آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:35ص

ملفات وتحقيقات


العفّاج بمضاربة لحج .. أهلها يشربون الماء المالح ويعيشون في ظلام دامس

الأحد - 27 يوليه 2014 - 10:12 م بتوقيت عدن

العفّاج بمضاربة لحج .. أهلها يشربون الماء المالح ويعيشون في ظلام دامس
جلب الماء على الحمير عادات قديمة أجبر أهالي مضاربة لحج على استخدامها واستحداثها لجلب الماء - عدن الغد

لحج ((عدن الغد)) خاص:

يعيش أهالي قرية العفّاج التابعة إداريا لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج  ظروفا قاسية وصعبة ازدادت ترديا مع حلول شهر رمضان المبارك الذي تزامن مع انقطاع الكثير من الخدمات في المنطقة وخصوصا في جلب المياه الذي أصبح أكثر أعباء على النساء اللواتي يحملن من أماكن بعيدة ومتفرقة وعلى رؤوسهن أو بالوسيلة القديمة بالنقل على ظهور الحمير ،فأهالي تلك القرية لحقت بهم المتاعب .

ففي قرية كهذه لأصوت يعلو فوق صوت الآمال والأماني أناس كل حديثهم عن المشاكل التي يعانون منها بسبب عزلتهم وغياب الخدمات لقريتهم والتي تزداد يوما تلو الأخر ،وفيها الكثير من الفقراء والمساكين الذين غلب عليهم الفقراء وهناك البعض الأخر من هو مستور الحال  لتحسين حال أسرته ،فحياتهم مهددة بالخطر بكل أساليب المعاناة ،فالأهالي منتظرين تنفيذ مشروع المياه الذي مضى عليه عدد من الأشهر وأصبح القائمين عليه في تماطل وغموض  ووعود عرقوبية  حتى اللحظة سكان قرية العفّاج لم يفلحوا بشربة ماء من مشروعهم الجديد ،مقاولون مختفون  وسلطات متغاضية ،تفاصيل أكثر فإلى التقرير التالي:

 

تقرير/ محمد المسيحي

 

مشروع مياه متوقف

أصبح أهالي تلك القرية في انتظار لتنفيذ مشروع المياه الذي انتظره الكثير من الأهالي  ولكن تبخر مع  القائمين المتعاقبين عليه رغم أن الأهالي في قرية العفّاج وجهوا عدد من المناشدات إلى سلطات المحافظة بلحج إلا إن  الأمر ازداد إهمالا ،ومضت الأشهر والمشروع مازال  متوقف ولم يستكمل المقاول المنفذ مهمته التي التزم بها ،فهم منتظرون لهذا المشروع ولعل يعود بالنفع للقرية إلا أن القائمين  في تماطل في عدم تنفيذه ويردفون على الأهالي وعود عرقوبية في كل لحظة، فسكان قرية العفاج يعانون في جلب المياه ومن أماكن بعيده وفوق رؤوس النساء  أو على ظهور الحمير والقرية في افتقار لعدد من المشاريع ،ومصادر المياه التي يجلبوها من أعماق الآبار تأتي من مصادر غير ملائمة وبعضها مالحة  بسبب وجود الآبار في أماكن مكشوفة وهذا ما سببت لهم الكثير من الأمراض وخصوصا في شهر رمضان المبارك الذي  أصبحن النساء في استمرار العمل والجلب  للمياه ووسط أشعة الشمس إلا أن جميع أهالي القرية يعتزموا بنقل احتياجات المنزل أما على ظهورهن أو على الحمير وهي المساعدة لنقل البضائع ووصولها إلى المنازل.

 

البهائم .. وسيلة النقل

أصبحت البهائم الوسيلة الوحيدة للنقل لا يوجد في المنطقة أي وسيلة جديدة سوى تراكم المعاناة ،كل وجها المنطقة أصبحوا في انشغال  بمصالحهم الشخصية وترك القرية  تعاني كل الأمور الصعبة، فالمعاناة يومية في ظل غياب كل الخدمات الأساسية ولهذا السبب جعل القرية معزولة وكأنها ليس من ضمن خريطة اليمن.

