آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أخبار المحافظات


المحاجي –بني بكر- خلاقة: طريق تُعبَّد بالإسمنت ..فهل اقترب وصول الاسفلت ؟!

الجمعة - 25 يوليه 2014 - 05:53 م بتوقيت عدن

المحاجي –بني بكر- خلاقة:  طريق تُعبَّد بالإسمنت ..فهل اقترب وصول الاسفلت  ؟!
صورة للطريق الذ ينشده الاهالي منذ سنوات

يافع ((عدن الغد)) خاص:

كتب / علي صالح الخلاقي

ما تزال مديرية الحد – يافع تفتقر لكثير من المشاريع الحيوية، ومن أهمها شبكة المواصلات المعبدة التي لم تصل إلا إلى أطرافها ضيفا عابرا من لبعوس في اتجاه محافظة البيضاء المجاورة.. فقد طال انتظار تعبيد الشريان الرئيسي الذي يربط مناطق المديرية بمحيطها وببعضها البعض، والمتمثل بطريق المحاجي – بني بكر- خلاقة، الذي لا يتجاوز طوله(20 كيلومتراً) في هضبة منبسطة، مسطحة، غير صعبة التضاريس، بينما نسمع في طول البلاد وعرضها عن انجاز تعبيد مئات الكيلومترات من الطرق بعضها في مناطق جبلية صعبة التضاريس.

والعجيب والغريب أن هذه الطريق غير الطويلة قد اعتمدت في أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين، وكان العمل يبدأ فيها مع كل بدء دورة انتخابية، سواء انتخابات المجالس المحلية أو مجلس النواب أو الانتخابات الرئاسية، حيث يرى الناس الآلات العديدة تعمل لأشهر دون انقطاع في تسوية وتمهيد الطريق ويستبشرون خيراً، لكنهم يصدمون وتضيع فرحتهم حين تتوقف الأعمال فجأة، فبمجرد انتهاء الانتخابات ومرور وقت يسير عليها، حتى يسدل الستار على هذه المسرحية، وتتوقف الأعمال وتنسحب المعدات، بفعل فاعل، في ظل صمت وسكوت من السلطة في كل المستويات المحلية والمركزية وكأن مديرية الحد لا تعنيهم في شيء، وأصبح مواطنو هذه المديرية يشعرون وكأن هذه الطريق هي عقاب جماعي لهم أو مجرد لائحة تعلق عليها شعارات ووعود المرشحين في كل دورة انتخابية فقط. وتزداد حسرتهم أكثر وهم يشاهدون بأم أعينهم أن أعمال التمهيد والتسوية التي تتم في كل مرة لعدة كيلومترات، لم يكن ينقصها سوى فرشها بالإسفلت، تذهب بكل أسف أدراج الرياح، إذ تعود الطريق إلى سابق عهدها وربما تصبح أكثر سوءاً وتفقد ملامحها، خاصة في مواسم الأمطار والسيول التي تجرف ما تم انجازه، وتحول هذه الطريق إلى أخاديد وحفر وكأنك يا بو زيد ما غزيت، دون أن يفكر أحد بحجم الأعمال التي انجزت والأموال التي انفقت، وكان بالإمكان الاستفادة منها بفرش الأجزاء التي تم تسويتها بالإسفلت، على أقل تقدير،  حتى لا تذهب مثل هذه الأعمال والاعتمادات المصروفة هدرا في كل مرة.

ولا غرابة أن لجأ الناس في بعض قرى الحد – يافع إلى التعاون فيما بينهم لإصلاح ما عسر وصعب من الطرق المؤدية إلى قراهم بفرش الأجزاء الصعبة بالإسمنت، بعد أن طال انتظارهم لتعبيدها بالإسفلت.. ومثال ذلك ما رأيته خلال خلال زياراتي المتعددة، فأجزاء كبيرة من الطريق التي داخل مدينة بني بكر (عاصمة الحد) أو تلك الطريق التي تربطها بجارتها مدينة "خُلاقة" قد تم تبليطها بطبقة من الحديد والاسمنت، وعلى مراحل متباينة، خاصة تلك المواقع التي تكون عرضة لأضرار السيول، وهو عمل إسعافي وجهد يشكر المواطنون عليه، لكنه ليس بديلا لتعبيد الطريق بالإسفلت.  

ما دفعني للكتابة عن هذا الطريق الحيوي في هذا الوقت بالذات، هو خبر سار لفت انتباهي، قرأته في صفحة النائب: عبدالله الخلاقي عضو مجلس النواب، نشره في 26 يونيو الماضي، يقول فيه بالنّص:"بشری لأبناء الحد الكرام : تم اليوم بإذن الله توقيع العقد مع المقاول للبدء بتنفيذ طريق المحاجي- بني بكر-خلاقة، بعد سحب الطريق من المقاول السابق. وسيتم مباشرة العمل خلال أو بعد شهر رمضان إن شاء الله، ونطلب تعاون الجميع، ونشكر كل من تعاون وساهم معنا من أبناء الحد الشرفاء..رمضان كريم وكل عام وانتم بخير".

وبقدر الفرحة التي يشعر فيها كل من يقرأ مثل هذه الخبر السار، خاصة وأنه يأتي في غير المواسم الانتخابية التي تكثر فيها اسطوانات الوعود المعسولة التي شبع منها المواطنون واصبحوا يمقتونها، فإنهم يتمنون أن يكون صادقا، وأن يضع هذا الطريق بإنجازه حداً لمعاناتهم التي طال أمدها منذ أكثر من أربعة عقود، ويحول حلمهم  إلى حقيقة .

لقد مضى رمضان الكريم، ولم يبدأ العمل خلاله.. وينتظر المواطنون بفارغ الصبر بعد عيد الفطر بدايات حقيقية وأعمال على أرض الواقع يحشد فيها المقاول الآلات والمعدات. وبقدر شكرنا وتقديرنا لكل من سعى في متابعة اعتماد هذا المشروع، وكذا البدايات المبشرة في انجاز الخط الآخر الذي يربط ذي ناعم بالحد، فإننا ندعو الله في خواتم هذا الشهر الفضيل أن لا يمسه الضر، وأن لا تلحقه لعنة التوقف المفاجئ، أو داء التعثر لأي سبب وأن يصل إلى نهايته.

 وثقتنا كبيرة في أن جميع المواطنين في مديرية الحد – يافع، كعهدنا بهم،  لن يكونون إلا عونا وسندا لإنجاز هذا الطريق الحيوي الذي طال انتظارهم له.

وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير..