آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:14م

ملفات وتحقيقات


تحقيق :مشاهد تراجيدية تنتجها أنقطاعات المياه بإحياء مدن عدن !

الجمعة - 25 مايو 2012 - 06:16 م بتوقيت عدن

تحقيق :مشاهد تراجيدية تنتجها أنقطاعات المياه بإحياء مدن عدن !
يواجه الأهالي انقطاع المياه عن مساكنهم صبر فوق حدود الاحتمال لما يعانونه من أوضاع قد تقصم ظهر البعير . من انفلات امني وعدم الرقابة والمحاسبة من ارتفاع الأسعار واحتكار التجار..

عدن (( عدن الغد )) خاص:

لم تعد لغة الحديث تفي بوصف مأساة انقطاع وما أحدثته من متاعب ومعاناة لقاطني سكان مدينة عدن تلك المدينة التجارية والاقتصادية .. وفي هذه الأيام وعلى مشارف فصل الصيف الساخن .. يواجه الأهالي انقطاع المياه عن مساكنهم صبر فوق حدود الاحتمال لما يعانونه من أوضاع قد تقصم ظهر البعير . من انفلات امني وعدم الرقابة والمحاسبة من ارتفاع الأسعار واحتكار التجار..

  

وقد عم الاستياء بمواطني المدينة على الانقطاع المتواصل للمياه وعلى مدى أيام متعاقبة .. وعلى ضوء السخط والاستياء ((صحيفة عدن الغد)) التقت المواطنين ورصدت معاناتهم ، وكان منهم الرجال والشباب والأطفال والنساء وخرجت بهذه المادة ..

 

تقرير / سكرتير تحرير صحيفة عدن الغد الورقية- الخضر عبدالله محمد 

 الماء لا يصل إلا عند الفجر :

وكان من بين المواطنين الذين التقتهم صحيفة ((عدن الغد)) المواطن/ حسين منصور الذي قال : ((لا يصل الماء إلى منزلي ونعاني الكثير من اجل الماء ،وما يثير غضبي هو ارتفاع فاتورة الماء حيث تصل ل3000  ريال ، فمن أين جاءت هذه المبالغ والماء أساسا لايصلنا إلا عند الفجر ويعود لينقطع .. وأقول للمسئولين اتقوا الله واحمونا كفانا معاناة ))

 

حياتنا أصبحت عبارة عن أزمة معيشية :

أما المواطن / عارف حسين ، فيقول : ((نحن لا نطلب غير توفير الماء للمواطن فهل هذا مطلب غير مشروع ؟ والغريب في الأمر ان الفاتورة قد جاءت تقصم الظهر ، رغم ان حنفية الماء تفتح هواء بدل الماء وأصبحنا  على يقين ان الفواتير التي تصلنا غير صحيحة)).

 وأضاف : حياتنا أصبحت عبارة عن أزمة معيشية نتيجة تردي الخدمات ، وأنادي عبر صحيفتكم المسؤلين ان ينظروا إلى المواطن بعين الرحمة )).

 

ووسط مشاعر سخط عارمة لفت نظري مجموعة من الأطفال وهم يحملون ((دبب)) فارغة سألتهم من أين ستحضرون الماء فأجابوا : ((نجيب الماء من مسجد بعيد وما نوصل للبيت إلا بعد ما تطلع أرواحنا .. لان الماء لم يأتي بحنفية بيتنا في وقت الظهر والعصر ولكن يأتي في آخر الساعات من الليل وضعيف.. وكما ترى كل يوم نذهب ونجلب الماء من المساجد فوق رؤوسنا)).

 

 

يزيدوا الهم همين:

بينما كنت أتجول في احد أحياء مدينة الشيخ عثمان حاملاً كاميرا وبعض الأوراق ناداني رجل ذو خمسون عاماً يدعى / نصر كلمبوا ، قائلاً : ((قل للمسئولين عبر صحيفتكم ألا يكفيهم ما نعانيه من فقر في المعيشة بسبب الفساد وعدم توفر الوظائف لأبنائنا .. فراحوا يزيدون همنا على هم بقطع الماء علينا ..

أكيد هذه حرب تشن على المواطن وإلا ماذا نسمي ان يقتلونا ؟ )) ..

 

يسقون الأشجار وينسون الإنسان :

 

وبدوره الشاب / محمد سعيد اللحجي ،بادرنا بقولة : (( المشاريع التي يعكف عليها المسؤلون بالمحافظة هي أما سفلتة رديئة للطرقات أو غرس شجر أو نافورات بينما الخدمات الأساسية متردية ، وها نحن محرومون من الماء ولا يأتينا ألا معا أذان الفجر .. فما فائدة تزين الشوارع والمواطن يعيش هذه المعاناة .. دبة ماء الكوثر وصلت ل50  ريالاً .. وكما تعلمون نحن في فصل الصيف والتجار استغلونا ، إلى جانب أصحاب المحلات .. وانتم يامسؤليين ما رحمتونا )) ..

 

الماء يصل على شكل قطرات :

 

وتقول أم نواف قاسم : (( الماء لا يصل إلينا وان وصل فأنه يكون على شكل قطرات أصبحنا وكأننا في قرية وليست مدينة  عدن .

 وتضيف : ((على المسؤلين ان يعلموا ان البشر أهم من الشجر فنحن نجد الاهتمام بالأشجار ، أكثر من الاهتمام بالبشر .. فنحن نعيش معاناة يومية بسبب انقطاع الماء والخوف كل الخوف ان تكون هذه الانقطاعات مسيسة ويزيدون الهم فوق الهم حتى لا يتمكن أبناء مدينة عدن من تحقيق ضالتهم المنشودة ، ونحن نناشد الجهات المختصة بما فيها قيادة مؤسسة المياه ان تعالج هذا الأمر بسرعة قبل ان يضجر الناس ويقطعون الطرقات ويحرقون الإطارات كما فعل في العام الماضي )) ..

