آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-07:17م

دولية وعالمية


ملكة جمال لبنان: من اي طائفة انتِ؟

الجمعة - 17 أكتوبر 2014 - 03:13 م بتوقيت عدن

ملكة جمال لبنان: من اي طائفة انتِ؟
هل كانت جريج تستحق اللقب؟ (اختيار الفائزة بلقب ملكة جمال البلد الاكثر تنوعا دينيا في المنطقة يتحول الى ما يشبه التعيين في الوظائف الحكومية ارضاء للطوائف)

بيروت ((عدن الغد)) ا ش ا:

يبدو ان الطائفية خرجت من كهوف السياسة لتدخل الى دهاليزمسابقة ملكة جمال لبنان لعام 2014، حيث تم الاعلان عن النتيجة بحسب التعدد الطائفي فكان لقب ملكة جمال لبنان من نصيب الروم الأرثوذوكس والوصيفة الاولى لم تعلن طائفتها والوصيفة الثانية من الطائفة الكاثوليك والوصيفة الثالثة من الطائفة الشيعية والرابعة من الطائفة المارونية.

وأجريت المسابقة، التي فازت بها سالي جريج بلقب ملكة جمال لبنان، في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر.

وسرب صحفي في قناة "ام تي في" الى برنامج "1544"، الذي يقدمه الاعلامي اللبناني طوني خليفة، ورقة كتبت عليها معدّة الحفل رولا سعد طائفة كلّ متبارية بخطّ يد سعد على طريقة تقسيم وظائف الدولة بحيث لكلّ طائفة مقعد: مارونيّة، اورثوذكسيّة، كاُثوليكية، درزية وشيعية.

ويتندر اللبنانيون بعبارة "6 و6 مكرر" للتعبير عن مدى تعملق الطائفية في التأثير على سلوك المجتمع، فقد مر على رسالة الرئيس اللبناني أميل إدة خلال الاحتلال الفرنسي الى المندوب السامي الفرنسي عام 1936التي تعهد فيها للفرنسيين بتأمين المساواة في الحقوق السياسية والمدنية بين جميع

المواطنين اللبنانيين دون أن يتحقق منهما شيء لا قبل الاستقلال ((عام 1943))، ولا بعد الاستقلال ولا قبل وثيقة الطائف ولا بعدها ولا قبل اتفاق الدوحة 2008 ولا بعده، الأمر الذي يجعل تلك الهواجس لدى اللبنانيين قائمة.

ويعتبر لبنان البلد الأكثر تنوعاً دينياً في الشرق الأوسط، إذ توجد فيه 18 طائفة دينية معترفاً بها رسمياً، بينها 4 طوائف إسلامية، 12 طائفة مسيحية، والطائفة الدرزية، والطائفة اليهودية.

ولكن من المعروف الطائفية تظل هي المتهّم الأول في زعزعة الاستقرار في لبنان في جميع الاتجاهات، ويعود ذلك بشكل أساسي لكون الدين هو الذي يعرّف الوضع الاجتماعي والسياسي للفرد في لبنان.

وفكرة ملكة جمال لبنان، التي يشترط بها معايير محددة للفوز من جمال وثقافة وحضور، رائدة لكنه لم يكن غريبا انتخاب المشاركات حسب التعدد الطائفي الذي يعيشه لبنان منذ قرون.

وتقول رنا صالح، التي تعمل كمعلمة، "اسلوب انتخاب ملكات الجمال بهذه الطريقة فاشلة لان الملكة سوف تمثل لبنان في الخارج ويجب ان تنتخب على أساس كفاءتها وليس طائفتها."

وتبدوالطائفية المتغلغلة في المجتمع اللبناني واضحة بحيث يتم توزيع كل المناصب العامة بحسب نسبة كل طائفة دينية، سواء كان ذلك في البرلمان أو في الحكومة أو في النقابات أوفي الجامعات.

ويقول مازن الابيض، الطالب في الجامعة،"لا استغرب انتخاب ملكة جمال لبنان حسب الطوائف فالتقسيم الطائفي نعيش به في الجامعات ايضا."

وتخضع أبسط التعيينات في الإدارات العامة لمساومات طائفية وهو ما بني عليه قاعدة عامة في لبنان هي أن المؤهلات من النادر أن تكون العامل الرئيسي في الاختيار، وبدلا من التركيز على الخبرة فقد صبت الدوائر اهتمامها على ضمان أن يكون المعينين في الوظائف ممثلين للمجتمعات الستة الشيعة والسنة والدروز والموارنة والروم الكاثوليك والروم الأرثوذوكس.

وتقول هدى شهاب (ربة منزل) " تعودنا على فكرة التمييزالطائفي في لبنان، هي ليست جديدة على مجتمعنا، فمن المعروف ان البلد تعيش على المحسوبية".

وتوافقها الرأي منى الرافعي التي تقول ان "كل طائفة منتسبة الى زعيم يتوسط لافراد طائفته."

ويتلاعب معظم السياسيون اللبنانيون بنظام التوافق الطائفي الذي يحكم البلد منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي توجت نهايتها باتفاق الطائف رغم المطالبات والتصريحات الدائمة بضرورة إلغاء الطافية السياسية، بغية الوصول إلى عدالة اجتماعية حقيقية.

فهذا الاتفاق ذاته هو الذي دعا إلى إلغاء الطائفية السياسية، عبر إنشاء "الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية"، التي لم تفعل ابدا.