احتفلت الأوساط الثقافية والفنية العراقية بمناسبة مرور 100 عام على ولادة خطاطها الأشهر "هاشم البغدادي- 1914-2014"، الذي يعتبر أحد مبدعي الخط العربي الكبار وعلامة المدرسة البغدادية الفارقة.

وفي احتفال مهيب ضمّ جمهرة كبيرة من الأدباء والفنانين والشخصيات الأكاديمية المعروفة جرى استذكار لمنجز الخطاط الإبداعي وأهميته الفنية، وما تركه من أثر على الأجيال.

فأشار عبدالرضا بهية، رئيس جمعية الخطاطين العراقيين، إلى أن البغدادي عاش كامل حياته للحرف حتى أصبح علامة مضيئة في تاريخ الخط العربي، ليس فقط عراقياً وإنما في العالم الإسلامي برمته. مبيناً أنه خطاط مرهف الحساسية ودقيق الصلة بما يمكن أن نسميه بالمدرسة البغدادية التي تتصل عبر تعاقب الأجيال بخطوط ابن البواب وياقوت المستعصم وصولاً إلى ابن مقلة الذي يعد أول من أخضع الحروف إلى تناسبات جمالية أسّسها على علاقات الدائرة بوصفها شكلاً هندسياً في غاية الإحكام.

في حين قال الناقد شكيب كاظم؛ كان للبغدادي الفخر بخط القرآن الكريم وحاز على شهادة حامد الآمدي الذي يعد من خيرة خطاطي العصر وكبير خطاطي تركيا، وقد شهد له بالأهلية وهي شهادة ليس وراءها أو أمامها أحد.

وجاء في شهادة الآمدي "أعهد فيك أن تكون أول الخطاطين في العالم الإسلامي".

هاشم محمد البغدادي مع واحدة من روائع أعماله

قنديل الخط العربي

وفي العدد الذي كرّسه ملحق "عراقيون" نشرت المدى كلمة الكاتب الأردني فراس خريسات التي جاء فيها "الراحل الكبير هاشم محمد الخطاط علم من أعلام العراق والعرب. وفنان قلما يجود الدهر بمثله وهو معجزة الخط العربي، وقد قال الخطاط الشهير حامد الآمدي: (ولد الخط العربي في بغداد ومات في بغداد) وهذه الجملة قالها بعد وفاة هاشم الخطاط وكان يقصد بالولادة الخطاط البغدادي ابن البواب، وموت الخط يقصد وفاة هاشم الخطاط.

كما نشرت كلمة الكاتب تيسير الحمد في جريدة "الرياض" السعودية الذي ذهب إلى أن الريادة والقيادة انتقلت على يد هاشم الخطاط في فن الخط إلى العرب؛ بعد أن تولاها الأتراك لما يقرب من خمسة قرون؛ ولعلّ مكتبته الخطية تعدّ أروع مكتبة خطيّة في نفائس النماذج ونوادر المخطوطات.

يذكر أن البغدادي وبعد حصوله على إجازة الخط من بغداد قصد القاهرة لينال من أساتذة مدرسة تحسين الخطوط شهادة الدبلوم بدرجة الامتياز، طالبين منه التدريس معهم إلا أن طموحه قاده إلى استانبول بشيخ الخطاطين حامد الآمدي الذي منحه الإجازة مرتين؛ قائلا "إنني لأخجل من منحي إجازة لخطاط بدأ يتفوق عليّ".

وتعدّ لوحات هاشم الخطاط من أهم المقتنيات التي تفخر بها المتاحف العربية والإسلامية؛ ولا يمكن لقيمتها الفنية أن تقدّر بثمن.

من أعمال هاشم الخطاط