آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:20ص

أخبار المحافظات


محافظ حضرموت يؤدي صلاة العيد مع جموع المواطنين في مصلى العيد بديس المكلا

الإثنين - 28 يوليه 2014 - 09:02 م بتوقيت عدن

محافظ حضرموت يؤدي صلاة العيد مع جموع المواطنين في مصلى العيد بديس المكلا
المحافظ الديني مشاركا الاهالي صلاة العيد بديس المكلا

المكلا/ صلاح بوعابس – تصوير : خالد بن عاقله

 

أدى محافظ حضرموت خالد سعيد الديني اليوم ومعه الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي ووكيل المحافظة المساعد لشؤون مديريات الساحل ناصر سالم بلبحيث ومدير عام شرطة  أمن ساحل حضرموت العميد سالم علي السفرة وجمع غفير من المواطنين، شعائر صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى العيد بديس المكلا.

وفي خطبتي صلاة عيد الفطر المبارك أشار الخطيب فضيلة العلامة الشيخ حسن بن أحمد المعلم إلى أن العيد فرصة للمحبة والألفة والسلام ونبذاً  للبغضاء والأحقاد والعنف والكراهية .

مؤكداً بأن العيد يأتي هذه السنة والأمة غارقة في الفتن والمحن وتسلط الأعداء واستباحة الأنفس والأعراض والأموال منوهاً إلى أن هذه القضايا تهمنا كثيراً "ونحن من الأمة من يؤلمنا ما يؤلمها ويؤذينا ما يؤذيها " لافتاً بأن الحديث عن قضايانا الخاصة القريبة أولى فحق أهلنا وبلادنا أوجب , ولعل الصوت هنا يصل إلى من قد يتحرك للإصلاح بعكس تلك القضايا الكبرى التي لابد لنا في إصلاحها .

وأضاف : اليمن جزء من العالم العربي والإسلامي وما يقال هناك يقال هنا فما أشرنا إليه موجوداً لدينا كله ولنا إضافة على ذلك مشاكلنا الخاصة .

وقال : فالدولة هزيلة غير قادرة على فرض سلطتها على أطراف البلاد بل حتى على قلب البلاد في بعض الأحيان – حسب قوله -  والقيادات أصبحت شلل كل شلة تخدم طرفاً دولياً أو إقليمياً وتتآمر على بعضها البعض وعلى الشعب في كثير من الأحيان.

مشيراً إلى أن هذا الوضع نتج عنه نشوء جماعات ذات توجهات مختلفة وعمالة للخارج  لدى أكثرها حيث عملت هذه الجماعات على الإجهاز على ما تبقى من هيبة الدولة , وأصبح عموم الناس يخافونها ويحسبون حسابها أكثر مما يخافون ويحسبون حساب الدولة – حسب وصفه – , كما قويت وتعاظمت عصابات الافساد والحرابة والسرقة وتهريب الممنوعات والمخدرات ونهب الأموال العامة كعصابات تهريب الديزل وغيره مما هو ملك من أملاك الشعب إضافة إلى الانفلات الأمني والإداري وتعطيل كثير من الخدمات الضرورية .

وقال : وأكبر من ذلك إتاحة الفرصة لانتشار الأفكار والمبادئ والعقائد الضالة والمنحرفة والتي تشكل أكبر الأخطار على هذه الأمة ” أمة الإيمان والفقة والحكمة ورقة القلوب” .

وحمل فضيلة الشيخ المعلم المسؤولية رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزيرا الدفاع والداخلية بدرجة أساسية ثم كل وزير وكل محافظ وكل رئيس جهاز من أجهزة أمننا التي أصبحت لا تخيف المجرمين ولا القتلة ولا السرق ولا المهربين ولا دعاة الضلال والإنحراف , بل تخيف المواطن المسكين الذي يمشي في طريقه بطريقة سليمة كما يحصل عند بعض النقاط وفي بعض المواقع الأخرى .

وقال : على هؤلاء جميعاً أن يعلموا أن الله قد استرعاهم وهو سائلهم عما استرعاهم فيه ومعاقبهم على غفلتهم عن رعيتهم أو غشهم لها.

ولفت الشيخ العلامة المعلم إلى أن حضرموت جزء من اليمن أصابها ما أصابه , تعانى فيها ما يعانيه اليمنيون في أكثر المحافظات إلا إنه قال ” لنا ميزتنا وخصوصيتنا وإن كان الله قد خفف عنا بعض المعاناة في بعض الجوانب فذاك بفضل الله وحده ثم بما بقي لنا من قيم وأخلاق فاضلة وخوف من الله عز وجل عند عموم أبناء المحافظة” .

وأضاف : ” ويجب أن لا ننكر دور السلطة المحلية في هذا التميز وحرصهم على تجنيب المحافظة الكثير من الويلات وتوفير الكثير من المتطلبات التي تفتقدها كثير من المحافظات , على الرغم من العجز الظاهر والعوائق الكبيرة والقوي المخربة التي تتعرض لها المحافظة وكل ساعي لمصلحتها “.

وتابع بالقول : ” ومع ذلك نقول لهم لا تبقوا في هذا المربع الذي أنتم فيه الآن شدوا العزم واشحذوا الهمم وتغلبوا على تلك العوائق وواجهوا كل من يستهدف هذه المحافظة ويريدها بسوء , تجردوا من هوى النفس ومن قيود الولاء الحزبي إذا كان يتعارض مع مصالحنا العليا ” داعياً أن يكن ولائهم لله ولأهلهم وبلادهم فهو أشرف لهم وأضمن لفلاحهم في الدنيا والآخرة .

