آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

اليمن في الصحافة


قيادي حوثي : عمران باتت “جمهورية” وماحدث فيها “ثورة”

السبت - 12 يوليه 2014 - 05:38 ص بتوقيت عدن

قيادي حوثي : عمران باتت “جمهورية” وماحدث فيها “ثورة”
علي البخيتي متحدثا لقناة الجزيرة قبل اشهر

من يحيى السدمي: السياسة الكويتية

 أعلنت جماعة “أنصار الله” الحوثية استعدادها لتسليم المؤسسات الحكومية التي سيطرت عليها في محافظة عمران إلى الدولة.

 وقال عضو المجلس السياسي للجماعة علي البخيتي, في تصريحات خاصة إلى “السياسة”, أمس, “نحن وثوار عمران لن نقدم أنفسنا بديلاً عن الدولة, ومستعدون لتسليم كل المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية للسلطات المختصة, وسنعمل على عودة المحافظ وكافة الأجهزة الإدارية والأمنية للدولة للعمل في مدينة عمران, وقد حافظنا على المباني والمؤسسات الحكومية والبنوك بحالتها, ومستعدون لتسليمها بأمانتها للجنة رسمية”.

 

 وأضاف البخيتي “كان هدفنا ببساطة هو إخراج دواعش التنظيم الدولي للإخوان المسلمين, “حزب الإصلاح” والميليشيات المتحالفة معه من مدينة عمران, وتحقق ذلك بفضل بسالة ثوار محافظة عمران الذين هم من مختلف الانتماءات السياسية, والذين تمكنوا من إسقاط مَلَكِية عائلة الأحمر وحلفائهم في محافظة عمران وإعلان عمران جمهورية للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً”.

 

 وبشأن استعداد الحوثيين لتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بحوزتهم والأسلحة التي سيطروا عليها من اللواء 310 مدرع, قال البخيتي “بالنسبة لموضوع السلاح, سبق وأوضحنا مراراً أنها مُشكلة يمنية ولا تخص طرفاً بعينه, ونحن بهذا الخصوص نكرر التزامنا بما ورد في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتعلقة بهذا الموضوع, شرط أن يتم تطبيق المخرجات بشكل متكامل ووفقاً للتراتب المنصوص عليه في فريق قضية صعدة على وجه الخصوص”.

 

 وأشار إلى أن الذين شاركوا في ما وصفه بـ”ثورة عمران” هم “قبائل من مختلف مناطق المحافظة ومن مختلف الانتماءات السياسية”, و”بالتالي فان الأسلحة التي يُشاع أنهم استولوا عليها في عمران من دواعش إخوان اليمن “حزب الإصلاح” والميليشيات المتحالفة معهم بعد فرارهم من أرض المعركة, أو من اللواء 310 التابع لعلي محسن الأحمر ينطبق عليها ما ينطبق على الأسلحة التي مع بقية قبائل اليمن, وتم الاستيلاء عليها في مراحل الصراع المختلفة منذ حرب 1994 التي نهبت خلالها عشرات المعسكرات التابعة للجيش الجنوبي السابق, مروراً بما تم نهبه في الجوف وأرحب وتعز من قبل ميليشيات الإخوان خلال أحداث ثورة فبراير2011 ولم يتم توريد أي من تلك الأسلحة والمعدات بمحاضر رسمية إلى الآن”.

 

 ولفت إلى أن “الطيران الحربي الموالي لعلي محسن الأحمر أجهز بقصفه المستمر حتى هذه اللحظة على أغلب الأسلحة والمخازن والآليات الثقيلة للواء 310″. وحمل البخيتي “الإخوان” والميليشيات المتحالفة معهم مسؤولية ما حدث في عمران, مؤكداً أنهم “الطرف الذي رفض اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه اللجنة الرئاسية برعاية وزير الدفاع ووقعته مختلف الأطراف, وهم الذين أطلقوا النار على اللجان الرئاسية التي كلفت بالنزول إلى الأرض ورفع المتاريس والاستحداثات, وهم الذين اتهموا وزير الدفاع في وسائل إعلامهم بالخيانة, وهذه الوقائع معروفة للجنة الرئاسية ومدونة في محاضرها ولدى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع نسخة منها”. ورداً على مطالبة حزب “الإصلاح” بإدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب, قال البخيتي “نحن لم نتحالف مع القاعدة أو أي جماعات إرهابية, أو نمارس أي أفعال يمكن أن تصنف كعمليات إرهابية, فكل ما نخوضه هي معارك علنية للدفاع عن أنفسنا, وندعو إلى السلم دائماً, ووافقنا على مخرجات الحوار وأعلنا مراراً وتكراراً التزامنا بها, وبالتالي فلا مبرر لأي طرف لتصنيفنا كجماعة إرهابية, والذي يستحق هذا التصنيف فعلاً هم “الإخوان المسلمون” بسبب ما ارتكبوه في مصر من عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة, إضافة إلى تحالفهم الواضح مع “القاعدة” في اليمن ووقوفهم إلى جانبها في الحرب التي خاضها الجيش اليمني أخيراً ضدها في أبين وشبوة وبقية المناطق, وبمتابعة بسيطة لتصريحات قادة “الإخوان” وتعاطي وسائل إعلامهم مع تلك الحرب سيتضح بجلاء ذلك التحالف بل والتماهي”.

