آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

أخبار وتقارير


قبيلة العكابرة تعفو عن قتلة ابنهم ابتغاء لمرضاة الله

الإثنين - 10 نوفمبر 2014 - 06:22 م بتوقيت عدن

قبيلة العكابرة تعفو عن قتلة ابنهم ابتغاء لمرضاة الله
قبيلة العكابرة تعفو عن قتلة ابنهم ابتغاء لمرضاة الله

المكلا ((عدن الغد)) خاص:

عقد يوم الاثنين بمنطقة ظهر القرون بمديرية أرياف مدينة المكلا لقاء تحكيمي في قضية مقتل المواطن محمد سالم العكبري بحضور الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت صالح عبود العمقي  ووكيل وزارة الادارة المحلية عمر سالم العكبري ووكيل المحافظة المساعد لشؤون مديريات الساحل ناصر سالم بلبحيث وعضو مجلس النواب مبخوت مبارك بن ماضي وعدد من أعضاء المجلس المحلي وقائد الشرطة العسكرية بالمحافظة العميد ذياب نمران وقائد اللواء 27 ميكا العميد توفيق العزي وعدد من القيادات الأمنية بالمحافظة وجمع من  أصحاب الفضيلة العلماء والمناصب والمشائخ ومقادمة وأعيان نوح وسيبان .

 

وفي مستهل اللقاء قدم قائد الشرطة العسكرية العميد ذياب نمران العدول أمام قبيلة العكابرة بـ (10) قطع سلاح آلي ومفتاح سيارة وقال أننا جئنا محكمين مقادمة العكابرة ومن معهم مقادمة نوح قابلين منفذين بما يصدر به من الحكم .

 

ثم رحب الشيخ سالم سعيد العكبري باسم قبلية العكابرة وبجميع الحاضرين في هذا اللقاء التحكيمي، مشيراً إلى أن حضورهم يدل على حرصهم الشديد على إحقاق الحق وإظهاره والتعاون على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار .

 

شاكراً محافظ حضرموت وأمين عام المجلس المحلي  بالمحافظة واللجنة الأمنية على الجهود التي بذلوها لاحتواء القضية وتسريع اجراءاتها، كما تقدم بالشكر والتقدير لكل من وقف إلى جانبهم من مقادمة ووجهاء وشخصيات اجتماعية .

 

وفي اللقاء ألقى المقدم محمد عوض العكبري منطوق الحكم الذي جاء فيه :

"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

وبعد : انطلاقاً من قوله تعالى : (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون).

وبناء عل تقرير اللجنة المكلفة في قضية المرحوم بإذن الله / محمد سالم العكبري الصادر بتاريخ 26/10/2014م وتقرير إدارة الأدلة الجنائية بالمحافظة الذي اثبت تورط أفراد النقطة العسكرية الذين قاموا بإطلاق النار عشوائياً وإصابة المرحوم , والذين أوضحوا فيه بأن من قام بإطلاق النار لا يرى المجني عليه وإن الرصاصة التي أودت بحياة المرحوم غير مقصودة وغير متعمدة , وبناء على ما سار عليه اسلافنا من سادة ومشايخ حضرموت وقبائلها , ولما بذلت من مساع حميدة من قبل الأخ محافظ المحافظة والأمين العام ومدراء ومسؤولين الأمن بالمحافظة وما جاء في التحكيم من المعتدين من النقطة العسكرية بجول مسحة  عبر الوسطاء فقد تم قبول التحكيم من مقادمة العكابرة وإخوانهم من قبائل نوح .

 

وعليه فإن قيادة المنطقة العسكرية الثانية محكمين لمقادمة العكابرة ومن معهم من إخوانهم من مقادمة قبائل نوح تحكيماً مطلقاً شاملاً قابلين منفذين بما يصدر به الحكم ضدهم عن انفسهم مقدمين عدالة قبول وتوقيع وتنفيذ الحكم الموقع منهم وبشهادة وتوقيع الوسطاء .

 

وبتحكيمهم هذا مؤكدين قبولهم وتنفيذ ما يصدر به الحكم ضدهم مهما كان شكله وموضوعه وثقله واعتباره حكم بات ملزم النفاذ غير قابل للنقض والاستئناف ولا يحق لهم الاعتراض عليه بأي صيغة كانت شرعاً أو عرفاً أو قانوناً .

 

وبناء على ما تقدم ولكون ما ارتكبه الجناة ضد ابننا التي يرتب عليها الشرع والقانون أشد أنواع العقوبات المنصوص عليها في كتاب الله قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) صدق الله العظيم.

 

ونحن مهما حكمنا على الجناة من عقوبات فأن ذلك لن يعوضنا عن أبننا واحتساباً للأجر من الله سبحانه وتعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أزداد عبداً بعفو إلا عزا ".

 

فإننا نحتسب الأجر في القتل ونشهد الله ونشهد الحاضرين إننا قد عفونا عفواً مطلقاً نحن أولياء الدم فلا نطلب دية ولا غيرها ابتغاء لمرضاة الله وطلباً للرفعة في الدنيا والآخرة لأبننا وأخينا ووالدنا رحمه الله وأجرنا على الله فهو حسبنا ونعم الوكيل ..هذا والله خير شاهداً وهو أرحم الراحمين . "

 

وقد أعرب الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت صالح عبود العمقي عن الشكر والامتنان لقبيلة العكابرة وقبائل نوح عامة على موقفهم الشجاع وعلى الكرم والصبر الذي اتخذوه مشيراً إلى أن صفحهم وتسامحهم في هذه القضية يدل على نبل وايثار وطباع اصيلة مرضاة لوجه الله تعالى وإتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في العفو والتسامح.

 

وشكر العمقي باسم محافظ المحافظة وقيادة السلطة المحلية مشائخ ومقادمة قبيلة العكابرة وقبائل نوح عامة مؤكداً بأن الأجهزة الأمنية لن تألوا جهداً في خدمة الجميع والحفاظ على الأمن والاستقرار ونصرة المظلوم .

 

 وتخلل اللقاء كلمة للشيخ الداعية صالح الشرفي دعا فيها إلى الصفح والتسامح والعفو والصلاح بين الناس  وقال من الواجب على الجميع فتح الباب الصلح والتسامح فأنَّ من الناس مفاتيح للخير للبلاد والعباد ..

 

وأضاف : أن من عفا عمن ظلمه فلم يقابل السيئة بمثلها وأصلح بالعفو بينه وبين ظالمه فسيكسب بذلك أجرا عند الله.

 

وأكد فضيلته بأن هذا الموقف الشجاع الذي اتخذته قبيلة العكابرة وأولياء الدم وورثة المرحوم محمد سالم العكبري ينم عن كرم وشجاعة داعياً إلى توجيه الجنود  للأخذ بالناس بالرفق والرحمة والعقلانية بما يحافظ على أرواحهم واستتباب الأمن والاستقرار .

 

وتم في ختام اللقاء إرجاع العدائل وإقامة مأدبة غداء حسب الأعراف وعادات وتقاليد القبائل.  

 

*من صلاح بوعابس / تصوير : خالد بن عاقلة