آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:48ص

أخبار وتقارير


هل أنتهت اسطورة الجنرال علي محسن الأحمر وإخوان اليمن؟

الإثنين - 22 سبتمبر 2014 - 04:09 م بتوقيت عدن

هل أنتهت اسطورة الجنرال علي محسن الأحمر وإخوان اليمن؟

كتب / صالح ابوعوذل تقرير منشور بعدد صحيفة عدن الغد الصادر يوم الاثنين 22 سبتمبر 2014

 “لقد حكم الشمال بالاستبداد والجنوب بالاستعمار” , هكذا تحدث علي محسن الاحمر  معلنا انشقاقه عن نظام اخيه غير الشقيق علي عبدالله صالح وعلي انضمامه لما كان يعرف بحركة الاحتجاجات السلمية في شمالي اليمن.. مطالبا بالتكفير عن كل تلك الجرائم التي ارتكبها تحت لواء نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

 

لم تكن حركة التغيير اليمنية التي طالبت بالإطاحة بالرئيس صالح واحداث مقتل متظاهرين في جمعة الكرامة هي من دفعت الجنرال محسن للانشقاق عن نظام (صالح) , فحالة التوتر بينهما كانت قد بدأت قبل سنوات وتحديدا اثناء خوض قوات اللواء محسن (الفرقة الأولى مدرع) لحربها السادسة والأخيرة ضد جماعة الحوثيين في صعدة , حين طلب علي عبدالله صالح من قائد القوى الجوية تحريك طائرة عسكرية لاغتيال الجنرال علي محسن الأحمر الذي كان يقود قواته العسكرية في صعدة ضد مسلحي جماعة الحوثي.

 

ارتبط الجنرال علي محسن الأحمر بتاريخه الدموي ابتدأ من احداث ما عرف بالمناطق الشافعية في اليمن الاسفل (اقليم الجند) حاليا , حيث ارتكب الكثير من الجرائم الدموية بحق عشرات الآلاف في ما كان يعرف بالمناطق الشافعية بهدف اخضاعها لحكم الزيود , وقمع تحالفات كان يمنيون من الوسط قد عقدوها مع الجنوبيين.

 

وحرب المناطق الوسطى كانت في المناطق الوسطى   ( تعز - إب) ، وكان سبب اندلاعها هو حالة التدهور للظروف المعيشية وتفشي الظلم وحرمان الناس من خدمات الثورة والجمهورية في العربية اليمنية التي اقيمت على انقاض حكم الامام” , بالإضافة الى احداث التي تلت اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي، وصعود علي عبد الله صالح للحكم في 17 يوليو 1978، وقد استمرت خمس سنوات , كان الجنرال محسن اللاعب  الرئيس فيها , حيث تم ارتكاب مجازر وتصفيات وحشية بحق مواليين للرئيس عبدالفتاح اسماعيل (هو سياسي شمالي هرب الى الجنوب).

 

واستمر علي محسن الأحمر في تحالفاته الى جانب اخيه صالح حتى تحالفه التاريخي ضد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبية , حيث ان علي محسن المرتبط بالجماعات الجهادية (تنظيم القاعدة) قد استخدمه علي عبدالله صالح ضد خصومه الجنوبيين في منصف تسعينات القرن الماضي بعد  اقل من اربعة اعوام على توقيع اتفاقية وحدة يمنية بين البلدين الشقيقين , وظل (صالح , وأخيه محسن) في تحالف قوى قبل وبعد الحرب , وهو ما دفع صالح للقول انهم ورفيقه قد رقصوا على (رؤوس الثعابين) , وقاد محسن قوات الشرعية ضد اليمن الجنوبي عقب اعلان صالح الحرب على الجنوب في ابريل 1994م.

 

وشن (محسن) حرب اجتياح شهيرة لليمن الجنوبي وكانت قواته عبارة عن تشكيلات من قوات الجيش الحكومية ومسلحين قبليين بالإضافة الى مسلحي تنظيم القاعدة الذين قاتلوا الى جانب القوات الحكومية مستندين الى الفتوى الدينية التي اصدرها  وزير العدل حينها الشيخ عبدالوهاب الديلمي.

