آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

ملفات وتحقيقات


الأوضاع الاقتصادية الصعبة في عدن قد تحرم الناس أشياء كثيرة جميلة

السبت - 30 أغسطس 2014 - 01:07 م بتوقيت عدن

الأوضاع الاقتصادية الصعبة في عدن قد تحرم الناس أشياء كثيرة جميلة
الكاتب العدني بلال غلام حسين برفقة صديق له بمطعم شعبي في عدن

عدن ((عدن الغد)) خاص:

يمثل الارتفاع الاخير في اسعار المشتقات النفطية في مدينة عدن ومدن يمنية أخرى عاملا اضافيا يثقل كاهل حياة عامة الناس التي تعيش غالبيتها على ماتمنحه الحكومة من مرتبات ضئيلة .

عرفت مدينة عدن قبل قرون من اليوم الحياة المدنية وارتبط غالبية سكانها بالوظيفة الحكومية العامة وفيها يعمل غالبية الناس حتى اليوم .

مع اقتراب نهاية كل شهر يكون الحديث الاكثر تداولا في "عدن" هو الحديث عن وصول الراتب ومتى موعد صرافه .

حياة المواطن العدني بسيطة وعادية للغاية فهي تتمثل صباحا في الذهاب إلى العمل بالمصلحة الحكومية والعودة مع الظهر وتناول طعام الغداء برفقة الاسرة .

غالبا ماتكون وجبة الغذاء العدنية عند الظهر هي صحن رز صغيرة وقطع من السمك وعشار أو "شتني" وهو انواع من مختارة يتم مزجها من الخل والطماطم والبسابس.

يقضي العدني بقية يومه في منزله أو يختار ان يقضيه في مكان عام بطرف الحافة حيث يجلس الناس لتداول الحديث وشرب الشاي ولعب الدمنة .

في مشاهد الذاكرة العدنية يحتفظ الناس باشياء لطيفة وصغيرة منها العزومات التي يقوم بها الموظفين لبعضهم عند نهاية كل شهر .

مع نهاية كل شهر وعند استلام المرتب الحكومي يصر الموظف في الغالب على عزومة عدد من اصدقائه وغالبا ماتكون هذه العزومات في مقهى شعبي بصيرة هناك حيث يباع السمك الطازج ويقدم مع كميات من الخبز والروتي والشاي العدني الاصيل.

وبما ان الالاف من أهالي مدينة عدن موظفون حكوميون فان الارتفاع الكبير في الاسعار وصعوبة الحياة يمكن لها ان تقضي على الكثير من العادات الجميلة .

يقول "محمد الهاشمي" وهو موظف حكومي من حي العيدروس العتيق بكريتر لـ"عدن الغد" انه كان ومنذ سنوات يحرص واصدقائه على اقامة عزومات عدة في صيرة مع نهاية كل شهر وعند استلام كل مرتب ..

يرى "الهاشمي" ان كل ذلك بات صعبا اليوم ويضيف بالقول :" المرتب 43 الف والعزومة الواحدة بصيرة قد تكلف مالايقل عن 4 الف أو خمسة الف وهذا صعب لذا تجد ان العزومات الخاصة بالاصدقاء باتت اقل مما كانت عليه زمان.

يصر الناس في عدن على ان يعيشون رغم كل المصاعب التي باتوا يواجهونها هكذا يقول الهاشمي .

من الاشياء الجميلة التي يحتفظ بها الناس في عدن هي عادة اول مرتب يستلمه الموظف في حياته حيث يذهب هذا المرتب في تقديم هدايا لافراد الاسرة والاصدقاء .

وبالقرب من مطعم شعبي صغير بصيرة قد تشاهد مجموعة من الشباب وهم يمازحون صديق لهم استلم اول مرتب له .

وعلى طاولة صغيرة يتحلقون ويستعدون لتناول وجبة العشاء التي سيدفع قيمتها الموظف الجديد الذي استلم راتبه يومها .

كل هذه الاشياء ربما تجد نفسها مسحوقة أمام صعوبة الحياة في عدن .

لسنوات طويلة ظلت ملامح الحياة البسيطة في عدن رمزا لمدنيتها وبساطة اهلها لكن الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس اليوم يبدو أنها في طريقها إلى تغيير اشياء  كثيرة .