منذ فترة طويلة من الزمن اي ما بعد عام 1994م همش كل شيء في الجنوب تهميش طال الجانب الفني منه نصيبه! فمنذ تلك الفترة وهناك هامات فنية جنوبية تعاني كثيرا من المتاعب والهموم التي القت بظلالها على الكثير بل جعلت من قلوبهم السلية وفنهم الراقي الذي عرفناه جعلت منهم اناسا يعيشون الهم جراء المعاناة التي اجبرتهم ان ينسوا كل شيء له علاقة بالفن شأنهم شأن معظم محبيهم في الجنوب الذين تاهوا في دروب الضياع حين فقدوا الامن والاستقرار واصبحوا يعيشوا اقسى ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة والتي فقدوا خلالها كل شيء جميل.
فترة اعطبت شتى مناحي الحياة وخاصة الجانب "الفني "الذي مع هذا كله بقيت فيه هامات فنية كبيرة تقاوم كل ظروف الحياة والعوز دون ان تسترزق بفنها الاصيل لتوظفه في خدمة من عانا ويعاني الجنوب بسببه.
فصبرت وكابدت الحياة اسوة بشعبها وجمهورها ومحبيها على ارض الجنوب.
ومن ابرز تلك الهامات الفنية الجنوبية (الفنان الكبير عوض احمد) ذلك الفنان القدير الذي ظل متواصل مع كل اهله ومحبيه في الوطن! ونحن من ضمن الذين حرصنا على التواصل والسؤال عن هذا الفنان الكبير المتواضع...حتى تشرفنا فيه بمقابلته لنجد فيه ذلك الفنان والصوت العذب الشجي الذي يأسر مسامع كل من يسمعه وينقله الى عالم اخر عالم الفن الاصل الراقي.
ذلك الصوت الذي لازال في مسامعنا منذ الصغر لم يتغير او تنال منه اي ظروف.
يتحدث الفنان عوض أحمد عن بدايته مقابلة خاصة لصحيفة (عدن الغد) " كانت بدايتي الفنية في خمسينات القرن الماضي وخصوصا عندما أتى الى ابين الفنان المرحوم (فضل محمد اللحجي) ليحيي حفلة فنية في زواج الرئيس" سالمين" حيث قدموني وانا صغير فغنيت وشهد لي" اللحجي " بمستقبل واعد.
وعن الرئيس الخالد سالم ربيع علي يقول الفنان عوض أحمد " الرئيس سالمين ابن عمتي والدته شقيقة والدي.
وقال الفنان (عوض احمد) " تكررت زيارة الفنان فضل محمد اللحجي ومعه الفنان "عبدالكريم توفيق "ايضا في الخمسينات في حفل زواج صهر الرئيس (سالمين) فغنيت انا والفنان (محمد محسن عطروش) اغنية (هي حكمة) كما غناء اللحجي وعبدالكريم توفيق كفريق...
وعن أهم مرحلة في بداية حياته الفنية قال عوض " كانت في العام 1972م حين ذهبت الى الرئيس" سالمين "وحين قابلته سألني ماذا تريد... فقلت اريد ان اسافر" الكويت "لتلحين بعض اعمالي فأجاب مره واحدة الكويت... فقلت ليش "المرشدي "احسن مني! فرد لا ليس بأحسن منك ...فقلت ارجوك الموافقة على سفري فقال موافق ... فقلت بشرط "تكرير" معي فوافق ... وطُلب مني ضمانة للعودة... فأحظرت الضمانة وسافرت وفي الكويت سجلت اغاني ( ما على العاشق ملامة وليه كذا بالله ,والتوبة.... غنيتها هنا في العام 1969م فسجلتها في العام 1972م في الكويت حيث لاقت نجاح منقطع النظير في الكويت وهنا.
وحول علاقته بالشاعر الشهيد (ناصر الحميقاني) كم اغاني غنيت له ماهي ومتى , أكد الفنان بن أحمد " نعم غنيت للشاعر ناصر الحميقاني ( يا جمال ريتك باتجمل..كفاية لي حصل منك كفاية.. بلبل سحرني جماله... كان ذلك في العام 1969م".
وعن المرحلة التي حقق فيها نجاحات قال الفنان عوض أحمد " لقد سافرت الى الهند بقصد العلاج ومنها الى ابو ظبي سجلت عدد من الاغاني التي وفقت فيها ومن ثم سافرت الى السعودية لأحقق ايضا نجاح بتسجيل عدد من الاغاني.
وقال ان "الفنان الكبير محمد محسن عطروش يعد أكبر فنان جنوبي تعاملت معه وهو الذي لحن لي اكثر الاغاني الناجحة.
وعن ابرز الشخصيات التي غنيت من كلماته , قال " غنيت لعبدالفتاح اسماعيل "اغنية من حيث لا ادري دريت ... غنيتها وسجلتها في ابو ظبي في السبعينات... بعدها ايضا غنيت للشاعر الكبير "عبدالله هادي سبيت " كما غنيت عددا من الاغاني التي ولله الحمد لاقت اعجاب واستحسان الكثير.
ومتى كان اخر لقاء جمعك بالفنان فضل اللحجي , قال " كانت اخر زيارة ولقاء لي مع الفنان فضل اللحجي عندما زرته وحالته الصحية متدهورة وقده با يموت فحين دخلت عليه وقالوا له هل عرفت هذا... فقال عرفته هذا عوض احمد بعدها اشار لي وقال قرب اذنك...فقربت اذني لا سمعه يقول لي اباك تغني لي وحدي ,,,لا تغني لعطروش... فقلت له اهم شيء الان صحتك وسلامتك بعدين يحلها الف حلال! فبعد زيارتي له توفي رحمة الله عليه.
واختتم الفنان الكبير عوض أحمد حديثه بالقول " اود ان اشكرك اخي العزيز عبدالرحمن على تفضلك واهتمامك بي واشكرك من اعماق قلبي على زيارتك الغالية لي كما ارجو منك ان تبلغ شكري وتقديري الى "موقع وصحيفة عدن الغد" وجميع اسرتها التي تشرفت بنشركم على صفحاتها قبل ايام "عوض احمد فنان يستحق الوفاء" فالوفاء لكم انتم وعدن الغد...متمنيا من الله ان يصلح الاحوال...
وفي الأخير مهما كانت الصفحات التي تتطرق الى الفنانين الجنوبيين الذين عانوا الأمرين من نظام صنعاء فان " الفنان عوض احمد لا تكفي صفحات معه فهو فنان كبير وغني عن التعريف ونشكره على تفضله لذكر جزء بسيط من تاريخه الفني الغني بالأعمال الفنية الخالدة التي لاتزال حتى اليوم تتصدر .
وحقيقة انه لمن المؤلم جدا ان تعرف ان فنانا بهامة عوض أحمد , لا يتقاضى غير مبلغ اربعون الف ريال.
وبهكذا تستمر معاناة وتهميش هامات فنية كبيرة قدمت الكثير والكثير من الاعمال الفنية المتميزة لتضل تعاني وتُحرم من حقوق مشروعة تتمثل بالمعاش الذي يتعاطاه اليوم الفنان الكبير (عوض احمد) والذي لا يمكن له ان يكفي حتى لتسديد فاتورتي الماء والكهرباء! هذا الحال وما خفي اعظم.