 

لقب علي محسن اثناء الحرب وعقبها بـ(علي كاتيوشا) لهول ما امطر بها المدن الجنوبية وعدن تحديدا بقذائف سلاح الكاتيوشا.

 

وكانت وسائل اعلام اجنبية قد ذكرت في العام 2011م ان “ اللواء علي محسن صالح الأحمر ارتبط بصلات عميقة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى الدرجة التي بات فيها معظم اليمنيين والكثير من السياسيين كذلك يظنون أنه أخاه غير الشقيق”.

 

وقال الصحفي اليمني صالح البيضاني مراسل العرب اللندنية ان “ جذور هذه العلاقة تعود إلى وقت مبكر في السبعينات تقريبا حين كان اللواء الأحمر والرئيس صالح وعدد من الضباط الذين ينتمون إلى نفس المنطقة «سنحان»، يشكلون ما يشبه الرابطة.. حيث يوفر كل واحد منهم الدعم للآخر حتى حانت الفرصة المواتية في العام 1978، حين قرر الضباط النافذين فيما بينهم دعم أحدهم للوصول إلى سدة الحكم. لم يفتأ اللواء الأحمر لاحقا يذكر في أكثر من مناسبة أنه من أوصل الرئيس السابق إلى السلطة قبل أن ينقلب عليه ويشكل الضربة القاضية التي أطاحت بصالح من شخص يقال إنه لا أحد في اليمن يعرف طريقة تفكير صالح مثله”.

 

كان اللواء علي محسن الأحمر، حتى بداية التسعينات، يمثل الرجل الثاني في اليمن، حيث كان يفضل دائما أن يكون الرجل القوي ولكن في الظل.

 

وكانت توجيهاته وأوامره نافذة تماما كتوجيهات الرئيس صالح نفسه حتى أنه يقال إنهما اتفقا قبيل استلام صالح للسلطة على أن يكونا رئيسين لدولة واحدة.. لاحقا أيضا قال اللواء الأحمر في أوج العداوة بين الرجلين وبعد تخلي صالح عن السلطة «لقد كنت الرجل الأول طوال الثلاثة عقود الماضية»، وكأنه بات يعتبر أن وصفه بالرجل الثاني طوال السنوات الماضية كانت إهانة لن يقبلها بعد اليوم.

 

وكانت اول محاولة تصفية الأحمر كانت حين ما بدأ أولاد الرئيس صالح يكبرون وكذلك أبناء أخيه وباتت مساحات السلطة والنفوذ تضيق على اللواء الأحمر ورفاقه الذين يعتبرون أنهم شركاء في السلطة.(وفق البيضاني)

 

وقد قتل أبرز اثنين منهم في حادث تحطم طائرة مروحية في حضرموت اتهم البعض صالح أنه من يقف وراءه.

 

بدأت سلطات علي محسن تتقلص مع تزايد ما اعتبره هو إهانات متتالية توجه له من أولاد الرئيس وأولاد أخيه الذين أحكموا قبضتهم على الجيش فيما تلاشت قوة الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء الأحمر شيئا فشيئا لصالح قوات الحرس الجمهوري التي بدا وكأنها ستكون البديل لكافة وحدات الجيش الأخرى.

 

كان علي محسن يشعر بأن الدور القادم سيكون عليه وعبر مرارا ولكن بشكل غير معلن أنه بات مستهدفا ماديا ومعنويا. وقد كشفت إحدى وثائق «ويكليكس» النقاب عن محاولة تصفية الأحمر الذي اعتبره البعض حجر العثرة الأخيرة في طريق مشروع التوريث الذي بدا أن الرئيس صالح يمهد له الطريق.

 

وقالت وثيقة «ويكيلكس» إن غرفة العمليات اليمنية في إحدى جولات حرب صعدة أعطت الطيران السعودي الذي شارك في الحرب حينها إحداثيات لموقع مفترض للحوثيين اتضح قبيل القصف أنه مقر القيادة الميداني للواء علي محسن الأحمر الذي أوكل إليه الرئيس علي عبد الله صالح مهمة خوض المعارك.

