آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:56م

رياضة


خليجي 22 .. اليمن يبحث عن نقطة البداية الضائعة

الخميس - 30 أكتوبر 2014 - 06:04 م بتوقيت عدن

خليجي 22 .. اليمن يبحث عن نقطة البداية الضائعة

اليمن ((عدن الغد)) كوورة:

مثل قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربي الخاص بانضمام اليمن الى دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، فرصة لتطوير الكرة اليمنية واحتكاكها بمستويات عالية.

وتنفيذا لذلك القرار التاريخي فقد حضرت اليمن بوفد اداري رسمي في خليجي 15 بالعاصمة الرياض عام 2002، وتستعد نفس المدينة اليوم لاستضافة الدورة 22 للبطولة.

وبالتزامن مع استعدادات المنتخب اليمني للمشاركة السابعة في منافسات البطولة العربية الاكثر انتظاما التي اصبحت منتخباتها تقسم الى مجموعتين بدلا من مجموعة واحدة بداية من خليجي17 بدولة قطر الذي شهد عودة العراق بقرار تاريخي مماثل.

تاريخ المشاركة اليمنية
دشنت اليمن مشاركتها التنافسية في بطولة كأس الخليج بداية من خليجي 16 الذي اقيم في دولة الكويت بطريقة المجموعة الواحدة، وهناك خطف المنتخب اليمني تعادله الاول أمام منتخب سلطنة عمان 1-1، ليخرج بنقطة وحيدة تمكن من الحفاظ عليها في خليجي 17 عبر تعادل ثاني مع مملكة البحرين1-1.

واستمر محافظا على تلك النقطة في خليجي 18 من تعادل مثير امام منتخب الكويت بذات النتيجة(1-1)، قبل ان تضيع نقطة البداية ويخرج بخفي حنين في خليجي 19 بسلطنة عمان، وخليجي 20 في اليمن، ووصولا الى خليجي 21 بمملكة البحرين التي فقد فيها الاحمر اليمني حتى قدرته على هز الشباك ولو بهدف شرفي في مرمى المنتخبات التي واجهها " الكويت، العراق، والسعودية" وخسر امامها بالنتيجة ذاتها 2 – صفر.

وخلال المشاركات الست الماضية لعب 21 مباراة ، لم يفز في اي منها، وتعادل في ثلاث، وخسر في الباقيات، ليحل في المركز الاخير في خليجي 16 ويغادر من الدور الاول في باقي النسخ، له من الاهداف 9 وعليه 55 هدفا .

الأهداف اليمنية في خليجي 22 
عند الحديث عن المشاركة اليمنية في خليجي 22 لا يمكن اغفال الظروف المعقدة التي تعيشها الجمهورية اليمنية امنيا وسياسيا وعلى كل المستويات.

ويمكن اعتبار المشاركة اليمنية رغم كل تلك الظروف حالة تحدي واصرار تهدف الى التغلب على كل ذلك عبر الرياضة الفعل الانساني القادر على جمع الناس حول شيء واحد – منتخب كرة القدم – بعد ان فرقتهم السياسة ومزقتهم الانتماءات والولاءات الجزيبة المذهبية والمناطقة.

وبالرغم من الاوضاع التي يعيشها اليمن، يمكن الاشارة الى أن منتخب خليجي 22 هو افضل المنتخبات اليمنية استعدادا للبطولة على المستوى الرياضي بعد منتخب خليجي20 بعدن، فقد حرص الاتحاد اليمني لكرة القدم على التعاقد مع مدرب اجنبي بشكل مبكر، ومنحه كل الصلاحيات في اختيار الأسماء للمنتخب، والأكثر من ذلك هو ان الاتحاد اليمني اطلق موسمه المحلي مبكرا في شهر اغسطس حتى يساعد المنتخب في التحضير للبطولة عن طريق استعداد اللاعبين فنيا وبدنيا بمشاركة فرقهم في التدريب واللعب اثناء المباريات الرسمية المحلية.

وبعيدا عن الطموح الشعبي اليمني بالمنافسة الذي يرتفع سقه حد امكانية تحقيق اللقب، ينظر الرسميون في اليمن بواقعية للمشاركة السابعة في كأس الخليج، فهم يدركون قوة المجموعة التي يلعب منتخبهم ضمنها والتي تضم " السعودية، قطر، البحرين" وهي منتخبات قوية وتستعد لنهائيات كأس أمم آسيا بإمكانيات مالية اكبر، وفي ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية لا يمكن مقارنتها بمثلها في اليمن، وانطلاقا من ذلك فان طموحات اليمن  - رسميا - تقف عند واقعية البحث عن اداء مشرف وتسجيل حضور ايجابي بالأداء على ارض الملعب بندية وقوة تؤكد ان الاحمر اليمني ليس كمالة عدد او مجرد جسر عبور الفوز عليه بأهداف كثيرة يحسم التأهل الى الدور نصف النهائي، مع جعل سقف الطموح مرفوع الى حد استعادة النقطة وربما تحقيق الفوز في واحدة من المباريات كإنجاز غير مسبوق.
                   
تعدد الخيارات وسوء الاختيارات
تشترك الكرة اليمنية مع نظيرتها في السعودية في العراق بتعدد الخيارات امام مدرب المنتخب الوطني بسبب كثرة الاندية الممارسة للعبة وزيادة عدد اللاعبين المنظويين في اطارها ، ويمكن القول ان المنتخب اليمني الوحيد من بين كل منتخبات البطولة الذي اعيد بناؤه من جديد بعد خليجي 21 عبر عملية فرز وتجريب شملت اكثر من 80 لاعبا ضمهم المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب الى معسكرات المنتخب في مجموعات متفرقة الى ان وصل الى قائمة ال 27 التي غادرت معه الى المعسكر الاخيرة في دولة الامارات العربية المتحدة بداية من 24 اكتوبر الجاري، سيتم اعادة 4 منهم الى اندية واختيار ال 23 الذين سيمثلون اليمن في البطولة.

