آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-09:48م

اليمن في الصحافة


محللون: "القاعدة" وإيران و "الإخوان".. عداوة ظاهرة وصداقة مبطنة

الجمعة - 21 نوفمبر 2014 - 09:36 م بتوقيت عدن

محللون: "القاعدة" وإيران و "الإخوان".. عداوة ظاهرة وصداقة مبطنة

جدة ((عدن الغد)) المدينة :

تعود تاريخ علاقة إيران مع تنظيم القاعدة لفترة احتلال أفغانستان من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية لعام ٢٠٠١م، عندما هرب عدد من كوادر وقيادات القاعدة وعائلاتهم إلى إيران، وكان الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول والمشرف على ترتيب صفوف تنظيم القاعدة في إيران، وذلك بواسطة سليمان أبو الغيث وأبو حفص الموريتاني وأبو الخير المصري وأبو محمد المصري والعشرات من الصف الثاني في تنظيم القاعدة، فلماذا تكونت هذه العلاقة رغم البون الشاسع في الأيدلوجيا بين الطرفين؟، وما هو صحة الرؤية التي تقول بأنّ العلاقة بين الطرفين يمكن وصفها بأنّها صداقة لدودة فالاثنان متباعدان في الايدلوجيا لكن القاسم المشترك بينهما هو العداء لأمريكا وهو جسر يساعدهما دائمًا على تجاوز الخلافات لإلحاق أشد الضرر الممكن بـما يسمى بـ «الشيطان الأكبر»؟، فهل عدم استهداف القاعدة وداعش للمصالح الإيرانية رغم المجاهرة بالمعاداة دليل على دعم إيران للقاعدة وأخواتها -يعني «داعش» وسواها من التنظيمات خصوصًا حيث باتت القاعدة تستهدف جميع الدول العربية، وفي الوقت ذاته إيران آمنة من شرها وأعمالها، تساؤلات مطروحة في ظل التحقيق التالي.

 

إيران والغرب

بداية يؤكدّ الداعية الإسلامي د.سعد السبر، بأنّ الغرب بينه تعاون واتفاقيات للحرب على الإسلام السني مع إيران، فوجدوا في تنظيم القاعدة رجالًا مدربين مسلحين والتكفير قاعدتهم، فكان الاتفاق الغربي الإيراني التضييق على تنظيم القاعدة في كل مكان لتأتي المجوسية إيران كمنقذ وملجأ للقاعدة ومأوى ليبدأ تجنيدهم ضد أهل السنة في كل مكان وخصوصًا السعودية بحجج تكفيرية واهية فاستغلوا القافلة التكفيرية العدائية ضد بلاد الحرمين والموحدين وسلطهم علينا، منوهًا على أنّ الغرب الذي حارب القاعدة في كل مكان وترك لها المقام في إيران والتسهيل لها بالإقامة وانطلاق أعمالها الإرهابية من إيران بتغطية غربية والغرب الذي أخرج القاعدة من كل مكان ولاحقها في الأرض لن يعجز عن إخراجها وطردها من إيران ولكن لوجود الإتفاق واستغلالهم في تدمير بلاد المسلمين في السعودية بالقتل والهجمات والتكفير وقتل أهل السنة في العراق فوجدوا جهالًا يقودونهم فكيف يريدون وأين الأقصى عنهم وأين اليهود وأين إيران والغرب كل هؤلاء سلموا من تنظيم القاعدة وهجماته الإرهابية ولم يسلم الموحدون في السعودية والخليج، مشددًا على أنّ إيران متفقة مع أمريكا والغرب على الحرب على الإسلام بسلاح القاعدة وأيدي أبناء القاعدة والعداوة لأمريكا من إيران مجرد شعارات إعلامية ليس إلا والبغدادي عندما انشق عن القاعدة ذكر قائلًا للظواهري «ألم تكن تأخذ منا العهود والمواثيق بأن لن نصيب إيران أو مصالحها بشر؟»، وهذا مشاهد لنا لم يسموا إيران بشيء والخلاف العقدي معها أشد من الخلاف مع أمريكا فإذًا كلها شعارات براقة تهذي بها إيران وفجار القاعدة وهم مرتمون في أحضان أمريكا ويعملون لتحقيق مصالح أمريكا ثمّ يتهموننا بالعمالة لأمريكا وهذا واقعهم وحالهم رمتني بدائها وانسلت.