 

وحرب صعدة ذاتها اعتبرها الكثير من المراقبين محاولة من صالح لإنهاك قوات الفرقة الأولى مدرع التي خاضت الحرب منفردة في الحروب الأولى.

 

ويرجع الكثير من الباحثين فشل الجيش اليمني في هزيمة الحوثيين بل وتنامي قوتهم العسكرية إلى الصراع الخفي بين صالح والأحمر.

 

ومؤخرا صرّح اللواء علي محسن الاحمر مستشار الرئيس اليمني للشؤون العسكرية قائلا إن فشل الجيش اليمني في الحروب السابقة في اجتثاث جماعة الحوثي، جعلهم اليوم يستخدمون نفس الأسلوب، في الحرب الدائرة بمنطقة صعدة شمال اليمن بين القبائل والجماعات “السلفية” ضد جماعة «الحوثيين» وهو التكتيك القتالي الذي استعمله «الحوثين» في حروبهم السابقة.

 

عرف عن اللواء علي محسن الأحمر قدرته الهائلة على نسج العلاقات مع شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في اليمن، كما أوكل إليه صالح مهمة استقطاب المقاتلين اليمنيين العائدين من أفغانستان والذين تحول الكثير منهم لاحقا إلى القاعدة. وقد نجح اللواء الأحمر في ذلك نتيجة لخلفيته الإسلامية، حيث عرف عنه ميوله الإسلامي وفقا لمدرسة فكرية هي الأقرب تتأرجح بين الإخوان والسلفية، وهو الأمر الذي انعكس لاحقا على عداوته مع الحوثيين الذين اعتبروه أحد أبرز أعدائهم الفكريين والعسكريين.

 

علاقة اللواء الأحمر بالرئيس السابق (صالح) أخذت في تدهور مستمر ولكن من دون أن يظهر ذلك بشكل معلن وإن كانت نتائجه بدأت تظهر بشكل ملموس.

 

وبينما كان صالح يضيّق الخناق على اللواء الأحمر رمت الثورة اليمنية في العام 2011 طوق النجاة لتمثل الفرصة الأخيرة ربما لعلي محسن، وعلى الرغم من خطورتها إلا أنها كانت بمثابة مغامرته الأخيرة.

 

وطلب الرئيس صالح من اللواء الأحمر فرض طوق عسكري على ساحة التغيير التي كانت على مرمى حجر من مقر قيادة الفرقة التي تم الاعتصام فيها من قبل الثوار.. لم يتردد اللواء الأحمر غير أنه اشترط من صالح إمداده بالأسلحة التي حرمت منها فرقته طوال السنوات الماضية.. لكن اللواء الأحمر ما لبث أن أعلن انضمامه إلى الثورة وتأسيس الجيش المؤيد لها.

 

وفرت له أحداث «جمعة الكرامة»، في 21 مارس-آذار 2011، التي سقط فيها عشرات المعتصمين، الذريعة المناسبة والدرع الأخلاقي. كما أعلن حمايته لساحة الاعتصام الأمر، الذي وصفه البعض قائلا «إنه حاول حماية ما تبقى من الفرقة بالشرعية الثورية».

 

وقد شكل انضمام اللواء علي محسن الأحمر وعدد من القادة العسكريين اليمنيين إلى صفوف الاحتجاجات المناوئة لصالح، نقطة تحول خطيرة في مسيرة الثورة التي كانت تطالب بإسقاط النظام.

 

وقال مراقبون إن هذه كانت أقوى صفعة توجّه إلى (صالح) وإنها كانت مؤشرا كبيرا على قرب مغادرته للسلطة.. غير أن البعض يعتبر أن انضمامه إلى الثورة قد أنقذ صالح حيث فقدت الثورة عذريتها من خلال التحاق الكثير من رموز النظام السابق بجماهير المعارضين التي كانت تطالب أساسا بإسقاط النظام.

 

 وأثيرت الكثير من التساؤلات حول العلاقة بين صالح والأحمر في العام 2011، حيث لم يقم الرئيس صالح بإقالة اللواء علي محسن من منصبه كما فعل مع قادة عسكريين آخرين، إضافة إلى أنه لم يوقف حتى المخصصات والتموين والرواتب الخاصة بالفرقة الأولى مدرع.

