آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-05:47م

اليمن في الصحافة


صنعاء.. في قبضة «متمردين»

الخميس - 09 أكتوبر 2014 - 10:36 م بتوقيت عدن

صنعاء.. في قبضة «متمردين»
عنصر من جماعة الحوثي يضع على جبهته ملصقا يحمل اسم “محمد رسول الله” خلال تجمع حاشد بالعاصمة اليمنية صنعاء (غيتي)

المجلة - عرفات مدابس

أخذت الأحداث في الساحة اليمنية منحى آخر، بعيدا عن المبادرة الخليجية، بعد أن أصبحت هناك جهة معينة تفرض شروطها وتتحكم بمصير البلد وبمخرجات الحوار الوطني الشامل، وهي حركة التمرد الحوثية، بعيدا عن القوى الوطنية والسياسية الأخرى، عقب استيلائها على العاصمة اليمنية صنعاء بالقوة المسلحة، وبدأت الحركة في رفع مطالب تتعلق بتراجع الحكومة عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها وهي رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وطالبت الحركة المتمردة بإسقاط حكومة الوفاق الوطني التي شكلت عقب احتجاجات شعبية ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح والتي اندلعت مطلع عام 2011، والتي أتت بالرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن لفترة انتقالية، وسيطرة الحركة، بصورة كاملة، على صنعاء العاصمة، بعد أن بدأت تحركاتها بصورة سلمية، ثم تحول الأمر إلى مواجهات مسلحة،

الغريب أن صنعاء سقطت بسهولة في أيدي الحوثيين الذين تشير، كافة المصادر، إلى ارتباطهم الوثيق بالجمهورية الإسلامية في إيران، غير أن الخطورة تكمن في أن يتحول اليمن إلى بلد يحكمه «السيد»، وهو عبد الملك الحوثي الذي بات يتحكم في معظم مصائر اليمنيين في الوقت الراهن بعد إسقاطه للعاصمة التي لم يتمكن أسلافه في ستينات القرن الماضي من آل حميد الدين من إسقاطها، وبالتحديد حصار السبعين عام 1967، عندما هب الشعب اليمني وقاوم محاولة الحكم الإمامي السابق إسقاط صنعاء في قبضته.

ورضخ الرئيس عبد ربه منصور هادي للضغوطات الحالية وأجرى اتفاق سلام مع الحوثيين سمي باتفاق السلم والشراكة، في محاولة منه لتجنب الدخول في دوامة العنف، كما قال، وعلمت «المجلة» أنه وعلى الرغم من الاتفاق الذي جرى في ضوء وساطة وإشراف أممي وبمباركة إقليمية وعربية ودولية، فإن مجلس الأمن الدولي والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ما زالت تراقب عن كثب تصرفات الحوثيين التي جرى تصنيفها على أنها أعمال عنف وأنه من المتوقع أن يكون هناك موقف دولي آخر، غير المرحب بالاتفاق «في حال استمر الحوثيون في استخدام العنف وإقصاء الخصوم السياسيين عن الساحة بالقوة»، وذكرت المصادر أن الموقف الأممي «سوف يعد الحوثيين حركة متمردة ومسلحة وتنفذ أجنداتها السياسية عن طريق السلاح وربما يعدها حركة إرهابية».

موقف الحوثيين

ويقول محمد عبد السلام، الناطق الرسمي لأنصار الله‏، إنه «ليس صحيحا أن يطلق على ذلك اجتياح ولكن كانت هناك ثورة شعبية سلمية واجهتها السلطة بالقتل وسقط ضحايا أمام مجلس الوزراء وفي شارع المطار وكذلك بدأت عناصر محسوبة على القوى الإجرامية في منطقة شملان بممارسة العدوان ونحن كنا قد قطعنا وعدا أننا سنحمي هذه الثورة لأننا نعتقد أننا لو سكتنا عن ذلك فمعنى ذلك أن يزيد القتل خاصة في موقف دولي لم يضغط على النظام أمام ما يرتكب من جرائم وهذا الذي حصل وهو أن تحركت لجان شعبية ونحن معهم، أيضا، في مواجهة هذه القوى كعملية جراحية لمواجهة هذه القوى الإجرامية داخل السلطة».

