آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:01م

ملفات وتحقيقات


تقرير: تفاصيل دقيقة وخاصة عن واقعة مقتل الطفلة شيماء بعدن

الثلاثاء - 08 يوليه 2014 - 05:06 ص بتوقيت عدن

تقرير: تفاصيل دقيقة وخاصة عن واقعة مقتل الطفلة شيماء بعدن
المتهمون في قضية مقتل الطفلة شيماء

تقرير هبة الله صلاح

كانت الأحزانُ والآلامُ والدموعُ طقوسٌ المقابرِ ، بين وداعِ جسدٍ .. وبقاءُ روحٍ .. وخذلانِ مجتمعٍ بأكملهِ ومنظماتهِ ، لم يُمنعهُ وقارَ شَعَرهِ الأبيضِ عن :كبحِ شهوتهِ الإجراميةِ عن اختطافِ واغتصابِ وقتلِ طفلةٍ في عمرِ أحفادهِ ..!!

تمّ الشكّ في المتهمِ الأولِ من قبلِ سكانِ الحي وأفرادِ قسم شرطة كريتر ،لم يُحددْ إلى الآن سببَ الموتِ .. هل أثرُ الاغتصابِ .. أم أن المجرمينَ هما من قاما بقتلِ شيماء لإخفاء جريمتهما البشعة ؟؟

آثارُ دماء عذرية الطفلة في جدران منزل وملابس إحدى المتهمين ...

-كم أردنا كتمان البوح في قلوبنا من شدة ما أصابنا من آلم لحظة تشيع نعشها .. قد كنا بجانب ضريحها نتبادل التعازي فيما فقدناه .. فيما أصابتنا من فجيعة بحق الطفولة .. حينها لم يعد بإمكاننا منع دموعنا من التساقط من بين أجفاننا بخشوع .. وبصمت مريب .. صمت يروي لنا بشاعة ما تعرضت له البريئة وكل ذنبها أنها كانت تحلم بلعبتها .. عجزنا عن إخفاء حزننا المرير على الجسد الذي عفنته شهوة مجرم ترك آثار جرمه على جسد لا يقوي على هز الريح .. أنزلت شيماء بيتها الجديد ببطيء شديد لتقابل ربها وتروي له عذابها الأليم .. ألحدها أهلها وودعها الكل وداع الغريب ..كم أردنا إبعاد الغطاء عن وجهها الملائكي لنرسم قبلة الوداع .. لكن عن أي جبين أردنا تقبيله ورائحته في منتهى التعفن .. حينها فقط رمي عليها التراب في مثواها الأخير .. لترقد روحها المظلومة بسلام عند خالقها الكريم...

-تشيع الجثة إلى مثواها الأخير ...

-تم مساء الجمعة الموافق 4/7/2014 م بعد صلاه العصر تشيع جثمان الطفلة المغدور بها  / ماريا شهاب الملقبة  بشيماء  من مستشفى الجمهورية التعليمي بمنطقه خور مكسر الى مسجد شمسان في منطقة كريتر وبعدها الى مقبرة القطيع بكريتر حيث دفن جسدها الطاهر هناك. وقد شارك عدد من سكان عدن في تشيع الجنازة ,كما تبين لحظة تشيع ودفن الجنازة تواجد والد الضحية الذي عبر عن حزنه على ما أصاب ابنته ببكائه فوق نعشها.

-سير القضية في أروقة الشرطة...

أفادت إدارة البحث أن الجريمة بدأت في الحي الذي تسكنه الطفلة وأنه قد تم اختطافها من قبل المتهم الذي ثبتت عليه كافة الأدلة (موسى) والذي هو في الخمسين من العمر, إلى منزله في الحارة ذاتها حيث أن الجاني استغل عدم تواجد زوجته وأولاده في المنزل بسبب أن زوجته ذهبت للوضع في منزل أهلها, حينها عمل على اختطاف شيماء من الشارع ومن ثم ذهب بها إلى منزله حيث اغتصبها بمساعدة المتهم الثاني (عبدالله) وبعدها قاما بأخذ الجثة الهامدة إلى فوق الجبال بعد أن غوطها في المنزل بكيس من مادة النايلون لونه أزرق والذي أدى إلى تعفن الجثة.

وقد غطى جسد الطفلة من أطراف قدميها إلى أعلى صدرها كما قاما بربطها بحبل, وفي منتصف الليل أخذوها ووضعوها في غرفة قيد التعمير "مهجورة" في منطقة الجبال وحينها قام المتهم الأول بمحاولة حفر لكي يقبرها ويخفي جريمته , إلا أنه شعر بأنه سيفضح بسبب صوت أداة الحفر .. بعدها ترك الجثة هناك وهرب .. وقد علمنا من مصادر أمنية خاصة أنه في أثناء نزول طاقم الشرطة للتفتيش في منزل المتهم موسى, وبعد إيجاد الأدلة في منزل المتهم وبعد الإثبات بأن المتهم هو الفاعل, قام بعض أهالي الطفلة بالاعتداء على إحدى المحققين ومن ثم قاموا باقتحام منزل المتهم وتكسير كافة ممتلكاته وأرادوا قتله . كما علمنا أنه خلال الأيام القادمة سيتم إرسال ملف القضية إلى النيابة مع المتهمين.