 

 الموقف الآخر المثير للاستغراب هو إصرار صالح على عدم المواجهة العسكرية مع فرقة اللواء الأحمر على الرغم من الفارق الهائل في التسليح والقوة بين الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجل صالح.

 

وتسارعت الأحداث منذ العام 2011 وحتى اليوم، فقد عزل اللواء الأحمر أسوة بنجل صالح، غير أنه تم تعيينه مستشارا للرئيس عبدربه منصور هادي للشؤون العسكرية والأمنية، ومازال البعض يتحدث عن تأثيره في صنع قرارات هادي. كما يلمّح البعض لرغبته ربما في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية بدعم من التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) بعد أن خلع البزة العسكرية وارتدى بدلات الرؤساء.

 

من أبرز الانتقادات التي توجه إلى اللواء علي محسن الأحمر والتي أشيعت عنه وانتشرت بشكل واسع في الشارع اليمني، هو استحواذه على الكثير من الأراضي الشاسعة في صنعاء وعدد من المدن، إضافة إلى اتهامه بالوقوف خلف عمليات تهريب المشتقات النفطية إلى القرن الأفريقي.

 

كما يتهم اللواء الأحمر من قبل خصومه بدعم ورعاية الكثير من الجماعات الإسلامية وانتمائه الفكري إلى جماعة الإخوان المسلمين. ويقول البعض إنه بات على علاقة وثيقة بدولة قطر التي زارها العديد من المرات بعد أن فسدت علاقته بالسعودية جراء موقفه من ثورة الـ30 من يونيو في مصر.

 

 

 

وكانت وسائل إعلام  قد قالت حينها أن هناك مخططا إخوانيا للسيطرة على عدة جزر على الساحل الغربي الممتد من الحدود مع السعودية وحتى قرب ميناء الصليف اليمني في الحديدة غرب اليمن من أجل تهريب أسلحة ومقاتلين إلى دول أخرى.

 

وأوضح تلك الوسائل أن هذه القوى التي تقف خلفها شخصيات عسكرية وقبلية ودينية، في إشارة إلى مستشار رئيس الجمهورية للشئون العسكرية اللواء على محسن الأحمر والشيخ القبلي حسين الأحمر ورجل الدين الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الذين ينتمون جميعهم إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن.

 

وأكد سياسي يمني زيدي ان “ أحداث سبتمبر 2014م التي تمر بها الآن ستكون مفصلية وستغير الخارطة السياسية في اليمن, الحرب الدائرة في شوارع صنعاء اليوم هي النهاية المتوقعة لبقية أركان النظام المناطقي الذي حكم اليمن بالأزمات والحروب لعدة عقود”.

 

وقال علي البخيتي ان “ هناك إمكانية لأن نجعل من هذه الأحداث بوابة لدخول اليمن عهد “الجمهورية الثانية” ان جاز ذلك الوصف, او دخول اليمن الى نفق جديد اذا لم تنجح القوى السياسية في استغلال هذه الأحداث والمتغيرات للعمل على بلورة اتفاق سياسي يؤسس ليمن جديد, يمن لكل أبنائه, يمن المواطنة المتساوية, عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة, ومن هنا فإني أطالب كل القوى السياسية أن تتعامل مع هذه المتغيرات بإيجابية وان تكف عن محاكمة النيات, فطالما الفاعل الجديد في الأحداث الأخيرة ملتزم في رؤيته التي قدمها الى مؤتمر الحوار بتلك الأسس علينا أن نتعامل معه على أساسها حتى يظهر منه العكس”.