Houthi protesters block main Sanaa roads

وفيما يخص الخصومة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح (السني) بالتحديد، أضاف محمد عبد السلام، في حديثه لـ«المجلة» أنه «في الماضي كان للأسف لحزب الإصلاح موقف واضح في دعم التكفيريين والميليشيات التابعة له ولذلك نحن حرصنا بعد الثورة أن يكون اتفاق السلم والشراكة الوطنية يعم الجميع بلا استثناء، والآن نحن نحاول أن نفتح صفحة جديدة مع الإخوة حزب التجمع اليمني للإصلاح والسيد عبد الملك أعلن عن ذلك ومد يده ونستطيع أن نقول إن الخصومة سياسية وعسكرية باعتبار أنهم كانوا يواجهوننا عسكريا أما خصومة طائفية ومذهبية فهي غير موجودة».
وحول استمرار جماعة الحوثي في الاستيلاء على صنعاء والمؤسسات الحكومية، قال الناطق الرسمي لـ«أنصار الله»: «الذي نتحرك من خلاله الآن هو أن يكون هناك تعاون مع الشرطة العسكرية والوحدات الأمنية وعلى أساس أن تظل العاصمة صنعاء منضبطة وبيد مؤسسات الدولة ولكن عندما حصل ما حصل، مؤخرا، كان هناك تقريبا أطراف أخرى أرادت أن تعبث بمؤسسات الدولة وأن تعتدي على بعض المحسوبين على الأطراف الأخرى لتقدم التهمة إلينا وحرصنا أن نقوم بحماية ذلك، إضافة إلى أن الكثير من المواطنين دخلوا إلى العاصمة صنعاء على أساس تقديم قوافل للمعتصمين في شارع المطار ونحن الآن نتواصل مع هذه الجهات المعنية على أساس أن تقوم بدورها في تثبيت الأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء بما يجعلها عاصمة للجمهورية اليمنية أكثر انضباطا وأمنا واستقرارا وتعايشا».

وبشأن صحة المزاعم عن وقوف إيران وراء ما جرى قال محمد عبد السلام: «تستطيع القول إن الحديث عن إيران ليس جديدا في الأزمة ولا في الوضع اليمني ونحن نعتقد أن المشكلة داخلية والثورة رفعت مطالب واضحة معنية بمعيشة الفرد اليمني وليس لها علاقة بأي أجندات خارجية والناس طالبوا بتغيير حكومة والمشاركون في هذه الحكومة يقرون بفشلها والناس طالبوا بتغير الوضع لأن اليمن أفقر دولة عربية ويعيش نصف سكانه تحت خط الفقر فهناك مشكلة يمنية ونحن نتمنى من دول الخليج ألا تكون نظرتها إلى اليمن دائما بعين المؤامرة وبعين الإقليم الخارجي أو الرؤية الخارجية، يفترض أن يقفوا إلى جانب اليمنيين لرفع مستوى المعيشة ولمساعدة اليمنيين على الحلول هذا الذي حصل، أما أن يقال إن إيران لديها من يتحرك من أجلها وفي كل حدث نتحرك فيه يقولون من أجل إيران والشعب خرج في هذه المسيرات الأخيرة بشكل واضح ليعبر عن مطالبه هو وليس عن مطالب إيران».

انقسامات واستقالات

وأدت سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء إلى انقسامات في الوسط السياسي اليمني وفي هيئات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، فقد استقالت أفراح الزوبة، نائبة أمين عام المؤتمر من منصبها بعد الاتفاق مع الحوثيين، وقالت لـ«المجلة» إنها قدمت الاستقالة لأسباب كثيرة، وسبب الاستقالة بشكل رئيس كان «موضوع الصراع الذي دار في صنعاء وموضوع الوصول إلى صنعاء من قبل قوات الحوثيين أو من يسمون أنصار الله وتهديدهم لأمن الدولة ومؤسساتها وهذا بعد انتهاء مؤتمر الحوار رغم كل التوافقات التي حدثت فيه، وهذا جعلني أشعر أن العملية السياسية برمتها أصبحت في مهب الريح إن لم تكن قد انهارت فعلا، هذا كان سببا رئيسا لتقديم استقالتي».