 

القرية في ظلام

خلافا للقرى التي وفرت لها  أعمدة الكهرباء في عموم مديريات محافظة لحج ومناطقها إلا أن الأمر يزداد تعقيدا لعدم وجود أي خدمة تبشر الأهالي بفرج الخير لا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا صحة  قرية خالية من جميع الخدمات، رغم تكرار وعود المعنيين إلا أنها تبخرت وظلت حبرا على ورق فهي قرية بسيطة متواضعة ببساطة أهلها الطيبون إلا أن  هناك من يريد أن يدمر حواجز الخير فيها ويجعلها تعيش في ظلام مستمر وهذا من أبنائها ومن وثق بهم المواطنون ليجعلهم رموزا لهم وتمثيلهم في جميع المشاريع إلا أن الوعود  التي قدمت من قبلهم لم يفوا بها لانشغالهم بأمور شخصية أخرى  وجمع الأموال لأسرهم لا غيرها ،فتلك القرية لم تعرف النور قط فسكانها يعتمدون على الفانوس كسراج ليضيء لبضع الدقائق وينطفئ وهكذا تستمر معاناتهم يوما تلو الأخر ويعيشوا في ظلام .

 

المجلس المحلي في القرية نائم

لكل قرية عضوٌ في المجلس المحلي و هو المحرك  في تنفيذ المشاريع وسرعة تنفيذها ففي قرية العفاج يوجد عضو في المجلس المحلي ولكن منذ أن تم ترشيحه وتنصيبه عضوا للقرية  لا يرى الأهالي منه أي خير سوى  القعود في منزلة وأصبح في سبات لا يحرك ساكنا مشاريع  لا يعلم بها واجتماعات متغيب عنها  فقط اسما  لا تنفيذ حياته مقصورة بأموره  الشخصية  وترك أهالي القرية في مزبلة الفساد المستنقع  دون أن يراجع نفسه يوما بما هو مكلف عنه ،وضع كل أهالي القرية ثقتهم فيه  ووعدهم بعدد من المشاريع قبل أن يفوز في الانتخابات المحلية ولكن بمجرد أن  فلح ذلك اتخذ فرصة وحيدة وهي تلك الوعود العرقوبية دون أن يلاحظ يوما بأمانة من أبناء القرية ومن أقرباء  الأهالي  فوجوده  كعدمه لا يحرك أي ساكن  سوى مواكبة المشاكل وتعددها  دون أن يشعر بالخجل ،وهذا مما جعله أن يفي بوعده للناخبين من القرية.

 

وحدة صحية  بلا أدوية

العجيب في الصحة أنها وفرت مساعد طبيب في القرية ووحدة صحية  تتبع احد الشخصيات في المنطقة كانت  قديما منزلا وتحولت إلى وحدة صحية قدمها رجل خير في المنطقة يدعى طه احمد علي سيف ،نظرا لظروف الأهالي  وصعوبة العيش قدم منزله لسكان القرية بان يكون وحدة صحية  لعدم توفر مشفى قريب من القرية وكل القرى المجاورة لهم وهب تلك المنزل ليكون معالجا لجميع الأسر ،ولكن الغريب في ذلك  أن الوحدة الصحية بلا أدوية وتفتقر لعدد من الأدوية  ومهملة لدرجة كبيرة من قبل القائمين بأمورها والصحة في المديرية لم تراقب ذلك العمل الذي أصبح  مماطل لعدم توفير الأدوية وكذا الدوام المتتالي من قبل المساعد الطبيب الذي وجد لمعالجة الأسر الفقيرة والميسورة فهو مزاجي في جميع  أموره لا يصحوا من نومه في وقت متأخر وكان ذلك ليس من مهامه  متغيب  عن الوحدة الصحية لا يحضرها إلا في وقت محدد في النهار  أما في أوقات المساء وفي الحالات المتضررة لا ينهض من بيته وهو في حالة نوم وما يلاحظ من قبله انه وجد لتغير المزاج فقط ليس للمساعدة لجميع أفراد القرية .