وخاطب فضيلة الشيخ المعلم أهل الحل والعقد من الشخصيات الاجتماعية وقادة التجمعات السياسية وغير السياسية بأن يضعوا أيديهم في يد أخوانهم في السلطة ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان مؤكداً بأن “زمن المناورات السياسية والمكايدات الحزبية واللعب الخداعة قد مضى وأصبحنا في زمن الجد وأمام معركة وجود أو فناء” حد قوله .

وتطرق الشيخ المعلم في خطبتي العيد إلى الظواهر التي ظهرت وهي أبعد ما تكون عن أخلاق هذه البلاد وأخلاق أهلها ومنها السرقات المعروفة التي كثرت وزادت وربما أصبحت تديرها عصابات منظمة , وكذا كثرت عمليات النهب الظاهر والسطو المسلح على بعض المحلات والسيارات والممتلكات إضافة إلى عمليات القتل والاغتيالات التي عانينا منها منذ زمن ليس بالقصير ولا زالت ” متسائلاً : “هل هذه الجرائم من محض ارادتنا ومن بنات أفكارنا ومن تخطيط عقولنا ومما ربانا عليه أباؤنا وامهاتنا؟

وتابع : قطعاً لا .. ولكن إما أن تكون العدوى وعواصف الفئة قد عصفت بنا حتى خضنا هذه المخاضات القبيحة وقد ألقى أمن مديرية المكلا القبض على بعضهم وأودعهم السجن , وأما أن يكون هناك من يخطط ونحن ننفذ على عمى .ومضى يقول : “ليس سوى أحد هذين التفسيرين فالواضح أن معظم المتورطين في هذه الجرائم والمنفذين لها هم من أبناء حضرموت وللأسف “.

ونبه الشيخ المعلم في خطبتي صلاة العيد إلى ظهور فتنة الثأرات فقال : “كما بعثت فتنة عظيمة كنا قد قضينا عليها منذ ما يقارب قرن من الزمان إنها فتنة الثارات القبلية والعصبيات الجاهلية التي تفشت في وديان حضرموت وسواحلها وسيطانها وفتحت علينا شراً عظيماً سيأكل الأخضر واليابس إن لم يتداركها العقلاء

وأضاف : “إن من مظاهر الفتنة والبلاء التي ظهرت في هذه الأجواء القائمة تحول بعض الأفراد المنتمين لبعض الأجهزة الأمنية إلى سرق ونهابين ومبتزين للناس منوهاً إلى أنه قد حدثت أكثر من حادثة وللأسف مجرموها يلبسون البدلة العسكرية أو يحملون البطاقة العسكرية “.

وتساءل فضيلته : كيف يأمن الناس إذا أصبح حاميها حراميها؟  وقال : ” ومن المؤسف أكثر أن أجهزتهم تغضب إذا ضبطوا للعدالة وتحاول تبرءتهم والانتقام لهم ممن وقف في وجوههم ” . حاثاً على أن يعاقب هؤلاء ومن يدافع عنهم ممن يفترض فيهم  انه سند للعدالة , فأثبت أنه معول من معاول الظلم والهدم – حد قوله – .

وأكد فضيلة الشيخ المعلم بأن سلبية المجتمع تعد من أخطر المظاهر المشينة والقبيحة وقال : “ثبت أن كثيراً من الجرائم ارتكبت جهاراً نهاراً أمام سمع وبصر العديد من الناس دون أن يتحرك أحد لمنعها أو منع المجرم  المعتدي من ارتكابها ".

وتساءل فضيلته : " ما هذا الجبن ؟, ما هذا الذل؟ , ما هذا الخور ؟, هل هذه هي شيم المسلمين الصادقين؟ , هل هذه هي شيم العرب الاصيلين؟, هل هذه شيم الحضرمي الذي شاع ذكره في الآفاق؟" وتابع : "كلا بل هي من اخلاق اليهود الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله". وقال الله عنهم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) وخاطب الشيخ المعلم الجميع بأن يقوموا بواجباتهم "قبل أن يتجرأ علينا المجرمون والمفسدون فينتهكوا أعراضنا وأموالنا بل ويزهقوا  أنفسنا وكل واحد منا ينتظر دوره جزءاً بما فرط في نصرة أخيه" .

وجدد فضيلته الدعوة إلى العمل على إيجاد حلف كحلف الفضول  الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت) حيث كان حلفاً على إلا يرى في مكة مظلوم إلا أخذوا له الحق ممن ظلمه معبراً عن أمله في أن يبادر عقلاء حضرموت إلى عقد مثل هذا الحلف ليشمل جميع أبنائها وجميع الوافدين إليها ممن التزموا بما التزم به ابناؤها من السلم والعدل وأداء الحقوق وكف الأذى والعدوان. كما تمنى أن تنطلق مبادرة أخرى تحقق الصلح بين جميع المتنازعين في هذه المحافظة لمدة يتفق عليها يسعى أثناء ذلك لحل المشاكل والفصل في القضايا بموجب شرع الله وما يوافقه من الأعراف والعادات الحميدة ومن أبى الانصياع للحق يكون الجميع خصماً له حتى يفيء إلى أمر الله.

وتناول الشيخ المعلم في خطبتي العيد ما يجري في أرض غزة من عدوان آثم داعياً إلى يكون الجميع مع أخوانهم في غزة بقلوبهم ومشاعرهم  والدعاء لهم ونصرتهم بكل الوسائل .

وقد تبادل محافظ حضرموت مع جموع المهنئين في مصلى العيد التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية العظيمة .. متمنياً أن تعود هذه المناسبة على الجميع بالخير والبركات وقد تحقق للمحافظة  والوطن عموماً كل ما يصبو إليه من تقدم وأمن واستقرار وتطور وازدهار.