آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-09:19ص

رياضة


كرة العين تنتشر عربيًا وأوروبيًا وتؤسس جامعتها الملكية

الأحد - 19 أكتوبر 2014 - 11:41 ص بتوقيت عدن

كرة العين تنتشر عربيًا وأوروبيًا وتؤسس جامعتها الملكية
محمد حمان متحدثًا لإيلاف

((عدن الغد)) ايلاف

 بعد 8 سنوات من ابتكار المغربي محمد حمان للعبة رياضية تربوية أطلق عليها "كرة العين"، يبدو أن جهوده وأحلامه بنشر اللعبة محليًا وعربيًا ودوليًا بدأت تتحقق في احتضان العديد من الدول إياها وتبنيها في معاهدها ومدارسها، في خطوات بدأت تقترب من احتضان الأندية الرياضية الكبرى إياها أيضًا ثم إدراجها ضمن بطولاتها الرياضية السنوية.

أسامة مهدي من الدار البيضاء: في لقاء مع "إيلاف" تحدث محمد حمان مبتكر لعبة كرة العين ورئيس الجمعية المغربية لكرة العين عن المصاعب التي واجهته في البداية لإقناع المسؤولين والهيئات الرياضية بجدوى وفوائد اللعبة وضرورة نشرها.. وعن التقدم الملحوظ الذي بدأت تحوزه عالميًا في الوقت الحاضر من خلال 40 فريقًا تنتشر في مدن المغرب إلى جانب تبني اللعبة في بلدان العراق والجزائر وتونس والبرتغال وبلجيكا والهند وإيطاليا والسنغال.

ميزات رياضية وسياحية واقتصادية.. وسياسية أيضًا
أضاف إنه ابتكر هذه اللعبة الجديدة في عام 2006 وقام بإعلانها رسميًا في 28 شباط/ فبراير عام 2007 بعد دراسة للألوان تبيّن من خلالها أن لها فوائد رياضية وتربوية واسعة بالنسبة إلى حياة الإنسان، وخاصة على الأطفال والشباب.

يستعرض حمان معاناته مع المسؤولين الرياضيين في البلاد، الذين لم يعترفوا بابتكاره في مراحله الأولى، وأحجموا عن دعمه، إضافة إلى تحفظات المؤسسات الرياضية، التي رأت في البداية أن تنأى بنفسها عن تبني المغامرة بالرغم من أنها يمكن أن تخدم قطاعات عدة، منها، إضافة إلى الرياضة، كل من: السياحة، والاقتصاد، وحتى السياسة.

ويشير إلى أنه من الناحية الرياضية فقد أصبح المغرب معروفًا برياضة تميزه، ما يتيح برمجة زيارات وحضور مباريات فيها للسياح الأجانب، الذين يزورون البلدان من أجل اكتشاف مميزاتها، وهذا بالطبع يخدم السياحة، وبالتالي الاقتصاد، وسيفتح فرصًا عديدة للعمل، سواء على مستوى المدربين المسيرين أو المشرفين على النوادي، التي يمكن تهييئها، وكل هذا يمكن الوصول إليه بالهدف المنشود حاليًا، ألا وهو إنشاء الجامعة الملكية لكرة العين.
 
يقول حمان إنه توجه إلى الخارج أيضًا لعرض مميزات ابتكاره، مؤكدًا أنه لقي تشجيعًا ودعمًا كبيرين هناك. وفي هذا المجال يوضح أن لعبته حازت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في عام 2010.. وفي عام 2012 تبنت اللعبة مدينة أمبيريا في إيطاليا، وأقامت لها أسبوعًا كاملًا شهد بطولة تنافست خلالها فرق عدة للعبة كرة العين. وفي مدينة بيروفيا في إيطاليا أيضًا حصل أحد الطلاب الجامعيين في كلية الطب على شهادة الدكتوراه حول موضوع – رياضة كرة العين رياضة للجميع-.. كما حصل أحد الطلاب في بلجيكا على شهادة الدكتوراه من الدرجة الأولى في موضوع – تطور درجة التركيز عند لاعبي رياضة كرة العين - حيث قام ببحث ميداني مع فصل مدرسي ضم طلابًا تراوحت أعمارهم بين 8 و12 عامًا.