ومع مرور الأيام  فإذا بالنور يظهر في توفير وحدة صحية حكومية ولكن لم تستكمل حتى اللحظة ومازال المقاول يمارس عمله فيها ،فهنا في قرية العفاج الموت إجهاضا هو المصير من لا يسعفهن الوقت ويسر قدوم سيارات "الانجيز" إلى مشافي المدينة وكذا هو حال باقي المرضى العاجزين عن السير لكن المضحك في الأمر أن تلك الوحدة الصحية المتواجدة في القرية لم ينقذ احد حتى مشفى المديرية "الشط" حالة كحال الوحدة الصحية في القرية فهما أصبحا عملتان واحدة في موت البشرية فقط لا إنقاذهم ،فأقصى خدماته تظل موسمية في حملات اللقاح السنوية أو الفصلية غير أن الأهالي يؤكدون أن وعورة الطريق الواصلة بين الوحدة الصحية وبعض المناطق الأخرى القريبة  والبعيدة منه يجعل أفراد حملات التطعيم تلك يؤجّلون يوما بعد أخر حتى تنقضي الفترة المحددة واللقاحات المتوافرة ما يدفع بالأهالي إلى جلب أطفالهم إلى مراكز أخرى أو وصولا مشيا على الأقدام إلى  الوحدة الصحية الخالية من  خدمات العلاج لتلقيح أطفالهم  لعدم ضياع فترة التلقيح والبعض الأخر من الأسر ممن يتجاهل اللقاح برمته.

 

الرحلة باهظة الثمن

عندما تسال أهالي القرية عن البعد والرحلة بين القرية والمدينة لعدم وجود طريق معبد يربط القرية بالطريق العام المار بخط عدن الحديدة، فهنا تجد الجواب في رحلتهم الشاقة أكثرهم لا يذهب للمدينة إلا وفي جيبه  أكثر من 10 ألف ريال  منها مواصلات  وأخرى  للمأكل والمشرب حد قول الأهالي، رغم تزايد السعر في السفر من قبل بعض  الميسرين ممن لديهم سيارات  نقل  تجد المعاناة  تتفرقع في وعرة الطريق وبعدها ووسط أتربة ورمال  وصحراء قاحلة  لا يوجد فيها أنيس ولا جليس سوى المشقة المتعبة فقط وبعدها عن المدينة مما جعل بعض الحالات  المرضية تموت في الطريق  لوعرة الطريق وبعدها والبعض الأخر ممن يعاني المخاض قد لا توصل إلى المشفى إلا وقد وضعت الجنين في وسط الطريق هذا مما يلاقوه أهالي قرية العفاج مشقة ومعاناة مستمرة لا تتوقف عنهم وكأنها خلقت ملازمة لحياتهم ووضعهم المعيشي.

 

أطفال منسيون

أطفال قرية العفاج ليس كالأطفال.. ليس من حقهم اللعب لان حياتهم مهددة بالخطر لعدم وجود أي وسيلة  تساعدهم على اللعب أو النهوض إلى مراتب أعلى، وهذا ببساطة لان واقعهم المؤلم اختار أن يطمس حقوقهم وأحلامهم بان يعيشوا طفولتهم ويجعل هم معيلهم توفير قوتهم اليومي فقط.

وبمجرد الاقتراب من احدهم تعرف حقيقة أطفال يعانون بحق ،وبالنظر إلى  أياديهم المشققة والتي يسيل منها الدم من قسوة الشقاء والمتاعب التي لحقت بهم ،وهذا تحدثك عن فقر أسرهم واحمرار وجناتهم يخبرك أنهم من كوكب آخر غير الذي نوجد فيه ،همّهم الوحيد قطعة خبز  يسدون به رمقهم في  درجات الحرارة المرتفعة ،لكن لبساهم هو الأخر ينبؤك أن أهلهم لا حول لهم ولا قوة فهم يتأقلمون مع الزمان رغم قسوته  وظلم قيادته لهم إلا أنهم صابرون بكل ما يحدث من تقلب وتغيير ،فهم لا يجدون أي مكان آخر للجوء إلية سوى الوقوف على مرارة العيش التي كتبت لهم في قريتهم العفّاج.