وأضافت الزوبة أن ما يجري في الساحة اليمنية في الوقت الراهن هو «تحالفات جديدة لمجموعة من التيار الذي حكم البلاد سابقا أو مجموعة من القيادات في المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسهم علي عبد الله صالح مع الحوثيين، هناك رغبة جامحة في القضاء على المعالم الحقيقية للدولة اليمنية المنشودة والمشروع الذي جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومحاولة للالتفاف على هذا المشروع الجديد وهناك قوى أخرى، كما يقال، جرى ضربها من خلال العمليات العسكرية التي دارت مؤخرا وعلى رأسها حزب الإصلاح (الإسلامي)، بكل تأكيد، وأجنحته القبلية والعسكرية».
وفيما يتعلق بالحزبين الرئيسين الآخرين الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الناصري، قالت الزوبة إن «الحزب الناصري بدت مواقفه مؤخرا أكثر قوة وصلابة خاصة مع رفض الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الله نعمان التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية بسبب رفض الحوثيين التوقيع على الملحق الخاص وسحب قواتهم وتسليم السلاح». وأردفت أن «هناك متغيرات كثيرة موجودة الآن على الساحة الوطنية لكن كما قلنا إن المتغير الرئيس هو التحالف الجديد الذي يهدد بشكل كبير حلم اليمنيين في الدولة المدنية الحديثة».

وحول التحالف العسكري أو غيره ما بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأنصاره في الجيش وبين جماعات الحوثي قالت أفراح الزوبة: «أنا أعتقد ما حصل في الفترة السابقة وحتى إشارات رئيس الجمهورية وكثير من المحللين إلى أن خط سير الحوثيين من صعدة إلى صنعاء كان مدعوما وكان واضحا أن هناك تحالفات مع القوى القبلية والعسكرية كانت، إن لم أقل جميعها، من أنصار النظام السابق، وهذه التحالفات لم تعد خفية بأي شكل من الأشكال والجميع يعرفها.. نعم هناك تحالف بكل تأكيد».

وتقول النائب الأول للأمين العام لأمانة الحوار الوطني (المستقيلة): «بكل تأكيد رغم كل الضبابية والظلامية والوضع في البلد والمخاوف الكبيرة جدا من التغييرات التي حدثت، لكن أنا متأكدة أن اليمن سيخرج منها بسلام، والآن رغم هذه التحالفات التي ظهرت فاليمنيون بكل تأكيد سيكون لهم صوت وتساؤلات في أن هذه التحالفات الجديدة والحكومة التي سيتم تشكيلها هل ستلبي طموحاتهم أم لا»، وفيما إذا كان الوضع الراهن الذي يحدث في اليمن وراءه أياد خارجية أم أنه متعلق بأدوات داخلية، قالت إنه «بكل تأكيد وللأسف الشديد هناك أطراف خارجية لها أصابع واضحة تماما في الحالة اليمنية، تجاذبات كبيرة تغييرات كبيرة تحدث في منظومة الولاءات.. للأسف الشديد أقول إننا كنا نتمنى أن يكون التغيير في 2011 تغييرا حقيقيا يجرم التعامل مع الخارج فيما يضر المصلحة الوطنية.. نعم هناك أطراف إقليمية لها مصالح في اليمن وتسعى لخلق الظروف المناسبة لتحقيق هذه المصالح».

الحوثيون.. الاسم والمنشأ

جماعة الحوثي، جماعة دينية شيعية زيدية تقوم على ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثني عشرية وسميت بهذا الاسم تيمنا بزعيمهم «الروحي» الراحل بدر الدين الحوثي ونجله حسين الحوثي الذي قتل في مواجهات مع قوات الجيش اليمني في 2004م.
تأسست هذه الجماعة في عام 1986م كتجمع سياسي تحت اسم «حركة الشباب المؤمن»، حيث أنشئت للتنديد بالتهميش الذي يعانيه سكان شمال غربي اليمن معقل الزيديين الذين يشكلون ثلث السكان في اليمن تقريبا، وتنطوي حاليا تحت اسم «أنصار الله» الذي استخدمته جماعة الحوثي بشكل رسمي في مؤتمر الحوار الوطني وتتخذ مدينة صعدة (على بُعد 240 كلم شمال صنعاء)، معقلا رئيسا لها.
البداية:
بدأت قصة جماعة الحوثي في محافظة صعدة حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن، وتم إنشاء «اتحاد الشباب المؤمن» عام 1986م، وهي هيئة تهدف إلى تدريس المذهب الزيدي لمعتنقيه، حيث كان بدر الدين الحوثي – وهو من كبار علماء الزيدية آنذاك – من ضمن المدرسين في هذه الهيئة، واستطاع تكوين قاعدة دعم شعبية في صعدة التي تعد معقل الأئمة الزيدية تاريخيا، وسميت «الزيدية» بهذا الاسم نسبة إلى الإمام زيد بن علي، وهي إحدى فرق الشيعة الثلاث: الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية.

