يمكنهم من حصد كمية تصل إلى 150 كيلو غراما من العسل سنويًا."

 

تحسين الممارسات الموروثة

"أمجد سبيل أحمد"، الذي يبلغ من العمر 21 عاما وينتمي إلى "ألرضوع" في محافظة "الضالع" ويتدرب على تربية النحل، لديه أحلام عظيمة. يقول: "هذه هي المرة الأولى التي أتعلم فيها كيف أعتني بالنحل بصورة ملائمة. أنا متشوق حقًا لكي أبدأ هذه الوظيفة الجديدة لأساعد عائلتي على تأمين دخل مادي. أخطط لزيادة إنتاجي وأن أكون أحد كبار النَّحالين في اليمن بإذن الله."

 

ويوضح "برتراند لامون"، رئيس البعثة الفرعية في عدن: " نحرص كمنظمة إنسانية موجودة في اليمن منذ مدة طويلة على إطلاق أنشطة سريعة وجيدة في مجال الأمن الاقتصادي تعود مباشرة بالنفع على السكان المتضررين جراء العنف المسلح. ومن خلال تشجيع النشاط التقليدي المدرّ للدخل في أوساط السكان الذين يواجهون المخاطر فإننا لا نتأكد وحسب من أن مصادر كسبهم للعيش باتت مستدامة بل نساعدهم كذلك على إتقان ممارسات يجيدونها بالفعل، وهي إنتاج عسل عالي الجودة."  

 

ويزود المشروع حوالي 310 شخصا مختارين من النّحالين في تسع قرى في وادي "ألرضوع" في محافظة "الضالع" بالمواد اللازمة مثل خلايا النحل المزودة بحاملات حديدية ومستعمرات نحل وسكر وأجهزة إطلاق دخان ونخاريب النحل ومستخلِصات العسل وأردية واقية، بالإضافة إلى التدريب على الممارسات الجيدة لتربية النحل وإنتاج العسل ومكافحة الأمراض.

 

* اللجنة الدولية للصليب الأحمر_ اليمن