آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أخبار وتقارير


اليمن: واستراتيجية الحوثي المستقبلية.. هل تشهد (صنعاء) 2014 ما شهدته (عدن) 1986م؟!

الجمعة - 19 سبتمبر 2014 - 02:09 ص بتوقيت عدن

اليمن: واستراتيجية الحوثي المستقبلية.. هل تشهد (صنعاء) 2014 ما شهدته (عدن) 1986م؟!
مسلحون قبليون مواليون للحوثي في صنعاء وفق وسائل اعلام حوثية

كتب: صالح أبوعوذل

قتل نحو 90 شخصا ليل الخميس في مواجهات شهدتها الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة اليمنية صنعاء بين الحوثيين ومسلحي جماعة الاخوان المسلمين المسنودين بمقاتلين عسكريين المعززين بسلاح المدفعية , من قوات الفرقة الاولى مدرع التي يقودها الجنرال علي محسن الأحمر.

وكانت وكالات انباء قد تحدثت عن مصرع 40 شخصا في المواجهات المسلحة , حيث ذكرت ان أكثر من 40 شخصا قتلوا في المواجهات الدائرة في العاصمة صنعاء بين قوات عسكرية يساندها مسلحون موالون لحزب التجمع اليمني للإصلاح و مسلحي جماعة الحوثي في الجزء الشمالي الغربي من العاصمة صنعاء.

وأفادت مصادر محلية وطبية أن عشرات الجرحى نقلوا إلى عدد من مستشفيات العاصمة إثر المعارك العنيفة في شارع الثلاثين ومحيط جامعة الإيمان، والتي أدت إلى قطع شارع الستين الحيوي، ونزوح مئات الأسر من منطقة المواجهات.

كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى التلفزيون اليمني الرسمي في العاصمة صنعاء.

وأشارت إلى أن المسلحين الحوثيين سيطروا على نقطة عسكرية في طريق المطار، كما دارت اشتباكات بين الجانبين في منطقة الحتارش شرق المدينة , في حين تحدثت وسائل اعلام عن اسقاط الحوثيين لنقطة الازرقين العسكرية.

واتت المواجهات في حين كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يعقد اجتماعا استثنائيا باللجنة العسكرية والأمنية العليا.

وبحسب وسائل اعلام رسمية فقد ناقش الاجتماع ما وصفها بـ"التطورات الناتجة عن الحشود الحوثية وتفجير الأوضاع باتجاه العاصمة صنعاء وما حولها، وما يمثله ذلك من تهديد الأمن والاستقرار والسكينة العامة الأمر الذي يتنافى مع ما يتم حالياً من جهود وحوارات من أجل التسوية السياسية للأزمة الراهنة."

وقالت تلك الوسائل ان هادي "وضع الجميع أمام مستجدات الأوضاع والموقف العام للحالة الأمنية وتداعيات الأزمة التي تشهدها البلاد  والى الجهود المبذولة لمد يد السلم والحوار لحقن الدماء وتجنيب البلاد منزلقات ومآلات لا تحمد عقباها."

 وافاد مصدر عسكري يمني ان غالبية ضحايا المواجهات في شارع الثلاثين الذي يربط بين شملان وحي جامعة الايمان هم من جماعة الحوثيين .

 

وقدر المصدر في حديثه لـ(عدن الغد) بسقوط اكثر من 70 قتيل في صفوف الحوثيين والقبض على 42 فيما يتجاوز عدد قتلى الجيش والامن والمسلحين الموالين للإصلاح 20 قتيل ..مؤكدا ان قوات أمنية وعسكرية نفذت هجوما على مواقع كان الحوثيين قد سيطروا عليها في تلك الاحياء .

واشار الى ان وحدات الجيش تفرض حصارا على مسلحين حوثيين بالقرب من التلفزيون وذلك بعد تعرضه لقصف بقذائف هاون وقطع الطريق المؤدية اليه ومنع موظفيه من التوجه نحو المبنى .

 

من جانبها.. قالت مصادر محلية ان قوات الامن الخاصة تسيطر على جولة الجمنة المؤدي الى شارع المطار وهي تتمركز بالقرب من مخيمات الحوثيين .

 

من النافذة ينظر احمد الذي يقطن بالقرب من مطار صنعاء الدولي , الى المواجهات المسلحة الشرسة التي تدور في الضواحي الشمالية الغربية من العاصمة صنعاء.