وحول عدم استهداف القاعدة وداعش للمصالح الإيرانية رغم المجاهرة بمعاداة الشيعة، يرى السبر بأنّ إيران قاعدة القاعدة يوجهون داعش و جبهة النصرة وكل فروعهم بأن لايصيبوا إيران بسوء لأنّها أمهم الراعية لهم وللعلم لايوجد خلاف عقدي بين إيران والقاعدة لأنّ الظواهري كان سابقًا من الإخوان المسلمين الذين يرون أنّه لا خلاف عقدي بين الشيعة والسنة وهذا الخلاف مجرد خلاف فقهي وهذا كلام باطل ولكن يُبين لنا أنّ التعاون بينهم بناء على الاتفاق العقدي في حرب التوحيد والسنة في كل مكان فالمسألة تحتاج تأمل وانتباه فكل مرشدي الإخوان يصرحون بأنّه لا خلاف عقدي بين الشيعة والسنة والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي صرح بذلك وهذا هو حال القاعدة التي تقوم على قيادة الظواهري الذي هو من حزب الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أنّهم متفقون عقديًا وليسوا مختلفين فلا يستغرب التعاون والدعم وفي كل العالم نشاهد دعم الشيعة لحزب الإخوان وتعاونهم معهم لأجل رؤية الإخوان المخالفة لعلماء السنة من السلف والخلف الذين يرون الخلاف عقديا جوهريا بين السنة والشيعة.

 

تمويل إيراني للقاعدة

من جانبه يوضح الكاتب والباحث السياسي أ. محمد كركوتي، بأنّ الإدارة الأمريكية كشفت عن دعم إيران لتنظيم القاعدة بعد أن تبين لها أنّ شركات وأشخاصًا إيرانيين أو مقيمين في إيران هم مسؤولون عن نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سورية، وبعلم السلطات الإيرانية إلى جانب التمويل المالي من إيران أو عبرها إلى هذا التنظيم، مضيفًا بأنّ التمويل الإيراني للقاعدة لا يقتصر على سورية، بل يشمل منذ سنوات ساحات أخرى، من أفغانستان إلى باكستان إلى اليمن إلى المغرب العربي. ولا شك في أنّ هذا التمويل يشمل أيضًا الساحات في الغرب، على اعتبار أنّه عدو واحد للطرفين. ورغم الالتباس الذي قد يظهر من جراء هذا التعاون الوثيق، إلا أنّ مصالح الطرفين تزيله على الفور، مشددًا على أنّ الغريب بأنّ الولايات المتحدة نفسها رصدت في عام 2011م مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات لاعتقال شخص يدعى ياسين السوري، الذي ثبت لها أنّه يعمل من إيران على تمويل تنظيم القاعدة غير أنّها لم تتقدم خطوة واحدة على صعيد الاهتمام أكثر بهذا الرابط بين الجهتين، مؤكدًا بأنّه وفي عام 2012م كشفت تحريات للأمن المغربي، حول مصادر تمويل جديدة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، تأتي من إيران أو عبرها وفي أكثر من مناسبة أثبتت السعودية الترابط بين مجموعات إرهابية قاتلة مثل الحوثيين وحزب الله وتنظيم القاعدة وإيران وهذه الأخيرة، بقيت حتى اليوم مصدرًا مهمًا للتمويل، سواء بصورة مباشرة، أو عبر تسهيلات، كإقامة شركات وهمية، وأعمال تجارية، معتبرًا بأنّه من الصعب الوصول إلى تفاصيل التمويل الإيراني المالي لتنظيم القاعدة لكن ليس صعبًا تتبع المصادر الرئيسة له خصوصًا في ظل وجود منظومة تضع إيران تحت الضوء في مسألة الإيرادات المالية، بصرف النظر عن التسهيلات الجزئية التي تتمتع بها طهران حاليًا، نتيجة اتفاقها المؤقت مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. ملمحًا بأنّ إيران ستمضي إلى الأمام في دعمها لأي جهة إرهابية، وستقدم لها ما تحتاجه من تمويل والأهم أنّها ستستغل الفترة الراهنة التي تنعم فيها ببعض التسهيلات لمواصلة العلاقة مع هذه التنظيمات، منوهًا على أنّ شبكات القاعدة في إيران تزداد مكانة فيها فالنظام الإيراني لا يستطيع الاستمرار في الواقع إلا من خلال علاقاته مع تنظيمات إرهابية والذي يعتبرها جزءًا من عمقه الاستراتيجي، مشددًا على أنّ أنظمة قائمة على الشر والخداع والتطرف والنيات السيئة تدعمها «التقية» لا تسندها إلا مجموعات إرهابية قاتلة، ولا تسند هذه الأخيرة إلا أنظمة كهذه، حيث أنّ تلاقي المصالح يزيل الكثير من العقبات في طريق الطرفين.

