آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:01م

أخبار وتقارير


نوّه بقدرة دول (مجلس التعاون) على التكيف مع المتغيرات.. الزياني يجدد التأكيد ان (المبادرة الخليجية) جنبت اليمن الدخول في حرب أهلية

الأربعاء - 27 أغسطس 2014 - 03:26 م بتوقيت عدن

نوّه بقدرة دول (مجلس التعاون) على التكيف مع المتغيرات.. الزياني يجدد التأكيد ان (المبادرة الخليجية) جنبت اليمن الدخول في حرب أهلية
جريح في نزاع طائفي في شمال اليمني - وكالات

أبوظبي(عدن الغد)وكالات:

دعا الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تعاون إقليمي ودولي واسع النطاق، للتعاطي مع الوضع المتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، لاحتواء الصراعات المتفجرة، وإرساء أوضاع قابلة للاستمرار حتى يمكن تجاوز حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة.

 

وقال في كلمة أمام ملتقى الخليج للأبحاث الذي نظّمه مركز الخليج للأبحاث في جامعة كامبريدج في لندن: إن التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة لم تنته بعد، وقد يكون القادم أصعب وأكثر تعقيداً .

 

وأشار إلى أن إحدى النتائج المروعة للأحداث التي شهدتها المنطقة تمثلت في تحطيم البنية الاقتصادية للدول التي شهدت اضطرابات سياسية، امتدت بتأثيراتها السلبية إلى الدول المجاورة.

 

وقال الزيانى: إن الدول الضعيفة تشكّل تهديداً مباشراً لجوارها الإقليمي كمصدر للإرهاب، ومأوى للجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة وشبكات التهريب والهجرة غير المشروعة، فضلاً عمّا تخلّفه من كوارث ومآس إنسانية.

 

وأكد ضرورة الاستفادة من دروس الماضي القريب، ومواصلة العمل لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، مشيراً إلى أن أبرز هذه الدروس يتمثل في أهمية مواجهة التطرف والمتطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وسقوط مقولة المفهوم الواحد للديمقراطية، وضرورة تدعيم التعاون الإقليمي ومركزية القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط وأهمية إيجاد حل عادل لها، إضافة إلى أهمية استشراف ما قد يحدث في المنطقة مستقبلاً، وضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي ليقوم بمهمته الأساسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

 

ونوّه الزياني بالقدرة التي أظهرتها دول مجلس التعاون على التكيف مع المتغيرات التي حدثت في المنطقة، من خلال إصلاحات مؤسسية وقضائية واقتصادية واجتماعية مهمة، وتبني سياسات الإصلاح المتدرج المستند إلى المزاوجة بين تجربتي الحكم الرشيد في كل من الثقافتين "العربية الإسلامية" والغربية.

 

وأكد أن دول المجلس إدراكاً منها لأهمية ضمان أمنها واستقرارها، تبنّت عدداً من المشروعات المشتركة لتعزيز التعاون والتكامل في مجال العمل الأمني المشترك، من بينها إنشاء "القيادة العسكرية الموحدة والشرطة الخليجية حماية للمجتمعات الخليجية من كافة الجرائم والأكاديمية الخليجية للدراسات الدفاعية والأمنية والاستراتيجية".

 

ودعا الأمين العام لمجلس التعاون إلى وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، سواء كانت تدخلات من دول جوار إقليمي أو قوى دولية، موضحاً أن التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، يؤدي إلى إيجاد مشاكل مفتوحة في نهاية الأمر، خصوصاً أن المتدخل في شؤون الآخرين وفي سبيل تعظيم نفوذه الإقليمي، يسعى وعبر وكلائه المحليين إلى تدعيم مصالحه .

 

وشدد على أهمية مواجهة التطرف والحركات الإرهابية ومن يدعمها، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون استطاعت عبر مبادراتها وتعاونها الفعال وتنسيقها المستمر مع الدول الصديقة أن تحارب الفكر المتطرف وتتصدى لمنظمات وشبكات وخطط إرهابية شكّلت تهديداً كبيراً ليس للمنطقة فحسب وإنما للعالم بأسره، ما أسفر عن إجهاض عمليات إرهابية كبيرة .

 

وطالب بتفعيل "المركز الدولي لمكافحة الإرهاب" الذي اقترحت المملكة العربية السعودية تأسيسه في مؤتمر دولي عقد في الرياض، مشيداً بالتبرع السخي الذي قدمته حكومة المملكة، وقيمته 100 مليون دولار لدعم أنشطة المركز.

 

وأكد الزياني أن دول المجلس تدعم التطور السياسي في دول المنطقة على أن يكون التغيير في الدول العربية منظماً ومحسوباً، وألا يؤثر في أمن الدول والاستقرار الإقليمي"... مشيراً إلى دور المجلس في عملية الانتقال السياسي والديمقراطي في اليمن، من خلال "المبادرة الخليجية" التي جنبت اليمن الدخول في حرب أهلية، وفتحت الباب أمام تسوية سياسية مهدت لعملية نقل سلمي وديمقراطي للسلطة.

 

 

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن ثقته بأن عقلاء المنطقة وحكماءها لن يتركوها تنجرف نحو مزيد من الفوضى وسيتعاونون لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

 

 

يذكر أنه شارك في فعاليات ملتقى الخليج للأبحاث والتي استمرت ثلاثة أيام أكثر من 450 مهتماً ومعنياً، منهم وزراء ومسؤولون تنفيذيون كبار من دول مجلس التعاون، وعدد من كبار موظفي الأمانة العامة للمجلس ومتخصصون وباحثون وأكاديميون من مختلف جامعات العالم والمراكز البحثية المرموقة .