آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:46م

ملفات وتحقيقات


<حُجيرة الصايلي> سفير المضاربة دون إقامة أوعمل

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2014 - 02:31 م بتوقيت عدن

<حُجيرة الصايلي> سفير المضاربة دون  إقامة أوعمل
ما يضنه الجميع في طرحة على مديريته هلوسات مجنون لكنها في الحقيقة واقع وليس هلوسات

لحج ((عدن الغد)) خاص:

عندما تكون في ديوان محافظة لحج تجده أمامك يتابع قضايا  المديرية الكبيرة ويتساءل ماذا قدمت  الحكومة والدولة لمديرية المضاربة بلحج ،فلعل الواقع  المر والحرمان والبؤس وشظف العيش  جعل عقلة  في ميلان  فيتكلم  بأمور ليس موجودة في الواقع  وليست  من مهامه  أو ربما  الطموح  الذي يصطدم  بواقع مرير ويؤدي إلى ذلك،،فإلى التفاصيل:

تقرير وتصوير/محمد المسيحي


معاناة


في مدن اليمن وكل مناطقها الريفية النائية التي حرمت منها العديد من الخدمات،أصبح البعض من المعاقين منسيين ويواجهون الصعوبات  وتكمن في عملية التكيف حيث أنها ليست نابعة منهم،ولكن هي مسؤولية و يتحملها هنا بشكل عام من له الإحاطة بهم وتلمس همومهم ،فالمعاق هو إنسان طموح كسائر البشر المتواجدين من حوله فهو دائما لا يحب الهزيمة ولا يحب النظرات التي تأتي من ناحية العطف والشفقة،وأكثر ما يحتاج إليه هو من يفهمه ويقوم بمد يد العون له ويفتح إمامة جميع الأبواب ليكون حينها مصارعا بارعا في ظهور نفسه دون أي شفقة  أو نظرات عطف.

تجوّل


 
ربما المشاهد لهذا الشاب المعاق الذي يظل  في  غربة واستمرار التجوال يطرق وقتها  في الأذهان أسئلة كثيرة ولعلها  الاستغراب في هذا الأمر الذي اعتاد عليه هذا الشاب ،فأكثر أيامه يقضيها في أزقة الشيخ عثمان فتجده بعد صلاة العصر أو في العطل الرسمية يتجول في مديرية الشيخ عثمان ،وكل الغرابة  في ذلك كيف  ينفق على  نفسه  وهو دون عمل  أو حتى إعانة  من الشئون الاجتماعية  وكيف ينام  أو يقضي وقته ،فعندما اقتربت منه بدأت  أحاوره  في أسئلة تهمة فكانت البداية عن وفاة والدية ،فرد في حديثة بالقول فعندما توفيا والديّ في منطقة الشط بمديرية المضاربة  هنا أصبحت نادر الذهاب  إلى المنطقة لظروف صعبة جعلتني لم اقدر على  التوجه لمنطقتي وظلت في عدن من مكان إلى أخر بحثا عن لقمة العيش الكريمة إلا أنها لم تأتي بالسهولة رغم إعاقتي لم أجد من يعمل لمساعدتي إلا أشخاص أقلية لا يتعدون أصابع اليد،واختتم حديثة راجيا من رجال الخير سوء في المحافظة أو المديرية إلى الوقوف إلى جانبه في مد يد العون والمساعدة.

صدفة


حينها لم يغيب الخيرون من البلاد فهنا وعند مروري في شوارع الشيخ عثمان بعدن حيث أشاهد احد الخيرين ويدعى"المحامي عبد الله الوحشي"بتعهده بين الحينوالأخر،وعندما سألته عن ذلك   فأجاب لي لقد كان هذا الرجل زميل دراستي  في الإعدادية وكان أكثر الطلاب ذكاءً ونبوغ  لكن ظروف أسرته  المادية  أعاقته من عدممواصلة تعليمة  وما كان يتطلع  إليه فاصطدم بواقع  اكبر من عقلة  الكبير،يضيف الوحشي بالقول"عندما كنت في التربية  وفي مساعدة مدير المديرية سابقا  حاولت جاهدا  بتوظيفه إلا أن  اصطدمنا  بعدم وجود شهادة له في الملف  إضافة إلى أن الأعمال في الحراسات  والوظائف  في المجوعات الدنيا سيطرت  عليها  العمالة  الفائضة  من التعاونيات  التي كانت موجودة  في المديرية  ورغم  أن المعاقين  لهم امتيازات  خاصة  في القانون  إلا أن  ذلك  لم يشفع له،"وأردف في حديثة"وحاولت أيضا  البحث  له عن  وظيفة  لدى المنظمات  العاملة  في مخيم  خرز  للاجئين  لكن ولكثرة  الشباب  والعاطلين  عن العمل في القرى المجاورة وإعطاء  الأولوية لهم  لم يساعدنا  ذلك فيمساعدته .