- مؤسسة إنصاف تصرح وتؤكد ..

صرح المحامي إيهاب باوزير رئيس مؤسسة إنصاف القانونية للدفاع عن حقوق المرأة والطفل بأنه خلال 7 أيام من تاريخ إيجاد جثة الطفلة ماريا شهاب الملقبة ب(شيماء) ,تمكن الفريق المكلف في القضية في قسم شرطة كريتر فجر يوم الأحد الموافق6-7-2014م,بالقيام بتفتيش منزل المتهم الأول وهو موسى راشد وخلال التفتيش تم العثور على ملابس الطفلة وبقايا دماء على ملابس المتهم وأيضاً عثروا على آثار دماء على إحدى جدران المنزل وعلى الفرش الذي تمت به عملية الاغتصاب, مما أكد قيام المتهم موسى وبمساعدة من المتهم الثاني عبدالله قيامهم بقتل الطفلة ماريا.

إضافة إلى ذلك  الاعترافات الذي أدلى بها المتهم الأول بوجود ملابس الطفلة في منزله.

 كما أكد فريق عمل مؤسسه إنصاف القانونية بأن دفن الطفلة لا يعني نهاية القضية وإنما يعني بدايتها .. و دعوا منظمات المجتمع المدني للقيام بدورها بمناصرة هذه القضية (( لتحقيق العدالة بها )) وكل القضايا التي تمس الطفل بدرجة أساسية حيث أن الاطفال الحلقة الاضعف والأكثر عرضة للانتهاكات بمختلف أنواعها, وأن ماريا شهاب ماهي إلا إحدى ضحايا هذه الانتهاكات لذلك يجب أن يقف الشارع مع هذه القضية وغيرها من قضايا الانتهاكات ضد الأطفال والنساء لأنهم  الشريحة الأضعف في المجتمع ,لذلك طالب باوزير من الجميع المساهمة في جعل قضية ماريا شهاب (قضية رأي عام).

-    مدير عام شرطة عدن يشيد بالجهود الذي قام بها كلاً من أفراد قسم شرطة كريتر ومؤسسة إنصاف ..

وفي تصريح للدكتور مصعب علي سعيد الصوفي مدير عام شرطة محافظة \عدن حول قضية شيماء قال بأن الكشف عن الجاني وإيجاده يعود للجهود الطيبة والمثابرة الذي بدلها قسم شرطة كريتر بمتابعتهم لهذه القضية والقضايا المشابهة لها, وحتى لا يتم تهميش جهود الآخرين توجه الصوفي بالشكر والتقدير لطاقم شرطة كريتر وعلى رأسهم الأخ عمار العماري. كما قدم الشكر لطاقم مؤسسة إنصاف القانونية وما تبذله من جهود طيبة في خدمة المجتمع.

وأشار أنه سيتم التعاون بين إدارة الأمن ومؤسسة إنصاف القانونية وقد رحب بهذا التعاون بما سيخدم حماية المرأة والطفل في المجتمع وسيحد من معدل الاغتصابات الذي أزادت مؤخراً بشكل كبير, وقد أقرا بكامل استعداده وإدارة الأمن على تقديم المساعدة بعد أن يتم الاتفاق على آلية محددة ومدروسة لهذا التعاون.

-    منظمات المجتمع المدني في عدن تغيبت عن التضامن والتشيع ..

عقدت مجموعة منظمات المجتمع المدني / عدن الأسبوع الماضي لقاءً تشاورياً بخصوص قضية شيماء التي أثارت مؤخراً حفيظة وقلق المجتمع في عدن , وأنه قد دعت المنظمات الحاضرة إلى أهمية العمل معاً؛ لأجل الانتصار للطفلة شيماء وأمثالها وللتضامن مع أسرتها ولإعادة الثقة والطمأنينة في المجتمع . كما أكدت هذه المنظمات على عزمها بالقيام بوقفة تضامنية في يوم تشييع جثمان الطفلة شيماء , وقد تم تحديد موعد الدفن وتم دعوة المنظمات لكنهم لم يأتوا لمناصرة القضية والتضامن معها ,مما خيب آمال الأسرة المسكينة, ولا نعلم عن أسباب تغيب هذه  المنظمات التي كانت قد أكدت وقوفها وتضامنها مع  القضية ..!!