آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:16م

دولية وعالمية


قصف عنيف على غزة وحماس تنفي استعدادها لتهدئة انسانية

الأربعاء - 30 يوليه 2014 - 08:03 ص بتوقيت عدن

قصف عنيف على غزة وحماس تنفي استعدادها لتهدئة انسانية
إسرائيل القت الاف الاطنان من المتفجرات على غزة

غزة ((عدن الغد)) إيلاف

قتل ثمانية فلسطينيين على الاقل في غارة اسرائيلية استهدفت فجر الاربعاء خان يونس في جنوب قطاع غزة، كما افادت وزارة الصحة في القطاع. وقال اشرف القدرة الناطق باسم الوزارة ان "عدد الشهداء جراء الغارة الصهيونية التي استهدفت ديوان عائلة الاسطل في خان يونس ارتفع الى ثمانية شهداء، وهناك ايضا عدد من الاصابات"

 

وكان القدرة اعلن في حصيلة اولية سقوط خمسة قتلى من عائلة واحدة في الغارة. وبذلك ترتفع الى 1240 قتيلا واكثر من سبعة الاف جريح حصيلة الفلسطينيين الذين سقطوا حتى اليوم في العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة منذ بدئها في الثامن من تموز/يوليو، بحسب القدرة.

 

وافاد شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي شن عدة غارات ليل الثلاثاء-الاربعاء على ثلاثة مساجد في قطاع غزة، اثنان منها في مدينة غزة والثالث في رفح (جنوب القطاع)، مما ادى الى تدميرها، كما شن غارات على عدد من المنازل في مناطق مختلفة من القطاع الفلسطيني.

 

وتواصل القصف الاسرائيلي العنيف على قطاع غزة الثلاثاء في الاسبوع الرابع للهجوم المدمر الذي تشنه اسرائيل، فيما نفت حماس ما أكدته القيادة الفلسطينية من ان الحركة مستعدة لتهدئة انسانية لمدة 24 ساعة.

 

ولم تتمكن المجموعة الدولية حتى الان من اقناع الطرفين بالموافقة على وقف لاطلاق النار فيما لا يرتسم في الافق اي حل دبلوماسي حتى الان.

 

وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في رام الله بعد اجتماع القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ان "القيادة الفلسطينية وبعد اتصالات مكثفة ومشاورات مع الاخوة في قيادة حماس والجهاد، تعلن باسم الجميع الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار وهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة".

 

واضاف عبد ربه "ندعو كل الجهات العربية والدولية لمساندة هذا الموقف الايجابي ونحمل اسرائيل كل المسؤولية عن تبعات رفض هذا المقترح بعد أن توافقت عليه جميع القوى والفصائل الفلسطينية".

 

واكد عبد ربه ان القيادة الفلسطينية "وبالتوافق مع الأخوة في حماس والجهاد" ستقوم بارسال "وفد فلسطيني موحد يضم الجميع إلى القاهرة للبحث في كل ما يتصل بالمرحلة المقبلة".

 

وشدد على ان ذلك "دليل إضافي على وحدة الموقف والصف الوطني الفلسطيني، وبحيث يكون هذا الوفد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة برئيسها السيد الرئيس محمود عباس".

 

لكن المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي ابو زهري نفى ذلك مؤكدا ان "تصريحات ياسر عبد ربه حول موافقة حماس على تهدئة من طرف واحد لمدة 24 ساعة غير صحيحة ولا علاقة لها بموقف المقاومة".

 

بدوره، اعلن القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف في كلمة مسجلة بثت مساء الثلاثاء ان لا وقف لاطلاق النار مع اسرائيل بدون وقف "العدوان ورفع الحصار"، وذلك في موقف يعلنه للمرة الاولى منذ بدء المساعي لارساء تهدئة.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من جديد مساعدة واشنطن في محاولة التوسط في وقف اطلاق النار في قطاع غزة.

 

وصرح كيري "الليلة الماضية تحدثنا، وحدثني رئيس الوزراء (نتانياهو) عن فكرة واحتمال لوقف اطلاق النار. واثار تلك المسالة معي كما فعل باستمرار"، مضيفا ان نتانياهو قال انه "سيتبنى وقفا لاطلاق النار يتيح لاسرائيل حماية نفسها في مواجهة الانفاق، وان لا تتضرر بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها حتى الان".

