آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:36ص

أخبار وتقارير


كشف عن الاسباب التي دفعت (صالح) لتغيير خطابه تجاه الحوثيين.. باحث عسكري: استخدام ورقة القاعدة وخلط الأوراق واستدعاء العوامل المذهبية والطائفية هدفها الالتفاف على وثيقة السلم والشراكة

الإثنين - 29 سبتمبر 2014 - 06:11 م بتوقيت عدن

كشف عن الاسباب التي دفعت (صالح) لتغيير خطابه تجاه الحوثيين.. باحث عسكري: استخدام ورقة القاعدة وخلط الأوراق واستدعاء العوامل المذهبية والطائفية هدفها الالتفاف على وثيقة السلم والشراكة
مسلحون قبليون مواليون للحوثي في صنعاء وفق وسائل اعلام حوثية

صنعاء(عدن الغد)خاص:

قال الباحث والمحلل السياسي والعسكري‏ في اليمن ثابت صالح ان " بتوقيع اتفاق السلم والشراكة تكون حركة أنصار الله قد حققت أهدافها المعلن عنها في المطالب الثلاثة : فالجرعة تم تخفضيها إلى 75% وتم قبول استقالة الحكومة ويجري البحث حالياً عن رئيس للحكومة الجديدة ومخرجات الحوار أُخرجت من الأدراج ووضعت على المحك العملي".

 

واوضح صالح قراءة لما جرى في صنعاء انه " يُستشف الحاضر والمستقبل من عنوان الاتفاق الموقع مباشرة بعد حسم المواجهة عسكرياً لصالح أنصار الله من خلال كلمتي السلم والشراكة : فكلمة السلم لا تأتي إلا بعد حرب فيها منتصر ومهزوم ... غير أنه من المهم الإشارة إلى أن هذه المواجهات كانت محدودة وعلى عكس ما توقع المراقبون وخاصة من الخارج ويحسب للرئيس هادي ووزيري الدفاع والداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية النجاح في جعل هذه المواجهات محدودة جداً وكبح جماح المتعطشين إلى حرب شاملة وانهار من الدماء والدمار".

وقال " لا تنطلي على أي محلل سياسي منصف ما تم تداوله وفقاً لنظريات المؤامرة والخيانة التي غمز ولمز بها البعض نحو الرئيس شخصياً ووزير الدفاع ونحو المسؤولين الجنوبيين تحديداً, انطلاقاً من حقيقة أن العوامل الحاسمة دائماً هي داخلية ذاتية أما العوامل الخارجية فمهما كانت تظل ثانوية وكذلك الحال ينطبق على سياسة وإدارة التحالفات والتنسيقات مع الأطراف الأخرى , في حين تعني كلمة الشراكة دخول شريك جديد سيكون هو صاحب الصوت الأقوى ,  وباختصار شديد من كان يرفض حتى مجرد سماع وجهة نظر هذا المكون قبل هذا التاريخ كما حصل في مؤتمر الحوار أو قبل ذلك ممن كان يتعامل مع هذا المكون من منظور مذهبي أو طائفي ضيق ,  بدأ بالتعامل مع هذا المكون كأمر واقع".

وأكد ثابت ان " المبادرة الخليجية التي تقاسم فيها حزبا المؤتمر والإصلاح ومراكز نفوذهما كل مفاصل السلطة والقرار والنفوذ خلال الفترة التي تلت ثورة فبراير 2011م , أصبحت من الماضي

في حين تم الدفع بمخرجات الحوار الوطني إلى الواجهة بعد أن حاول شريكا الحكم السابق كل بطريقته عرقلة هذه المخرجات أو الإلتفاف والتحايل عليها كما جرت العادة ,  وهو الأمر الذي بات أنصار الله يستوعبونه جيداً , فالمشكلة عند اليمنيين ليست فقط في الوصول إلى اتفاقات وعهود - رغم صعوبة الوصول إلى ذلك وغالباً بعد دماء ودمار - , بل وفي تطبيق هذه العهود والاتفاقات , ومازالت تجربة التعامل مع وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في عمان 20 فبراير 1994م ماثلة وشاهدة إلى آخره من الاتفاقات وليس آخرها اتفاق السلم والشراكة الذي نصت أحدى نقاطه على تسمية رئيس الحكومة الجديد خلال 3 أيام ! وهذا مثل واحد ليس إلا".

وقال " إذاً السيناريو القادم أو الإستراتيجية الجديدة من بين سيناريوهات عديدة هي تعطيل وعرقلة تطبيق هذا الاتفاق والقيام بأعمال تستهدف التشويش على التحول الذي جرى أسوة بمخرجات الحوار والاتفاقات السابقة , وقد بُدء فعلاً  باستخدام ورقة القاعدة وأنصار الشريعة والحرب النفسية ومحاولة خلط الأوراق واستدعاء العوامل المذهبية والطائفية والقبلية وكان لافتاً للنظر تغير خطاب الرئيس السابق تجاه أنصار الله وتحديداً عندما أيقن أنهم قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على صنعاء خاصة مع غموض موقفهم تجاهه بل وصدور بعض التهديدات ضده منسوبة إلى قادة حوثيي" .. مضيفا " سيظل اللاعبون الإقليميون وتحديداً إيران وتركيا والسعودية وحتى الإمارات وقطر يلعبون في الميدان اليمني ويبحثون سيناريوهات مختلفة ومن خلفهم اللاعبون الكبار وخاصة أميركا وبريطانيا وروسيا".

 

وقال " لكن كما أشرت سابقاً ستظل العوامل الداخلية هي الحاسمة وبالتالي فأن أنصار الله سيكونون على المحك العملي وتواجههم تحديات عديدة أهمها تجاوز الانتهاكات التي تحدثت عنها وسائل إعلام ومنظمات حقوقية في صنعاء وتنفيذ مطالب الاحتجاجات الشعبية وبمعنى آخر عليهم أن يبدأوا من حيث توقفت ثورة فبراير 2011م ويبرهنوا على أن تحركهم جاء بهدف إنقاذ هذه الثورة وتصحيح مسارها واستكمال أهدافها وأن يركزوا على العمل السياسي الناضج والتعايش المذهبي والاجتماعي وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية والحكم الرشيد وغيرها من متطلبات بناء الدولة العصرية , وسيكون التحدي الأهم هو تعاملهم مع الرئيس والحكومة القادمة والقوى السياسية الأخرى ومع الملفات الكبرى كملف الجنوب ".

 

وقال ان " قضية صعدة حُلت... ومازالت القضية الأهم وهي الجنوب تنتظر الحل العادل والمنصف وبما يرتضيه أبناء الجنوب ".