وقال انه زار وأشترك ايضا في مؤتمرات دولية رياضية لعرض اللعبة وفوائدها، موضحا ان المؤتمر العلمي الرياضي، الذي نظمته جامعة محمد بو ضياف الجزائرية عام 2013، قد تبنى اللعبة رسميًا، وقدم بحثا عنها، وادرجها ضمن توصياته، التي دعت الى تبنيها عربيا ودوليا.

تشكيل وشيك للجامعة الملكية لكرة العين
بعد هذه السنوات الثماني من ابتكاره للعبة واعلانها للفضاء الخارجي، يشعر محمد حمان بارتياح كبير، متطلعا الى مزيد من الانتشار والدعم، الذي ينتظر ان تحظى به لعبته، حيث يؤكد انه يقترب من قطع خطوة كبيرة في هذا المجال بتأسيس الجامعة الملكية لكرة العين.

ويوضح حمان ان القانون يشترط لتشكيل اي جامعة رياضية ان يكون لها تأسيس في 10 مدن مغربية. ويقول ان هناك الآن تشكيلات رياضية للعبة في مدن الفقيه بن صالح والراشدية وميدليت والدار البيضاء وسلا ومراكش.. ويتم الآن انجاز المراحل الاخيرة لتأسيسها أيضًا في مدن طنجة واصيلة والرباط وبني ملال، متوقعا اعلان تشكيل الجامعة المنتظرة بنهاية العام الحالي 2014.

العودة إلى البدايات
ويقول محمد حمان، الذي يتولى رئاسة الجمعية المغربية لكرة العين، إن "فكرة اللعبة بقيت عالقة بدون تنفيذ، إلى أن جاءت دراسة الألوان، فتم إخراج نتائجها إلى الواقع، فأدمج  الفكرتين في نسق واحد، وكانت النتيجة رياضة كرة العين، التي تعتمد على انتقاء أربعة ألوان لأربعة كرات في ملعب مساحته 20/40 مترا، وذلك بين فريقين من ثمانية لاعبين لكل منهما بشكل مغاير عن الرياضات الأخرى".

ويسرد محمد حمان تفاصيل البدايات قائلا: كنت في الواقع أقوم ببحث حول أهمية الألوان ودورها في التأثير على نفسية الإنسان، وكنت بصدد تأليف كتاب حول هذا الموضوع لكن تفكيري اتخذ منحى آخر، بعدما فكرت في الجمع بين ميزات الألوان وفوائد الرياضة في شكل متكامل، مما جعلني أفكر في رياضة كرة العين، ثم وضعت لها سيناريوهات ممكنة، واستشرت مجموعة من المتخصصين والأصدقاء، وتوصلت في الأخير إلى هذه الرياضة بقواعدها المتكاملة.. ثم عملت على تأسيس جمعية كرة العين في 28 شباط فبراير عام 2007.

واوضح انه تلقى دعوات عدة من مختلف الهيئات الرياضية إلى تلقين رياضة كرة العين لشباب وأطفال الدول التي تمثلها، ومنها دول: فلسطين والعراق والفلبين والهند وفرنسا وايطاليا والسودان وكينيا وماليزيا وبلدان أخرى عدة.

تطورات للعبة تزيد من الاقبال على ممارستها ومتابعتها
وردا على سؤال لإيلاف في ما اذا كان يعتقد ان رياضة كرة العين، وبعد هذه السنوات من الممارسة، بحاجة الى تطوير لشد حماس اللاعبين لممارستها والجمهور لمتابعة مبارياتها، اقر محمد حمان بذلك، واشار الى انه يدرس ذلك فعلا من ناحية تعريف الجمهور الحاضر بنتائج فريقي اللعبة، من خلال لوحة تسجيل الكترونية مضيئة.. واجراء بعض التحويرات في طرق واساليب تسجيل الاهداف.