 

واضاف” عندما أتحدث عن القوى السياسية فأنا لا استثني أحداً بما فيهم الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح”, فالمعركة الدائرة اليوم ليست ضدهم كحزب سياسي ولا كجماعة ايدلوجية, وعليهم أن يدركوا أن ما حصل هو إعادة هيكلة –من طرف خارج الحزب- لحزب الإصلاح الذي استحوذ عليه جناح عسكري دموي وجناح قبلي انتهازي وجناح متطرف إرهابي, وبالتالي يمكن لهم أن يكونوا اكبر المستفيدين من أحداث سبتمبر 2014م وما قبلها اذا احسنوا استغلالها, فلطالما اشتكى الإخوان المسلمين من الجناح القبلي والعسكري والديني المتطرف في الحزب, ولم يتمكنوا من انتزاع قرار الحزب من هذا الثلاثي الأشبه بمثلث برمودا الذي ابتلع اخوان اليمن, ولو حاولوا هم تصحيح تلك الأوضاع المختلة في الحزب لاندلعت معارك داخل الحزب قد تؤدي الى طمسه من الخارطة السياسية اليمنية أو اضعافه كثيراً, لأن الصراع الداخلي أشد فتكاً واكثر تأثيراً على نفسيات أعضاء أي حزب, وتاريخ صراعات الحزب الاشتراكي خير دليل”.

 

وقال البخيتي “ يمكن أن تكون هذه الأحداث مدخلاً لتصحيح مسار الوحدة, فالجنوبيون بعدها سيكونون أكثر مرونة في التعامل مع الوحدة اليمنية خصوصاً بعد إزاحة أهم الرموز الذين اعتبروهم غزاة للجنوب في العام 1994م, وكذلك اذا شعروا أن لا أطماع لنا كشماليين لا في جغرافيا الجنوب ولا في ثرواتهم, وان هناك قرار جاد بإعادة حقوقهم وممتلكاتهم والتوقف عن نهب ثرواتهم, وأن الغرض الرئيس من الوحدة هو التكامل الاقتصادي واستمرار التواصل الاجتماعي بحكم الترابط الكبير بين مختلف أبناء المناطق اليمنية شمالاً وجنوباً, إضافة الى أن هناك مخاطر حقيقية على وحدة الجنوب اذا بدأ مسلسل فك الارتباط, فقد يتفكك الجنوب الى عدة دويلات, خصوصاً بعد التغيير العميق والمدمر الذي حصل في الجنوب منذ 94م حتى اليوم وعلى كل المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية, والذي قضى على الإرث السياسي والثقافي لدولة الجنوب الموحدة”.

 

وقال “ على القوى السياسية أن تدرس من الآن وتتداعى – فور انتهاء المعارك - لبلورة رؤية وطنية للخروج من هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به اليمن, واعتقد أنه بات من الضرورة بمكان اصدار اعلان دستوري مؤقت وتشكيل مجلس رئاسي انتقالي برئاسة الرئيس هادي وعضوية ممثلين للقوى السياسية الرئيسة بما فيهم الحراك الجنوبي الغير موالي للرئيس هادي, يقود هذا المجلس عملية التحول السياسي ويدرس النقاط الخلافية التي لا تزال عالقة والتي برزت بعد اختتام اعمال مؤتمر الحوار الوطني, ويشكل حكومة وحدة وطنية تعكس الواقع الجديد على الأرض, ويُعد المجلس ويشرف مع الحكومة على انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة بعد اعداد قانون انتخابات وسجل انتخابي جديد”.

 

يتساءل الكثير من المراقبين ان “ تتم اعتقال او اغتيال (الجنرال علي محسن) في حين ان هناك تسريبات تكشف عن وجود ترتيبات لخروجه من اليمن الى الخارج.

 

ولم يظهر الجنرال علي محسن الأحمر منذ اندلاع المواجهات المسلحة في حي شملان الاسبوع المنصرم , بل انه اختفى عن الظهور اعلاميا , غير ان مصدرا عسكريا قال لـ(عدن الغد) ان “ الجنرال علي محسن زار مقر الفرقة الأولى مدرع الذي سقط لاحقا بيد الحوثيين”.

 

ولا يستبعد ان يقع الأحمر في أسر جماعة الحوثي او ان يتم اغتياله او قد يقدم على الانتحار , لأن بكل تأكيدات ستكون هناك نهاية للجنرال العجوز الذي اثار حوله الكثير من اللغط فعلي محسن الذي يعتبر الممول والمحرك الرئيس لتنظيم القاعدة في اليمن.

