آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

ملفات وتحقيقات


إدارة امن الشط بمضاربة لحج .. تحديات جسيمة ودعم محدود وضئيل

الثلاثاء - 26 أغسطس 2014 - 05:46 م بتوقيت عدن

إدارة امن الشط بمضاربة لحج .. تحديات جسيمة ودعم محدود وضئيل
مدير امن المديرية المقدم/ محسن عبد الله الشمي ورور

لحج ((عدن الغد)) خاص:

عندما تضع خطاك للدخول في بوابة امن مديرية المضاربة ورأس العارة "الشط " تبادر في ذهنك أسئلة كثيرة لعل أهمها ماذا يعني هذا التهديم والتشققات على جدار البوابة لتكتشف بعد ذلك إن هذا المبنى كان المحكمة التي بنيت أيام السلطنة العبدلية ومن ثم عملت تعاونية الشط الاستهلاكية على التوسيع فيه وإعادة ترميمه وبعد زوال التعاونية واستحداث المديرية عام 2000م تم اعتماده كمبنى لأمن المديرية،،فاليكم الاستطلاع التالي:

 

استطلاع وتصوير/محمد المسيحي

 

إدارة امن في الظلام وسكن متهالك

عندما قابلنا مدير امن المديرية المقدم/ محسن عبد الله الشمي  ورور لقد استقبلنا بابتسامة لا تخلو من هموم وأوجاع على واقع الأمن الحالي وما هو حاصل إليه ورغم غياب غالبية مدراء المكاتب الخدمية من عاصمة المديرية الشط لانعدام مقومات العيش فيها تجد هذا الرجل على الدوام حاضراً وكأنه يقول ها انا ذا معكم ووسطكم لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلا يوجد إلا طقم واحد قديم لأمن المديرية بالكامل وقلة الجنود توحي بوضع أسئلة لكن المدير يجيب دون أن يوجه إليه السؤال  بالقول هناك مركز في المضاربة وهناك مركز في العارة فترامي مساحة المديرية وتباعد أطرافها تتطلب وضع مراكز أمنية تكون قريبة نسبياً من مناطق المديرية المتباعدة إضافة إلى ذلك يشكو المدير بكثرة الجنود ذوي الخدمات الطويلة في الأمن والذي أكل عليهم الدهر وشرب وبعضهم لا يستطيعون الحضور وأصبحوا متقاعدين حق تقاعد ضف إلى ذلك فإن رواتب الجنود غير البريد أدت إلى التسيب وعدم ضبط الجندي بتأدية مهامه الأمنية ، إضافة إلى ذلك فتهالك المبنى يوحي بالإهمال وانعدام الحمامات بداخله تزيد الأمور سوء  ونقص السلاح لدى الجنود وكلها أمور صعبة وشاقة في ظل الاتساع الجغرافي للمديرية والتي تعادل مساحتها ثلث مساحة المحافظة والتي يقطنها قبائل الصبيحة بكثرة مشاكلهم والجرائم المرتكبة وهذا الهم الذي يورق مدير الأمن والمواطنين.

 

