آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:35م

ملفات وتحقيقات


فيروس الإيبولا .. هل يصبح طاعون العصر ؟

الثلاثاء - 05 أغسطس 2014 - 05:21 م بتوقيت عدن

فيروس الإيبولا .. هل يصبح طاعون العصر ؟
فيروس الإيبولا

((عدن الغد)) خاص:

اعداد / الدكتور صالح الدوبحي

خرج فيروس إيبولا عن السيطرة واصبح يمثل تهديدا صحيا عالمي حقيقي ،هذا ما أعلنته منظمة الصحة العالمية يوم السبت الماضي ، الامر الذي يشير الى احتمال تحول الفاش الوبائية الحالية التي تجتاح غرب افريقيا الى جائحة وبائية عالمية فقد تمكن هذا الفيروس من تجاوز نطاقة الجغرافي  التقليدي والوصول الى  4 بلدان افريقية لم يسبق للفيروس الوصول اليها من قبل . وتزداد المخاوف من احتمال حصول تغيرات جينية للايبولا يحتمل تكون سببا لسرعة انتشاره  الحالي . وبحسب احصائيات المنظمة فان اكثر من 1300حالة اصابة بالايبولا في كلا من غينيا، ليبيريا، سيراليون  ونيجيريا  من بينهم طبيبين امريكيين ،كما وصلت عدد الوفيان الى   887  منذ مارس الماضي حتى بداية اغسطس الجاري . ومع ان الإيبولا  يعتبر مرضا  مستوطنا في بعض بلدان القارة الافريقية ( السودان والكونغو الديمقراطية ، اوغندا ،الجابون  ،زائير ،ساحل العاج وجنوب افريقيا) التي كان يظهر فيها على شكل فاشيات وبائية محلية محدودة لكن شدتها لم تصل الى ما هي علية في الفاشية الحالية. وبالرغم ان هناك تطمينات  بان عملية الحد من انتشاره لازالت ممكنة ، غير ان الامر لن يكون سهلا وهو ما استدعي استنفارا واسعاً للجهود الإقليمية الافريقية وايضا الدولية كون مسألة خروج فيروس الإيبولا خارج حدود القارة الافريقية سيتسبب  بكل تاكيد بكوارث صحية واقتصادية جسيمة لشعوب عدة على الكره الارضية ، ولن يكون من السهل حينها السيطرة علية خاصة اذا ما وصل الى بلدان فقيرة ومتخلفة مثل اليمن. ومن اجل مواكبة هذا الحدث الصحي سنحاول تقديم اهم المواضيع التي يحتاجها كل مواطن لزيادة وعيه الصحي  حول هذا الوباء الفتاك.

 

ما هو مرض إيبولا ؟

هو مرض فيروسي  شديد العدوى وذو قدرة تدميره كبيرة للأعضاء والانسجة الحية .ويكمن اعتباره اكثر انواع الميكروبات فتكا بضحاياه (اشد من الجدري والطاعون والكوليرا)،وقد تصل معدل الإماتة به (المتوفيين به من بين المصابين )  بحسب نوع الفيروس حتى  90% (اقل الانواع 25%).

 

ما هو الفيروس المسبب لمرض الايبولا ؟

الفيروس المسبب لهذا المرض يسمى ايضا بفيروس  الإيبولا وقد اكتشف لأول مرة في عام 1976م على يد البريفيسور الانجليزي (بيتر بيوت) في منطقة نهر إيبولا في زائير ومنها جاءت التسمية .وينتمي فيروس الإيبولا الى عائلة الفيروسات الخيطية (بالإنجليزية: Filoviridae)  التي تضم ايضاً فيروس ماربورج ، وهي فيروسات سلبية وحمضها النووي احادي السلسلة. تصيب الإيبولا الانسان وبعض الحيوانات مثل قرود المكاك (الرباح)  والشمبانزي خفاش الفاكهة الخنازير وبعض الزواحف. وتتميز هذه العائلة بتسببها بحالات نزفية شديدة عند الاصابة بها وغالبة ما تؤدي الى الوفاة.   لفيروس الإيبولا  خمسة انواع هي :

• إيبولا بونديبوجيو   Bundibugyo ebolavirus (BDBV)

• إيبولا ريستون   Reston ebolavirus (RESTV)

• إيبولا لسودان       Sudan ebolavirus (SUDV)

• إيبولا غابات تاين  Taï Forest ebolavirus (TAFV).