وبالرغم من اصرار المدرب على ان قائمة هي الافضل، فان الشارع الكروي اليمني يرى ان هناك سوء اختيار من قبل المدرب وان هناك اسماء كان لابد من وجودها في المنتخب على راسهم المدافع احمد صادق الخمري محترف الميناء العراقي العائد هذا الموسم الى فريقه السابقة شعلة عدن، وزميله في الدفاع محمد بارويس الذي اختار سكوب من رفاقه في اهلي صنعاء 8 لاعبين وغض الطرف عنه رغم تألقه في النادي والمنتخب خلال المدة الماضية.

تشكيلة سكوب تحت الميكروسكوب
تضم قائمة الاحمر اليمني في المعسكر الخارجي المستمر حاليا في دولة الامارات 27 لاعبا هم: أحمد الحيفي، أحمد الظاهري، أحمد علوس، أكرم الورافي، أيمن الهاجري، حمادة الزبيري، سالم عوض، سالم موسى، سامر فضل، سعود السوادي،  صدام الشريف، عبدالمعين المجرشي، عبدالواسع المطري، علاء الصاصي، فؤاد العميسي، محمد العبيدي، محمد الغمري، محمد إبراهيم عياش، محمد بقشان، محمد فؤاد، مدير عبدربه، معتز قائد، ناطق حزام، نزار رزق، وحيد الخياط، وليد الحبيشي، ياسر الجبر"، وهي في المجمل قائمة يغلب عليه عنصر الشباب، كما انها تختلق كثيرا عن القائمة التي شاركت في خليجي 21 بدولة الامارات التي تجددت بنسبة تفوق ال 65 % وهي نسبة مرشحة للزيادة عندما يصل العدد الى 23 لاعب.

واذا تذكرنا اداء المنتخب في تصفيات كأس اسيا 2015م وخروجهم في المركز الاخير للمجموعة التي ضمت قطر والبحرين وماليزيا لابد من القول ان كل خطوط منتخب اليمن تشعر المتابع اليمني بالقلق، فلسان حال المنتخب في كل خطوطه هو الاهتزاز والضعف.. غير ان الناظر لإداء اللاعبين في المباريات الودية الاخيرة.

والمتابع لظهور اللاعبين في البطولة المحلية، يمكنه ان يطمان على حراسة المرمى بوجود المخضرم سالم عوض، وزميله سعود السوادي والمنظم حديثا سامر فضل، اما في خط الدفاع فيبرز المدافع الهداف محمد فؤاد على امل ان يظهر الى جانبه من يعوض اقصاء الصادق في قلب الدفاع ، وفي خط المنتصف يبرز القائد اكرم الورافي الذي عاد الى التشكيلة اثر تألقه مع فريقه الصقر حامل اللقب بعد غياب ليكون اهم دعامات خط الوسط الى جانب المحترف في البحرين سالم موسى ونجم اهلي صنعاء احمد الحيفي ومعهم المتألق عبدالواسع المطري الذي يملك القدرة على الربط بين الوسط والهجوم الذي يراهن على خبرة المحترف الاخر ايمن الهاجري وحماسة اللاعبين الشباب الذين اختارهم سكوب للعب الى جانب النجم علاء الصاصي.

منتخب خليجي 22 يختلف عن سابقه باختلاف عقلية المدرب المشرف على المنتخب، فبعد ان اشتهر البلجيكي توم سنتيف باعتماده خطة لعب دفاعية صرفة في المباريات الودية وحصص التدريب قبل خليجي 21، يتبع خلفه سكوب نهج متوازن بين الدفاع والهجوم بطريقة منحت للاعبين الحرية في اللعب بغية تحقيق الفوز ولكن بشرط اعتماد التوازن في الاداء بين الدفاع والهجوم وذلك ساهم بظهور المنتخب بشكل مختلف، او على الاقل ذلك ما اظهرته نتائج المباريات الودية التي اسفرت عن فوز على المنتخب الاولمبي الماليزي بهدف المدافع محمد فؤاد، قبل التعادل سلبيا مع المنتخب الاندونيسي الاول وايجابيا مع منتخب العراق، بعكس سابقه الذي خسر كل ودياته السابقة للبطولة حتى امام اندية مغمورة.

اليمن لعبت كرة القدم قبل الخليج
وفقا لما هو مدون في كتاب تاريخ الممارسة الرياضة فان اليمن تعتبر اول دولة ممارسة كرة القدم من بين الدول الثمان المشاركة في البطولة، ففيه تأسس اول نادي في الخليج والجزيرة العربية – التلال 1905م – ثاني الاندية العربية بعد السكة الحديد المصري، اما الاتحاد اليمني لكرة القدم فقد تأسس عام 1962م في عدن وانضم الى الفيفا سنة 1980م.
عدد الاندية المعترف بها من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم 110 ناديا من اصل 326 نادي في البلاد، اما عدد اللاعبين المسجلين رسميا فهم 9200 لاعبا، وتضم قائمة الحكام 500 حكما من بينهم 10 في القائمة الدولية منهم اربعة في الساحة و 6 مساعدين.

 

*من " فرحان المنتصر"