 

 وقالت تقارير يمنية ان “ علي محسن هو من اتى بالمجاهدين الافغان الى اليمن وهو من يحرك ما يعرف بأنصار الشريعة في محافظات الجنوب نكاية بالرئيس هادي المنحدر منها.

 

ولا يستبعد وجود دور كبير للعربية السعودية في اجتثاث الاخوان المسلمين  , خصوصا بعد تصنيف الاخوان كمجموعة ارهابية , لكن العربية السعودية , كانت تنوي تصفية الجنرال العجوز ثناء حرب صعدة , حيث خطط الرئيس السابق وبطلب من العربية السعودية على اغتيال علي محسن الأحمر , ووضع الرئيس اليمني السابق خطة لم تنجح , حيث تم رسم موقع مزعوم للحوثيين كان محسن يتمركز فيه , إلا انه غادر الموقع قبل الغارة بدقائق , حينها.

 

 ويوم السبت اعلنت قيادات في التجمع اليمني للإصلاح الجناح التنظيمي للإخوان المسلمين انشقاقها عن الجنرال العجوز علي محسن الأحمر 

 

وذكر قيادي في جماعة الحوثي التي تخوض مواجهات مسلحة ضد جماعة الاخوان المسلمين وقوات الفرقة الاولى مدرع التي يقودها الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر  , وتركته لوحدة وقواته في مواجهة مسلحي جماعة الحوثي التي تخوض مواجهات مسلحة في عدة احياء بالعاصمة اليمنية صنعاء.

 

 وقال القيادي الحوثي علي البخيتي في تصريح له السبت “  نشكر المواقف المتعقلة والمسؤولة لبعض قادة الاخوان المسلمين في اليمن وعلى راسهم الاستاذين محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ومحمد قحطان وكل القادة الوطنيين الذين رفضوا ان يكونوا جزء من هذه المعركة مع مليشيات الواء علي محسن الاحمر والمليشيات المتطرفة المتحالفة معه والممولة منه”.

 

واضاف “ الشكر كل الشكر لألوية الحرس الجمهوري ولكل المعسكرات والوحدات التي رفضت مساندة اللواء الاحمر والمليشيات الموالية له في معركتهم الاخيرة التي تدور في شمال غرب امانة العاصمة صنعاء”.

 

ويوم الاحد اعلنت جماعة الحوثي سيطرتها على مقر الفرقة الاولى مدرع , في حين انهم لم يعرف عن مصير قائدها الجنرال علي محسن , إلا ان وسائل اعلام يمينة قالت انه يجري مشاورات على خروجه من اليمن الى دولة قطر او تركيا , للإقامة هناك.

 

وبتلك السيطرة الحوثية على مقر الفرقة الأولى مدرع تكون الاسطورة العسكرية والسياسية (علي محسن الأحمر) قد انتهت إلى الابد , وبانتهائها تنتهي جماعة الاخوان المسلمين التي طالما اتهمت بانها هي من تتبنى تنظيم القاعدة , وتمولها.

 

ويرى الكثير من المراقبين ان “ نهاية الاخوان المأساوية كما وصفوها سوف تضع حدا لكل الفصائل المسلحة بما في ذلك تنظيم القاعدة.

 

قالت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء ان الرئاسة اليمنية وقعت مساء يوم الأحد اتفاقا سياسيا مع جماعة الحوثي التي سيطرت على عدد من المقرات الحكومية في صنعاء .

وقالت المصادر لـ"عدن الغد" ان الاتفاق وقع بالقصر الرئاسي بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادات من جماعة الحوثي وأخرى من احزاب سياسية أخرى .

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"عدن الغد" فان الاتفاق السياسي وقع بحضور مبعوث الأمم المتحدة ال اليمن السيد "جمال بن عمر" .

وأشارت المصادر إلى ان الاتفاق تضمن تعيين رئيس وزراء جديد وتخفيض سعر المشتقات النفطية في اليمن وتعديل بند مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بما يضمن وجود منطقة  تطل على البحر في اقليم ازال بالاضافة إلى مشاركة الحوثيين في الحكومة اليمنية المقبلة .