حكم الإسلام من المخدرات

حرم الله سيحانه وتعالى كل الخبائث , وتعد المخدرات من الخبائث والمفسدات التي نهى عنها الله ورسوله الكريم وأتفق عليه علماء الإسلام قديماً وحديثاً , وعلى الرغم من أن كلمة مخدرات لم ترد في القرآن الكريم إلا أن هناك العديد من الآيات القرآنية التي تصدق في حكمها على المخدرات قياساً على ماتسببه من أضرار وأذى للمتعاطي منها :

1- الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ .وفي هذه الآية الكريمة إباحة الطيبات وتحريم كل ماهو خبيث وتعد المخدرات بكل انواعها من الخبائث .

وإذا كان النبي صلَّ الله عليه وسلم قد وصف الخمر بأم الخبائث فإن هذا الوصف ينطبق من باب أولى على المخدرات لأنها أشد ضرراً من الخمر فتكون محرمة وفقاً لهذه الآية التي إستمدت القاعدة الشرعية ( دفع المضار وسد ذرائع الفساد) والتي تعد من أهم القواعد الشرعية .

2- وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } .وفي الآيتانِ هنا تم تحريم الخمر الذي يخامر العقل ويحوول بينه وبين معرفته للأشياء على حقيقتها ولأن المخدرات تفعل فعل المسكرات في كونها تخدر الجسم وتغيب العقل وتصرفه عن حالته الطبيعية فإنها محرمة أيضاً بالقياس على علة التحريم .

وفي السنة الشريفة لم يختلف الحكم فقد قال صلَّ الله عليه وسلم (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ ) وفي حديث آخر قال :(كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ) فقد روي أن رجلاً قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل النبي عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي : أو مسكر
هو ؟ قال : نعم ,قال :رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام :
كل مسكر حرام ....