آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:53م

أخبار وتقارير


تحليل : فشل دعوات تظاهر دعا لها زعيم جماعة الحوثي قد تنهي سنوات من الحضور السياسي للجماعة في اليمن

الإثنين - 18 أغسطس 2014 - 12:14 ص بتوقيت عدن

تحليل : فشل دعوات تظاهر دعا لها زعيم جماعة الحوثي قد تنهي سنوات من الحضور السياسي للجماعة في اليمن
متظاهرون موالون لجماعة الحوثي في صنعاء قبل اسبوعين

القسم السياسي بصحيفة (عدن الغد)

تمثل الدعوة التي أطلقها زعيم حركة الحوثيين في اليمن السيد "عبدالملك الحوثي" اختبارا حقيقيا لشعبية الجماعة في عموم مدن اليمن حيث أنها تأتي مستغلة غضب شعبي ضد إجراءات حكومية قضت برفع دعم كان يقدم لشراء مشتقات نفطية .

مساء يوم الأحد ألقى زعيم الجماعة "عبدالملك الحوثي" خطابا وصف بأنه الأعنف ضمن عشرات الخطابات التي ألقاها الرجل في مناسبات سياسية عدة .

هاجم الرجل ودعا جماهير الشعب إلى التظاهر يوم الاثنين وإمهال الحكومة حتى يوم الجمعة مالم فانه سيتوجب على كل اليمنيين التوجه إلى صنعاء لإسقاط الحكومة .

تمثل هذه الدعوة وفي ظل الظروف التي تعيشها اليمن دعوة شبه رسمية لإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعات مسلحة تابعة لجماعة الحوثي تمكنت خلال الأشهر الماضية من الاستيلاء على مناطق شاسعة بشمال اليمن .

على عكس توقعات يمكن لدعوات التظاهر هذه ان تظهر حالة الاستجابة الشعبية الحقيقية في اليمن والتأييد العام لهذه الجماعة .

بحسب التوقعات فان دعوات التظاهر هذه لن تلاقي أي استجابة شعبية في عموم مدن الجنوب الذين يتقاطع مذهبيا مع مذهب جماعة الحوثي ويرفض غالبية الناس التعاطف مع الجماعة منذ سنوات .

وفي الشمال يمكن لدعوات التظاهر ان تقسم مناطق عدة هناك حيث يمكن لدعوات التظاهر ان تسجل حضورا شعبيا في محافظة تعز حيث ينشط العشرات من مؤيدي الجماعة وفي الحديدة لكنها ستغيب في محافظة اب .

ويمكن لهذه التظاهرات ان تسجل حضورا في محافظات صعدة وعمران بشكل كبير لكن في محافظة كذمار سينقسم الناس إلى قسمين جزء مؤيد وأخر معارض .

وفي ريمة لايمكن لهذه التظاهرات ان تلاقي أي استجابة شعبية بسبب معتقدات دينية مناهضة لجماعة الحوثي .

يمثل التوصيف الديني الذي طبعت به جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية باعتبارها جماعة شيعية معارضة ومسلحة احد ابرز عوائق انعدام أي استجابة شعبية لها في عموم محافظات اليمن .

يرفض غالبية اليمنيين الحكومة ويناوئون نشاطها ويرون فيها  أداة تنفيذية فاشلة لكنهم في ذات الوقت لايمكن لهم رهن مستقبلهم بيد جماعة يرون فيها أنها تسعى لإعادة نظام حكم سياسي يقوم على الفرز الديني والمناطقي والفئوي ،لذا فان دعوات الجماعة وحتى وان كانت تستند إلى مظالم شعبية حقيقية إلا ان حجم الاستجابة الشعبية لها سيكون في اقل معدالته.

يبحث اليمنيون في شمال اليمن وفي جنوبه عن حركة سياسية تملك القدرة على تغيير معطيات الحياة العامة لديهم ، حركة ستتمكن من إرساء قيم العدالة والمساواة لكن جميع هذه الأمور لايمكن إسنادها لجماعة الحوثي .

تعيش الجماعة ومنذ سنوات مأزقا يتمثل في التوصيف السياسي المناطقي لها كجماعة دينية نشأت بسبب حالة من الاضطهاد الديني والسياسي الذي تعرضت له على يد الحكومة خلال العقود الماضية .

هذا التوصيف الضيق جعل من الحركة غير قادرة على التعاطي مع تجمعات شعبية في محافظات يمنية أخرى لاتدين بالمذهب الزيدي أو تتشارك في التوجهات السياسية لهذه الجماعة .

يمكن للجماعة فقط ان تتمكن من حشد تظاهرات قوية وإنتاج حراك جماهيري شعبي يسقط الحكومة في حال دخولها في تحالف سياسي يضم قوى سياسية يمنية أخرى يمكن لها ان تكون معبرة عن المجتمعات المحلية الأخرى في المحافظات اليمنية الأخرى .

بدأ زعيم جماعة الحوثيين "عبدالملك الحوثي" منتشيا وهو يتحدث بلغة متحدية للحكومة مساء يوم الأحد خلال خطاب متلفز داعيا إلى خروج اليمنيين في تظاهرات حاشدة .

يمكن لدعوات التظاهر في حال فشلها في تحقيق هدفها ان تتحول إلى وبال على زعيم هذه الجماعة حيث انه سيكون في مواجهة خيارات صعبة في حال عدم الاستجابة الشعبية لهذه التظاهرة الأمر الذي قد يدفع جماعته لاستخدام العنف ضد الحكومة في مناطق هامة بينها العاصمة اليمنية صنعاء .

أعمال العنف هذه في حال اللجوء إليها في العاصمة اليمنية صنعاء من شأنه ان يسرع بعملية التوافق بين الكثير من القوى السياسية التي تجمع على حدة خلافها مع جماعة الحوثي وبذلك يكون الحوثي قد سعى لتوحيد مناوئيه ضمن تكتل واحد يمكن له ان ينهي أعوام من التفوق السياسي والعسكري الذي حققته الجماعة بشمال اليمن .

يمكن للاطراف المعارضة لجماعة الحوثي وزعيمها الحوثي ان تستغل دعوات التظاهر هذه وتسعى لافشالها وهو ماستسعى له هذه الجماعة لانها بذلك ستوجه ضربة قاصمة للجماعة وستستغل حالة الفشل هذه في ضرب أي تقدم تسعى الجماعة لتحقيقها.