هذا وقد حدثنا عن واقع الحال الذي حل بتلك الإدارة وأرجعنا إلى العصور الحجرية وتكاد تهوي  يوما ما على رؤوس الوافدين  ممن يريدون حلا لمشاكلهم وبخصوص هذا  كان لنا لقاء  بمدير امن الشط المقدم محسن ورور الذي سرد لنا كل المعاناة والتهديم المتعمد الذي لحق بتلك الإدارة فبدا بالقول "أولا أشكرك أخ "محمد واشكر صحيفتكم الغراء لاهتمامها بأمور حساسة ومهمة جدا وأما ما هو متواجد هنا أنت لاحظت الإدارة بأم عينك وكل ماهو فيها فمن هنا تقدر تقول اننا غير قادرين على الحماية أن وقع شيء لخلو الإدارة من الأسلحة وكل المعدات الهامة التي تجعل رجل الأمن  ذو حنكة وقوة وشجاعة في مواجهة العدوان لو سمح الله فأصبحنا نفتقر إلى ابسط الخدمات الأساسية وهي مطالب ومتواجدة في كل إدارة امن، فالزائر لنا لا يقدر أن يميز بين إدارة الأمن والحظيرة الخاصة بالحيوانات فالمبنى متهالك جدا لا يوجد فيه لا حمامات ولا مبنى لائق برجل امني فنقوم بمباشرة عملنا وسط هذا المبنى المهدم وحرارة الشمس والغرف الضيفة التي انعدمت فيها التهوية  لعدم خلو المبنى حتى من النوافذ الكبيرة التي تساعد الإنسان عند ارتفاع الحرارة في فتحها ولكن هنا وفي إدارة امن الشط أصبحت الأمور هوشلية  لا تتوفر لنا أسلحة ولا أطقم عسكرية فكان هناك جنود محسوبين للإدارة فتم سحبهم إلى امن المحافظة بلحج وهذا ما يؤسفنا جدا من سوء وإهمال من قبل المعنيين في السلطات العليا في المحافظة وما نريده منهم النظر ألينا ولو بعين المسؤولية.

 

من جهة أخرى حدثنا المساعد / نهاري ثابت سعيد وهو احد أفراد الأمن العام  بالمديرية  وقال إننا نعاني  من السكن  الذي أصبح متهالك جدا ومشقق الجدران وعند سقوط الأمطار تجد الغرف تمتلئ بالماء لوجود التشققات في الجدران  وأيضا نعاني من الكهرباء والمياه بحيث أن المحافظة والوزارة أنفتنا من خارطتها وكأننا ليس من ضمن رجال الأمن والمحسوبين عليهم، وإما التغذية في هشة ولا تسجد جوعا ففي الحقيقة الحياة التي نعيشها أشبه بالأفارقة حياة صعبة جدا  لا يتحملها أي مخلوق ونوجه رسالتنا إلى الجهات المعنية في المديرية والمحافظة وعلى رأسهم وزارة الداخلية للالتفات ألينا وإعطائنا حقوقنا أسوة بكل الأفراد المرابطين في عموم المديريات الأخرى لكوننا في مناطق خطيرة ملئه  بالثارات  والمناكفات السياسية فنحن مجردين من الأطقم العسكرية وكأنها محظورة علينا  لا ندري ما الذي  جعل القائمين بأمورنا في تغاضي ونسيان.

 

هل من نظرة لهؤلاء..؟!

لم أجد ما أقوله فكل الأمور هنا هم في إهمال وعدم الالتفات من قبل أجهزة الأمن القيادية في المحافظة والوزارة لشد أزرهم ودعمهم والوقوف إلى جانبهم فالرجل يطبق تلك الحكمة التي تقول (إن تضيء شمعة خير لك من أن تلعن الظلام ألف مرة) فكل الأمور تسير بالبركة وعلى الله وكما يقال "لا يجمع الله عسرين " فرغم كل المعاناة وشحه الإمكانيات وانعدام الدعم تجد الأمن يعمل فسبحانه من سخر المجرمين والقتلة بتسليم أنفسهم وسبحانه من يوجد الاحترام والتقدير للأمن والدولة من قبل المتخاصمين ليأتوا إلى هنا للشكاوي ويتم تجهيز ملفات جنائية وإحالتها إلى النيابة يقول المدير ربنا هنا لكن لا أكتمك سراً بأنه عندما تتصعب علينا الأمور في إحضار المطلوبين بأوامر قهرية يتم الاستعانة بالجيش كما حدث في أخر قضية قبل رمضان خمسة أطقم من الجيش لكن ربنا سلم ولم تتم المداهمة بعد أن سلم المطلوبين أنفسهم ألينا .