وأضاف انه يتقبل ملاحظات اللاعبين والجمهور عبر موقع الجمعية المغربية لكرة العين على شبكة الانترنت، خاصة بعد تنظيم ثلاث بطولات لهذه اللعبة على المستوى الوطني لحد الآن في الاعوام 2011 و2012 و2013.

عبد الكريم مقل: الريادة في رعاية اللعبة
ومن المشاكل التي تعانيها اللعبة حاليا وتعوق انتشارها شعبيًا ضعف الرعاية المقدمة إليها من قبل المؤسسات التجارية، الامر الذي يحرمها من مقومات مادية هي في أمس الحاجة اليها على صعيد تعريفها شعبيا ورياضيا وتوفير الاموال المطلوبة لتوفير مستلزمات تطويرها.

وبرغم هذا الوضع فقد تقدم مهندس شركة -نايس برود- لصناعة الملابس عبد الكريم صبحي مقل لرعاية اللعبة من خلال تصميم ملابس فرقها وتقديمها مجانًا إلى لاعبيها. ويقول مقل ان الرعاة التجاريين عادة ما يبحثون عن الربح المادي من خلال تبنيهم للمشاريع التي مضى وقت على تأسيسها، واصبحت في خانة المشهورات.. لكنه بعكسهم فقد بادر بعد اقتناع ذاتي بفوائد اللعبة وجديتها الى التقدم لدعمها من دون انتظار انتشارها، وانما على العكس من ذلك، فقد اصبح في مقدمة مشجيعها عمليا وماديا، وبشكل يساهم في توفير مستلزمات انتشارها.

واشار الى انه انخرط أيضا في نشاط الجمعية الوطنية لكرة العين، ويساهم حاليا في تطوير اللعبة، وتمثيل الجمعية في المؤتمرات الخارجية، كان آخرها المؤتمر الدولي الثقافي للابحاث العلمية الرياضية - في العاصمة الماليزية كوالالمبور في أيار – مايو الماضي، حيث قدم بحثا تعريفيا باللعبة وفوائدها الصحية والتربوية.

ويتطلع مقل الى توسع للعبة وانتشار سريع لشعبيتها، بعد انشاء جامعتها الملكية، متوقعا ان يتهافت رعاة آخرين – ولو في وقت متأخر - على دعمها وتشجيعها، لانهم سيكونوا واثقين من الفوائد التي سيجنوها ايضًا من ناحية التعريف بمنتجاتهم ونشرها وترغيب متابعي اللعبة بها، خاصة مع بدء تنظيم بطولات رسمية للعبة.

قواعد اللعبة
كرة العين رياضة جماعية تربي في اللاعب روح الجماعة والتعاون وتجعل اللاعب يتحمل المسؤولية وحده في الحصول على الكرة المعينة بسرعة ومع عدم ارتكاب الأخطاء ثم الوصول إلى الهدف في حدود معينة واحتراما لقوانين مسطرة وعدم تخطيها هو من أهداف هذه الرياضة من الجهة التربوية.

أما من الناحية الصحية فالنظر إلى الألوان وكثرة مشاهدتها والانسجام معها له فوائد إيجابية جدا على العين مباشرة، فطب الألوان توصل أخيرًا إلى أن كل لون له خاصية تميزه، فالعين تختزل غددًا تقدر بالملايين، وهذه الغدد تتغذى وتتطور بفعل مشاهدة الألوان بصفة منظمة، مما يعطي للعين وتفاعلاتها قوة تطيل من عمرها وعملها بدون الالتجاء إلى نظارات.