 

 من أعلى سطح العمارة التي يقطن فيها,  يخرج احمد هاتفه الخلوي  لرصد قوة المواجهات , العاصمة تعيش في ظلام دامس بفعل انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء كبيرة من المدينة  , بيد مرتعشة يحرك احمد عدسة هاتفه الخلوي لرصد اشتعال تلك الجهة بقذائف الاسلحة التي كان يتبادها الطرفان.

 

 يقول احمد عبر الهاتف ان " الاوضاع التي تشهدها صنعاء اجواء حرب لم تشهدها العاصمة من قبل , الجميع ينتظر الموت , هناك قصف عشوائي من قبل الحوثيين وقوات الفرقة الاولى مدرع على مساكن المدنيين.

 

المواجهات اتت في الوقت الذي زار فيه المبعوث الدولي الى اليمن السيد جمال بنعمر محافظة صعدة التي تعد المركز الرئيس لحركة الحوثيين المسلحة., وقالت قال المتحدث الرسمي ان اللقاء الثاني للمبعوث الدولي الى اليمن مع زعيم الحوثيين كان ايجابي.

 

القصف المتبادل وصل الى اماكن بعيدة , حيث تعرض مبنى التلفزيون الرسمي اليمن لقذائف امطرت عليه من ناحية المواجهات , لم تعرف بعد مصدرها في حين ان " مصدر حكوميا قال ان القذائف التي طالت مبنى التلفزيون , من سلاح الحوثي".


الكثير من الاسر التي تقطن بالقرب من المواجهات تنتظر بزوق فجر الجمعة للرحيل صوب المناطق  الأكثر أمان".

يقول مصدر حكومي في العاصمة ان " موجة نزوح تنظر الكثير من المنازل التي تقطن الضواحي الشمالية والغربية الجميع.

يتحدث الرجل عبر الهاتف للمحرر  ان " جماعة الاخوان المسلمين تريد جر الحوثيين الى مواجهات وسط العاصمة وفي الاحياء من اجل خلق عداوة بين الحوثيين والمدنيين المسالمين.

وكشف المصدر ذاته عن مساعي جماعة الاخوان المسلمين الى توجيه نداء الجهاد ضد من يصفونهم بالروافض (الحوثيين).

 

في أحد شوارع مدينة صنعاء (العاصمة) يعيش سعيد هو مواطن من اليمن الجنوبي , مع أسرته .. وفي أجواء الحرب التي تعيشها المدينة هذه الأيام والتي أعادت ذاكرته الى العام 1986 وخصوصاً في شهر يناير حين كان مازال فتياً ويعيش مع أبويه في مدينة عدن وكانت تلك الليالي كهذه الليلة , أصوات الرصاص والإنفجارات من كل مكان في الليل الأسود , عاد سعيد بشريط ذكرياته الأليمة ومنظر الجثث المتناثرة والدماء في كل مكان من شوارع عدن .. ومأساة إنقطاع الكهرباء والمياه عن الناس البسطاء من سكان المدينة .. كلها ظروف حرب تتشابه في كل المدن التي تقوم فيها الحروب .. ولكن ماكان يفكر فيه سعيد الذي جاء إلى صنعاء بعد أحداث يناير 1986 من مدينة عدن الى مدينة صنعاء مع والده الهارب من إنتقام المنتصرين حينها هو ماكان يردده متصارعي اليوم في صنعاء طوال تلك السنوات عنه وعن اهله من الجنوبيين ومعايرتهم له بأنه لن يتفق إخوته الجنوبيون أبداً .. ولكن هاهم اليوم يذوقون نفس المرارة التي ذقناها .. ليست شماته ولكنها حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه ولله في خلقه شؤون. كما يقول

 

لا يتردد الحوثيون في توسع نطاق مواجهاتهم المسلحة , ضد مسلحي الاخوان والحكومة اليمنية , في حين اعلانهم عن سقوط اجزاء كبيرة من محافظة الجوف , إلا انهم يسعون لتوسيع رقعت المواجهات لتشمل محافظات مأرب ورداع وذمار , وتشكيل التفاف على العاصمة اليمنية صنعاء من الجنوب , واخضاع تلك المحافظات لحكم الجماعة الشيعية".

 

وعلى الرغم من مساعي جماعة الاخوان المسلمين في الجوف الى توقيع اتفاقية تعايش سلمي مع الحوثيين , إلا ان تلك المساعي باءت بالفشل , عقب اصرار مقاتلين من جماعة الاخوان على استمرار المواجهات بغية الانتقام لمقتل اقربائهم.

