آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-03:42م

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) نزلت إلى الساحة لرصد آرائهم.. جنوبيون : ماضون نحو تحرير بلادنا من الاحتلال اليمني وإقامة دولة قوية تكون صمام أمان للمنطقة

الخميس - 16 أكتوبر 2014 - 01:00 ص بتوقيت عدن

(عدن الغد) نزلت إلى الساحة لرصد آرائهم.. جنوبيون : ماضون نحو تحرير بلادنا من الاحتلال اليمني وإقامة دولة قوية تكون صمام أمان للمنطقة
متظاهرون جنوبيون يرفعون لافتات تخاطب الأمم المتحدة

تقرير: صالح ابوعوذل:

الساعة العاشرة من صباح الأربعاء , حين وقف مصور (عدن الغد( على قدميه وسط ساحة الشهيد محمد صلحي التي يخيم فيها الجنوبيون منذ الإثنين كانت الأجواء حارة في حين يردد ناشطون من وسط خيامهم شعارات ثورية يتوعدون فيها بطرد الوجود الشمالي من بلادهم.


لا شيء يفرق بينهم أتوا من محافظات ومدن جنوبية عدة  كلهم سوى  في أقصى الساحة تنتصب خيمة يوجد بداخلها العشرات من مختلف الأعمار ، فجميعهم ينتمون إلى كل محافظات الجنوب ويتبادلون الأشعار الثورية , , تلك الخيمة التي تقف في أطراف الساحة يوجد بها نحو عشرة أشخاص تتفاوت أعمارهم بين الأربعينيات والخمسينيات  ينتمون إلى محافظات أبين وشبوة ولحج وحضرموت رغم اختلاف اللهجات إلا أن هناك قضية مصيرية واحدة جمعتهم ، كما يقولون.

 

لم نكن نعرف أن هؤلاء كانوا زملاء في معسكر للجيش الجنوبي الذي تعرض للإندثار على يد القوات الشمالية في منتصف تسعينيات القرن الماضي فرقتهم الصراعات الماضية وجمعهم التصالح والتسامح.

 

فرقتهم صراعات الساسة وجمعتهم ثورة الشعب يوم الثلاثاء اجتمع رجل من أبين مع رفيق دربه من الضالع في أول لقاء منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي  بالصدفة تعارفا وعانقا بعضهما البعض عناقاً حاراً عشرات السنين فرقهم صراع سياسي احتدم بين فرق المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.

 

لأول مرة يلتقون رغم انخراطهم في الحراك الجنوبي منذ بدايته في العام 2007م  جمعتهم مليونية )الجنوب يتسع للجميع(  لم يغادرا الخضر وثابت الساحة وظلوا فيها مرابطين في وسط الخيمة التي نصبوها في الساحة  عادوا لسرد شريط الذكريات الجميلة وكيف كانت قوات جيشهم القوي تهز المنطقة يتحدثون عن قوة التدريب الذي تلقوه على يد المستشارين الروس.


لحظات تاريخية فاصلة في مسار ثورة الجنوبيين.


يقول جنوبيون : إن فعالية أكتوبر تتميز عن غيرها من الفعالية والتظاهرات الأخرى لكونها قد شهدت حضور كل الطيف الجنوبي  ومن مختلف المكونات والأحزاب السياسية والمدنية.. مؤكدين انهم ماضون نحو تحرير بلادهم من الاحتلال اليمني وإقامة دولة قوية تكون صمام أمان للمنطقة.


في وسط  ساحة العروض التي كانت تشهد عروض جيش الجنوب استعرض الجنوبيون إجماعهم الوطني على تحرير واستقلال بلادهم  بصوت واحد كان الجميع يهتف (بالروح بالدم نفيدك يا جنوب..
ساحة العروض  لم يعد هذا اسمها بل تحول اسمها إلى (ساحة الشهيد صلحي) هو شاب جنوبي الذي لقي حتفه في الساحة ذاته في المناسبة ذاتها , ولكن في العام المنصرم.


محمود شاب في منتصف الثلاثينات من عمره أتى من ريف يافع بلحج إلى الساحة وبقي مرابط فيها يتحدث محمود معرفاً عن نفسه " محمود صالح ثابت السعدي من أبناء يافع  وكنت جندي من أبناء القوات المسلحة الجنوبية  منقطع عن العمل في الجيش منذ العام 1994م  جئنا إلى هنا لنقول للعالم إن قضية الجنوب العربي تختلف عن أي قضايا في المنطقة  حضرنا إلى هنا لنحيي الذكرى الـ51 لثورة أكتوبر المجيدة و سوف نبقى هنا في الساحة إلى أن يتحقق الهدف أو ننتقل إلى الخيارات الأخرى ".


يؤكد محمود "أن شعب الجنوب سوف يقدم كل التضحيات من أجل استعادة دولته على كامل ترابها الوطني وعاصمتها الأبدية عدن"... متوجها برسالة إلى المجتمع الدولي طالبه فيها بدعم استقلال بلاده المحتلة من قبل الشمال ، كما قال


وقال : " نناشد المجتمع الدولي إذا كان يريد الأمن والاستقرار يعم المنطقة  وتنتهي مشاكل التهريب والقرصنة البحرية في البحر العربي وباب المندب أن يدعم جهود استقلال بلادنا".


وشدد على أن الجنوبيين لديهم القدرة على استعادة وطنهم ودولتهم ولو تطلب ذلك الانتقام من النضال السلمي إلى الكفاح المسلح".

