آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:02م

العالم من حولنا


أردوغان في "الأطلسي": إحراج الحلفاء وعدم إغضاب روسيا -

الخميس - 04 سبتمبر 2014 - 04:23 م بتوقيت عدن

أردوغان في "الأطلسي": إحراج الحلفاء وعدم إغضاب روسيا -
سيستغل أردوغان فضائح التجسس الاميركية ضد بلاده

العربي((عدن الغد))

لن يخفف التمثيل الضعيف للولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، في حفل تنصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أهمية مشاركة الأخير في قمة "حلف شمال الأطلسي"، المنعقدة في المملكة المتحدة، وخصوصاً أن تركيا تعدّ أقرب حلفاء "الأطلسي" في أهم تحديين سيطرحان للنقاش في القمة: الأزمة الأوكرانية، وتمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية.

سيلتقي أردوغان، على هامش القمة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي أكد سعيه إلى إنشاء تحالف دولي واسع النطاق ضد تنظيم "داعش"، بينما تسعى أوروبا بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى إنشاء جبهة موحدة ضد التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا. هذه المواضيع تُعتبر ذات أهمية بالنسبة إلى أنقرة التي تراقب بحذر الأزمة المشتعلة في جارتها الشمالية أوكرانيا، والتمدد السريع الذي حققه "داعش" بالقرب من حدودها الجنوبية، في الوقت الذي يُعدّ فيه، أهم حلفائها الغربيين، لهجوم عسكري ضد التنظيم.
"
لا تبدو أنقرة راضية عن الدعم العسكري، الذي بدأت الدول الغربية بتقديمه لقوات البشمركة

"

من جهة أخرى، لا تبدو أنقرة راضية عن الدعم العسكري الذي بدأت الدول الغربية بتقديمه لقوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، فمن جهة، تبدو الحكومة التركية متوجسه من وصول هذا الدعم إلى قوات العمال الكردستاني، ومن جهة أخرى، قد يضعها في نفس الدائرة مع حلفائها في الإقليم، كعدو لداعش، الأمر الذي قد يدفع الأخير إلى ارتكاب عمل عدائي ضد 48 رهينة تركية يقوم باحتجازهم منذ اقتحامه للقنصلية التركية في الموصل في يونيو/حزيران الماضي.

وقد سبق لرئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق، فؤاد حسين، أن أشار إلى أن الحكومة التركية رفضت طلباً حمله من الإقليم لتسليح "البيشمركة" لمحاربة "داعش"، معللة ذلك بالخوف على حياة الرهائن الأتراك والانتخابات الرئاسية.

كذلك تظهر الحكومة التركية مترددة في العمل مع حلفائها الغربيين، خوفاً من إغضاب روسيا، التي بدأت تتحول إلى منفذ جديد للصادرات التركية، بعد العقوبات الغربية ضدها، وبعد أن توقفت الصادرات التركية المتجهة إلى العراق، الذي كان يمثل ثالث أكبر أسواق تصدير المنتجات التركية، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن مدى قدرة أنقرة، على أن تجد لها مكاناً قريباً من حلفائها في "الاطلسي"، من دون إغضاب الحكومة الروسية.

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد عبر في مقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية الشهر الماضي، عن مخاوف إدارته من تنظيم "داعش"، الذي وصفه بـ"السرطان"، داعياً إلى "منع انتشاره إلى دول أخرى عبر إنشاء تحالف كبير ضده. ووضع تركيا من بين الدول المهددة بهذا التنظيم، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، أنه سيزور أنقرة لـ"التشاور".
"
تستضيف تركيا على أراضيها الكثير من معدات الناتو

"
وعلى صعيد أوكرانيا، أوضح الأمين العام للحلف، أنجريس فوغ راسموسين أن الحلفاء سيتوافقون على "خطة عمل للرد على سلوك روسيا العنيف تجاه أوكرانيا، إذ ستزود الخطة الحلفاء بالقدرة على الاستجابة لجميع التحديات الأمنية أينما ظهرت"، مشيراً إلى ما أطلق عليه "قوة رأس الحربة" التي سيتم نشرها في وقت قصير، ومنوّهاً ببالغ الاهتمام إلى تركيا، بما تشكله هذه الأزمات من أولوية لها، وخصوصاً أن الأخيرة تستضيف على أراضيها الكثير من معدات "الأطلسي"، معظمها في قاعدة "إنجيرليك" الجوية قرب أضنة، ورادارات الرصد المبكر في كل من كورجيك وملاطيا التركيتين، حيث كانت تركيا أحد خمسة حلفاء في "الأطلسي"، الذين قبلوا بنشر نظام رادار متطور، ضد الصواريخ الباليستية في عام 2012، وهي الخطوة التي أثارت غضب روسيا وإيران، على الرغم من تأكيدات "الناتو" وأنقرة أنها "دفاعية بحتة".

في ظل هذه الأوضاع المعقدة، سيحاول أردوغان، الذي يرافقه إلى القمة كل من وزير الخارجية الجديد، مولود جاووش أوغلو، ووزير الدفاع، عصمت يلماز، أن يحصل على أفضل النتائج، مستغلاً الفضائح التي تم تسريبها في وقت سابق، عن قيام وكالة الاستخبارات الأميركية، ونظيرتها الإلمانية، بالتجسس على الحكومة التركية لسنوات، في محاولة لإحراج الحلفاء وتخفيف الضغط على تركيا، على الأقل في ما يخص الملف الروسي أو الوصول إلى خطة تضمن حياة الرهائن الأتراك، مع ضرب "داعش" وإعادة المنتجات التركية مرة أخرى، إلى السوق العراقية.