آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-03:25م

أخبار وتقارير


شيخ قبلي بارز من الجنوب يدعو قياداته لمصالحة شاملة

الجمعة - 01 أغسطس 2014 - 10:24 م بتوقيت عدن

شيخ قبلي بارز من الجنوب يدعو قياداته لمصالحة شاملة
الشيخ صالح بن فريد العولقي متحدثا خلال مراسم تشييع الشهيد الشحتور في 10 سبتمبر 2013 -عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص

دعا شيخ قبلي بارز من الجنوب يوم الجمعة كافة الفصائل الجنوبية والقيادات السياسية الى مصالحة شاملة مشددا على ضرورة ان يتم تجسيد مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي فيما بين هذه القيادات وأن تضع مصلحة الجنوب وشعبه فوق كل الاعتبارات .

وقال الشيخ صالح بن فريد العولقي في بيان سياسي صادر عنه وتحصلت "عدن الغد على نسخة منه ان يتوجب على الجنوبيين كافة اليوم توحيد صفوفهم .

ولاهمية البيان تنشر "عدن الغد" نصه كما ورد

 

في البدء أتقدم إلى أبناء شعبنا الجنوبي العظيم بأجمل آيات التهاني، والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك والذي أسأل الله أن يعيده على أبناء شعبنا بالخير والمسرة والبركات وأن يعيده على جنوبنا الحبيب بأستقلال ناجز بعد قرابة خمسة وعشرون عاماً قاسى فيها شعبنا صنوف أشكال الظلم والقتل والإستعباد والاضطهاد.

يا شعب الجنوب العظيم يامن تسجل أروع وأكبر وأعظم صور النضال السلمي في التاريخ الحديث بتضحياتك الجسام وصمودك وعزيمتك وأرادتك التي لا تلين..أن ثورة الجنوب اليوم تمر بأخطر المراحل، وتحيط بها الكثير من المخاطر والتهديدات في ظل رفض المجتمع الدولي التعاطي مع قضية الجنوب إلا وفق المبادرة الخليجية والتسوية السياسية ومخرجات الحوار اليمني وفي ظل الصراعات الدامية بين القوى القبلية والعسكرية والدينية في الشمال والمواجهات بين الجيش وتنظيم القاعدة في الجنوب وفي ظل الكثير من المتغيرات في السياسة الدولية التي ستنعكس حتماً على أكثر من جغرافيا بما في ذلك أرضنا الجنوب.

يا أهلي وأخوتي وأبنائي في كل الجنوب أن هذه التهديدات والمتغيرات التي ذكرناها قد جعلت كل القوى في صنعاء تعد العدة للمرحلة القادمة بهدف توسيع نفوذها وإحكام سيطرتها على الجنوب من خلال أحتواء ثورته، وتنفيذ مشاريعهم وأجندتهم الخاصة على حساب المصلحة العامة لشعبنا الجنوبي والمؤسف أننا كقوى الثورة في الجنوب نعتبر الطرف الوحيد الذي لم يدرك خطورة المرحلة على ثورة شعبنا، وقضيته العادلة ويظهر هذا من خلال أستمرار الإنقسام الجنوبي وأستمرار موجات التخوين ليمضي الوقت وثورة الجنوب في مربع المراوحة فأستمرار الأزمة على مستوى القيادة وغياب العمل المؤسسي والفعل السياسي سيبرر للعالم وقوفه مع أدوات ومشاريع أخرى في اليمن.

أنني من هنا ادعو قيادات الجنوب في الداخل والخارج ليتصالحوا مع بعض ويتقاربوا ويصطفوا من أجل الجنوب الحبيب ومن أجل دماء الشهداء ومعاناة الجرحى والمعتقلين.. يا قيادات الجنوب أتقوا الله في شعبكم الذي يذوق مرارة القهر كل يوم بسبب إنقسامكم واختلافكم فما الذي يمنعكم من التوحد والأصطفاف!

الا ترون الفرقاء في صنعاء قد أجتمعوا وتصالحوا ليعيدوا أنتاج تحالفاتهم من جديد بعدما تقاتلوا وتناحروا ولكنهم ادركوا أن الجنوب سيضيع عليهم وهاهم قد بدأو الخطوات الأولى لتوحدهم من جديد من أجل بقائنا تحت الاحتلال والحفاظ على أطماعهم وثرواتهم التي ينهبوها من الجنوب فلماذا يا قيادات الجنوب لا تتعلموا ذلك من قيادات صنعاء ونتعلم كيف نتوحد وكيف نحب بعضنا وكيف نختار من يقودنا للوصول إلى الهدف. ولماذا ترفضوا التصالح والوفاق السياسي رغم أن ما يربطكم أكثر بكثير مما يفرقكم؟ خصوصاً وأنتم تروا وتدركوا خطورة المرحلة على قضية الجنوب، وثورة الجنوب ولهذا ادعوكم إلى تجسيد مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي فيما بينكم وأن تضعوا مصلحة الجنوب وشعبه الصابر الصامد فوق كل الاعتبارات ويكفى صراعات وخلافات طوال قرابة النصف قرن فيما بيننا كما علينا أن نستفيد من ربع قرن تقريباً من عمر الاحتلال الذي أضر بنا جميعاً دون تمييز.