 

ويتوقع ان تكون محافظة الحديدة الى الغرب من صنعاء العاصمة, والتي تقع على شريط البحر الاحمر , مسرحا اخرا للحوثيين لإخضاعها لحكم رغم , نشاط الحراك التهامي المنادي بفصلها عن (صنعاء).

 

يتحدث الصحافي اليمني هادي الشامي  ,في هذا الصدد " اعتقد ان ضعف مركز الدولة وغرقه بالفساد هو ما يعنيه زعيم انصار الله بالخيارات الاستراتيجية".. موضحا في حديث لـ(عدن الغد) ان " ملفات المحاباة هي ما يعول عليها الحوثي أكثر من أي شيء آخر في إطار ضغطه على السلطات بالإضافة إلى اختيار أماكن الاعتصامات بعناية فهي قد اصابت السلطات في مقتل ولن تستطيع عمل شيء".

 

وعن توسع نطاق الحرب في جميع احياء العاصمة اليمنية يقول المحلل السياسي ياسر الزهر  " اعتقد ان الحرب الشاملة اذا اندلعت بصنعاء ستتحول الى حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس، ولن يكون فيها طرف منتصر".. مشيرا في حديث لـ(عدن الغد) الى ان الحرب الشاملة ليس في استراتيجية الحوثي فقد يناور في صنعاء بالتزامن مع مفاوضات صعده مع بن عمر حتى يحقق مكاسب سياسية".

 

  وقال الزهر ان " حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين) خسر خسارة كبيرة ولم يحسبها سياسياً (صح), كان ضمن خطة في المنطقة العربية كلها لدفع الاخوان الى الواجهة ومن ثم احراقهم سياسياً مصر ليبيا ثم اليمن".. موضحا ان مشكلتهم الحصافة السياسية كانت بعيده عنهم، وصلوا الى مرحلة من الغرور , خدعوهم بكم وزارة وكم سفرية الى الخارج وصدقوا انهم من يحكم ".. مؤكدا ان " الاصلاح  سيخسر قواعده الشعبية ويخسر قوته العسكرية والقبلية ويحتاج عشرات السنين ليبني نفسه من جديد".

 

واضاف الزهر " كجنوبي تعامل معنا الاصلاح بسذاجة واراد ان يفرض نفسه علينا بالقوة تارة وبالتزوير والخداع تارة اخرى، حاولنا مراراً وكتبنا ان يتعامل مع الجنوب وقضيته الند بالند ولكن لا فائدة".. موضحا "  لا نحكم على نوايا الحوثي من الان لكن الاستعداد واجب لكل الاحتمالات نأمل صحوة ضمير لدى القيادات والناشطين الجنوبيين وحتى ابناء الجنوب الموجودين في صنعاء وخصوصا قيادات الجيش يد بيد للحفاظ على الجنوب والخروج به بأقل التكاليف من الازمة الراهنة وتبعاتها".

 

وأكد الزهر ان " الحوثي حتى الان حقق مكاسب سياسية وشعبية كبيرة، لكن غروره سيدفعه الى الدخول في حرب اهلية سيكون اكبر الخاسرين فيها وستتحول المكاسب التي حققها مؤخراً وبال عليه".. مشيرا الى ان " (صنعاء) ستتحول الحرب فيها من طاقة الى طاقة ولن يكون هناك طرف منتصر لا الحوثي ولا غيره".. موضحا ان " المجتمع الدولي ودول في الاقليم تريد جره الى معركة دولية مفتوحة هذه الدول لا يهمها الشعب اليمني بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها".

 

وقال الزهر انه " مثل ما تم الدفع بالإصلاح الى الواجهة خلال المرحلة السابقة ومن ثم احراقه , سيتم كذلك دفع الحوثي ولكن هذه المرة الكلفة ستكون كبيره جداً".

 

ومع اشتداد المواجهات في صنعاء وسقوط قتلى في صفوف الاخوان , ذهب ناشطون في الجماعة الاسلامية الى تهديد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بقصف منزله بسلاح الفرقة الاولى مدرع التي يقودها مستشار هادي  , الجنرال علي الاحمر , حيث قال الناشط في الاخوان عبده الجبري انه " في حال تقدم الحوثي تجاه الفرقة على احرار الفرقة قصف بيت الرئيس  (هادي) فورا".

 

وقال القاضي حمود الهتار المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين " أشعر بقلق شديد على وطني الحبيب من مؤامرة محلية وإقليمية ودولية تهدف إلى إشعال وتغذية حرب أهلية بين أبنائه ذات طبيعة طائفية مناطقية تشترك فيها كافة القوى بطريقة مباشرة وغير مباشر تنفيذاً لرغبات اعداء اليمن".