 

ومن ذلك تكتشف أن الرجل غير راض بمستوى الأمن وعمله الأمني في مديرية كالمضاربة لكنه واقفاً وثابتاً ولا ندري هل هذا الثبات والوقوف من الأمل الكبير لديه تحسن الأوضاع وخروجها من هذا النفق أم إن ثباته ووقوفه من واقع فرض عليه فجعله كالأشجار التي تموت وهي واقفة .

 

تكثر هنا مشاكل الزراعة والرعي لتغطي ولنقص الوعي الثقافي تنتشر المشاكل الأسرية والاجتماعية وبسب الأمية والتخلف تنتشر الثارات والصراعات القبلية وفوق هذا وذاك فالمديرية مركز ترانزيت لعبور المهربين بمختلف البضائع والسلع بما فيها السلاح والمخدرات وحتى التهريب البشري والاتجار بالبشر موجود فيها وكل ذلك يحتاج إلى قوة أمنية بشرية ومادية كبيرة تواجه هذه التحديات .

 

الناس تتحدث عن أمور لا تصدق فيقولوا نحن هنا عائشين مثل الذين عاشوا بعد الطوفان الذي حرك سفينة نوح فلا مشاريع مياه ولا كهرباء ولا اتصالات ولا شيء يوحي بالتقدم والحضارة فعلى الأقل يريدوا تعزيز الأمن ودعمه الكبير فحاجة الأمن تفوق كل الاحتياجات، ونختم القول بالسؤال اليس من حقهم ذلك طالما وهم صابرين كل تجرع كل شيء من بؤس وحرمان وشظف العيش .

 

امن المضاربة والسلطنة العبدلية

تشير المصادر التاريخية  إلى أن  المبنى  بني في عهد  السلطنة العبدلية  ومن ثم  أعيد ترميمه  وإضافة إليه من قبل  تعاونية  الشط الاستهلاكية  ليتم  استلامه  عند استحداث  المديرية  والذي كان في العام 2000 لأمن  المديرية  وبين  ماضي  هذا المبنى  وما جرى  فيه وما يوجد فيه حاليا  فوارق كبيرة  تعكس  أن كل  العالم  في تطور  إلى الأمام  فيما عداء  نحن نعود  إلى الخلف  بخطوات كبيرة، ويذكر الكثير ممن عاشوا أيام السلطنة العبدلية  بان الأمن  في المضاربة والشط على وجه الخصوص  كان  له الهيبة الكبيرة  على مستوى  مناطق  الصبيحة  الغربية  لوجود امن صارم  فيها  ولا يزال  الناس  يتذكر  ممثل  السلطان  فيها الشيخ العبد المنتصر وكيفية الصرامة  والهيبة  التي  أوجدها  لإدارته  لحكم المنطقة  من خلال  الأمن القوي  فيها  بل أن  الأمر  وصل  إلى أن  يكون سجن  الشط  كسجن مركزي  يتم سجن المجرمين  والمتمردين فيه  من أبناء  الولايات  والسلطنات  الأخرى، وعند بداية قيام الثورة كان للشيخ  سيف العزيبي  شيخ  العزيبة  وعضو مجلس  الشورى نصيب من هذه الإدارة  الصارمة  ليتوج  ذلك التاريخ  الصارم  في تجسيد  هيبة  الأمن والدولة  بشكل عام  بتولي الأستاذ احمد عبدالله المجيدي بعد الاستقلال  مسؤولية  مأمور المركز الرابع في المحافظة  الثانية  ومن شدة تلك الصرامة وتطبيق هيبة النظام  والقانون  لايزال  غالبية  الناس  يتذكر ذلك ويعملون على تذكير المجيدي حاليا بذلك.