 

 

 

 

السعدون: القاعدة وداعش وسواهما كالإخوان المسلمين خدموا الاستراتيجية الإيرانية

من جهته يعتقد الأكاديمي والمحلل السياسي د.صالح السعدون انه لا يوجد أي فرق بين أيديولوجيا القاعدة وبين ايران الشيعية من زاويتين فالعلاقة الوطيدة بين حسن البنا وبين جمال الدين الأفغاني الماسوني القمي الشيعي فهذا الأخير هو من وضع فكر تنظيم الإخوان وسلمه لوالد حسن البنا أحمد عبدالرحمن الساعاتي ولم يستطع إعلانه فسلمه لابنه حسن الذي تسمى بالبنا فيما بعد متبعًا لجمال الدين الأفغاني الماسوني وبهذا فمنبع فكر الإخوان رجل شيعي هو جمال الدين الأفغاني، مشيرًا إلى أنّ الإخوان والقاعدة يتبعون فكر الخوارج التكفيري وان انشق الخوارج والشيعة في زمن علي غير أنّ منبعهم الفكري واحد، وأسامة بن لادن من أم علوية من اللاذقية وزوجته هي ابنة خاله العلوية فهو يجمع بين فكر والدته وزوجته الشيعيتين من جهة وفكر الإخوان من جهة أخرى وعليه فهو يتفق مع ايران ومع الإخوان المسلمين في كراهية مذهب أهل السنة والجماعة ولذلك حين ورطّ أفغانستان بالحرب الأمريكية انسل منها واستضافته ايران هو وعائلته في عام2001م وبهذا لايوجد أي اختلاف بالأيديولوجيا بين الطرفين لأنّهم يشتركون في كراهية أهل السنة وكراهية المملكة، مشددًا على أنّ أمريكا بينها وبين اسرائيل وايران تحالف سري متين ظهر بالعراق وبأفغانستان ويكفي أننا رأينا أنّ أمريكا سلمت العراق لإيران وانسحبت منه في 2014 م، ومن يريد أن يتأكد فليبحث عن كتاب التحالف الثلاثي الغادر لمؤلفه الأمريكي تريتا بارسي، مؤكدًا بأننا أمام أكبر خدعة سياسية في التاريخ الحديث فالشيطان الأكبر لدى ايران هو الحليف الأكبر في واقع الأمر وهي السياسة ذاتها فالقاعدة هي الفرقة الأجنبية بالجيش الأمريكي الذي يخدم الاستراتيجية الأمريكية ومن أراد أن يتبصر فلينظر أنّ كل أعمال القاعدة لم تخدم الإسلام بقدر ما خدمت الاستراتيجية الأمريكية منذ 2001م ويكفي أننا رأينا بأم عيوننا أنّ الحلف الأطلسي والقاعدة تحالفوا حلفًا علنيًا في قتال النظام الليبي السابق في 2011م، ومن هنا تتفق القاعدة وايران على التحالف السري مع أمريكا لصد العالم العربي السني ومن لايقرأ هذه الحقائق فعليه إعادة قراءته للسياسة المعاصرة.

وحول عدم استهداف القاعدة وداعش للمصالح الإيرانية رغم المجاهرة بمعاداة الشيعة، يؤكدّ السعدون بأنّ هذا الأمر هو ما يثبت صحة عداء القاعدة وإيران للأنظمة العربية السنية والمجتمعات العربية السنية بدءا من السعودية فمصر فليبيا فتونس ودول الخليج فالسودان كمجتمع وسوريا كمجتمع ولذلك حصلت التفجيرات بالسعودية ومصر وحصلت الثورات بمصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن ومن هنا القاعدة وداعش وسواها كالإخوان المسلمين هم من خدم الاستراتيجية الأمريكية ومتحالفين مع ايران لخدمة الاستراتيجية الإيرانية بالمنطقة.