رسالة


ضمن الأعمال الخيرية التي يتردد عليها الوحشي في سبل إنقاذ لهذا الشاب  المعاق حيث وجهة رسالة إلى  قايد المنطقة الرابعة اللواء الركن ـ محموداحمدسالم الصبيحي ،وقال،أتمنى من هذا القايد الإنسان بان يدرج أسمة  ضمن  أفراد اللجان  الشعبية  في المديرية  فلعل تلك المساعدة  تعيد له  الأمل بان هذه المديرية المجنون  بحبها  حد الهيام قد أعادت  له المعروف  والجميل  بهذه المساعدة ،وكما أتمنى  من جمعية  المعاقين حركيا مد يد المساعدة  والعون  لهذا الشاب المكلوم على ضياع شبابه وإعادة الأمل له كما عملوا  على  إعانة ومساعدة  الكثير من المعاقين  حركيا وأعادوهم  إلى خدمة  أنفسهم  وخدمة المجتمع.

لابد من نظرة ..!


فالإنسان لابد أن يكون قلما لتكرار التركيز وإعطاء النظرة الإنسانية على المعاق وقيمته كانسان،فالبعض من ينظر ويتعامل مع المعاق بأمور تتعلق بمشاكل وهي بحاجة إلى صبر وحل،فعندما تنطلق النظرة الإنسانية من رجال الخير لابد أن تكون محملة بالشفقة  عليه وعلى الظروف الصعبة التي يعيشها جميع أفراد أسرته فبهذا يكون قد قلل من سبل المشاكل وتسهيل الحياة له ولكل من حوله،أما من ناحية الأسرة التي يولد بها أو يعيش المعاق تكون ذو تركيز على المشكلات الناتجة من الإعاقة وبقدر هذا يصعب عليها اللجوء إلى جوانب تطويرية إنسانية قد تتيح للمعاق كيفية إيجاد التغيير الايجابي ومن ثم المساهمة في أمور هامة وحساسة في نواحي المجتمع المحيط به وقتها تكون الإعاقة هي العامل المحفز والتجربة في التطور لهذا الإنسان المعاق الذي ظل يعيش في ظلام وتحسر على ما فات من عمرة وأصبح مرمي على الأرصفة وقارعة الطريق ينتظر إلى الأمل حتى يكون سباقا في الملاحقة والخروج إلى عالم التعايش الايجابي.


ويبقى حُجيرة


رغم كل الظروف التي تواجهه من جميع النواحي والتشتت والغربة،يبقى حجيرة الصايلي سفيرا لمديرية المضاربة غير المقيم في أي مكان وغير العامل في أي وظيفة  لكنة  يحمل  هموم  معاناة أبناء  مديريته  والتي تجدها  في مراجعاته  للسلطات  المحلية بلحج  ورغم  أنها  تخرج  من فم  شخص  يعتقد انه  مهلوس  لكهنا  حقيقة وليست هلوسات،وما يهمنا هنا  إلا أن يتم مد  الأيادي  لهذا الشاب  وإعادته  إلى المجتمع  والذي  خرج  منه  وانعكس  على نفسه  نتيجة  الواقع  ونستطيع  أن  نحدث التغيير  في حياته  إذا ساعدناه  بعمل  وبعدها  يستطيع  شق  الطريق  فلدية  من الكفاءة والذكاء  ما يجعله  يتفوق ،أيضا وهو أمر وجوبي  مفروض  على مدير عام المديرية، الأستاذ عبد ربه غانم المحولي،فهذا الشاب من أبناء مديريته  وليس كمثل أي شاب  آخر  يستطيع الكفاح  والمغامرة  لكنة ،أولا ،كونه معاق  وهنا يكمن الوجوب  والغرض،وثانيا، انه بداء يفقد شي من  الاتزان  والوعي  لكن  التدخل  في مساعدته  سيعيد الأمور  إلى مجاريها بإذن الله  تعالى والذي نسال  أن يتحقق ذلك  ليكون لنا  وللصحيفة  والقائمين عليها الأجر والثواب في مساعدته.