• إيبولا زائير Zaire ebolavirus (EBOV)

 ما هو مصدر العدوى (مستودع الفيروس في الطبيعة):

 في أفريقيا  يُرجّح ان يكون  المضيف الطبيعي لفيروس الإيبولا هي خفافيش الفاكهة المنحدرة من أسرة "Pteropodidae" وعلى هذا الاساس فان التوزيع الجغرافي لفيروسات الإيبولا قد يكون متداخلا مع فصائل خفافيش الفاكهة المختلفة ،علما  بانة لا يوجد حامل بشري لفيروس الإيبولا اذ ان الفيروس يختفي من جسم المصاب بعد الشفاء ،وان كان يأخذ وقت اطول قد يصل الى عدة اسابيع (12 اسبوع).اما بالنسبة لبقية الحيوانات فإن من المعتقد أنها لا تمثل مستودعا للفيروس بل مضيفا عرضيا له كالإنسان

1- طريقة العدوى (سراية المرض ) بفيروس الإيبولا بين البشر ؟

هناك طريقتين تحدث بها العدوى  بفيروس إيبولا ؛

 الاولى  انتقال الفيروس من الحيوانات الى الانسان : في هذه الحالة ينتقل فيروس الإيبولا سواء من خزانها الطبيعي (الخفاش)  ، او من حيوانات مصابة بالاحتكاك والملامسة المباشرة او اكل لحومها لكن عادتا تبقى عملية الانتقال محدودة ولا تحدث فاشيات بشرية واسعة.( بالرغم من انه قد تبيّن منذ عام 1994 أن فاشيات فيروس إيبولا من نوعي زائير وساحل العاج موجودة في حيوانات الشمبانزي والغوريلا)   .

 

الثانية  انتقاله من أنسان الى أنسان: حتى الان لم يتم التعرف بشكل قاطع على كل الطرق التي ينتقل بها الفيروس الإيبولا بين البشر (من انسان الى انسان) ، والطرق المعروفة حتى الان هي :

- الانتقال المباشر:

• عبر ملامسة افرازات  او محتويات جسم  المصاب مثل ( العرق ،الدم ،القيئ  ، اللعاب ،البول والبراز )

• عند الاحتكاك الجلدي المباشر بالجروح المفتوحة التي يتسبب بها الفيروس

• عن طريق الرذاذ المتطاير من تنفس او سعال المصاب بالإيبولا

• عند تغسيل وتكفين جثث المتوفين بالإيبولا

 

- الانتقال الغير المباشر 

• عبر الحقن او المعدات الطبية التي قد تكون تلوثت عند معالجة شخص مصاب ولم يتم تعقيمها بشكل جيد

• بواسطة نقل الدم الملوث بالفيروس او الحيوانات المنوية ،ففي احدى الحالات تم عزِل  فيروس الإيبولا من السائل المنوي بعد اليوم الحادي والستين عقب الإصابة بالمرض.

• عير استخدام ملابس ،فراش ،او مقتنيات المريض

 

كم هي فترة حضانة فيروس إيبولا؟  : من يومين الى 21 يوما  قبل أن تظهر الأعراض الإكلينيكيّة على المريض الذي انتقلت الية العدوى.

 

ما هي اعرا ض الاصابة بالإيبولا ؟

تختلف أعرا ض حمّى إبيولا  النازفة  من شخص لآخر . لكنّ, الاعراض عموما  تتضمّن الحمّى العالية, الصّداع, أوجاع العضلات, الإعياء, آلام  المعدة و الإسهال . و في بعض المرضى, احتقان بالحلق, الزغطة, الطّفح الجلدي ,  احمرار العينين  و المثير للحكةّ, واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء. وتظهر النتائج المختبرية انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات .

تحدث هذه الأعراض خلال أيّام قليلة من بداية العدوى  بالفيروس وبعد أسبوع واحد يشعر المصاب بألم في الصّدر ثم الصّدمة فالموت و  قد يحدث  في بعض الحالات الاصابة بالعمى بعد نزيف العينين .

و حتّى الآن لم يفهم العلماء  لماذا يتعافى بعض مرضى حمى الايبولا النازفة بينما يموت الآخرون يموتون . لكن  يبدو أن ذلك  يعتمد على مدى حصانة الأجسام .

 

ما مدى خطورة الاصابة بفيروس الايبولا ؟

تكمن خطورة الإيبولا في النّزيف  الهائل والذي يصعب التحكم فية ، وهذا  العرض الأكثر إخافة للإيبولا . يحدث هذا عندما يبدأ الفيروس بهضم الخلايا و الموادّ الكيميائيّة التي توقف الدّم عن التّجلّط . وهو ما يجعله بالغ الخطورة فحتى ثقب الابرة في الجلد  يسبب نّزيفا بدون التّوقّف . في بعض الحالات  يبدأ الدم بالتّسرّب من كلّ فتحة في جسم المريض (  من العيون, الأنف ،من الجهاز التناسلي و حتى  بصيلات الشّعر) . في بعض الحالات الأخرى فان  أجزاء من الأعضاء الدّاخليّة مثل بطانة المعدة والأمعاء قد تنزف أيضًا . عندما يحدث هذا فان المرضى يموتون من تأثير الصّدمة أكثر  من تأثير المرض نفسه .