يجب أن تدرك قيادت الجنوب ومكونات الحراك الجنوبي وقوى الثورة الجنوبية الأخرى أن أهم متطلبات هذه المرحلة وكل المراحل هو تحقيق الوفاق السياسي الجنوبي لتسير قضية الجنوب بفعلين رئيسين:

الفعل الثوري وهذا ما يقوم به شعبنا منذ 7 يوليو 2007م وسيقوم به دون ملل أو إنكسار حتى تحقيق النصر بحول الله.. والفعل السياسي وهذا هو ضآلتنا إلى حد الآن ونأمل أن يتحقق في القريب العاجل من خلال توحيد القيادة، والرؤية وممارسة عمل سياسي إحترافي يجعل مطالب شعب الجنوب غير قابلة للتجاوز أو الأهمال على الإطلاق ولهذا ادعو القيادات ومكونات الحراك الجنوبي مرة أخرى أن تكون بحجم الجنوب وأن تضع حد للضياع، والعبث الذي اوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

أننا منذ ما يقارب العام تقريباً ندعو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع إلى عقد المؤتمر للأسباب التي وضحناها أعلاه وما زلنا ندعو كل القيادات والقوى الجنوبية إلى حد اليوم ولكن للأسف الشديد هناك من يتهرب من هذا الاستحقاق ويحاول إفشاله بل وصل الأمر إلى حد محاربته ومحاولة النيل منه وتشويهه إعلامياً وميدانياً بل والإساءة للقائمين على هذا الجهد الوطني وأستغرب هل كل هذا يخدم الجنوب ومن المستفيد من إفشال جهد يهدف إلى تحقيق الوفاق السياسي الجنوبي.

يشهد الله أن ما نقوم به في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع جهد وطني صادق ويشهد الله أننا لا نعمل الا من أجل الجنوب وحريته وأستقلاله بعيداً عن أي أجندة داخلية أو خارجية وانا شخصياً كرئيس للجنة التحضيرية تجاوزت السبعين عاماً من العمر وصحتي لم تعد جيدة ويشهد الله أنني  لا أبحث عن مصلحة شخصية أو موقع مسؤول وسبق أن أكدت في أكثر من مناسبة أنه بمجرد عقد المؤتمر الجنوبي الجامع وايجاد قيادته فأنني سأعود إلى مربع المواطنة كأي مواطن جنوبي وما تواجدي في رئاسة اللجنة التحضيرية إلا تكليف وامانة تحملتها اعانني الله عليها حتى عقد المؤتمر والشكر لكل أعضاء اللجنة التحضيرية على كل الجهود التي بذلوها طيلة الفترة الماضية بكل مهنية واقتدار.

 أن الزمان لم يعد زماننا والمرحلة لم تعد مرحلتنا بل مرحلة جيل شاب طموح تواق إلى مستقبل مشرق ووطن يضم الجميع على أساس التعدد والتنوع والقبول بالآخر والتعايش والود والحب وكل هذه قيم عظيمة خلا منها الجنوب في الماضي ليصبح أسيراً للكراهية والانتقام وما البؤس والضياع الذي يعاني منه شعبنا وتعاني منه أرضنا إلا نتيجة لماضي لا نريد منه أن يفسد الحاضر ويشوه المستقبل.

‏ أننا ندرك جيداً أن عقد المؤتمر الجنوبي الجامع قد تأخر كثيراً وهذا التأخير بسبب حرصنا الشديد على التواصل مع كل الأطراف الجنوبية دون أستثناء بما فيها الأطراف التي ما زالت متحفظة على عقد المؤتمر فنحن حريصين كل الحرص على جمع الشتات وتوحيد الصف ولا نريد أن نكون دعاة تفرقة وتمزيق بالأضافة إلى وجود أسباب لوجستية وظروف صحية أمر بها كل هذه الأسباب قادت إلى هذا التأخير.

لقد لاقت الدعوة إلى عقد المؤتمر الجنوبي الجامع تأييد كبير من الكثير من مكونات الحراك والتكوينات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة وغيرها من شرائح المجتمع الجنوبي وادعو كل الاطراف إلى استحضار صدق النوايا وصدق العمل لنمضي معا إلى عقد المؤتمر الجنوبي الجامع خلال الفترة القادمة بأذن الله.

 

وفي الختام أوجه أعظم التحايا إلى أبناء الجنوب في المدن، والارياف، والسهول، والجبال، والوديان.. بارك الله فيكم وبارك الله ثورتكم وتضحياتكم وصمودكم وعشتم أحراراً لا تعرفون الضيم ولا تقبلون الظلم والاستبداد وما النصر إلا صبر ساعة.

وأعظم التحايا للمغتربين الجنوبيين في كل انحاء العالم الذين تشردوا لكسب العيش وإعالة اسرهم وأهلهم طوال العقود الماضية والذين نعتبرهم السند الأهم لأهلهم وشعبهم ولولا هم بعد الله لتضورنا جوعاً وأنحنت الهامات من شدة الجوع والظلم والجور بعدما صادر الاحتلال عيشنا وثرواتنا وحقنا في العيش على ارضنا بعزة وكرامة فلا فرق بينكم وبين من في الميادين من المناضلين الشرفاء وربما أنتم أشد نضالا وأشد تحدي للمحتل.

وأصدق التحايا لكل القيادات الجنوبية في الداخل والخارج وكل قوى الثورة في الجنوب على أمل التصالح والتوافق من أجل الجنوب الذي نريد.

رحم الله شهدائنا الأبرار، وعافى جرحانا، وأطلق سراح معتقلينا، وتوج تضحيات شعبنا بنصر مبين.

وكل عام وأنتم بألف خير.