 

المواطن/ عبدا لله قائد يقول : ((الماء لا يصل إلينا لكن في أعياد الثورة والمناسبات الوطنية تجد الماء وفي عيد الفطر والأضحى لا تجده ، أصبحنا نحن والجيران في مشاكل دائمة بسبب الماء منهم من يعمل مضخات أمام منزلة ويسبب مشاكل للآخرين في ضعف وصول الماء أليهم ، والمتسبب هم المسؤلين ، فنحن نريد ماء ولا نريد وعوداً كاذبة فارحمونا يكفينا معاناة فوق معاناتنا)) ..

 

المياه شريان الحياة :

 

المقدم / احمد نصر حسين قال : ((المياه هي الحياة وبدون الماء تنتهي الحياة ، وهي حق للمواطن على الدولة ، فلا بد من توفيرها بشتى الوسائل ، وكل الطرق .

 

على اقل تقدير توفر له المياه .. ولكن ان تنقطع المياه إلى هذه الدرجة وتكون مصيبة تضاف إلى مصائب البلد هذا مالا يقبله عقل ولا منطق )).

 واردف : (( أصبح المواطن اليوم تتقاذفه المصائب من كل حدب وصوب ، مثل ذلك الغريق الذي تتقاذفه الأمواج ولا منقذ .. أصبح الناس اليوم يبحثون عن الماء ، فنجد الشخص أولاده حاملين الدبب لجلب الماء من ألحوافي المجاورة لهم يجدون الماء هناك .. وكذلك يرسل بعض الأهالي أولادهم إلى المساجد لجلب المياه وتخيل ما يحدث هناك من صراع بين القائمين على المسجد والأطفال فالأهالي يريدون الماء للطبخ ، وأهل المسجد يريدون الماء للوضوء ، فباتت هذه معضلة لأجل لها .

 

 واسترسل : ((أي حياة هذه لا يستطيع المسؤلين توفير أهم متطلبات الحياة هل تعلم ان الدول المجاورة أصبحت توفر الماء والكهرباء على مواطنها بمبالغ رمزية أما نحن في بلادنا فالمواطن مسكين محمل أعباء فوق طاقته فهناك أعباء لا حصر لها ، فاتورة الكهرباء وفاتورة المياه والأسعار مرتفعة فلا هناك حسيب ولا رقيب فالتجار يتلاعبون بقوت المواطن كيفما يشاؤن فلا وازع من ضمير ولا رادع من إسلام ولا هيبة للدولة فكلاً يعمل على هواء نفسه .

 

 وناشد قائلاً : (( نرسل هذه النداءات والمناشدات عبر صحيفتكم إلى الجهات المختصة في مؤسسة المياه ان يسارعوا في حل هذه المشكلة المؤرقة لعيشة الناس فالإدارة عندها القدرة على معالجة هذه الأمور )) ..

 

 المواطن / جمال أبو عزمي

 نستنجد فلا منقذ :

يتكلم بحرارة والألم تعتصر قلبه على ما يعانيه من مسلسل متكرر من انقطاع المياه : المواطن / جمال أبو عزمي يقول : (( نحن الآن على مشارف حر شديد لا يرحم ويحتاج المواطنون إلى شربة ماء تروي عطشهم وغسله تبعد عنهم الرشح .. هذه الأيام بذات تكررت انقطاعات المياه وخاصة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية فجراً وان أتى الماء يأتي على شكل قطرات مثلها مثل الدريب المغذي ولهذا نرجو منكم في صحيفتكم الموقرة ان تنقلوا كلام المواطنين على طاولة المسؤلين عليهم يرحمونا من المعاناة التي نعانيها هذه الأيام من انقطاع المياه والكهرباء )).

 

الأستاد / علي عبد المجيد 

أزمة مياه أم أزمة سوء تخطيط :

 

 وفي جولتنا عن هموم المواطنين  ونقلها إلى المسؤلين عبر الصحيفة التقينا وبالصدفة والصدفة خير من ألف ميعاد الإستاد / علي عبد المجيد  أمين عام المجلس المحلي بمديرية الشيخ عثمان حيث قال : (( هو الحال نفس الحال منذ عدة سنوات مع كل إطلالة فصل الصيف شحه ماء وانقطاعها لمدة ساعات وأيام .. منذ سنتها الأولى في تقديري الشخصي لم يكن هناك تخطيط ((إستراتيجية )) تسجل على ضوء دراسة ، وان أخذنا بالاعتبار فانقطاع المياه في المنطقة بأكملها .. وأضاف : ((إنني كغيري في محافظة عدن الحبيبة أعاني هذه الحالة بل وفي كل سنة ترتفع الأصوات ويتم التعبير كل على طريقته لعدم حصوله على المياه ، أكان محقاً على ذلك التعبير أو مخطئاً ، تكن القاسم المشترك هو " وجعلنا من الماء كل شيء حي)) يامؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن)) ..

 

  

مؤسسة المياه بعدن اسمعي وعي :

 

تحدث الكثير من المواطنين لـ((عدن الغد)) عن سخطهم واستيائهم لما يتكرر هذه الأيام من مسلسل درامي الماء ينقطع عن المواطن وبهذه الانقطاعات  المتعمدة  ارتفعت من خلالنا أصوات الأطفال والشيوخ والأمهات الثكالى نريد ماء نروي به عطشنا وبه نغتسل فهل ياترى ستجد هذه النداءات والمناشدات آذانا صاغية من مؤسسة المياه بعدن ، أم ان الأمر لا يعنيهم )) .