 

من هم اكثر عرضة لخطر الاصابة بالمرض ؟

1- المشرفون على رعاية المريض .

 2- أعضاء عائلة المريض.

3- الأشخاص المشاركون في دفن المتوفى الذي مات بسبب المرض .

4- المسافرون اذا تصادف وجودهم في منطقة يتفشى فيها المرض .

 

كيف يتم تشخيص اللإيبولا؟

تشمل التشخيصات التفريقية الملاريا وحمى التيفوئيد وداءُ الشِّيغِيلاَّت والكوليرا وداءُ البَريمِيَّات والطاعون وداءُ الرِّيكِتْسِيَّات والحُمَّى النَّاكِسَة والتهاب السحايا والالتهاب الكبدي وغيرها من أنواع الحمى النزفية الفيروسية.

ولا يمكن تشخيص حالات الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا تشخيصا نهائيا إلا في المختبر، وذلك بإجراء عدد من الاختبارات المختلفة التالية:

• مُقايَسَةُ الممتز المَناعِيِّ المُرْتَبِطِ بالإِنْزيم ELISA))

• اختبارات الكشف عن المستضدات

• اخْتِبارُ الاِسْتِعْدالِ المَصْلِيّ

• مقايسة المُنْتَسِخَةُ العَكْسِيَّة لتفاعل البوليميراز المتسلسل (RT-PCR)

• عزل الفيروس الزراعي بواسطة الميكروسكوب الاليكتروني

ولكون عملية اخذ عينات من المرضى  للفحص تنطوي على مخاطر بيولوجية جسيمة لذلك ينبغي أن يُقتصر إجراؤها في  مختبرات ذات تجهيز خاص تأمين ظروف قصوى للعزل البيولوجي .

 

هل يوجد علاج او القاح  للايبولا؟

لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية ، وتستدعي الحالات المرضية الشديدة توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى الذين يصابون من جرائها في كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوي على الكهارل (الاملاح والشوارد).

غير ان بعض الدراسات الحديثة قد أظهرت ان العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج واعدة في الدراسات المختبرية وهي تخضع للتقييم حاليا. ويجري اختبار العديد من اللقاحات ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أي واحد منها.

 

كيف الوقاية من الإيبولا؟

بعد ان خرج فيروس إيبولا عن السيطرة ،فان اجراءات الوقاية من الإيبولا ستتطلب من كل البلدان التفكير مليئا و البدء في  اتخاذ الاحتياطات والخطوات الاحترازية الجدية في اعلى درجاتها،ولابد الشروع فورا في أنشاء نظام ترصد وبائي والاستعداد المبكر لاكتشاف أي حالة مصابة  او مشتبهة بإصابتها بمرض الإيبولا خصوصا بين الاشخاص القادمين  من البلدان الافريقية عبر مراقبة وثيقة وصارمة  لكل المنافذ وليس المطارات فقط ،بما فيها أنشاء مراكز عزل وتجهيزها بكل الاحتياجاتات المادية من معدات ومستلزمات طبية بالإضافة الى اعداد الطواقم الطبية المدربة والمستعدة للعمل في مثل هذه المراكز بدون تراخي  او اتكال على الحظ او الدعم الخارجي وحتى لا تكون النتائج كارثية اذا وصل هذا الوباء الي اليمن ( لا سمح الله) ، فالإيبولا ليس كحمى الضنك او التشيكونجونيا  او غيرها من الاوبئة التي جرت العادة على  التعتيم عليها و التساهل معها . وبالنسبة للأفراد فان الوقاية الشخصية التي يمكن النصح بها تشمل التالي :-

- الاهتمام بالنظافة الشخصيّة، وغسل اليدين وتطهيرها قبل أي عمل وبعده.

- العناية بطريقة نقل الأموات، وضرورة ارتداء القفازات عند الاحتكاك مع الجثث المصابة والإفرازات الصادرة منها.

- غسل اليدين قبل أي اتصال مباشر مع شخص آخر وبعده.

- ارتداء القفازات ووضع أغطية للرأس والوجه عند الاحتكاك مع أي مريض يعاني أعراض "إيبولا".

- تطهير المعدات الطبيّة.

- عدم استعمال الإبر من شخص إلى آخر.

- عدم لمس المسطّحات القريبة من أي مريض يعاني العوارض المذكورة.

- عدم لمس طعامه.

- تجنّب استعمال المراحيض العامة، وفي حال الضرورة يجب تنظيفها بالمطهّرات قبل الجلوس عليها.

- عدم الاقتراب من الحيوانات المريضة والطيور النافقة وخاصة الخفافيش .