 

 واعتبر أن المشكلة ليست مع “حزب الإصلاح”, فرع التنظيم الدولي لـ”الإخوان” في اليمن, “بل مع ارتباطه بالقاعدة وبقية المجموعات التكفيرية وتحالفه مع أجنحة قبلية وعسكرية فاسدة ومجرمة نهبت اليمن أرضا وثروة وقتلت إنسانه على مدى عقود”.

 

 في المقابل, احتشد عشرات الآلاف أمس بشارع الستين في صنعاء تلبية لدعوة اللجنة التنظيمية لثورة الشباب الشعبية السلمية في جمعة “الدفاع عن الجمهورية والوفاء لشهداء الجيش”, ورددوا هتافات ثورية تنادي باستعادة الدولة لهيبتها في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون ونزع سلاحهم الثقيل والمتوسط.

 

 وقال نائب وزير الإعلام فؤاد الحميري لـ”السياسة” انه “إذا بقي السلاح الثقيل في أيدي الحوثيين ولم يسلموه فهذا مخالف لمخرجات الحوار الوطني, كما أن نهب الحوثيين أسلحة أخرى مملوكة للدولة يمثل خرقا لوثيقة الحوار الوطني, واستخدامها في مواجهة الدولة والجيش ونشر الإرهاب في البلد هو مخالف للحوار الوطني”.

 

 ورأى الحميري أن “الحوثيين لم يدخلوا أي منطقة أو مدينة إلا مارسوا فيها الإرهاب, لكن الفرصة الأخيرة لهذه الجماعة ماتزال قائمة الآن لتتدارك أخطاءها وتستجيب لنداء العقل وتعلن اعتذارها عن كل الجرائم التي ارتكبتها بحق اليمن واليمنيين, وأن يسلموا (الحوثيون) على الفور كل الأسلحة الثقيلة المملوكة للدولة الموجودة بحوزتهم, وأن يعلنوا عودتهم لوثيقة الحوار التي وقعوا عليها, وإلا فإنهم يؤكدون أنهم معرقلون للتسوية السياسية وللانتقال السلمي للسلطة وغير مستعدين لأن يكونوا جزءاً من مجتمع مدني مسالم”.

 

 ودعا الحميري حكومة الوفاق الوطني إلى الكف عن المواربة وان تقوم بواجبها لتنفيذ وثيقة الحوار الوطني وعلى رأسها استعادة الأموال والأسلحة المنهوبة وبسط نفوذ الدولة على كافة الأراضي اليمنية.

 

ميدانياً, ارتفع عدد ضحايا المواجهات بين مسلحي الحوثي وحزب “الإصلاح” في محافظة الجوف شمال شرق اليمن, بعد ثمانية أيام من القتال, إلى 60 قتيلا وأكثر من 100 جريح. وقال مصدر قبلي لـ”السياسة” إن المواجهات بين الجانبين بمختلف الأسلحة بما فيها الدبابات زادت حدة في مناطق الصفراء وبراقش والساقية, موضحاً أن الصراع يدور على خلفية موقع الصفراء الستراتيجي الذي يتبع إدارياً محافظة مأرب ويتمركز فيه الحوثيون ويتحكم في الخط العام المؤدي إلى مأرب والمحافظات الأخرى.

 

 من جانبه, قال عضو اللجنة الرئاسية الشيخ حسن أبو هدرا لـ” السياسة” إن “اللجنة ما تزال في صنعاء منذ مغادرتها الجوف الاثنين الماضي بعد رفض طرفي القتال التجاوب معها”, داعياً الجانبين إلى وقف فوري لإطلاق النار والالتزام بالاتفاقات الموقعة وسحب كافة الاستحداثات والعودة إلى مواقع ما قبل اندلاع المواجهات.