 

وفي حين كانت الاجواء مشتعلة في صنعاء ظهر المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام بتصريح لوسائل الاعلام , معلنا انتهى الجلسة الثانية من المشاورات بين المبعوث الدولي الى اليمن السيد جمال بنعمر وزعيم الحوثيين.

 وعند الساعة الـ1 و32 دقيقة من فجر الجمعة قال محمد عبدالسلام " انتهت الجلسة الثانية من التشاور مع مبعوث الامين العام للامم المتحدة / جمال بن عمر وقد كان اللقاء بناءً وإيجابياً ومثمراً".

جمال عز الدين مذيع في قناة اليمن الرسمية كان في حديث مباشر عبر الشاشة يتحدث وعيونه تذرف من الدمع عندما تعرض المبنى للقصف من قبل جماعة الحوثي.

 وطالب عز الدين " اليمنيين الى تحكيم العقل وعدم الانجرار  الى ما وصفها بالحرب الاهلية".. مؤكدا انه " وزرائه العاملين في القناة لن يغادروا مبنى التلفزيون الرسمي".

في حين كان عز الدين يتحدث كانت الحراسة المكلفة بحراسة التلفزيون تخوض مواجهات مع عناصر حوثية كانت تهاجم التلفزيون بغية احتلاله.

لكن تلك الاشتباكات اسفرت عن مصرع العشرات من المهاجمين وفق موقع انصار الله.

وذكر موقع انصار الله التابع للحوثيين في تغريداته على تويتر ان الجيش يستخدم سلاح كيماوي لقتل المجاهدين حد قوله".

وقال سكان ان اشتباكات عنيفة يشهدها محيط مبنى التلفزيون بين مسلحين الحوثيين".

 

وعند الـ1 و40 دقيقة اعلن مصدر في مطار صنعاء الدولي عن تعليق الرحلات الجوية الواصلة والمغادرة الى المطار لحين توقف المواجهات.

وعلى الرغم من اختلاف ما حصل في 1986م في مدينة عدن وما يحدث في صنعاء في سبتمبر 2014م , إلا ان الاجواء التي تعيشها صنعاء , تشبه الى حد بعيد الاجواء التي عاشتها مدينة عدن في منتصف ثمانينات القرن الماضي.

وتختلف احداث يناير عن ما يجري في صنعاء اليوم , حيث ان تلك الاحداث اتت نتيجة صراع بين زعامات سياسية في , حين ان حرب صنعاء اليوم تأتي تحت عناوين طائفية وعرقية , لا يستبعد ان تكون حرب طائفية أهلية طويل المدى.

في هذا الصدد يقول دبلوماسي يمني في الامم المتحدة ان اندلاع أي حرب تحمل صبغة طائفية في اليمن امر من شأنه ان يجعل منها اشد فظاعة مما يحدث في بلدان عربية أخرى كسوريا .

 

 وقال عبدالله الصايدي وهو سفير سابق لليمن لدى الامم المتحدة خلال حديث مسائي مع قناة البي بي سي العربية ان الحرب الطائفية في اليمن في حال اندلاعها ستكون اشد فظاعة مما يحدث في عدد من البلدان العربية موضحا ان التضاريس الجغرافية والتركيبة السكانية في اليمن متداخلة بشكل كبير محذرا القوى السياسية من خطورة الدفع صوب تفجر الاوضاع.

 

 واتهم الصيادي الحكومة اليمنية بأنها كانت السبب الرئيسي في تمدد جماعة الحوثي موضحا بان الحكومة تغاضت عن تمدد الحوثي حتى وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء .

 

وقال "الصيادي"ان جماعة الحوثي تحاول تزييف الحقائق وتقوم بتسيير تظاهرات مسلحة ثم تتحدث عن ضرورة عدم الاعتراض للمسيرات السلمية .

 

وقال ان جماعة الحوثي مارست العنف ضد وحدات الجيش في صنعاء وهاجمت مبنى رئاسة الوزراء .

 

ويسعى الحوثي لاجتثاث جماعة الاخوان المسلمين , والوجود الشافعي في شمال اليمن وفرض سيطرته على صنعاء والمحافظات المجاورة لها والمساومة على محافظات الوسط اليمني , واليمن الجنوبي , التي قد لا يستبعد وصول مشروعه الاستراتيجي اليها , وتمكين الزيود من حكم البلاد بالحديد والنار.