رفض محمد ناجي غالب من أبناء الضالع العودة إلى منزله وبقي مرابطاً في الساحة مع رفاقه من مختلف المحافظات الأخرى  يتحدث غالب لـ)عدن الغد) : اسمي محمد ناجي غالب أعمل مدرس في قرية الأزارق بالضالع  جئنا إلى عدن للمشاركة في ذكرى ثورة أكتوبر الأم  ونحن مستمرون في التصعيد الثوري  وسوف نصعد حتى استعادة دولتنا كاملة السيادة ".

في الساحة  ترابط قيادات عسكرية رفيعة كانت إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي تقود ألوية في الجيش الجنوبي السابق  من تلك القيادات اللواء عبدالله عبدالله عبدربه يتحدث اللواء عبدربه لـ)عدن الغد) قائلاً : " أتينا إلى ساحة الحرية ساحة الشهيد صلحي هذه الساحة التي تعد منبر أبناء الجنوب وكانت ساحة الاستعراض للجيش الجنوبي".
يتذكر اللواء عبدالله عبدربه  أيامه السابقة وهو يقود قوات الجيش الجنوبي في استعراض عسكري على طول الساحة التي باتت ساحة لاستعراض " مطالب الجنوبيين في التحرير والاستقلال ".
يقول : " هنا كان جيشنا يقيم عروضه العسكرية السنوية التي تأتي متواكبة مع أعياد ثورتنا الأم أكتوبر".


وأضاف : " أتينا اليوم لنشارك أخوة لنا أتوا من المهرة إلى باب المندب وكان لنا الشرف ونحن نشارك رفاقنا الذين فرق بينا وبينهم الاحتلال اليمني جميعنا أتينا إلى عند الأم أمنا الكبيرة عدن الحبيبة التي فتحت ذراعيها لأبنائها وهم يشاركون".
وتوجه اللواء عبدالله عبدربه بالتحية لعدن وأبنائها الشرفاء الذين قال إنهم أحسنوا استقبال إخوانهم ".. موضحا " عدن هي الأم عدن هي الحرية عدن هي الاستقلال والتحرير  عدن هي العاصمة الأبدية لوطننا الحبيب".


ولم ينسى اللواء عبدربه ما وصفه بزعيم الأمة العربية جمال عبدالناصر رئيس جمهورية مصر العربية وشعب مصر على مواقفة القومية مع الشعب العربي في الجنوب".


الحاج عبدالله سعيد جعيم من بلدة أحور بأبين  يقول : "جئت إلى الساحة لمشاركة أهلي احتفالاتهم بثورة أكتوبر الأم والتأكيد على حقهم في التحرير والاستقلال واستعادة دولتنا كاملة السيادة".
لكم يكن هؤلاء من تحدثوا للصحيفة ، بل هناك العشرات ممن قابلناهم وأكد جميعهم على وحدة الهدف والمطلب الذي خرجوا للاعتصام من أجل".

وعلمت الصحيفة لاحقاً أن مغتربين ورجال أعمال جنوبيين أعلنوا استعدادهم على دعم المعتصمين في الساحة وتوفير لهم كل ما يحتاجونهم من خيام وتغذية وغيرها.

ساحة العروض باتت ساحة الشهيد صلحي هنا في هذه الساحة التي فيها قص عسكريون جنوبيون شريط ثورتهم الثانية  وأعلنوا من على منصتها بدء الاحتجاجات السلمية التي رفعت منذ الوهلة الأولى مطلب استقلال بلادهم وطرد كامل الوجود الشمالي من بلاده وهو الوجود العسكري الذي دخل الجنوب عن طريق اجتياح شهير في منتصف تسعينيات القرن الماضي.


من على المنصة هتف عسكريون  في الـ7 من يوليو العام 2007م , بعبارات أنه لا يمكن السكوت على الظلم والتهميش والإقصاء الذي مارسه بحقهم نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
كانوا قلة في ذلك التاريخ  لكن مع مرور الوقت وازدياد عمال القمع الحتم الجنوبيون وخرجوا في أكثر من 12 تظاهرة وصفت بالمليونية.


قوات النظام اليمني مارست أبشع أنواع القمع للتظاهرات الجنوبية التي كانت تخرج في مختلف المدن والبلدات آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين كانوا هم وقود الثورة كما يقول جنوبيون.


تعود جذور القضية الجنوبية بعد أقل من أربعة أعوام على توقيع الوحدة اليمنية مع صنعاء  ، حيث انقلب رئيس النظام حينها على وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في عمان بالأردن وعمد على التحريض بشن حرب على الجنوب.

وفي الـ27 من إبريل أطلق الرئيس )صالح (طلق رصاص من مسدسه معلناً الحرب على الجنوب وقتها كان وزير العدل المعين حينها منهمك في إعداد فتوى دينية كانت هي الدافع الرئيس لالتحام مقاتلي تنظيم القاعدة.

أجاز الديلمي قتل النساء والمستضعفين الجنوبيين بحجة أن في قتلهم مفسدة أصغر من مفسدة القيادات الكافرة في الجنوب التي أكدت الفتوى على جواز قتلهم لكونهم قد ارتدوا على الدين الإسلامي".

يجمع الجنوبيون اليوم على استعادة دولتهم وطرد الوجود الشمالي من بلادهم والعمل على بناء دولة قوية تحفظ للمواطن كرامته وحقوقه ، كما يقول سياسيون.