 

فترة التشطير وتقسيم امن المديرية

فعندما تم انتقال الأمن من الشط وذلك في فترة التشطير حيث قسمت إلى مركزين هما المضاربة والعارة  وتحول  الأمن إلى المضاربة والعارة حتى عاد الأمن  إلى الشط عاصمة المديرية في العام 2000م ففي ذلك الوقت تولى قيادة امن المديرية  العقيد علي سيف محمد حيث أرسى نظام لا بأس به واستمر في عمله حتى ليخلفه في إدارة امن الشط العقيد عبده صالح العطري ليخافهم بعد ذلك المقدم  محسن ورور والذي لايزال  مدير لأمن  المديرية  حتى اللحظة هو ما لوحظ من منقوصات في العتاد  في السلاح  ولا يوجد إلا طقم واحد في المديرية يقع تحت يد مدير امن المديرية.

 

تزايد المديرية جغرافيا وقبليا

ربما تكون  مديرية المضاربة  والعارة هي الأكبر مساحة  بين مديريات الجمهورية  وفي تلك  المساحة  يسكن القبائل  بما في أوساطهم من مشاكل  تصل  إلى الثارات  بين القبيلة والأخرى  وذلك  يتطلب  امن قوي  ومجهز ومدجج بالعدة والعتاد لمواجهة المشاكل  القبيلة  والجرائم  المتعددة والمشاكل الزراعية الأسرية والاجتماعية  إضافة إلى ذلك  ظاهرة التهريب تكاد تكون  الموطن  الأصيل  لهذه المديرية من تهريب  السلاح  والمخدرات  والمواد المختلفة إلى تهريب البشر والاتجار بهم وكل ذلك يحتاج  إلى جاهزية  للأمن وقيادة صارمة ومحنكة.

 

أخيرا

كل هدفنا طرح ما يريده الناس  من خدمات  ولسنا  متحاصلين على فلان أو علان لكن الواقع  المر يشهد بنفسه  من تقصير وقصور للقيادة  في المديرية  وعدم توفير المطلوب لجاهزية الأمن  من القيادة الأمنية والمحلية في المحافظة وفي كلا الحالتين فالناس تنتظر إعادة الوضع  إلى نصابة الصحيح  كون الأمن حاجة مهمة ومطلبيه تفوق بقية الأشياء والمطالب فغالبية مناطق  المديرية دون مشاريع خدمية كالكهرباء والمياه وبقية الخدمات  فعلى الأقل يجب عدم حرمانهم من خدمة الأمن حيث أن إدارة الأمن بالشط أشبه بحظيرة للأغنام فعندما تنظر إلى حال السجن المتواجد هناك تشعر وكأنك في بلاد وجدت بعد الطوفان مباشرة ولم تدخل إليها اثر من رجال الخير أو من السلطات والجهات العليا في المحافظة  رغم أن الأمن ومياه قديما كان له الهيبة والسمعة العطرة إلا أن أصبح متهالك ومبنى متشقق ومهدم يكاد يسوق يوما فوق رؤوس الأفراد وكل القيادات الأمنية والمحلية متغطرسة وغير مهتمة بأمور الأمن وتوفير مبنى لائق برجل عسكري يؤدي عملة  بأحسن حال أن توفر لدية كل ما هو متواجد في المديريات الأخرى ،وهنا يستطع  القائد والجندي ردع  الجريمة وحل المشكلة  وتثبيت الأمن والاستقرار، فالمواطنين هنا يأملون وبمختلف شرائحهم  في إصلاح وضع المديرية من خلال المادة وجاهزية الأمن بمختلف المعدات وتوفير الأطقم  وإلزام  الجنود المتغيبين  بالحضور وتأدية واجبهم الأمني وهذا مناط بمدير عام المديرية المسئول الأول عن المديرية كما يقول الناس فكل ما هو جاري من انفلات  وتسيب وتهالك المبنى الذي  أصبح غير لائق ببشر يعود في المقام الأول بالمسؤولية واللوم علية وهو جدير بمخاطبة  الجهات الأمنية العليا في المحافظة من إصلاح الوضع  وإعادة الهيبة لأمن المديرية ومن ثم بناء إدارة امن ذو احترام ومقام وهيبة برجل امني يباشر عملة بكل أمانة وإتقان.