مناوئة للتمرد الحوثي

مناوئة للتمرد الحوثي

بعد تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990 حدثت خلافات كبيرة بين بدر الدين الحوثي وبين بقية علماء الزيدية حيث بدأ بدر الدين الحوثي بالدفاع علانية عن المذهب الاثني عشري وواجه مقاومة شديدة مما اضطره إلى السفر إلى إيران حيث أقام فيها فترة طويلة، قام ابنه حسين بدر الدين الحوثي بالانشقاق عن «اتحاد الشباب المؤمن» وكون جماعة خاصة به عرفت بـ«حزب الحق» وكانت في البداية جماعة ثقافية دينية فكرية دعوية، لكنها لاقت دعما كبيرا من نظام علي عبد الله صالح لمقاومة ما كان يعرف بالمد الإسلامي السني المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وبرز حسين بدر الدين الحوثي كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه، ودخل مجلس النواب في سنة 1993م، وكذلك في سنة 1997م.
ولكن الجماعة ما لبثت أن أخذت اتجاها معارضا للحكومة ابتداءً من سنة 2002م، ويرجع البعض ذلك إلى إقدام الدولة بمنع ترديد شعار «الصرخة» للحركة في المساجد بقول «الله أكبر، الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام»، وتطور الخلاف بين الدولة وجماعة الحوثي وبلغ حدته في 2004م وخاضت الجماعة حربها الأولى مع الجيش اليمني في 2004م حيث قتل في هذه الحرب زعيمها حسين بدر الدين الحوثي ليتولى شقيقه عبد الملك الحوثي زعامة الحركة والذي بدوره واصل تمرده على الدولة وخاض معها 5 حروب أخرى حتى 2010.

وعقب اندلاع «الثورة الشبابية» في 2011م انشغلت جماعة الحوثي (الجماعة لم تعلن تحولها حتى الآن إلى حزب سياسي معترف به لدی السلطات) بمقاومة ما كان يعرف بالمذهب «الوهابي» أو ما يسمى «سلفي» لارتباطه سياسيا وثقافيا بالمملكة العربية السعودية والذي كان يتزعمه مقبل الوادعي، والذي اتخذ من مدرسة «دار الحديث» بدماج مركزا لتدريس الأفكار السنية التي تحرم الديمقراطية والتعددية الحزبية.

وفي عام 2013 اشتدت المواجهات بين جماعة الحوثي وسلفيي دماج الذين كان يقودهم مقبل الوادعي وراح ضحيتها مئات القتلى من الجانبين وعندها قامت جماعة الحوثي بمحاصرة «دار الحديث» الذي كان من بين طلابه من جنسيات أجنبية، ولم تتوقف هذه الحرب إلا بعد تدخل الدولة التي قامت بإخراج سلفيي دماج من صعدة لتتوسع جماعة الحوثي وتمتد أنظارهم باتجاه محافظة عمران حيث خاضت مواجهات شرسة مع بيت الأحمر بعمران ودمرت منازلهم وقامت بمحاولة السيطرة على اللواء 310 مدرع بحجة أن قائده يتبع حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو الحزب الذي ينتمي إليه آل الأحمر، ويقوم بالتحريض ضدها ونشر أفكار الحزب في المحافظة.

وبعد عدد من المواجهات الشرسة استطاعت جماعة الحوثي السيطرة على اللواء 310 مدرع اللواء حميد القشيبي في رمضان الماضي كما سيطرت على محافظة عمران بعد أن وقفت الدولة في موقف المتفرج وعدتها حربا بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي.
وفي ظل اتهامات حكومية رسمية لدولة إيران بدعم جماعة الحوثي بالسلاح والمال لمحاولة فرض سيطرتها على اليمن، وسعت الجماعة رقعة انتشارها المسلح من جبالهم النائية في شمال غربي اليمن في اتجاه صنعاء، وقاموا بمواجهات شرسة في وادي ظهر ودار الحجر وزحفوا باتجاه صنعاء وتمكنوا من السيطرة على معظم المنشآت السياسية والعسكرية قبل توقيع اتفاق للسلام كمجموعة مسلحة قوية تمثل ظاهرة تتداخل فيها عوامل طائفية وقبلية وسياسية وتاريخية.

تساؤلات حائرة

وأبرز التساؤلات الحائرة في الشارع اليمني، في الوقت الراهن تتعلق بمستقبل اليمني، هل سيتحول إلى مربع أمني آخر كما هو الحال في لبنان مع حزب الله وما هو مصير مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهل سيلتزم الحوثيون بتنفيذ بنود الاتفاق الذي وقعوا عليه مع الحكومة اليمنية بشأن الشراكة والسلم؟، وغيرها من الأسئلة التي لا تجد إجابة إلى الآن؟.