آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-02:04م

ملفات وتحقيقات


تحليل : إنهاء المحاصصة الحزبية في تشكيل الحكومة اليمنية قد يدفع بالحوثي سياسيا إلى (الواجهة)

الأربعاء - 27 أغسطس 2014 - 01:56 م بتوقيت عدن

تحليل : إنهاء المحاصصة الحزبية في تشكيل الحكومة اليمنية قد يدفع بالحوثي سياسيا إلى (الواجهة)

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

تمثل الاحتجاجات الشعبية التي دعت لها جماعة الحوثي منذ أيام لمناهضة الحكومة اليمنية احد ابرز التحديات التي باتت تهدد الجماعة وقد تنقلها إلى مصاف افضل القوى السياسية وربما قد توجه ضربة قاصمة للجماعة التي تحاول التمدد بمناطق متعددة في اليمن .

دعا زعيم جماعة الحوثيين قبل حوالي اسبوع لاحتجاجات شعبية غاضبة مناهضة للحكومة وطالب بالاطاحة بها والغاء إجراء حكومي تمثل برفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية .

مع اول أيام الاحتجاجات التي دعا لها زعيم جماعة الحوثيين في صنعاء ومدن يمنية أخرى تمكنت القوى السياسية المناهضة لجماعة الحوثي من تصوير الأمر على انه محاولة انقلابية تحاول جماعة الحوثي من خلالها اسقاط العاصمة اليمنية صنعاء بيدها وهو الاتهام الذي رفضته الجماعة ونفت صحته .

خلال خطاب متلفز بثته قناة فضائية مملوكة للجماعة ظهر "عبدالملك الحوثي" متحدثا عن احتجاجات يوم الجمعة حيث اكد ان الاحتجاجات ستكون سلمية ولن تكون هنالك أي نية لإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعته أو خلاف ذلك .

ظهيرة يوم الجمعة 22 أغسطس 2014 تجمع عشرات الالاف من المتظاهرين من التجمع على طول شارع يقع بالقرب من مطار المدينة وتمكنت الجماعة من خلال هذه التظاهرات من ايصال رسائل سياسية عدة لكافة الاطراف اكدت فيها قدرتها على تحريك الشارع .

ينقسم اليمنيون اليوم تجاه دعوات الحوثي وتحركاته السياسية إلى قسمين حيث يرى قسم بان البلد لم تعد قادرة  على احتمال أي احتجاجات أو أعمال فوضى خصوصا في العاصمة صنعاء ويحجب قطاع من الناس عن تأيييد دعوات الحوثي ويرون فيها تحركات هدفها تحقيق مكاسب سياسية .

وعلى الطرف الاخر تقف اطراف أخرى تؤيد دعوات الحوثي وترى ان الحكومة اليمنية التي تشكلت عقب الاضطرابات التي شهدتها اليمن في العام 2011 باتت غير قادرة على تحقيق أي انجازات أو اصلاحات وترى ضرورة ازاحتها عن المشهد .

يتشارك غالبية اليمنيين بخصوص دعوات ازاحة الحكومة اليمنية وتحويلها إلى حكومة كفاءات يمكن لها ان ترتقي بالوضع الاقتصادي للبلد ، لكن عملية التشارك هذه تصطدم بمخاوف  قطاع واسع من اليمنيين من ان دعوات الحوثي لإسقاط الحكومة قد يكون هدفها تمكين نفسه سياسيا على الارض .

أثبتت حالة من الاستياء لاجراءات حكومية اتخذتها مؤخرا ان الحكومة اليمنية الحالية تفتقر لعوامل الدعم الشعبية لكن هذه الحكومة باتت تشتغل على نطاق حالة الخوف الشعبية من التمدد السياسي والعسكري لجماعة الحوثي في صفوف العامة لمصلحتها الخاصة .

يرى كثيرون ان القطاع الاوسع من الشعب في اليمن بات مسلما بضرورة اتخاذ الحكومة لقرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية لكن الناس باتت تبحث عن حكومة يمكن لها الاستفادة بشكل جدي من عوائد الاصلاحات الاقتصادية.

يمكن لجماعة الحوثي ان تحقق الكثير من المكاسب السياسية في حال تمكنها من الاطاحة بالحكومة اليمنية الحالية التي يتفق الجميع بأنها "فاسدة" وغير قادرة على تحقيق شيء يذكر لكن جماعة الحوثي قد تفشل في تحقيق أي مكاسب سياسية في حال ما انجرت إلى صراع عسكري مع الحكومة في صنعاء .

 

يمنح تفجر أي صراع عسكري بين الحكومة وبين جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء الاطراف المناوئة لهذه الجماعة تصويرها على أنها فعلا تهدف إلى اسقاط صنعاء بيدها مثلما فعلت مع محافظات أخرى مثل صعدة وعمران .

لكن تغيير الحكومة الحالية بحكومة كفاءات سيمكن جماعة الحوثي من تحقيق مكاسب سياسية على الارض لدى عامة الناس الذين ستتعزز ثقتهم بالجماعة خصوصا في حال احداث تغيير حقيقي وجذري على شكل الحكومة .