تقام هذه الرياضة في ملعب مصغر لكرة القدم مع إضافة دوائر وخطوط.
- أمام مربع 18م توجد 4 دوائر، وفي كل دائرة يتمركز لاعب وأمام المرمى وتتشكل من 8 سلات (2 حمراء، 2 صفراء، 2 خضراء، 2 زرقاء) يوجد 8 لاعبين، 4 لاعبين، لكل فريق، يحملون أقمشة على الشكل الآتي:

لاعب بقميص أحمر وآخر بقميص أصفر ثم بقميص أخضر فقميص أزرق.
على جانب الملعب توجد طاولة تحمل أعلامًا ملونة ومغلفة بأقمصة سوداء، وبعد أن يعلن حكم الوسط عن انطلاق المقابلة، بعد كشف لون العلم، ينطلق من كل فريق اللاعب الذي يحمل اللون الذي ظهر متجهًا نحو الكرة التي لها اللون نفسه، لكن في نصف الملعب للخصم، وبعد الحصول عليها، يعود نحو فريقه مع عدم تخطي “خط المرمى” يرمي بالكرة نحو أحد زملائه الموجودين في الدوائر، ثم يعود إلى مكانه، وبعد تمرير الكرة بين الزملاء الثلاثة تعود إليه الكرة من جديد، ليرمي بها إلى الزميل الذي يوجد أمام المرمى، والذي يحمل لون الكرة نفسه، والذي سيسجلها بالسلة التي تحمل اللون نفسه كذلك. وهكذا حتى تنتهي الألوان الأربعة ازدواجا.

نظام الحصول على النقاط
- إذا مررت الكرة باليد: نقطة واحدة
- بالرجل: نقطتان
- بالرأس: ثلاث نقاط
- أرجاع الكرة: ثلاث نقاط

نوعية الأخطاء التي ترتكب في اللعبة:
في حالة ارتكاب أي أخطاء لا تتوقف المباراة، بل تسجل من طرف الحكام والمقابلة جارية، وهي كالتالي:
- حمل كرة مغايرة للون العلم الذي ظهر.
- تخطي خط الرمي
- وقوع الكرة أرضا
- خروج أحد اللاعبين من الدائرة
- عدم تسجيل الكرة بالسلة

في حالة التعادل
يتم اللجوء إلى ضربات الهدف: حيث يختار كل فريق لاعب لتسجيل 8 كرات في السلات الثماني من نقطة الرمي المسطرة بالملعب. وكل كرة مسجلة تحتسب بنقطة واحدة تضاف إلى مجموع النقاط.

مميزات كرة العين
تتميز كرة العين بأنها رياضة جماعية لا عنف فيها، حيث لا اصطدام بين اللاعبين، واحتمال وقوع شجار أو خصام أو مواجهة بين الفريقين غير وارد. كما انه ليس هناك اقصاء لاحد اللاعبين من أي من الفريقين، بل الكل يشارك في المقابلة وبتكافؤ تام. وكذلك يمكن للفريق الواحد ان يجمع لاعبين من الذكور والاناث، شريطة ان يكون الفريق الخصم بالتشكيلة نفسها.

- تعتمد كرة العين على دقة النظر والتركيز والذكاء في تعويض الأخطاء بالنقط.
- لا يمكن أن نعرف بصفة نهائية نتيجة المباراة إلا بعد أن يجتمع حكمًا المقابلة بحكم الوسط مع لجنة التحكيم لجمع النقط.
- يعرف أحسن لاعب في المقابلة باللاعب الذي يسجل اكبر عدد من النقاط مع اقل عدد من الاخطاء.
- تخالف هذه الرياضة جميع الرياضات الموجودة، فعوضًا من ان يسجل اللاعب الكرة في مرمى الخصم يسجلها في مرماه.
- يتشكل لباس الفريق من الالوان الاربعة عوضًا من لون واحد، وتتم عملية التمييز بين الفريقين من خلال السراويل والجوارب.
- لا تتم معرفة الفريق الفائز الا بعد نهاية المقابلة نهائيا.
- ليس فيها احتكاك بين اللاعبين، وبهذا تقل الاصابات، وقد تنعدم.