 

 

راضي: العلاقة بين إيران والقاعدة تكونت على أساس تحقيق مصالح الدولة الفارسية

أما مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية حسن راضي، فإنّه يرى بأنّ العلاقة بين ايران والقاعدة تكونت رغم الفرق الشاسع في الايدولوجيا بين الطرفين بسبب أنّ إيران لا تبني علاقاتها على أساس الايدولوجيا الدينية أو المذهبي بل على أساس تحقيق مصالح الدولة الفارسية فهي تحالفت ومازلت مع الغرب والشرق ضد المسلمين ومشاركة إيران وتحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م واحتلال العراق وقبله أفغانستان دلائل واضحة وصارخة على النهج البراغماتي الإيراني في علاقاتها وتحالفاتها السياسية والعسكرية، فهي لا تدافع عن الشيعة كدول أو تنظيمات إلا اذا كان دفاعها هذا يصبّ في مشروعها التوسعي في المنطقة بمعنى آخر دفاع إيران أو تحالفها مع أي جهة كانت إسلامية أو شيعية أو حتى شيوعية لتحقيق مصلحتها القومية الفارسية وتعزيزًا لهذه النظرة، مشيرًا إلى أنّ وقوف إيران مع أرمينيا (المسيحية) ضد أذربايجان (الشيعية) في نزاعهما عام 1994م وحتى اليوم دليل على هذه النظرية وإثباتًا على التحالفات والعلاقات الإيرانية التي تبنى على أساس المصالح والأهداف التوسعية، مشددًا على أنّه طالما أنّ القاعدة والمنظمات الأخرى كداعش وكتائب أبو الفضل العباس وحزب الله والحوثيين تقتل وتدمر المجتمعات العربية والإسلامية فإنّ إيران تبني معها أفضل العلاقات وتدعمها لتحقيق مآربها السياسية في تدمير المجتمعات عبر الإرهاب والحرب الطائفية بين أبناء الشعب الواحد في الدول العربية، مؤكدًا بأنّه لا توجد في العلاقات والتحالفات الإيرانية أي معيار للتعاليم أو المصلحة الإسلامية بل على العكس أي جهة تستهدف الدول العربية تجد لإيران يدا طولى ودورا سلبيا ومشاركا في ذلك العمل بشكل قوي ووثيق، مشيرًا إلى أنّ العلاقة بين إيران والقاعدة تكونت بعد احتلال أفغانستان من قبل الولايات المتحدة وبعد أن هرب عدد من قيادات القاعدة لإيران وكان القاسم المشترك بين الجهتين العداء للدول العربية والعمل لزعزعة الأمن والاستقرار هناك.

وحول رؤية البعض بأنّ العلاقة بين الطرفين يمكن وصفها بأنّها صداقة لدودة، يعتقد راضي بأنّ الأحداث الأخيرة خاصة في العقدين الماضيين أثبتت وبكل جدارة بأنّه لا يوجد عداء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية فرغم التصريحات النارية من قبل إيران وإظهار العداء لواشنطن بقى التعاون والتنسيق ضد المجتمعات العربية متقدما جدًا بين الطرفين، ودخلت الولايات المتحدة الحرب ضد ما يسمى الدولة الإسلامية -داعش- جوًا في العراق وأرسلت إيران عشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني ودخلت حربا مفتوحة برًا لقمع الثورة العراقية، مشددًا على أنّ إيران لم تطلق طلقة واحدة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ولا ضد حلفائها في المنطقة كإسرائيل وغيرها فإيران لا تعمل على إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية ولم تطلق القاعدة رصاصة واحدة تجاه أمريكا منذ أن بنت علاقات مع طهران. وكان العمل ضد أمريكا من قبل القاعدة يعود إلى قبل العلاقات بين إيران والقاعدة. بمعنى آخر التحاف الإيراني والقاعدة اقتصر على العداء للعرب والنيل منهم وهذا القاسم المشترك بين إيران من جهة والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى، مشيرًا إلى أنّه بعد أن هرب عدد من قيادات القاعدة ودخولهم الأراضي الإيراني من أفغانستان بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وإعادة ترتيب صفوف القاعدة في طهران تبنى الطرفان إستراتيجية جديدة تحقق مصلحة الطرفين وهي تصدير الإرهاب للدول العربية ونشر الفوضى وضرب الأمن والاستقرار وبالتالي إدخال المجتمعات العربية في حروب داخلية، وهذا ما تسعى إليه طهران من أجل النفوذ وتوسيع مشروعها وسيطرتها على الدول العربية مثل ما حصل في العراق وسوريا وأخيرًا في اليمن.