آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

دولية وعالمية


التونسيون يصوتون في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة

الأحد - 23 نوفمبر 2014 - 11:48 م بتوقيت عدن

التونسيون يصوتون في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة
امرأتان اثناء عملية عد الاصوات في الانتخابات التونسية في تونس يوم الاحد. تصوير: الزبير السوسي - رويترز.

رويترز

توافد الناخبون التونسيون على مراكز الاقتراع يوم الأحد للتصويت في أول انتخابات رئاسية مباشرة تمثل آخر خطوات الانتقال إلى الديمقراطية الكاملة بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم زين العابدين بن علي.

ولم تعلن النتائج الرسمية بعد ولكن بعد وقت قصير من إغلاق مراكز الاقتراع أعلن حزب نداء تونس الذي يقوده السبسي أنه متقدم في انتخابات يوم الأحد بفارق لا يقل عن عشر نقاط مئوية.

ومن المتوقع أن يأتي السبسي المسؤول السابق في عهد بن علي ومنافسه المنصف المرزوقي في صدارة المتنافسين لكن محللين قالوا إنه ليس من المرجح أن يحصل أي منهما على أصوات تحول دون إجراء جولة ثانية من الانتخابات في ديسمبر كانون الأول.

وقال محسن مرزوق مدير الحملة الانتخابية للسبسي في حديث للصحفيين إن السبسي متقدم بحسب النتائج الأولية بفارق كبير عن المنافس التالي له. وتابع أن هناك احتمالا كبيرا بأن تجرى جولة إعادة.

وقال مدير الحملة الانتخابية الخاصة بالمرزوقي إنه سينجح في الصعود لجولة انتخابات الإعادة. ولكنه لم يعط بيانات خاصة بالنتائج.

وللأحزاب السياسية مراقبون في مراكز الاقتراع يتابعون الفرز الأولي الذي يسمح لهم بجمع الأصوات التي تحصدها أحزابهم بشكل غير رسمي.

وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على نهاية حكم الحزب الواحد في عهد بن علي أصبحت تونس نموذجا للتحول في المنطقة من خلال وضع دستور جديد واتباع سياسة التوافق وتفادي الاضطرابات التي تواجه جيرانها.

وتأتي انتخابات الأحد في أعقاب انتخابات عامة جرت في أكتوبر تشرين الأول وفاز فيها حزب نداء تونس بأكثرية مقاعد البرلمان متغلبا على حزب النهضة الإسلامي الذي كان قد فاز في أول انتخابات حرة في عام 2011.

وقالت منى جبالي وهي تدلي بصوتها في منطقة سكرة بالعاصمة تونس "إنه يوم آخر مميز في تاريخ تونس.. نحن الآن الدولة الوحيدة في العالم العربي التي لا تعلم من سيصبح رئيسها إلا بعد انتهاء التصويت."

وتواجه حكومة تونس الجديدة خيارات صعبة حيث تطالب جهات الإقراض بتنفيذ اصلاحات صعبة في الانفاق العام لدفع النمو وتوفير فرص العمل.

وفي الوقت ذاته شنت الحكومة حملة أمنية على المتشددين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة والذين هاجموا القوات المسلحة وقتلوا اثنين من قادة المعارضة العلمانيين في العام الماضي.

وتونس أول بلد يطيح بحاكم يجلس على كرسي الحكم منذ فترة طويلة وهو ما أذن بميلاد ما يعرف بالربيع العربي الذي انضم إلى ركبه مصر وليبيا واليمن وسوريا التي تشهد الآن حربا.

ويقدم السبسي (87 عاما) الرئيس السابق للبرلمان نفسه كرجل دولة متمرس تحتاجه تونس بينما حذر المرزوقي من أن صعود شخصيات من عهد الحزب الواحد سيكون انتكاسة من بعد انتفاضة عام 2011.

وتجمع نحو 200 شخص للاحتجاج على المرزوقي ورددوا هتافات تطالبه بالرحيل في مدينة سوسة الساحلية التي توجه اليها للادلاء بصوته. وقال مصور لرويترز في المكان إن الشرطة اعتقلت عدة أشخاص.

وأصبح التوافق بين المتنافسين العلمانيين والإسلاميين شعار النجاح السياسي لتونس حيث اتبع الاسلاميون نهجا أكثر مرونة بالسماح للمسؤولين السابقين في نظام بن علي بالعودة إلى الساحة السياسية.

لكن صعود أسماء وزراء سابقين وأعضاء في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان بن علي ينتمي إليه يثير قلق منتقدين يقولون إن عودتهم ستكون انتكاسة للانتفاضة على حكم الحزب الواحد والفساد المستشري.

ويقول السبسي ومسؤولون سابقون آخرون من نظام بن علي إنهم لم يتلطخوا بالفساد وانتهاكات النظام السابق. ويطرحون أنفسهم بوصفهم خبراء يتمتعون بمهارات تحتاجها البلاد حاليا.

وسيتم تشكيل حكومة جديدة برئاسة حزب نداء تونس بعد انتخابات الرئاسة. ولكن التفوق بفارق ضئيل على حزب النهضة في البرلمان يعني إجراء مفاوضات شاقة بعد الانتخابات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة