آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-09:03ص

أدب وثقافة


" ألمحسني" ترنيمة حزينة

الأحد - 20 مايو 2012 - 08:39 م بتوقيت عدن

" ألمحسني" ترنيمة حزينة
في ذكراك الثانية نقف أمامك بكل حياء إذ كان عزاك عند رحيلك فاضيا خلا الا من بعض من أقاربك ومحبيك إذ كان الطريق إلى صالة العزاء في جزيرة العمال " قاعة الضباط" تشوبه النقاط والحواجز ، لقد كان عزاء لايليق بك ، وفي الجوار كان عزاء أحدهم مكتظ بالبشر والمعزون . كان عزاؤك عزاء آخر- امل عياش

عدن (( عدن الغد )) خاص:

"مستحيل أنساك " يامحسني في ذكرى رحيلك الثانية التي تصادف اليوم السبت الموافق 19/5/2012م ، مازلت أتذكر ضحكتك وملامحك المتعبة ومزاجك المرح وأنت تشكو من شحه المال لمجابهة مصاريف علاج قلبك المتعب .

 كنت تأتي في أيامك الأخيرة وأنت تحمل عكازك حين تقعد في احد كراسي مكتب الأخ/ حافظ عوبلي نائب مدير عام مكتب الثقافة موزعا الكلمات والقفشات هنا وهناك ثم لاتلبت وأن تترنم بإحدى ألحانك " ياحبيبي ياحياتي " ، مازال صوتك يرن في أذني وأنت تستبدل كلمة تملى الدنيا ورود ب"تملأ الدنيا فلوس" وأنت تمد يدك فاركا أصابعك وأنت تبتسم مواصلا الغناء .

 

كنت فخورا بإنتاجك الغنائي تتنقل من رائعة إلى أحرى ، فعندما تنتهي من " ياحبيبي ياحياتي " تتنقل إلى " أيا ثورة الشعب دومي منارا " تم بانسيابية تنتقل إلى " حبيبي سلامتك " وفجأة نراك تترنم ب" مستحيل أنساك " كنت تتحدث عن ذكرياتك مع الفنانة الراحلة رجاء باسودان حين كنت تربها على لحن " أيا ثورة الشعب " في العام 1968م حيث أجادت ترديد اللحن رغم صعوبته .

لم يستفد منك مكتب الثقافة ولم يستغلك الفنانين والشعراء لم يستوعبك الواقع ، ذلك انك كنت متميزا عن هذا الواقع .

 

في ذكراك الثانية نقف أمامك بكل حياء إذ كان عزاك عند رحيلك فاضيا خلا  الا من بعض من أقاربك ومحبيك إذ كان الطريق إلى صالة العزاء في جزيرة العمال " قاعة الضباط" تشوبه النقاط والحواجز ، لقد كان عزاء لايليق بك ، وفي الجوار كان عزاء أحدهم مكتظ بالبشر والمعزون . كان عزاؤك عزاء آخر .

 

ذكراك الثانية أتت كغيرها من أيامك التي امتص رحيقها اللحن والإبداع وان نسيت فلن أنسى حين وقفت أمام سكرتيرة مكتب مدير عام مكتب الثقافة بثيابك المتواضعة وشعيرات بيضاء مثقفندة على خديك وهي تمنعك عن الدخول وأنت تحاول أن تعرف بنفسك ضاحكا بسخرية من جهل الناس بك كملحن كبير .

 

مواقف كثيرة هي حياتك أيها الراحل العملاق نتوانى عن إحياء ذكراك في كل عام حتى يأتي اليوم الذي يقرأ فيه الناس سيرتك العطرة ولحظات عشقك لإحياء الشيخ عثمان تلك المدينة التي أخذتك إلى " أنا البحر " واحدة من أروع ألحانك التي لم ترَ النور بعد والتي نتمنى أن نسمعها قريبا لروعة كلماتها ولحنها بعمق البحر التي أستمد الكلمات والإلهام منه .

نم قرير العين فقد تركت للورى لحنا لن يُنسى .

*من أمل عياش