 

لكن اسرائيل وحماس تبدوان مصممتين على الذهاب الى النهاية في حربهما على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة والدمار الذي لحق بالقطاع الفلسطيني.

 

وادى القصف الاسرائيلي الى توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وقال نائب رئيس سلطة الطاقة  فتحي الشيخ خليل لوكالة فرانس برس ان "القصف اتلف مولد البخار في المحطة وفي وقت لاحق اصاب خزانات الوقود مما ادى الى اشتعالها".

 

واضاف ان خطوط امداد الكهرباء القادمة من اسرائيل اصيبت باضرار جسيمة بفعل القصف، موضحا ان "خمسة من عشرة خطوط اسرائيلية للكهرباء في قطاع غزة دمرت بفعل القصف الاسرائيلي وطواقم الصيانة غير قادرة على الوصول اليها لاصلاحها".

 

واندلعت حرائق ضخمة في محيط المحطة في وسط قطاع غزة، بحسب ما افادت مراسلة لفرانس برس مشيرة الى ان سيارات الدفاع المدني غير قادرة على الوصول الى الموقع.

 

وقال صحافيون من فرانس برس ان عمودا من الدخان الاسود الكثيف يرتفع فوق مرفأ غزة.

 

من جهته، اكد الجيش الاسرائيلي انه قتل اكثر من 300 من مقاتلي حماس وضرب حوالى 3900 "موقع ارهابي" منذ اندلاع النزاع الذي بدأ بغارات جوية تلتها عملية برية في 17 تموز/يوليو.

 

لكن الهدف المعلن بالتوصل الى "جعل غزة منزوعة السلاح" وتدمير ترسانة الصواريخ التي تملكها حماس ما زال بعيد المنال.

 

ففي هذه الحرب غير المتكافئة توجه حماس وحليفتها حركة الجهاد الاسلامي اللتان استعدتا على ما يبدو للهجوم الاسرائيلي، ضربات موجعة لعدوهما.

 

وما زالت صفارات الانذار تدوي في المدن الاسرائيلية مع اطلاق الصواريخ التي لا تتوقف.

 

وفي هجمات تبنتها حماس، قتل عشرة جنود اسرائيليين في الساعات ال24 الاخيرة: فقد قتل جندي سقط في معارك في غزة واربعة في دبابة اطلقت عليها قذيفة هاون على الحدود وخمسة في معارك مع مقاتلين فلسطينيين حاولوا التسلل الى اسرائيل عبر نفق في ناحال عوز قرب الحدود مع قطاع غزة، كما اعلن الجيش الاسرائيلي الثلاثاء.

 

واستمرت العملية الاسرائيلية حتى الان المدة نفسها التي استغرقها الهجوم السابق في 2008-2009 وكان هدفه ايضا وقف اطلاق الصواريخ. وكان هذا النزاع تسبب في سقوط اكبر عدد من القتلى الفلسطينيين (1440) من بين اربع حروب منذ الانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب من غزة في 2005.

 

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين اسرائيل وحماس الى انهاء النزاع في غزة، مشددا على ضرورة "احترام" الدعوات الدولية لوقف اطلاق النار. وقال "باسم الانسانية يجب وقف العنف".

 

كما دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد بدون جدوى الى وقف اطلاق نار "فوري وبدون شروط".

 

اما الغربيون فقد اكدوا رغبتهم في "تعزيز" الضغط لانتزاع اتفاق على وقف القتال بدون ان يتقدموا باي اقتراح عملي.

 

لكن في طهران اتهم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي اسرائيل بارتكاب "ابادة" في قطاع غزة ودعا العالم الاسلامي الى "تسليح" الفلسطينيين.

 

وقدر صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) "بحوالى 290" عدد الاطفال الذين قتلوا في العملية الاسرائيلية، اي "اكثر من عشرة اطفال يوميا" في هذه المنطقة المكتظة التي يبلغ طولها 40 كلم وعرضها 10 كلم ويخضع سكانها البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة نصفهم تقل اعمارهم عن 18 عاما، لحصار اسرائيلي منذ 2006.